إيران تحذر من استمرار الحرب بغزة وقآني يبعث رسالة إلى الضيف
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقاء مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا من تداعيات استمرار "جرائم الحرب" في غزة، في حين بعث قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني رسالة إلى قائد كتائب القسام يؤكد فيها أنهم لن يسمحوا لإسرائيل بتحقيق أهدافها.
وقال عبد اللهيان في منشور على منصة إكس إنه أجرى الخميس مباحثات "صريحة وهامة" مع وزيرة الخارجية الفرنسية بشأن التطورات في فلسطين، وأكد ضرورة وقف "الإبادة" في غزة وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل وإيصال المساعدات.
من جهتها، صرحت كولونا عقب لقائها نظيرها الإيراني في جنيف بأن الاجتماع "كان على صورة تحذير من أن توسعة نطاق النزاع الحالي في غزة لن يفيد أحدا، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة".
ومنذ بدء الحرب على غزة، حذرت إيران مرارا من أن استمرار "الإبادة" سيؤدي إلى اتساع نطاق الحرب في المنطقة، وأكد عبد اللهيان أن الولايات المتحدة "لن تسلم من هذه النيران".
رسالة قآنيفي غضون ذلك، بعث قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني رسالة إلى قائد كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- محمد الضيف، أكد فيها أن "إخوانكم في محور المقاومة متحدون معكم"، وأنهم لن يسمحوا للعدو ومن يقف خلفه بالاستفراد بغزة وأهلها وتحقيق أهدافه القذرة، حسب تعبيره.
وذكر قآني أن فلسطين والمنطقة لن تكونا بعد معركة طوفان الأقصى -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- كما كانتا قبلها.
قآني أكد أن إيران ستقوم بما يلزم في هذه "المعركة التاريخية" (رويترز)وأضاف أنه ضمن ما سماه استمرار إيران في الحماية والدعم المؤثرين للمقاومة فإنها ستقوم بكل ما يجب عليها في هذه المعركة التاريخية، وفقا لما جاء في الرسالة.
وقال قآني إن الضربات التي وجهتها المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومدرعاته أثبتت للجميع ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني، حسب تعبيره.
وكانت حماس قد نفت ما نشرته وكالة رويترز عما دار في لقاء بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ونقلت رويترز عن مصادر أن المرشد الإيراني أخبر هنية خلال لقائهما أن حماس لم تبلغ إيران بالهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن ثم فإن طهران لن تدخل الحرب، لكنها ستدعمها سياسيا ومعنويا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
يمانيون../
رغم اختلال موازين القوى لصالح كيان العدو الصهيوني، إلا أن ذلك لم يمنحه إمكانية تركيع المقاومة الفلسطينية، التي أظهرت على مدار أكثر من 15 شهرًا تفوقا واضحا وقدرة على تغيير المعادلات على الأرض، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة ليست في واقع تراجعي أو ضعف وعلى العدو أن يعيد حساباته جيدًا للواقع الفلسطيني المقاوم.
وبالنظر إلى تفاوت القوى العسكرية بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن مجرد تبادل للأسرى، بل هي شهادة قوية على أن المقاومة في غزة، رغم الحصار والعدوان المستمر، لم تحقق فقط انتصارات عسكرية، بل نجحت أيضًا في تغيير معادلة الردع ووضع الكيان الغاصب في مأزق داخلي ودولي.
وبالتالي فإن اعتراف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن سبب وقف الحرب هو أن قوة المقاومة كانت فوق القدرة على إنهائها وهزيمتها، يثبت أن المقاومة تمكنت من كسر واحدة من ركائز الكيان الصهيوني الأساسية، وهي سياسة الردع، ما أفشل قدرته على حماية نفسه.
وفي جلسة استماع في منتدى الأطلسي قال بلينكن: إن نموذج غزة هو مثال للحروب الجديدة، كاشفاً عن معلومات استخبارية أمريكية تؤكد أن حماس جنّدت من المقاتلين خلال الحرب ما عوّض كل خسائرها البشرية.
بالتوازي كان المحلل السياسي الصهيوني ألون مزراحي يعترف بأن حركة حماس لم تَهزم “إسرائيل” فحسب، بل الغرب برمّته..! لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام”.
وقال: إن حركة حماس “تمكّنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها وفهمها للعقلية “الصهيونية” واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية، ماجعلها تكسب القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم”.
الأهم من ذلك يرى المحلل الصهيوني أن التاريخ سيحكم على احتفاظ المقاومة الفلسطينية بكل أسير، أسرته، وعدم استسلامها لأي ضغوط باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله.
من جهة أخرى، سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية الضوء على الفشل الصهيوني المدوي في حسم الحرب على قطاع غزة، حيث أكدت أن حركة حماس ستظل قوة فعّالة ومتجددة حتى بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي مقال للمحلل العسكري يوآف زيتون، تم تفصيل معالم الفشل الصهيوني في حرب الإبادة التي لا أفق لها، حيث يفتقر كيان الاحتلال إلى أهداف استراتيجية واضحة، ما يفاقم حجم الخسائر العسكرية ويجعل الحرب تزداد ضراوة دون أي حلول تلوح في الأفق.
شهادة جديدة على فشل العدو الصهيوني في فرض معادلاته بالقوة، سردها اللواء احتياط غيورا آيلاند، صاحب خطة الجنرالات، الذي أكد أن ما جرى في هذه الحرب هو أن “إسرائيل” فشلت في تحقيق كل أهدفها التي قاتلت لأجلها، لأنها لم تتمكن من القضاء على حماس ولم تستعد أسراها، ولم تستطع الإطاحة بحكم حماس في غزة.
من ناحيتها، قالت مقدمة البرامج السياسية في القناة 12 الصهيونية نيسلي باردا: إن نتنياهو وحكومته “ظلوا لفترة يرددون شعارات الانتصار، بدلا من إخبار الشعب بالحقيقة التي يصعب استيعابها”.
والحقيقة برأي باردا تتمثل في أنه “لم يكن بالإمكان إبرام صفقة دون أثمان باهظة، وأن مواجهة التهديد القادم من غزة لم يعد ممكنا سواء بتوفير الأموال لحماس أو بمواجهتها عسكريا”.
المحلل تسفيكا يحزقيلي، في حديثه لقناة “آي 24″، أكد أن حركة حماس خرجت من المعركة أقوى، حيث استعادت قدراتها العسكرية وحافظت على قوتها السياسية.
وأوضح أن “إسرائيل” أصبحت دون أدوات للضغط على الحركة مستقبلاً.. مضيفاً أن الضفة الغربية باتت مصدر قلق جديداً “لإسرائيل” مع تصاعد المواجهات هناك.
وفي ختام ذلك يمكننا قراءة المشهد أن ما أنجزته المقاومة، ليس مجرد إنهاء لجولة من العدوان، بل هو جولة من جولات النصر والوعد الإلهي الصادق بأن تكون غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة.