كثر الحديث هذه الأيام عن مجمع الشفاء الطبى فى غزة واختصاصه بتلك المزاعم، والحقيقة أن الصهاينة كدأبهم كاذبون، وبمنطق عقلانى محض: لم لا يجترأ الصحفيون فى غزة أو بعض أهلها على التقاط صور ثابتة أو مقاطع مصورة للمركز المزعوم تحت المجمع الذى لجأ إليه آلاف البشر ولا مجال فيه لحفظ سر؟ 
وأضاف المرصد: ليس للحقيقة من نصيب فى هذه المزاعم إلا حقيقة صادمة تنتفى بها كل تلك المزاعم، وهى أن الكيان الصهيونى نفسه هو من بنى ذلك المقر أسفل مجمع الشفاء الطبى فى عام ١٩٨٣م عندما كان يحتل القطاع احتلالًا كاملًا ويسيطر عليه؛ إذ بنى الصهاينة فى ذلك العام غرفة عمليات أمنية عسكرية تحت الأرض وشبكة من الأنفاق تحت المجمع الطبي، وهذا هو عين الباعث على الحديث الصهيونى "الواثق" عن وجود ذلك المقر، وتحديدًا تحت المبنى رقم ٢ من المجمع.

 
الحقيقة إن التحرك الصهيونى ضد مستشفى الشفاء لا يستند على معلومات موثقة، بل بناء على أهداف موضوعة يسعى الكيان الغاصب لتنفيذها، فإذا افترضنا أن هناك بالفعل أسفل الشفاء الأسرى وشبكة الأنفاق فهل يعقل أن يتحدث الاحتلال قبل أيام علنًا عن ذلك قبل تنفيذ هجومه؟! بديهيًّا فإن ذلك يعرض حياة الأسرى للخطر، وفى حال كانت المقاومة بالفعل أسفل الشفاء فإنها ستقوم بنقل الأسرى وعناصرها إلى مكان آخر فورًا. 
ولفت مرصد الأزهر، إلى أن قادة الاحتلال عملوا على مدار الأيام الماضية على تهيئة الرأى العام الداخلى والعالمى قبل تنفيذ هجومه استنادًا على أهداف وليس حقائق. 
وتحليلًا للفيديو المصور للمتحدث باسم جيش الاحتلال، فقد رأيناه جميعًا يعرض حذاء وعصبة رأس إلى جانب عدد قليل من الأسلحة، وهنا نتوقف ونعود إلى تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئول سابق فى جهاز "الشاباك" وآخران، ذكروا أن المنطقة الواقعة تحت "الشفاء" تستوعب عدة مئات من عناصر المقاومة، بناء على زعمهم، وقياسًا على ما ذكروا وما وجدته المجموعة الصهيونية المقتحمة للمستشفى بعد مرور تقريبًا ٢٤ ساعة فإن هناك تناقضا واضحا بين ما ذُكر وما وجد! 
علمًا بأن تقريرًا نشرته صحيفة "هآرتس" الصهيونية فى عام ٢٠٠٩م أكد أن قادة المقاومة لا يتواجدون فى مكان واحد، بل ينتشرون ويغيرون مواقعهم باستمرار، وأن التقارير الصهيونية لم تظهر أى صورًا لمناطق الطوابق السفلية، كما تدعى الآن، نضف إلى ذلك أن المراسلين الذين يقومون بتغطية الهجمات الصهيونية خلال الأعوام ٢٠٠٨، و٢٠٠٩، و٢٠١٢، و٢٠١٤ و٢٠٢٣ لم يقدموا أى تقارير عن استخدام المقاومة للمنشآت تحت الأرض التى بناها الكيان وقت احتلاله للقطاع. 
 

السؤال: لماذا يصر الاحتلال على الرواية الصهيونية الكاذبة حيال مستشفى الشفاء؟ 
إن مستشفى الشفاء ليس صرحًا لعلاج المرضى فقط، بل تاريخًا من النضال ضد الاحتلال، ففى عام ١٩٧١م وقعت معركة بالأسلحة النارية بين فلسطينى ودورية صهيونية داخل مبناها، وفى عام ١٩٨٧م خلال الانتفاضة الأولى حدثت مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال خارج المستشفى؛ لذا يعد اقتحامها حيلة صهيونية لكسر الصمود الفلسطينى مع استمرار تواجد الفلسطينيين فى شمال القطاع رغم التهديدات والمجازر المرتكبة ضدهم وعدم تنازلهم عن أرضهم. 
كما أن الانتفاضة الشعبية العالمية الآن يدعمها تحرك رسمى من بعض الدول مثل جنوب أفريقيا لبدء محاكمة قادة الاحتلال فى المحكمة الجنائية الدولية، بعد نجاح الفيديوهات المنتشرة على المنصات الاجتماعية فى فضح ممارسات نتنياهو وقادته الإرهابيين وفشل رواية استخدام المقاومة للمدنيين دروعًا بشرية فى إحباط تلك الانتفاضة، وهو ما يفسره تصريحات ساسته حاليًا حول تقلص المدة الزمنية المتاحة أمام قوات الاحتلال لتحقيق نصر حقيقي، فى ظل تراجع التأييد الشعبى لهجومه داخل الكيان وحتى داخل الدول المؤيدة له وسط مطالبات بإقالته وتعيين بديل عنه، ليتحول هذا النصر من مواجهة مباشرة مع عناصر المقاومة نتيجة طول أمدها وخسائره البشرية والمادية والفيديوهات التى أظهرت ذلك علنًا واعتبرها الخبراء العسكريين مهينة لجيش عكف على وصف نفسه دائمًا بأنه "الجيش الذى لا يقهر" خاصة مع عدم تكافؤ القدرات القتالية والتسليح بين الجانبين ورغم ذلك استطاعت المقاومة الانتصار عليه ميدانيًا، إلى البحث عن نصر بديل تمثل فى هدم رمزية الصمود التى تتجسد فى مستشفى الشفاء. 
واستحضار صناعة ايدى الكيان الصهيونى من الماضى للوم الآخرين عليه فى الحاضر ليس بالمستغرب منهم؛ فدأبهم على الدوام لوم الغير على ما يقترفون، والحقيقة الناصعة اليوم وكل يوم أن التعرض للمستشفيات وغيرها من "الأعيان المدنية" وفق توصيف القانون الدولى هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية مجمع الشفاء الطبي في غزة مستشفى الشفاء

