تأجيل الاجتماعات بين برلمان المغرب والكنيست الإسرائيلي مع استمرار التواصل
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أوقفت الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة غالبية الاجتماعات التي كان من المقرر عقدها بين البرلمان المغربي والكنيست الإسرائيلي في أواخر السنة الجارية وأيضا في السنة القادمة، وفق وسائل إعلام مغربية نقلا عن مصدر مطلع بالكنيست.
وأفاد المصدر أنه كان من المقرر عقد اجتماعا بين برلمانيين من المغرب و الاحتلال الإسرائيلي في 15 نوفمبر 2023، في طنجة، ولكن تم تأجيلها بسبب الأوضاع في قطاع غزة.
مؤكدا أن التواصل مستمر بين مسؤولي البرلمان المغربي والكنيست الإسرائيلي في الوقت الحالي رغم الحرب الدائرة.
كما أن “الحرب الحالية بين المقاومة وحكومة نتنياهو علقت جميع الاجتماعات البرلمانية التي كان من المقرر انعقادها في المغرب والاحتلال، على أن يتم تباحث الأمر مستقبلا.
وفي حزيران/ يونيو المنصرم، زار لأول مرة رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحنا، المملكة المغربية حيث حظي باستقبال رئيسي غرفتي البرلمان المغربي، ووزير الخارجية ناصر بوريطة.
وفي أيلول/ سبتمبر المنصرم، وعلى على إثر الوعكة الصحية الطارئة التي ألمت به، قرر النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين في إسرائيل، تأجيل زيارته البرلمانية التي كانت مبرمجة يومي 6 و7 سبتمبر 2023 إلى كل من المجلس الوطني الفلسطيني والكنيست الإسرائيلي.
وأوضح بيان صدر عن البرلمان، أن “النعم ميارة أصيب بوعكة صحية بالعاصمة عمان في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها إلى المملكة الأردنية الهاشمية بدعوة من فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان الأردني، استدعت دخوله المستشفى والخضوع للفحوصات المعمقة وللعلاج، وبالتالي يتعذر عليه مواصلة جولته البرلمانية التي كانت مبرمجة”.
وفي منتصف الشهر الماضي، عبر مجلس النواب المغربي عن قلقه الكبير من الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واوضح أن الاحتلال يحرم أكثر من مليوني فلسطيني من الحق في الاستشفاء والحد الأدنى لمستلزمات الحياة من ماء وكهرباء وأغذية وأدوية .
وطالب بلاغ المجلس بـ ” إنهاء هذه المعاناة ووقف الحرب فورا بما يفتح الآفاق للعمل الدبلوماسي والسياسي".
وأضاف البلاغ :" أن ذلك في إطار مسلسل ينبغي أن يؤدي، في النهاية، إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة بمؤسساتها وبحدودها المعترف بها دوليا وعاصمتها القدس”.
مذكرة تفاهم لتطوير العلاقة بين البرلمانين
وخلال زيارة أوحنا إلى المغرب، وقع الكنيست الإسرائيلي والبرلمان المغربي على مذكرة تفاهم لتطوير العلاقات البرلمانية الثنائية في مختلف المجالات أهما المجال التشريعي.
وفي أيار/ مايو المنصرم تم الإعلان عن تشكيل مجموعة " الصداقة البرلمانية الإسرائيلية المغربية"، والتي تواجه مؤخرا مطالب بحلها من قبل حزب العدالة والتنمية.
وفي آخر الاجتماعات الدولية حول القضية الفلسطينية التي يشارك فيها المغرب، أكد عزيز أحنوش، رئيس الحكومة المغربية خلال تلاوته لمضامين الرسالة الملكية للمشاركين في القمة الإسلامية العربية المشتركة بـ ” ضرورة الحزم أمام الاعتداءات الإسرائيلية”.
وفي سياق متصل، يواصل الاحتلال منذ 41 يوما، بشن حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة المغربي غزة الاحتلال القضية الفلسطينية المغرب غزة الاحتلال القضية الفلسطينية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرلمان المغربی
إقرأ أيضاً:
دعم اليسار للإخوان – وقود استمرار الحرب
الحرب التي أشعلها فلول النظام البائد ضد قوات الدعم السريع، كشفت عن المحطة الأخيرة التي وصلت اليها الأحزاب السودانية يمينها ويسارها، في الاستهبال والانتهازية والمركزية، وفضحت زيف هذه الأحزاب الرافعة للأعلام والشعارات المطالبة برد الظلم وإقامة العدل، سواء عن طريق تطبيق (الشريعة الإسلامية) أو انصاف الكادحين بتبني الانحياز لطبقة البوليتارية، وما ظل يقول به الضليعون في الشأن السياسي السوداني، من أن الهرم الفوقي لجميع الأحزاب متجانس مع بعضه ومتوافق، ومتبادل لأدوار تمثيلية حكومة - معارضة - انقلاب عسكري ملفوظ ظاهرياً، لكنه مدعوم سرياً، مثلما قال مهندس حرب أبريل علي كرتي عن المرحوم زعيم حزب الأمة، أيام سطوة حزب المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمين، وقتها قال كرتي أن أمثال المرحوم حفيد المهدي كانوا يأتونهم ليلاً لأخذ (علوق شدتهم)، ثم يلعنونهم في صباح اليوم التالي، وكانت العلاقة بين حزب الأمة والجبهة الإسلامية – الاخوان، معلومة لكل السودانيين، إلّا الذين في عيونهم رمد وبقلوبهم مرض، فقد نشأت جبهة الميثاق الإسلامي – الاخوان، تحت كنف زعيم الأنصار عبر المصاهرة التي جمعت عدد من رموز الحزبين، وعلى رأسهم شيخ الاخوان وإمامهم، إلى هنا هذه العلاقة (مبلوعة)، لكن ما لم يكن متوقعاً هو اصطفاف اليسار – شيوعيين وبعثيين مع كتائب البراء بن مالك الإخوانية، والصدمة الأكبر أن ينتحر جهابذة اليسار من أمثال الدكتورين عبد الله علي إبراهيم ومحمد جلال هاشم ورفيقهما الواثق وآخرون، على تخوم المعركة التي أشعلها فلول نظام الاخوان البائد، أي أن التمثيلية الأخيرة في عرضها الختامي جمعت علي كرتي ومحمد جلال هاشم في فريق واحد، وبذا أضاءت الحرب عن الدهليز المظلم الذي كان يجتمع داخله الترابي ونقد والصادق ومدثر.
