الأمين العام لـ (كايسيد) : التصدي إلى التمييز وخطاب الكراهية ضد اللاجئين .. ضرورة ملحه
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أكد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي، ضرورة التصدي للتحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه اللاجئين، من التمييز وخطاب الكراهية، إلى التعليم والمساواة وسرد القصص عن الهجرة.
وقال الحارثي خلال جلسات المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين الذي اختتم اليوم،”: إن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين (EPDF)، يعد إنجازًا مهمًّا في جهودنا المشتركة للتصدي للقضايا العاجلة المتعلقة بالاندماج الاجتماعي، وانتماء الشباب في المدن الأوروبية”، مشدداً على تحول المنتدى إلى منصة تجمع بين الجهات الفاعلة الدينية، وصانعي السياسات وخبراء آخرين، لتقديم التوصيات وتحويلها إلى واقع ملموس.
وأضاف :”نحن فخورون بأن ثلث من يشارك معنا اليوم هو في سن الثامنة عشرة إلى الثلاثين عامًا ويمثلون أصوات الشباب النابضة بالحياة”.
وأكد الأمين العام لـ (كايسيد) على أن المناقشات التي تمت في المنتدى الاوروبي ستؤثر في عمل أعضاء شبكة الحوار في العام المقبل، إذ تتجسد في ملخصات أوراق سياسات وتوصيات لصناع القرار، وزاد:”في جوهر مهمتنا تكمن فكرة بناء “ثقافة الانتماء”.
كما رحب الحارثي بممثلين عن ثماني ديانات قدموا لتعزيز التنوع والحوار. مشيراً إلى أن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين يسعى إلى الاستفادة من الشراكات والجهود التعاونية.
وقال:” مدننا ستنير لنا الطريق للتغيير، إذ إن المدن تضطلع بدور حيوي في جذب أفراد المجتمع للمشاركة المؤثرة في الحلول وهي ذات دور حاسم في سعيها نحو الاندماج الاجتماعي، ولا ننسى أيضًا الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب اللاجئون والمهاجرون في هذه المسألة”.
وعاد الأمين العام ليؤكد على أن المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين أبصر النور بفضل دعم الشركاء الرئيسيين وتعاونهم، ومن ضمنهم كايسيد والمجلس الأوروبي للقيادات الدينية ومنظمة أديان من أجل السلام في أوروبا، وشبكة الحوار المدعومة من كايسيد، فضلًا عن الدعم الإضافي من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (ODIHR) التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) والمنظمة الدولية للهجرة في هولندا.
يذكر أن النسخة الخامسة من المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين في روتردام نظمت تحت شعار «إلهام، تواصل، إشراك»، وذلك بهدف جلب أفكارًا مبتكرة وحلولًا إبداعية تتيح خيارات عديدة لمساعدة قيادات المجتمع المدني على تنسيق الجهود المبذولة حاليًّا من أجل اندماج المهاجرين في المجتمعات الاوربية، خاصة في ظل زيادة الخطاب القائم على الخوف الذي يستهدف
اللاجئين والمهاجرين في مناخ سياسي واجتماعي يزداد تحديًا وبالافتقار إلى تدابير فاعلة وسياسات مستدامة لتعزيز اندماجهم في المجتمعات الأوروبية المضيفة.
جمع المنتدى مشاركين متنوعين من ثماني ديانات، ومن ضمنهم قيادات وجهات فاعلة دينية، وصانعي السياسات على المستوى المحلي والوطني، ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، ولا سيما أعضاء شبكة الحوار، فضلاً عن المنظمات التي يقودها المهاجرون واللاجئون الناشطة في مجال الإدماج الاجتماعي، أقاموالعديد من الجلسات، إضافةً إلى الكشف عن ثلاث ورقات علمية محفّزة على التفكير لتكون محور المحادثات.
تحدثت ورقة “كلمات تضمد الجراح” عن الإمكانات التحويلية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مكافحة خطاب الكراهية، فيما تعمقت ورقة “مدن تعزز الانتماء” في تبيان قدرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على إنشاء مساحات حضرية شاملة.
كما سعت ورقة “القيادة في العمل” إلى إبراز دور الشباب في صنع القرار والتغيير وتعزيز ثقتهم بالقيادة العلمانية والدينية، بغرض إحداث التغيير في المدن والمجتمعات الأوروبية.
