الذكرى السنوية ليوم الشهيد في اليمن المعنى ،،، الدلالات ،،، القيمة الروحية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
د.عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس حكومة تصريف الأعمال
تنظم مؤسسة رعاية أسر الشهداء في الجمهورية اليمنية احتفالات وفعاليات ومهرجانات خطابية حماسية تذكيرية بمناقب وأعمال الشهداء العظماء رحمة الله عليهم وأسكنهم الجنة الواسعة.
وقد تم تدشين مثل تلك الفعاليات والمهرجانات باجتماع اللجنة العليا للاحتفالات في رئاسة مجلس الوزراء في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2023 م ، وتم إقرار الموجهات العامة والبرامج الزمنية والمكانية لجميع الفعاليات ليوم الشهداء العظماء .
وقد قدّم قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بن بدرالدين الحوثي بمناسبة يوم الشهيد خِطاباً شاملاً سياسياً وقومياً ودينياً وتربوياً مُلهماً للأمة كلها من المحيط إلى الخليج، في يوم الثلاثاء 14/11/2023 م من جامع الشعب في العاصمة صنعاء ، وكان خطاباً ضافيا حماسياً مهماً مليئاً بالعبر والدروس ، قدّم الكلمة لحشد طاقات الأمة العربية الإسلامية لنجدة أهلنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص ، ورفع ظلم وهمجية ووحشية جيش الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في أهلنا في غزة المقاومة.
انتقد في خطابه بشدة ومسؤولية عالية تلك القرارات التي خرج بها المؤتمر العالي المستوى والشكلي النتائج للملوك والرؤساء من الدول الإسلامية والعربية وعددها 54 دولة ، وأظهر في كلمته بأن تلك القرارات كانت هزيلة باهته وركيكة الحرف والمعنى وشبه ميتة ، وإن مستوى القرارات الصادرة عن تلك القمة المنعقدة بالرياض عاصمة السعودية لا ترقى إلى مستوى مواقف دول في أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا تجاه مؤازرتهم لأهلنا في فلسطين ، والبيان الصادر عن مؤتمر هؤلاء الملوك والرؤساء والأمراء لا يساوي قيمة الحبر المكتوب بها ، وكأنها صادرة عن مدرسة ابتدائية في قرية نائية في هذا العالم.
ووجه في خطابه التاريخي والهام جداً موقف الجمهورية اليمنية الشجاع من العدو الصهيوني الإسرائيلي وجيشه الغاشم ، وقال لقد ضربنا وقصفنا الأرض المحتلة بالصواريخ البالستية والمسيرات ، وقد وصلت أسلحة اليمن العظيم إلى الأرض المحتلة وإصابة أهدافها بدقة عالية ، ونحن على استعداد وجهوزية عسكرية عالية لقصف السفن الإسرائيلية الصهيونية المارة والعابرة في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب حينما تدلنا المعلومات عنها وبيانات تلك السفن الإسرائيلية ، باعتبارها سفن معادية لعدو غاشم جبان ، يقتل أهلنا العزل في فلسطين المحتلة من الأطفال والنساء والشيوخ الذي بلغ أعداد الشهداء أزيد من 11000 شهيد وشهيدة من المواطنين العزل ، وأزيد من 23000 جريح وجريحة .
إن خطاب القائد الحبيب / عبدالملك الحوثي حفظه الله جاء بلسم جراح الأمة العربية والإسلامية ، ومعالج قاطع لإنهزام قادة الأمة من جاكرتا شرقا وحتى آخر مسلم يركع لله على ضفاف المحيط الهادئ غرباً ، إن حديث الحبيب القوي المسؤول هو عبارة عن قول فصل ارتبط بعمل عظيم عسكري مقاوم شجاع ، هذا الخطاب الذي تحتاجه الأمه المكلومة الغاضبة الجريحة من قادتها الضعفاء المفروضين عليها من قبل الصهيونية الأمريكية الأطلسية الغربية .
أما الاحتفال بذكرى الشهيد في اليمن فهي ذكرى عظيمة وعالية القيمة في دلالتها ومغزاها للأسباب الآتية:
أولا ً :
إن للشهيد منزلة عظيمة وخالده عند الله جل جلاله ، وهو من أقدس خلق الله تعالى ، ولهذا فقد كرّمه الله بمنزلة عظيمة لا تضاهيها منزلة لدى الآخرين قال تعالى في محكم كتابه الكريم [ : وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ ولكن لَّا تَشْعُرُونَ ] ،،، ( سورة البقرة، آية: 154 ) ، يبقى هؤلاء الشهداء أحياء عند ربهم ، خالدين خلود الدهر يعيشون إلى جانب الله سبحانه وتعالي ، لكننا نحن الأحياء لا نشعر بذلك.
ثانياً:
الاعتراف العظيم من الأحياء منّا إن كانوا قادة أو مسؤولين أو مواطنين بعظمة العطاء الذي قدّمه الشهيد ، وهي روحه الطاهرة من أجل القيم والمعاني العظيمة التي استشهد من أجلها ذلك الشهيد العظيم الذي ستبقى ذكراه الخالدة عطره عالية طاهره تعانق عنان السماء .
ثالثا :
تقول الفكرة أن الشهداء هم الأكرمين منا لأنهم أعظم شريحة في المجتمع قبل طوعاً أن يفدي الأمة كل الأمة والفكرة العظيمة للأوطان ، قبل أن يفديها بروحه الطاهرة ، وهذه التضحية السخيّة علينا نحن الأحياء أن نمجّدها ونعليها باعتبارها فكرة طاهرة عظيمة ومقدسة شريفه لا تضاهيها تضحية في الحياة على الإطلاق ، وعلينا أن ندرسها للأجيال القادمة لطهارة الفكرة وعلو وسمو مقامها.
رابعاً :
من منا لا يطمع برحمه الله وبالبقاء إلى جانب جوار ربه العلي القدير ، وينعم بصحبة الله جل جلاله ، وهو الذي خلقنا ومهّد كل شيءٍ في هذه الحياة كي نعمر ونحرث ونخلد ذكراه في الأرض والسماء .
خامساً :
علينا أن نحمي أسر الشهداء في المحافظات الجنوبية والشمالية من كل محافظات الجمهورية اليمنية ، نحميهم بالقوانين واللوائح الواضحة ، لحمايتهم من جور الزمان ، وظلم الإنسان ، وجور المتسلّطين والجشعين والمنتفعين الأنانيين من بني البشر الأشرار.
سادساً :
كل أسر الشهداء وأبنائهم في المحافظات الجنوبية والشمالية من اليمن العظيم ، يجب أن تضمن لهم القوانين المقرة النافذة قانونياً على مجانية التعليم والدخل الأسري الثابت لصيانة كرامتهم الآدمية والإنسانية من ظلم وجور الحياة القاسية.
سابعاً :
ينبغي تفريغ فريق علمي تاريخي وبحثي لتوثيق ولجمع تراث الشهداء وترتيبها وطباعة الكتب والمجلدات عنهم لكي تدرس في المدارس والجامعات كي تتعلم الأجيال معنى الشهادة والتضحية بالروح خدمة للأوطان والدين الإسلامي الحنيف ودفاعاً عن القيم الإنسانية النبيلة للإنسان.
