استطلاع: التحالفات الجيوسياسية لم تعد تناسب إطار «الغرب ضد الباقى»
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أظهر استطلاع للرأى أجراه كل من تيموثى جارتون آش من جامعة أكسفورد البريطانية، وإيفان كراستيف، ومارك ليونارد من المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، والذى شمل ٢١ دولة، أن التحالفات الجيوسياسية لم تعد تناسب إطار "الغرب ضد الباقى"، حيث يعتقد الكثيرون فى الغرب أنها فى حالة تدهور، بينما يريد الكثيرون من خارجها أن تكون الصين أكثر نشاطا فى اقتصاداتهم ويعتقدون أن روسيا ستنتصر فى حربها ضد أوكرانيا، كما يعتقد الكثيرون خارج أوروبا أن الاتحاد الأوروبي لن يستمر ٢٠ عاما أخرى، وفقا للاستطلاع الذى وجد أن العلاقات العالمية أصبحت "انتقائية" بشكل متزايد، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال معدى الاستطلاع إن القادة السياسيون فى أوروبا والولايات المتحدة ما زالوا يميلون إلى رؤية عالم القرن الحادى والعشرين من حيث التنافس ثنائى القطب بين نظامين أيديولوجى وسياسى مختلفين، لكن الاستطلاع أشار إلى أن هذا ليس ما يراه عدد كبير من الأشخاص فى الغرب، وخاصة خارجه.
وأظهر الاستطلاع أن أوروبا والولايات المتحدة لا يزالان ينظرا إليهما على أنهما "أكثر جاذبية ولديهما قيم أكثر إثارة للإعجاب" من الصين وروسيا.
ولكن بحسب معدى الاستطلاع، "هذا لا يترجم إلى توافق سياسى. بالنسبة لمعظم الناس، فى معظم البلدان، دخلنا فى عالم انتقائى حيث تعمل الدول على انتقاء شركائها فى قضايا مختلفة، بدلا من التعهد بالولاء لجانب أو آخر".
وفى مواجهة هذا الواقع، يجب على الاتحاد الأوروبى تبنى سياسة "الاعتماد المتبادل الاستراتيجى"، وإنشاء تحالف واسع من الشركاء عبر مجموعة من القضايا مع تعزيز المكانة العالمية للكتلة فى الوقت نفسه، وفقا لمعدى الاستطلاع.
وقال كراستيف: "العالم يتغير وليس فى صالح أوروبا. يجب عند البدء بإعداد أى استراتيجية تحليل العالم كما هو، وليس كيف نتمنى أن يكون. بالنظر إلى الطريقة التى تتسم بالثقة والتى تتصرف بها القوى الوسطى، مثل تركيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا الآن على المسرح العالمى، يجب على الاتحاد الأوروبى أن يأخذ ذلك فى الاعتبار. "
فى حين، قال جارتون آش إن الدرس واضح: "القوة الناعمة لأوروبا يجب أن يكملها المزيد من الاستثمار فى الأبعاد العسكرية والأمنية. أن توسيع الاتحاد الأوروبى شرقا سيساعد فى جعل الكتلة لاعبا عالميا أكثر قوة ومصداقية".
بينما قال ليونارد، إن البيانات الواردة من دول من بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى ١١ دولة من الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، أظهرت أن الكتلة بحاجة إلى "فهم القواعد الجديدة للعبة انتقائية فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والبحث عن شركاء جدد عبر القضايا الهامة".
وأظهر الاستطلاع أن ٤٧٪ من المستجيبين فى الولايات المتحدة و٤٠٪ فى كوريا الجنوبية متشائمون بشأن مستقبل بلادهم، بينما ٨٦٪ فى الهند و٧٤٪ فى إندونيسيا و٦٩٪ فى الصين كانوا متفائلين بشأن مستقبلهم.
وأشارت الأغلبية فى العديد من دول القوى الوسطى أيضا إلى قبول الوجود الاقتصادى الصينى فى بلدانها، بما فى ذلك السماح للشركات الصينية بشراء فريق رياضى كبير أو صحيفة أو شركة تكنولوجيا أو بنية تحتية، مقارنة بـ ٢٩٪ فقط فى أوروبا.
واللافت للنظر، خارج الغرب، بدا أن الحرب فى أوكرانيا ينظر إليها على أنها صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث يعتقد أغلبية الأشخاص بنسبة ٦٣٪ فى روسيا، و٥٧٪ فى الصين، و٥١٪ فى تركيا، أن الولايات المتحدة بالفعل "فى حالة حرب" مع روسيا، مقارنة بـ ٣٦٪ فى الاتحاد الأوروبى و٢٤٪ فى الهند و٢٠٪ فى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك القليل من الرغبة خارج الغرب بدعم طويل الأمد لأوكرانيا، حيث قال ما بين ٣١٪ و٤٨٪ من الأشخاص فى الصين وروسيا والعديد من دول القوى الوسطى إن الصراع يجب أن ينتهى فى أقرب وقت ممكن، مقابل الرأى السائد فى الولايات المتحدة وأوروبا بأن أوكرانيا بحاجة إلى استعادة جميع أراضيها، حتى لو كان ذلك يعنى حربا أطول.