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: مصر أكبر من الأكاذيب.. ومزاعم تزويد إسرائيل بالأسلحة «عهر» يمارسه الخونة

أكد الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن مصر لا يضيرها المزاعم التي تروج ضدها بشأن موقفها من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك من يختلقون الادعاءات الكاذبة لخدمة أجندات معينة.

وقال بكري، في تغريدة عبر منصة إكس: الخونة الذين يدعون الأكاذيب ضد مصر، ودورها العروبي المساند للقضية الفلسطينية، وصل بهم العهر إلى الادعاء الكاذب بأن مصر تمد العدو الصهيوني بالأسلحة.

وأضاف: هؤلاء مرضى وعملاء يخدمون أجندات أسيادهم، وهذه أكاذيب نعرف أهدافها، ولكن تبقى الحقيقة الجازمة دوما، ومصر أكبر من كل هذه الأكاذيب، وادعاءات الخونة هي أكبر دليل علي مصداقية المواقف المصرية ودفاعها الشريف عن القضية الفلسطينية.

هيئة الاستعلامات ترفض مزاعم تقديم مساعدات عسكرية للاحتلال

وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن بعضا من المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، دأبت على اختلاق ونشر الأكاذيب عن مصر منذ إسقاط شعبها العظيم حكم الجماعة الإرهابية، رافضة المزاعم المختلقة بقيام مصر بمد دولة الاحتلال بمساعدات عسكرية.

المواقف المصرية واضحة منذ بدء العدوان على غزة

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن الوصول لهذا الدرك الأسفل من المزاعم، يؤكد على تفاقم حالة الانفصام المرضي عن الواقع والإدمان المزمن للكذب، التي باتت مكونًا أصليا وثابتا في هذه المواقع وتلك الوسائل، فهذان الانفصام والإدمان، هما اللذان يدفعان بها إلى العمى المؤقت أو الدائم عن رؤية المواقف المصرية الواضحة والثابتة من بدء العدوان الدامي على غزة، والتي لم تترك سبيلا واحدا لدعم الأشقاء الفلسطينيين فيها، إلا وسلكته بكافة إمكانياتها وبكل العلانية الصريحة التي تقتضيها النتائج الكارثية للعدوان على غزة.

وأضاف البيان، أن هذين الانفصام والإدمان هما اللذان غيبا حقيقة أن مصر هي التي أسست منذ بدء العدوان للرفض العربي والدولي القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء من أرضهم بقطاع غزة، وهو ما جعلها موضعا لحملات عديدة من مسئولي ووسائل إعلام دولة الاحتلال، سواء ضد مواقفها المبدئية أو على جيشها العظيم.

رأب الصدع الفلسطيني الداخلي

وتابع البيان، أن مصر قدم شعبها لأشقائه في غزة أكثر من 75% من المساعدات، ووضعت كل إمكانياتها الصحية لعلاج الجرحى والمرضى منهم، وتخوض منذ اليوم الأول للعدوان كل مشاق التفاوض من أجل وقفه، وتسعى دوما لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ولم تتوقف لحظة عن السعي لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي.

وأردف البيان، أن مصر هي دولة الدفاع الكامل عن الحق والعدل، والرفض الصارم للعدوان والاحتلال، وهي الأسس التي تمسكت بها - شعبا وقيادة - لثمانية عقود، وقد دفعت خلالها كل الأثمان الغالية التي يتطلبها هذا الإصرار والثبات على المبادئ والمواقف الوطنية والقومية والأخلاقية.

الهيئة العامة للاستعلامات: مصر ثابتة في دعم غزة وترفض مزاعم تقديم المساعدات العسكرية للاحتلال

بكري: مظاهرات غزة تعكس معاناة الشعب الفلسطيني.. وعلى حماس أن تستمع لصوت الناس ولا تتجاهله

الصحة الفلسطينية: استشهاد 15 ألف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2023

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: مصر أكبر من الأكاذيب.. ومزاعم تزويد إسرائيل بالأسلحة «عهر» يمارسه الخونة
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد أن اليمن سيبقى حراً مستقلاً مستمراً في دعم المقاومة الفلسطينية
  • وجهاء في غزة يستنكرون استغلال تظاهرات ضد العدوان لمهاجمة المقاومة
  • هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلمين؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتعتبره ردًا طبيعيًا على حرب الإبادة الصهيونية
  • الصحة الفلسطينية: 3 مستشفيات فقط ما زالت تعمل فى جنوب قطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية تستنكر استهداف الاحتلال مجمع ناصر الطبى
  • أول تعليق من وزارة الصحة الفلسطينية على قصف مجمع ناصر الطبي
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال يستهدف مبنى الجراحات داخل مجمع ناصر الطبي
  • الصحة الفلسطينية : حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز الخمسين ألف شهيد فلسطيني