قذائف وهبي الحارقة تطال هذه المرة الأساتذة!
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
بقلم: إسماعيل الحلوتي
يجمع الكثير من المهتمين بالشأن السياسي في بلادنا على أن هناك قواسم مشتركة بين الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، وعبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يتمثل بعضها في كونهما شخصين مثيرين للجدل، وغير قادرين على التمييز بين موقعهما في المعارضة والعمل الحكومي، الذي يتطلب التحلي بالكثير من الرصانة والحكمة والتبصر في الخطاب والسلوك.
ذلك أن عبد اللطيف وهبي منذ تقلده حقيبة وزارة العدل وهو لا يتوقف عن إثارة الزوابع هنا وهناك، إذ يذكر المغاربة ذلك الهجوم على المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بمدينة تارودانت أمام عامل الإقليم ووزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد. وكذا الاحتقان الذي خلفه قانون مهنة المحاماة وتضريب القطاع في مشروع القانون المالي برسم سنة 2023. وما ترتب عن نتائج الامتحان الكتابي لولوج مهنة المحاماة من سجال واسع بين وزارته والهيئات الممثلة للمحامين، وما تفجر من جدل حول نتائج المباراة التي كانت مثار تشكيك في نزاهتها من طرف المرشحين والرأي العام الوطني، فضلا عن تصريحاته الجارحة تجاه أبناء الشعب من الفقراء...
وبعد أن سبق له الهجوم كذلك على قضاة المغرب عبر انتقاداته للأحكام القضائية، في تصريح له موثق بالصورة والصوت خلال إحدى جلسات مجلس النواب إبان شهر أكتوبر 2023 حيث قال: بأن "الأحكام القضائية في بلادنا قاسية، ومن يستحق سنة واحدة فقط حبسا يحكم عليه بخمس سنوات، ومن يستحق عشر سنوات يحكم عليه بعشرين سنة". مما استفز "نادي قضاة المغرب" الذي أصدر بلاغا يعبر فيه عن استغرابه الشديد من صدور مثل هذه التصريحات الرعناء عن وزير يفترض فيه أن يلتزم بأكبر قدر ممكن من قواعد المسؤولية المطوقة بواجب التحفظ واحترام باقي مؤسسات الدولة وسلطاتها، وعلى رأسها السلطة القضائية، ولاسيما أن القضاء مستقل على السلطة التنفيذية، حسب ما ورد في الفصل 107 من الدستور، الذي ينص على أنه ليس من اختصاص وزير العدل مراقبة وتقييم الأحكام القضائية الصادرة باسم الملك...
فها هو يعود اليوم ليرسل قذائفه الحارقة نحو النقابات التعليمية والأساتذة الذين انتفضوا ضد النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، المصادق عليه من قبل الحكومة في 27 شتنبر 2023 والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 7237 بتاريخ 9 أكتوبر 2023، حيث الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والإضرابات المحلية والوطنية متواصلة لما يقرب من شهرين، معتبرين أنه نظام محبط وغير منصف، نظام تعسفي وتراجعي وإقصائي، يسعى إلى تقييد حرياتهم والحط من كرامتهم الإنسانية، حتى أنهم أطلقوا عليه اسم "نظام المآسي"، ومطالبين بضرورة التعجيل بإلغائه أو تدارك نقائصه وتجويد مضامينه حتى يرقى إلى مستوى انتظاراتهم.
حيث أبى إلا أن يستغل فرصة الاجتماع الموسع لرئيس الحكومة عزيز أخنوش مع قادة أحزاب الأغلبية الحكومية والفرق البرلمانية بمجلسي النواب والمستشارين مساء يوم الإثنين 13 نونبر 2023 بأحد فنادق العاصمة الرباط، ويطلق العنان للسانه في صب جام غضبه على من علموه يوما فك رموز الحروف الأبجدية وتركيب الجمل ومبادئ التفكير بمختلف أشكاله، ضاربا عرض الحائط بما أقدم عليه رئيس الحكومة من محاولة إطفاء نيران الغضب المشتعلة في الساحة التعليمية، مفضلا السير على نهج الناخب الوطني وليد الركراكي في دعوته الأساتذة المضربين إلى إعمال "النية" ورفع اضراباتهم، مراعاة لمصلحة تلامذتهم والعودة إلى فصولهم الدراسية، واعدا إياهم بالإشراف الشخصي على حل المشاكل المطروحة وتجويد مضامين النظام الأساسي.