ويعتقد الكثيرون خارج أوروبا أن روسيا ستنتصر فى الحرب، بما فى ذلك أغلبية الأشخاص فى روسيا بنسبة ٨٦٪، والصين ٧٤٪ والهند ٦٣٪ وإندونيسيا ٦٠٪ وجنوب إفريقيا ٥٩٪ وتركيا ٥٥٪. حتى فى الولايات المتحدة، يعتقد ٥٢٪ من الأشخاص أن روسيا ستفوز، مقابل ٤٦٪ فى أوروبا.
وخارج أوروبا، رأى ٤١٪ من المشاركين فى الاستطلاع أن الاتحاد الأوروبى يمكن أن "ينهار" فى السنوات الـ٢٠ المقبلة، بما فى ذلك الأغلبية فى الصين بنسبة ٦٧٪ وروسيا ٥٤٪. وبدا أن الكثيرين يربطون مصيرهم بنتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، مما دفع معدى الاستطلاع إلى الإشارة إلى أن مصداقية الاتحاد الأوروبى على المحك فى الصراع.
ويعتقد الكثيرون فى جميع أنحاء العالم أيضا أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقف عن كونها ديمقراطية فى السنوات الـ٢٠ المقبلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الغرب الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة فى الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبى فى الصین
إقرأ أيضاً:
روسيا تصف بيع الغاز إلى أوروبا بالمعقد مع قرب انتهاء اتفاق مع أوكرانيا
قالت روسيا اليوم الاثنين إن الوضع مع الدول الأوروبية التي تشتري الغاز الروسي من خلال اتفاقية مرور عبر أوكرانيا معقد للغاية، وذلك بعد محادثات بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو.
وأعلنت أوكرانيا أنها لن تجدد اتفاقية عبور الغاز الروسي إلى أوروبا، ومدتها 5 سنوات ومن المقرر أن ينتهي سريانها في نهاية العام، لأنها لا تريد مساعدة موسكو في مجهودها الحربي.
وتمثل التدفقات التي تمر عبر أوكرانيا نحو نصف إجمالي صادرات روسيا من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا. وستكون سلوفاكيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك الأكثر تضررا إذا توقفت التدفقات.
وتصدر شركة غازبروم الحكومية الغاز أيضا إلى أوروبا عبر خط أنابيب "ترك ستريم" الممتد عبر قاع البحر الأسود.
رئيس الوزراء السلوفاكي (يسار) صرح بأن بوتين أكد استعداد روسيا لمواصلة توريد الغاز إلى سلوفاكيا (الفرنسية)وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل أخرى عن المحادثات التي جرت أمس الأحد بين بوتين وفيتسو وتناولت أيضا العلاقات الثنائية والصراع في أوكرانيا.
وصرح فيتسو أمس الأحد بأن بوتين أكد استعداد روسيا لمواصلة توريد الغاز إلى سلوفاكيا رغم أن رئيس الوزراء السلوفاكي قال إن ذلك "مستحيل من الناحية العملية" بمجرد انتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز المبرمة بين روسيا وأوكرانيا.
ولم يتضح بعد ما هو الحل المحتمل الذي ربما ناقشه الزعيمان.
وتحرص المجر أيضا على بقاء الطريق الأوكراني رغم أنها ستستمر في استقبال الغاز الروسي من الجنوب عبر خط أنابيب ترك ستريم.
إعلانوذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي أن من الممكن تجديد الاتفاقية لكن بشرط عدم دفع ثمن الغاز لروسيا إلا بعد انتهاء الحرب، وهو شرط من غير المرجح أن تقبله موسكو.
وقال بيسكوف للصحفيين "سمعتم تصريحات الجانب الأوكراني، وتعرفون الأوضاع في تلك الدول الأوروبية التي لا تزال تشتري الغاز الروسي وتعتبره ضروريا لتشغيل اقتصاداتها بشكل طبيعي".
وأضاف: "وبالتالي، أصبحنا الآن أمام وضع معقد للغاية يتطلب مزيدا من الانتباه".
وصرح بوتين الأسبوع الماضي بأن من الواضح أنه لن يكون هناك اتفاق جديد مع أوكرانيا لنقل الغاز الروسي عبرها إلى أوروبا.