في المقابل، شدد مشاركو المنتدى على أهمية بناء ثقافة انتماء حقيقية لمعالجة قضايا عدم المساواة العرقية والدينية والاجتماعية في المدن الأوروبية. مؤكدين على قدرة الشباب على إحداث تغيير إيجابي وخلق مستقبل أفضل عندما تتاح لهم المشاركة في صنع القرار.
وزادوا، أن أيام المنتدى الأوروبي الخامس للحوار بشأن سياسات اللاجئين اليوم حافلة بالمناقشات وتبادل الأفكار ومساحات التعلم المشتركة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمین العام
إقرأ أيضاً:
رعاية الشباب .. ضرورة ملحة
بقلم : عامر جاسم العيداني ..
تُعتبر فئة الشباب من أهم شرائح المجتمع وأكثرها تأثيراً في تشكيل مستقبله وتوجيه مساره نحو التطور والتقدم. الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية، فهم يمتلكون الطاقة والحيوية والقدرة على التغيير، ولذلك فإن رعايتهم والاهتمام بهم يعدّان ضرورة ملحة. إن رعاية الشباب ليست ترفاً بل هي واجب وطني واستثمار طويل الأجل من أجل بناء مستقبل مشرق.
تأتي أهمية رعاية الشباب من كونهم القوة الدافعة نحو التغيير والتنمية، فمن خلال توفير البيئة المناسبة لهم، يمكنهم تحقيق إمكانياتهم الكاملة وتطوير مهاراتهم وخبراتهم. إن دعم الشباب يساعد في تجنب الكثير من المشاكل الاجتماعية، مثل البطالة والتطرف والانحراف، ويعزز من مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي لديهم، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع بأسره.
إن رعاية الشباب تحتاج إلى وسائل عديدة تشمل جوانب عدة تحتاج إلى اهتمام وتطوير. أولاً، التعليم يعدّ الأساس الذي يبني عليه الشباب مستقبلهم، لذا يجب تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج بما يتماشى مع احتياجات التنمية التي يحتاجها البلد، بالإضافة إلى مواكبة التطور العلمي والثقافي والحضاري. كما أن التدريب المهني يعد ضرورياً لتزويد الشباب بالمهارات التي يحتاجونها في سوق العمل.
ثانياً، الرعاية الصحية من أهم جوانب رعاية الشباب، حيث يجب توفير خدمات صحية شاملة لهم تساعدهم في الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية. كما يجب تعزيز الوعي الصحي بينهم وتوفير فرص لممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
ثالثاً، الاهتمام بالجانب الثقافي والترفيهي للشباب يعد جزءاً أساسياً من رعايتهم، حيث يجب توفير المساحات والبرامج التي تمكنهم من التعبير عن أنفسهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها. كما أن الأنشطة الثقافية تسهم في تنمية الوعي الاجتماعي وتعزيز الانتماء الوطني.
تلعب المؤسسات الحكومية والأهلية دوراً كبيراً في رعاية الشباب، فالحكومات يجب أن تسنّ القوانين وتوفر الميزانيات اللازمة لتطوير البرامج والمشاريع التي تهتم بالشباب، وهذا يتطلب إنشاء مراكز للشباب تتوفر فيها كافة الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية بالإضافة إلى وسائل التسلية، بحيث يقضون أوقات فراغهم في أمور مهمة تبعدهم عن مخاطر الشارع، مثل التسكع في المقاهي وتعاطي الدخان والمخدرات، كما يجب بناء مراكز للتدريب والتأهيل العلمي وزجهم فيها ليكونوا قادرين على الدخول في سوق العمل. كذلك، يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في هذا المجال من خلال دعم المبادرات الشبابية وتوفير فرص عمل وتدريب للشباب.
أما المؤسسات الأهلية، فهي قادرة على الوصول إلى الشباب بشكل مباشر، إذ تقدم العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تنمية مهاراتهم ورفع وعيهم. ويجب أن يتم التعاون بين كافة الأطراف لضمان تقديم الرعاية المتكاملة التي يحتاجها الشباب.
في الختام، لا يمكن أن ننكر أن رعاية الشباب هي ضرورة ملحة لضمان بناء مجتمع متوازن ومستقر ومتقدم. ومن خلال تضافر الجهود بين مختلف الجهات وتوفير البيئة الداعمة للشباب، يمكننا تمكين هذه الفئة الهامة من تحقيق إمكانياتها والمساهمة في تطوير المجتمع والنهوض به. إن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الأمة، ويجب أن نحرص جميعاً على دعمه وتحقيقه بكل الطرق الممكنة.
عامر جاسم العيداني