فالوزير وهبي قام عقب اجتماع الأغلبية بتهديد الأساتذة والتشديد على أن الحكومة في موقع قوة، ولن يستطيع أي كان لي ذراعها. ثم خاطب قياديي النقابات التعليمية بالقول: "إذا خرج 40 ألف أستاذ في مظاهرة، فهناك 280 ألف أستاذ يريدون الحوار، وعليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم وتكونوا أوفياء معنا" وواصل هجومه على النقابات التعليمية متهما إياها بالتراجع عن اتفاقها مع وزير التربية الوطنية على النظام الأساسي، بعد مشاركتها في صياغته النهائية.
وهو ما أثار حنق الشغيلة التعليمية والنقابات، حيث يرى عدد من مراقبي الشأن التربوي والسياسي ببلادنا، أن تصريحات الوزير عبد اللطيف وهبي، تكاد لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، ومن شأنها أن تعمل على تعميق الخلاف والرفع من منسوب الاحتقان بالنسبة للأساتذة والأسر المغربية. كما أنها أثارت حفيظة النقابيين المشاركين في الحوار، الذين نبهه بعضهم إلى أنه ليس من عادة الأساتذة استعراض القوة ولي الأذرع، وإنما هم رجال تربية وتعليم، يقومون فقط بحقهم المشروع في الإضراب، دفاعا عن مطالبهم المشروعة وصونا لكرامتهم.
إنه رغم كل ما يوجه لوزير العدل عبد اللطيف وهبي من انتقادات حادة، بسبب تصريحاته غير المسؤولة، فإنه يصر على التمادي في استعمال الأسلوب ذاته، مما يجعلنا نعيد طرح السؤال حول المعايير المعتمدة في اختيار من تناط بهم مسؤولية تدبير الشأن العام لبلاد من حجم المغرب، الذي حقق بفضل قائده الملهم الملك محمد السادس تراكما دستوريا، وقطع خطوات مهمة في مساره الحقوقي والديمقراطي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: عبد اللطیف وهبی
إقرأ أيضاً:
رابطة متعاقدي الاساسي الرسمي: نعلن خيار الاضراب في حال لم يتم إيجاد حلول منصفة للاساتذة
أشارت رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي CTLP الى ان "اضراب الأساتذة المتعاقدين بين المطرقة والسندان، وأملهم بانصافهم من قبل وزيرة التربية بعدما عبرت عن فتح الابواب للحوار".
وقالت في بيان: "بعد بيان وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي الأخير حول الزيادة في أجر ساعة الأساتذة المتعاقدين، تبيّن أن الأجر الأساسي للساعة، مضافًا إليه التعويض المؤقت، أصبح 8.2$، في حين أنه وفق الحسبة السابقة (الأجر الأساسي مع بدل الإنتاجية) كان يقارب 9$. كما لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم دفع المستحقات شهريًا، نظرًا لأن بدل الإنتاجية كان يؤمّن للأساتذة مدخولًا شهريًا ثابتًا".
واستعرضت الرابطة تساؤلات الأساتذة التي دفعتهم للمطالبة بالإضراب، وذلك لرفع الظلم الذي لحق بهم:
- الخسارة في أجر الساعة: كيف سيتم تعويض الأساتذة عن هذا النقص؟
- حق المتعاقدين أن تضرب ساعتهم ب 13، وليس 11، أسوة بأساتذة الملاك.
- كيف سيتم التعويض على الأساتذة الذين لديهم أقل من 20 ساعة أسبوعيًّا، كون مستحقاتهم ستنخفض بشكل ملحوظ، وهم يشكّلون الأغلبية؟كيف سيتم دفع مستحقات الأساتذة الذين ليس لديهم رقم مالي، لا سيما أولئك المتعاقدين على الصناديق، والذين يتجاوز عددهم 2000 أستاذ؟
- آلية التعويض في الأشهر التي يكون فيها أعطال قسرية تفرض تخفيض عدد الساعات، إذ إنها كانت في النظام القديم تراعى عبر تفاوت عدد الساعات الشهرية، وفقًا لما يتخلله من عطل ومناسبات.
- الضريبة على الرواتب: هل ستقوم وزارة المالية بفرض حسم ضريبي على هذه المستحقات، ما يؤدي إلى مزيد من النقص في أجر الساعة؟
- آلية الدفع: هل سيتم دفع الرواتب شهريًّا كما كان الحال مع نظام OMT، الذي كان يضمن للأساتذة مدخولًا شهريًّا منتظمًا؟
- بدل الإنتاجية في فصل الصيف: كيف سيتم احتسابه في ظل النظام الجديد؟
- موعد دفع المستحقات: هل سيتم دفع مستحقات شهر شباط في 20 آذار، وقبل حلول الأعياد، كما هو متوقع؟
وأشارت الى ان "هذه التساؤلات تمسّ لقمة عيش الأساتذة وقدرتهم على الاستمرار، خصوصًا أنهم بالكاد كانوا يلبّون احتياجات أسرهم بمبلغ 375$ شهريًّا، فكيف سيتمكنون من العيش إذا انخفض هذا الدخل، أو لم يُدفع شهريًّا كما كان سابقًا؟ هذه المطالب المحقّة رفعها الأساتذة إلينا، وهم يطالبون بإعلان الإضراب لحماية حقوقهم ، ونحن بدورنا نضعها بين يدي الوزيرة، مع تقديرنا لجهودها في ظل الظروف المالية الصعبة، إلا أن الأولوية تبقى لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم للأساتذة، ولاسيما أنها عبرت مرارًا عن حرصها على حقوق الاساتذة، وفتح أبوابها للحوار والمفاوضة لأجل التوصل إلى الحلول المنصفة".