الخلاصة :
قال الله في محكم كتابه العظيم ، بسم الله الرحمن الرحيم [ ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ] صدق الله العظيم ، كل إنسان منا يموت ويفنى وهي سنة الله في هذه الحياة ، أما الاستثناء من هذه القاعدة كما تشير الآية الكريمة أعلاه ، فإن الشهيد يبقى حياً خالداً يعيش الى جوار ربه على مدى الدهر والأزمان ، وهذه الحكمة الربانية هي اصطفاء للشهداء فحسب ، (إن الله على كل شيء قدير))
((وَفَوْقَ كُلْ ذِيْ عَلْمٍ عَلَيِمْ))
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“الثورة ” زارت معرض شهداء مديرية الثورة بحديقة الثورة: تضحيات الشهداء وبطولاتهم توثّقها معارض الشهيد
أسر الشهداء: أبطالنا قدموا القدوة الحقيقية من خلال قصص تضحياتهم وعطائهم
رحل الشهداء العظماء إلى جوار ربهم وبقيت تضحياتهم التي بفضلها يتنفس الشعب اليمني الحرية والعزة ، كما تخلدت أسماؤهم وصورهم في قبورهم وفي الشوارع وأيضاً معارض الشهداء التي أقيمت في جميع المناطق والعزل بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد وبتشكيلات فنية مختلفة واعتبرها الناس مزاراً لهم ليتعرفوا على شهدائهم الأبطال الذين تركوا الدنيا ليعيش غيرهم حياة الكرامة، وحان الوقت الآن لرد بعض جميلهم وبوسائل مختلفة منها إقامة هذه المعارض الجميلة للشهداء والمشاركة فيها. ولتكن أيضاً رسالة للأعداء أن الشعب اليمني لن ينسى شهداءه الكرام مهما طال الزمن وسيظل يخلد ذكراهم وصورهم في كل مكان محرر لن تدنسه أقدام المحتل والعميل والمرتزق..
«الثورة» زارت معرض شهداء مديرية الثورة بحديقة الثورة والتقت عدداً من أقارب الشهداء والمنظمين للمعرض وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / أحمد السعيدي
مع كل عام يمر على الذكرى السنوية للشهيد يتم افتتاح عدد من المعارض النموذجية في المديريات والأحياء والتي تحكي عن تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله ونصرة الحق والمستضعفين في الأرض تعرض فيه أساليب مبتكرة للنضالات الطويلة في مسيرة التضحية والفداء على النهج القرآني، من هذه المعارض معرض شهداء مديرية الثورة الذي يقام في حديقة الثورة حي الحصبة وسط حضور كبير من أسر الشهداء والشخصيات الاجتماعية والمثقفين وعدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية والأكاديمية والاجتماعية ، حيث حرصت اللجان التنظيمية لهذا المعرض على إبراز لوحة عملاقة في المدخل لعرض صور وأسماء شهداء آل بدر الدين وعلى رأسهم قائد المشروع القراني الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، وشارك في المعرض المبدعين والفنانين والتشكيليين وفي كل المجالات المتنوعة الفنية والإبداعية والثقافية.
تنظيم مثالي
الأخ المجاهد علي أبو كيان أحد القائمين على هذه المعرض تحدث للثورة عن الشهداء وطبيعة المعرض قائلاً: “لكل شهيد حكاية، ولكل أسرة شهيد، حكاية، ولكل رفيق شهيد، حكاية، وما صنعه الشهداء في مجتمعهم من الصعب هدمه فقد بنو بدمائهم الزكية قلاعا وحصونا من الوعي والبصيرة والتضحية والفداء والصبر والاستبسال أصلب من الحديد وأغلى من الذهب، أنهم مدرسة عظيمة… كعظمة ما قدموه ولذلك نجسد حضورهم مع كل ذكرى للشهيد بهذه المعارض التي تحتوي على صورهم التي من خلالها نستذكر تضحياتهم وقصصهم البطولية التي تستحق أن تكون طريقا لنا لمواصلة دربهم حتى ينتصر الحق على الباطل، هذا المعرض يستمر أسبوعا حيث يزدحم كل يوم بالزائرين صباحاُ ومساء ونقوم على استقبالهم والترحيب بهم وشرح عظمة الشهداء وبعض من قصصهم الخالدة”.
