أبوظبي – الوطن:

ضمن مساهماته في فعاليات الدورة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام 2023، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقة نقاشية بعنوان: «الشباب والتعليم ومستقبل الإعلام»، وذلك في جناح تريندز بالكونغرس المقام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة نخبة ضمت باحثين، وعُشاق وسائل الإعلام، وطلاباً، ومتخصصين في إدارة المحتوى، فيما سجل 6 حلقات من “بودكاست تريندز” تناقش قضايا المناخ والاستدامة والإعلام من عدة أوجه، كما وقع اتفاقيات بحثية مع 5 مؤسسات فكرية وإعلامية.

تناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها موزة المرزوقي، الباحثة ورئيسة الدراسات الاقتصادية في تريندز نظرة نقدية على إنتاج وتداول واستهلاك وسائل الإعلام في العالم المعاصر، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا في وسائل الإعلام الرقمية وتأثيرها، كما تناولت العلاقات بين الشباب والتعليم ومستقبل وسائل الإعلام على نطاق عالمي.

وقالت إن شبابنا، بناة الغد، قوة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات. وإنه لضمان مستقبل أفضل لهم فإن علينا فهم احتياجاتهم المتنوعة وتطلعاتهم، والتحديات التي يواجهونها.

وذكرت أن الحلقة النقاشية تشكل منصة عالمية للتعاون وتجاوز الخلافات، والوصول إلى رؤية مشتركة، وشددت على أهمية تمكين الشباب من خلال نشر الوعي الإعلامي. وقالت إن الأمر يمثل التزاماً ببناء مجتمع أكثر تماسكاً وترابطاً.

ثم تحدثت الأستاذة إليازية الحوسني، مديرة مكتب التواصل الإعلامي في “تريندز”، مشددة على دور مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام في التصدي للتحديات، موضحة أن استطلاعات الراي أظهرت أن 90% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت نسبة 75% منهم أن لديهم حساباً نشطاً واحداً على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما قال 51% منهم إنهم يزورون أحد مواقع التواصل الاجتماعي يومياً على الأقل.

وذكرت أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الفضاء الإعلامي مكاناً تعمه الفوضى، وبيئة خصبة للمعلومات المضللة. لذلك فإن مسؤولية مراكز البحث والتفكير تكمن في نشر المعلومات الصحيحة والموثوقة التي يمكنها سد الفجوة المعرفية التي نشأت اليوم.

وأضافت أن مراكز البحوث ترفع راية المعرفة، وتقود مسيرة التطوير والاكتشاف، وتكشف المشاكل المعقدة، وتضع الأساس لمستقبل أفضل.

بعد ذلك، تحدث عبد الله الريامي، رئيس استراتيجية المحتوى في صحيفة الخليج تايمز، قائلا “إننا نعيش في عالم معولم، وهذا يعني أنه هناك طائفة من النظم القيمية المختلفة، مؤكدا أهمية أن يثقف أولياء الأمور الأجيال الشابة بشأن ما يجب مشاهدته أو تجنبه.

وأضاف “علينا أن نضمن القدرة على استيعاب ما نتلقاه من معلومات، وأن نتأكد من أنها تناسب قيمنا وتقاليدنا.

بدوره أوضح راشد السعدي الطالب والمراسل الإخباري، نائب رئيس مجلس طلاب تقنية دبي ، أن التواصل الاجتماعي اختصر الوقت وأصبح وسيلة سريعة لاستقاء المعلومات، وأن الإعلام هو أكبر سلاح، وله القدرة على تشكيل  الواقع.

من جانبها ذكرت المهندسة في مجال الفضاء والطيران خديجة الشميلي أن وسائل التواصل الاجتماعي ساحة نتنقل فيها من منصة إلى أخرى، مبينة ان الجيل الحالي يستخدم المنصات كدفتر يوميات، لكن من دون ورق، حيث نستخدم المنصات الرقمية بدلاً منه.

وبينت أن التفاعلات عبارة عن اتصالات افتراضية، فإعادة التغريد ــ مثلاً ــ تشبه رفع الإبهام لإبداء الموافقة، ولكن افتراضياً، مشددة على أن استخدام قواعد التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار والآراء بطريقة إيجابية؛ مما يرفع التوعوية عبر المنصات، وعلى ضرورة تقبُّل الاختلافات ، وخلصت الى القول بأن الشباب يشكلون وسائل التواصل الاجتماعي ويؤثِّرون في الغد.

اما عبدالله الملا مدير ديوان الملا، فقد أوضح ان الشيء المشترك بين الأمور الثلاثة (الشباب، والإعلام والمستقبل) هو التعليم.

وأكد على أهمية استقاء مصادر المعلومات المتوفرة في منصات الذكاء الاصطناعي، بحذر والتأكد من صحتها .

وقد شهدت الجلسة الحوارية تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث طرحوا العديد من الأسئلة على المتحدثين، مما أثار نقاشاً حيوياً حول مستقبل الإعلام ودور الشباب في تشكيله.

وشدد المتحدثون جميعاً في ردودهم على التحديات التي تواجه صناعة الإعلام في ظل التطورات التكنولوجية، مؤكدين قدرة الشباب على المساهمة في مواجهة هذه التحديات من خلال نشر الوعي بأهمية التحقق من المعلومات قبل مشاركتها، وتعزيز ثقافة التحليل النقدي لدى الجمهور.

وأكدوا أهمية مهارات التفكير النقدي والإبداع والتواصل والإنتاج الإعلامي، والاطلاع على أحدث التطورات في صناعة الإعلام.

كما أوضح المتحدثون أن وسائل التواصل الاجتماعي هي ساحة لعب الشباب، حيث يستخدمونها لمشاركة أفكارهم وتجاربهم والتعبير عن أنفسهم. ومع ذلك، حذروا من أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أيضاً مصدراً للمعلومات المضللة، ومن المهم أن يكون الشباب على دراية بالمخاطر المحتملة.

واختتمت الحلقة النقاشية بعدد من التوصيات لتعزيز دور الشباب في مستقبل وسائل الإعلام، بما في ذلك تثقيف الشباب حول أهمية الوعي الإعلامي والتفكير النقدي، وتطوير برامج تعليمية تساعد الشباب على استخدام وسائل الإعلام بشكل مسؤول، ودعم إنتاج محتوى إعلامي ذي جودة عالية يستهدف الشباب.

من جانب آخر تواصل توافد الزوار على جناح “تريندز” في الكونغرس العالمي للإعلام، وقد أعرب الجميع عن تقديرهم لدور “تريندز” البحثي المعرفي العالمي، وثمنوا مساهماته وإصداراته في شتى المجالات.

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“لولوة الخاطر” وزيرة التربية والتعليم القطرية: لاحظتُ عموما أنّ لأهل السودان عنايةً خاصة بالقرآن الكريم رغم كل الظروف

قالت “لولوة الخاطر” وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر:

هبة فتاة من السودان في الصف الأول الثانوي، جاءتني في منتصف رمضان متلهفةً فظننتُ أن لها حاجة، لكنها قطعت ظني القاصر بكلامها الراشد فقالت: كم تمنيتُ رؤيتكِ لأقدّم مقترحي وقد حضرتُ منذ فترة محاضرة ( كيف نستثمر القرآن لبناء الوعي) للدكتور نايف بن نهار والتي نظمتها الوزارة، قلت ما هو المقترح؟ قالت:

أرجوكم اهتموا بالقرآن الكريم في المناهج. عرفتُ بعد ذلك أن هبة استطاعت وأسرتها النجاة من الحرب في السودان بأعجوبة وقد قضت سنتين خارج المدارس بسبب هذه الظروف ولكن والدتها قالت لها لن تبقي هكذا بل انضمي لدروس #القرآن الكريم التي تقدمها كثير من المؤسسات في المدينة المنورة وتركيا عن بعد ( أون لاين)، فكانت تلك بداية الفتح لها في باب القرآن العظيم. ما أتتني هبة بطلب شخصي رغم قسوة الظروف فهي تعيش في جنتها الخاصة بعد أن فتح الله عليها في باب القرآن الكريم، وهي ليست بحاجة إلى المساكين أمثالي ممن لم يُفتح لهم بعد، وإن الله ليرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين. رغم انتظام هبة في الدراسة في قطر ولله الحمد إلا أن هذا لم يمنعها من الاعتكاف كل ليلة من التراويح إلى ما بعد صلاة القيام. فتح الله عليكِ وبارك فيكِ ورحم الله من ربّاكِ، والله إنني لأدعو أن يكون كل أبناء وبنات المسلمين-بل أن نكون جميعا- على ما أنتِ عليه، ثبّتكِ الله وحفظكِ.

وقد لاحظتُ عموما أنّ لأهل السودان عنايةً خاصة بالقرآن الكريم رغم كل الظروف التي لم تغير من طيبتهم وكرمهم وعزة نفسهم شيئا. أشهد الله أنني أحب السودان وأهل السودان، رفع الله قدركم وأمّنكم في بلدكم وأعاد الديار إلى أهلها وأعاد أهلها إليها سالمين غانمين. ماذا ننتظر كلنا حتى نكون مثل هبة؟ الليلة ليلة_٢٧ فلنرِ الله سبحانه وبحمده من أنفسنا خيرا.

هبة فتاة من #السودان في الصف الأول الثانوي، جاءتني في منتصف رمضان متلهفةً فظننتُ أن لها حاجة، لكنها قطعت ظني القاصر بكلامها الراشد فقالت: كم تمنيتُ رؤيتكِ لأقدّم مقترحي وقد حضرتُ منذ فترة محاضرة ( كيف نستثمر #القرآن لبناء الوعي) للدكتور نايف بن نهار والتي نظمتها الوزارة، قلت ما… pic.twitter.com/eGWBAZBBa9

— لولوة الخاطر Lolwah Alkhater (@Lolwah_Alkhater) March 26, 2025

رصد وتحرير – “النيلين”

 

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “مبادرة السعودية الخضراء”.. خُطى راسخة نحو بيئة مستدامة ومستقبل مشرق
  • التراشق الإعلامي يعود للواجهة بين الانتقالي وتيار هادي مع ذكرى “احتلال عدن”
  • فلكي سعودي يوضح حقيقة علامات ليلة القدر الفلكية ويثير الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي
  • تغيير ملحوظ في حسابات إمام أوغلو على وسائل التواصل الاجتماعي
  • جامعة قناة السويس تنظم حلقة نقاشية لتعزيز الثقافة العلمية بين طلابها
  • “لولوة الخاطر” وزيرة التربية والتعليم القطرية: لاحظتُ عموما أنّ لأهل السودان عنايةً خاصة بالقرآن الكريم رغم كل الظروف
  • وسائل التواصل الاجتماعي وبناء الوعي المأزوم والمشوه!
  • “تسونامي”.. دراسة ألمانية تدق ناقوس الخطر بشأن إدمان تيك توك
  • "المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • الوشق يواصل تصدر منصات التواصل الاجتماعي بعد هجومه على جيش الاحتلال