محللون: الرواية الإسرائيلية بشأن الشفاء فضيحة وستحدث تحولا في العالم
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
رجح محللون أن الرواية الإسرائيلية المفبركة بخصوص مجمع الشفاء في قطاع غزة ستؤدي إلى إحداث تحول على مستوى الرأي العام العالمي وعلى مستوى الإعلام الغربي، ما قد يدفع باتجاه الضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فضلا عن التأثيرات السلبية لهذه الرواية على مصير حكومة بنيامين نتنياهو.
وبعد أن اقتحمت قواتها مجمع الشفاء وعاثت في أرجائه فسادا، لم تظفر إسرائيل بدليل واحد يثبت مزاعمها بخصوص وجود نشاط عسكري للمقاومة الفلسطينية داخل المجمع، بل إن روايتها وصفها عديدون بأنها سخيفة وهزلية.
ومن وجهة نظر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن الرواية الإسرائيلية بشأن مجمع الشفاء هي "فضيحة وفشل ذريع" للاحتلال على المستوى الاستخباراتي، يضاف إلى فشله بخصوص ما حصل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتوقع أن يكون لما أسماها أم الفضائح تأثير كبير على المدى البعيد.
وأشار إلى وجود تغير ملموس في مواقف الشعوب الغربية إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وهو ما بات يزعج الحكومات، وقد أطيح بوزيرة الداخلية في بريطانيا سويلا برافرمان لمحاولة منعها تنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين.
ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات- من القدس- أن الفشل الذي منيت به قوات الاحتلال في مستشفى الشفاء جعلت أهالي الجنود الإسرائيليين والمستوطنين يصابون بخيبة أمل كبيرة، وعليه ارتفعت أصوات تطالب برحيل حكومة نتنياهو.
وقال إن ما وصفها السرديات غير الدقيقة التي يقدمها الاحتلال ستضعف الموقف الإسرائيلي على مستوى العالم لصالح الموقف الفلسطيني.
وأضاف أن زيف الروايات الإسرائيلية سواء بخصوص ما وقع في معركة "طوفان الأقصى" أو ما يتعلق بهجومها على المستشفيات في غزة يؤدي إلى تحول كبير في عواصم غربية كانت تمنع حتى رفع العلم الفلسطيني، لكنها اليوم تشهد أكبر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
وأشار إلى أن المعارضة ظهرت حتى داخل الحزب الديمقراطي الأميركي رفضا لدعم إسرائيل في جرائمها على غزة، مؤكدا أن هذا التحول الكبير سيشكل عامل ضغط على الاحتلال ليوقف إطلاق النار في غزة.
داعمو إسرائيلوفي المقابل لا يرى البرغوثي أن الدول الغربية الداعمة لإسرائيل ستغير من موقفها، وقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن كرر نفس الأكاذيب الإسرائيلية بشأن مستشفى الشفاء، مؤكدا أن دول مجموعة السبع مثلا كانت قد أعلنت رفضها لاحتلال غزة ومعارضتها لتهجير سكان القطاع، لكنها لم تتخذ إجراءات عملية ضد إسرائيل.
ورغم ذلك شدد البرغوثي على أهمية استثمار فرصة انكشاف الأكاذيب الإسرائيلية من أجل وضع أرضية صلبة للمطالبة بمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي ووقف عدوانه والجريمة التي يرتكبها بحق سكان قطاع غزة.
وشاطر عبيدات موقف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية بهذا الشأن، قائلا إن هؤلاء هم أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم، وهم يريدون حماية مصالحهم قبل أي شيء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة مستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرا من الحرب
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ( فيليب لازاريني)، أن فظائع الانتهاكات الإسرائيلية في غزة لا تزال مستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرا من الحرب.
منظمة قانون من أجل فلسطين: الهجمات على الأونروا هدفها تقويض القضية الفلسطينية الأونروا: جميع قواعد الحرب تم انتهاكها في غزةوبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، شدد "لازاريني" على أن الوقت قد حان لإطلاق سراح جميع العاملين في المجال الإنساني المعتقلين وجميع الرهائن، وتسهيل الوصول الإنساني إلى المحتاجين أينما كانوا، ورفع الحصار عن غزة لإدخال الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك مستلزمات مواجهة الشتاء.
وأكد "لازاريني" أن 258 من موظفي الأونروا قتلوا، فيما سُجلت ما يقرب من 650 حادثة استهدفت مباني ومنشآت الوكالة. وقال إن ما لا يقل عن 745 شخصا قتلوا أثناء الحرب في ملاجئ الوكالة "أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة"، فيما أُصيب أكثر من 2200 آخرين. وقال المفوض العام إن أكثر من ثلثي مباني الأونروا تعرضت للضرر أو الدمار، الغالبية العظمى منها كانت تُستخدم كمدارس للأطفال قبل الحرب.
وقال "لازاريني" إن الوكالة شهدت ارتفاعا كبيرا في الهجمات على موظفيها ومبانيها وعملياتها منذ تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل نحو ثلاثة أشهر في شمال غزة. وأن هناك ما لا يقل عن 20 موظفا من الأونروا في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، مؤكدا أن أولئك الذين تم إطلاق سراحهم سابقا وصفوا "تعرضهم لسوء المعاملة الممنهج، والإهانة والتعذيب.
وأضاف: "أكرر دعوتي لإجراء تحقيقات مستقلة في التجاهل الممنهج لحماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت والعمليات الانسانية. لا يمكن أن يصبح هذا الوضع هو المعيار الجديد، ولا يمكن أن يصبح الإفلات من العقاب هو القاعدة السائدة."
وشدد المفوض العام على أن قوانين الحرب واضحة، مضيفا أن العاملين الإنسانيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات ومباني الأمم المتحدة، "ليسوا هدفا." وذكر أنه يُحظر أخذ الرهائن، وأنه يجب مساعدة السكان المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات.
وفي سياق متصل، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً أدت إلى تفاقم وضع الأسر النازحة على طول ساحل غزة، وخاصة في خان يونس، غمر عشرات الخيام بالمياه أو تضررها. كما أكد شركاء الأمم المتحدة في مجال المياه والصرف الصحي أنه من أجل دعم مرافق مياه البلديات الساحلية، هناك حاجة ملحة إلى 27 شاحنة لإزالة الحمأة، فيما لا يوجد سوى سبع شاحنات من هذا القبيل في جميع أنحاء قطاع غزة.
ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) أن عملية إدخال المواد الأساسية إلى غزة لا تزال صعبة بسبب انعدام الأمن والقتال النشط وانهيار النظام العام، وعبرت عن قلق خاص لعدم توفر كمية الوقود اللازمة للخدمات الأساسية.