قصة شهيد
من بين الزائرين لمعرض شهداء مديرية الثورة الأخ المجاهد عبد الله مفضل الذي قدم اخاه الأصغر شهيداً في سبيل الله حيث تحدث للثورة عن الشهيد قائلاً:
” اسم الشهيد علي عبد الكريم محمد مفضل من مواليد الجراف واستشهد في ثالث أيام عيد الفطر المبارك في العام 2018 وكانت انطلاقته الجهادية في عام 2017 حيث نشأ في أسرة مجاهدة منذ الحروب الست، بدأ مشواره الجهادي في صعدة مع محمد اخه بداية العدوان ومن صعده انطلق “قلل الشيباني” وظل فيها ثلاثة اشهر هو ورفاقه متمترسين في حفرة برميلية ظلوا فيها طوال الوقت ويقوم الفرد بقضاء حاجته عشر دقائق ويعود فيها من شدة ضرب الطيران المكثف على المنطقة، عاد إلى صنعاء ثم انطلق إلى باب المندب وظل فيها فترة ثم عاد إلى صنعاء مرة أخرى وما لبث فيها إلا فترة قصيرة حتى جاءت أحداث تصعيد المرتزقة في محافظة الحديدة فلبى الشهيد داعي القيادة إلى محافظة الحديدة وعندما وصل إلى مكان التجمع كان الطقم والأفراد قد رحلوا فقرر هو ورفيقه صدام الضلعي اللحاق بهم على متن دراجة نارية وكانوا صائمين حاملين أسلحتهم من بيوتهم ثم فطروا في الطريق وناموا على الرصيف محتضنين بنادقهم، وصلوا إلى المطار حيث المواجهة المباشرة فقال الشهيد علي للمشرف الذي كان ابن عمه: “لا تشوفني انا صغير، انا مقاتل واشتي اقاتل في الجبهة الأمامية” وفي أول يومين واجهوا العدو أوقفوا زحفه واحرقوا مدرعاته ويومها اتصل بنا يبشرنا بذلك، وفي اليوم الرابع كان استشهاده بعد أن جُرح صديقه صدام في قدمه والطيران الاباتشي يحلق فوقهم ولم يستطيعوا انقاذ الجرحى منتظرين حتى يخف الضرب. لكن علي رفض وكان الجريح قريبا منه فقال من دافع الإحسان “لن نترك الآدمي يموت” فاقترب من الجريح واصعده فوق الدراجة النارية فجاءت ضربة الاباتشي عليهما الاثنين فارتقيا شهيدان من الضغط، أبرز صفات الشهيد علي- بحسب ما عرفه الناس- انه سابق لعمره بكثير وكانت نيته خالصة لله حتى انه انطلق إلى باب المندب مع المشرف أبو محمد القحوم بدون سلاح فأعطاه المشرف سلاحه الشخصي وجعبته فرفض أن يأخذهن مبرراً انه يقاتل في سبيل الله ولا يريد شيئاً فقال له المشرف “خليهن عندك وكما قدك مروح أديهن” فجاهد الشهيد علي بهن ثم رجعهن للمشرف الذي قال له “هؤلاء لك فانت مجاهد في سبيل الله” لكنه رفض، وكانت من الصدفة انهم استشهدوا في يوم واحد في منطقتين مختلفتين في الحديدة.
عظمة التضحية
من صور الشهداء التي تزين معرض شهداء مديرية الثورة صورة الشهيد فواز ابن الزميل الإعلامي في صحيفة 26 سبتمبر علي مبارك والذي عبر عن نجله الشهيد بهذه الكلمات: ” شهيدنا فواز مبارك (أبو شهيد)، كان من مواليد العام 1996م ، أبو شهيد درس في الصف الثاني ثانوي بمدرسة الشهيد الكبسي بمنطقة الجراف بالعاصمة صنعاء، والتحق بالمسيرة في العام 2009م ، بداية بدورتين في صعدة لمدة شهر، وكان يعمل ضمن طاقم الصوتيات باللجنة الفنية ، وكان يعمل بالأمنيات في منطقة الجراف، كان محباً “للمسيرة، مؤمنا” بها ، مقنعا” بالمبدأ ، وواهبا” نفسه لربه ، وعظيم أمنيته شهادة في سبيل الله، أبو شهيد ، هادئ الطبع ، كتوما” ، يعمل في صمت ، لا ينتظر مقابلا” نظير جهوده ، هو المبادر لما فيه مرضاة لله ، وله تصميم عجيب في سبيل تحقيق أهدافه السامية، الشهيد فواز لم يكن طالب جاه أو ساعيا” لمال بل كان هدفه عظيما كعظمة نفسه ، هدفه دين الله ورضاء الله ، فهنيئا له فضل الله العظيم، شارك في حرب الذود عن دماج وكان من أول المقاتلين في التلفزيون وأخيرا” في جبهة عسير المحتلة، تعرض لطلق ناري وأجريت له ثلاث عمليات جراحية ، ورقد في المستشفى العسكري بصنعاء لمدة شهر منها عشرة أيام في العناية المركزة، لم تلتئم جراحه بعد ، لكنه أنطلق ملبيا ” لداعي الجهاد ونداء الله سبحانه ليذود عن الحق ويدافع عن وطنه ، ليلحق بركاب الخالدين والعظماء ممن سبقوه، في الربوعة أنطلق ولم تلتئم جراحة بعد عملية أجريت له في بطنه ولم يتم نزع خيوط العملية الجراحية بعد ، لكن نداء الله لا يحتمل التأخير أو التسويف، عشرون يوما” في جبهة عسير جاهد وصبر وتحمل ليستحق لقب شهيد ومكانة شهيد وفضل شهادة، يقول عنه استاذه عبدالحفيظ المتوكل: معرفه الناس به قليله في الأرض لكنه علم في السماء ، هذا حال شهيد الأمس والذي استشهد في عسير، مدافعا عن الوطن والعرض والكرامة والعزة، الشهيد الذي عرفته في المسجد طالبا مخلقا مؤدبا، وفي الساحات والميدان شجاعاً مقداماُ، كثير من الناس قد لا يعرفونه فذكره خامل عندهم والبعض قد لا يعيره اهتماما لكنه عند الله معروف وعظيم وذوي مكانة خاصة فاتخذه الله شهيدا”.
جسر الحرية
وممن التقيناهم أيضاً في هذه الزيارة لمعرض شهداء مديرية الثورة أحد أقارب الشهيد محمد عبد الرحمن علي علي الغماري الذي أخبرنا أن الشهيد ولد في الجراف وكانت أخر جبهة يقاتل فيها منطقة جيزان، حيث اشتدت المعركة لأن المجاهدين أصروا أن يسيطروا موقع في جيزان، وبسواعد الرجال وثباتهم تمت السيطرة على الموقع، حتى شـنّ الطيران السعودي على الموقع بكثافة ، فسقط أبو العز ذاك البطل شهيـداً على حدود الوطن في تاريخ 2/8/ 2017م ليبني من دمائهِ جسر الحرية، والعزة، والكرامة، سقط أبو العز شهيداً بعد أن استولوا على الموقع ولكن! طيران الغزو شنت تلك الغارات الجنونية ليسقط الموقع بيد المنافقين، بعد ستة أشهر من استشهاده لم تكن أسرة الشهيد تعلم أن أبو العـز ولدهم شهـيد في سبيل للـه، في شهر رجب أتى إلى منزل أسرة الشهيد مشرفهُ ليخبرهم أن ولدهم أسير لأنهم لم يكونوا يعلمون أنـهُ شهـيد، تم تبادل الأسرى ومن ضمنهم جثة الشهيد الطاهر محمد الغماري الملقب بأبو العـز، هنُـا كانت المفاجئة! ولكنهم! أثنوا الحمد والشكر لله أن أصطفى ولدهم شهيدا في سبيل لله والدفاع عن الأرض، والعرض، والديـن.
تضحيات أثمرت نصراً
والد الشهيد بشير فارس محمد صالح يتحدث مع ولده الشهيد أمام صورته في المعرض قائلا: “في ذكرى الشهيد للعام 1446 أبشرك أبني الغالي أن دماءكم الغالية أثمرت واستطاع اليمن بقيادة أنصار الله سلام ربي عليهم وبقيادة كريمة من السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن يضربوا عمق الكيان الصهيوني الغاصب بالصواريخ والطائرات المسيرة ويساندوا الشعب الفلسطيني المستضعف وبفضل الله تعالى رفعوا اسم اليمن في عنان السماء وهذا كله بفضل تضحياتكم فناموا قريري الأعين رحمكم الله يا شهداءنا الأبطال”.