المحصلة النهائية هي الحرب، والسودانيون مصدومون، بانقشاع الحقيقة، التي كانت مخبأة خلف عدسة الكاميرا (الحفية)، فالكل عاش حقب كثيرة آمن فيها بالوطن الواحد، ووثق في النخبة التي ما بخلت فأنشدت: يا منقو قل لا عاش من يفصلنا، لكن وللأسف، نفس اليساريين الذين تبنى شعراؤهم الأهازيج الوطنية الوحدوية الصادقة، انزلقوا نحو الاصطفاف مع الاخوان الذين أذاقوهم مر العذاب، وجرّعوهم السم الزعاف، فاجتمعت الأضداد، واختلط الزيت بالماء، مخالفاً لجميع قوانين الكيمياء، هذا الخليط المدهش أورثنا وطناً ممزقاً، عبر مسلسل المهزلة السياسية الفوضوية التي استمرت سبعة عقود، ساقت الدولة لحتفها، والمنظرون اليساريون واليمينيون يهربون من فيل المشكلة الوطنية، ليطعنوا ظله، فكما تساءل قائد التحرير في خطابه الشهير (ما دمتم جميعكم لا تريدون اتفاق الإطار لم أشعلتم الحرب؟)، وبعد أن أوشكت الحرب على بلوغ عامها الثاني، ما زالت الزيجة الجامعة للإخوان والشيوعيين والبعثيين وأحزاب الأمة والاتحادي، تخاتل وتخادع، وتعد الناس بأن حملها سيضع مولوداً يحيل الأرض الى مروج وحدائق غناء، ويطرد (الأشرار) من أرض (الأطهار)، وما يزال الحلم طفل يحبو، وما فتئ تحالف (الكفر والإيمان) يمني الشعب بقرب حسم المعركة، التي أخرجت رأس الحيّة ولأول مرة من جحره وحصنه الحصين، وقذفت به خارج أسوار الحاضرة، إنّ التضاد لا ينتج محصلة منطقية، وغالباً ما يجئ بمولود شائه لا يقوى على الوقوف على قدمين، كما هو حاصل الآن من نهايات مؤسفة لسباق طويل السنين، انتهى بفناء الجميع، وضياعهم وهم هائمين على وجوههم في بلدان بعيدة حدودها خط الأفق، فحينما ترى شيوخ في خريف العمر يتوعدون الناس بطول أمد الحرب، تأكد أن الفاجعة أعظم من أن يتحملها القلب.
أخيراً اصطدمت النظرية المترفة لأحزاب المركز بالانحياز الجهوي، وباح الكبار بما كان مسكوت عنه، ومكنون في الصدور، وباركوا خيار الانقسام، لعل هذا الانشطار يضع حدوداً للقادمين من وراء السهول والغابات، أين ذهب المشروع الوطني الوحدوي القومي؟ لقد ذهب تحت أقدام الداعمين لعروض مسرحية الرجل الواحد، التي تماهى ممثلوها مع عصا الجبروت القائل: لا أريكم إلّا ما أرى، فالشخصية السودانية وخصائصها الذاتية لعبت الدور الأكبر فيما نحن فيه من حرب ضروس، هذه الخصائص في حقيقتها مناقص، أهمها التساهل في الشأن الوطني، وترك المسئولية الفردية لرائد الجماعة، والاتكالية في عمومها، كلها أدت لتراكم الدين (بفتح الدال) الواقع على الفرد والمجتمع، الدين الذي تعاظم فانفجر حرباً لا تبقي ولا تذر، الأمر الذي دفع من هم على مشهد ديوان الحكم، ليمارسوا لعبة تبادل الكراسي بين اليسار الخبيث واليمين المفسد لمؤسسات الحكم، في سبيل ضمان استمرار دوران الدورة الخبيثة لترسيخ أساب الملك العضوض، فلو أن اليسار السوداني الطوباوي استمسك بعناده المعلوم، ولم يهادن، لكان اليوم ليس هو يوم الحرب الكارثية، التي أكلت الأخضر واليابس، والتي ما زالت ألسنة لهبها تلتهم الجميع دونما فرز أو تمييز، إن عارنا الوطني الكبير الذي لحق بأيقونات اليسار التي هتفت بميدان اعتصام القيادة، ووعدت بتفكيك طوبة السودان بكل حسن للنيّة، وهي تعني إعادة بناءه مرة أخرى، الآن تنكص هذه الأيقونات عن التفكيك الإيجابي المستأصل لسرطان الإخوان، التفكيك المؤسس للوطن الجديد، فشنت حملات إعلامية مضللة وصارخة ضد التفكيك الذي يجريه قائد التحرير الآن، إنّ ما فعلته هذه الأيقونات يعتبر ردة فكرية، لا تفسير لها سوى أن اليمين واليسار لا يريدان تغييراً جذرياً، بأياد غير أياديهما، وأخيراً لا عزاء للوطن الجريح ولا بواكي على المواطن الذي تذروه الريح.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com