وختمت الرابطة: "نتابع الأمر عن كثب مع الوزيرة، وننتظر معالجة وتوضيحات لهذه الإشكاليات والتساؤلات خلال اليومين القادمين، بعدها سنعود إلى الهيئة العامة للرابطة لاتخاذ القرار المناسب، وإذا لم يتم إيجاد حلول منصفة لهذه القضايا، نعلن خياركم بالإضراب". مواضيع ذات صلة رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي انتخبت هيئتها الادارية الجديدة Lebanon 24 رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي انتخبت هيئتها الادارية الجديدة 16/03/2025 17:13:45 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان من رابطة الأساتذة المتعاقدين في الأساسي Lebanon 24 بيان من رابطة الأساتذة المتعاقدين في الأساسي 16/03/2025 17:13:45 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 رابطة الأساتذة المتعاقدين في الأساسي تحدد موعد الانتخابات Lebanon 24 رابطة الأساتذة المتعاقدين في الأساسي تحدد موعد الانتخابات 16/03/2025 17:13:45 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 المتعاقدون في التعليم الأساسي الرسمي: نضع حقوقنا بين يدي الوزيرة كرامي Lebanon 24 المتعاقدون في التعليم الأساسي الرسمي: نضع حقوقنا بين يدي الوزيرة كرامي 16/03/2025 17:13:45 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً البابا فرنسيس دعا للصلاة من أجل السلام في لبنان: أجتاز فترة صعبة Lebanon 24 البابا فرنسيس دعا للصلاة من أجل السلام في لبنان: أجتاز فترة صعبة 11:09 | 2025-03-16 16/03/2025 11:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مذكرة من الأسمر بإسم الإتحاد العمالي إلى وزير العمل عن حقوق العاملين في القطاعين العام والخاص والعسكريين Lebanon 24 مذكرة من الأسمر بإسم الإتحاد العمالي إلى وزير العمل عن حقوق العاملين في القطاعين العام والخاص والعسكريين 11:05 | 2025-03-16 16/03/2025 11:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مجموعات العمل.. مسار مقنّع للتطبيع Lebanon 24 مجموعات العمل.. مسار مقنّع للتطبيع 11:01 | 2025-03-16 16/03/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عبد المسيح: العدالة الأرضية تمت بزوال المجرم Lebanon 24 عبد المسيح: العدالة الأرضية تمت بزوال المجرم 10:59 | 2025-03-16 16/03/2025 10:59:18 Lebanon 24 Lebanon 24 البعريني: للتعاطي بحكمة مع متطلبّات المرحلة واعتماد مبدأ الحياد Lebanon 24 البعريني: للتعاطي بحكمة مع متطلبّات المرحلة واعتماد مبدأ الحياد 10:32 | 2025-03-16 16/03/2025 10:32:27 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد Lebanon 24 عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد 16:55 | 2025-03-15 15/03/2025 04:55:41 Lebanon 24 Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! 14:24 | 2025-03-15 15/03/2025 02:24:16 Lebanon 24 Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع 11:38 | 2025-03-15 15/03/2025 11:38:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! 14:00 | 2025-03-15 15/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل لبنان بينها؟ 11 دولة يُمنع مواطنوها من دخول أميركا Lebanon 24 هل لبنان بينها؟ 11 دولة يُمنع مواطنوها من دخول أميركا 12:00 | 2025-03-15 15/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:09 | 2025-03-16 البابا فرنسيس دعا للصلاة من أجل السلام في لبنان: أجتاز فترة صعبة 11:05 | 2025-03-16 مذكرة من الأسمر بإسم الإتحاد العمالي إلى وزير العمل عن حقوق العاملين في القطاعين العام والخاص والعسكريين 11:01 | 2025-03-16 مجموعات العمل.. مسار مقنّع للتطبيع 10:59 | 2025-03-16 عبد المسيح: العدالة الأرضية تمت بزوال المجرم 10:32 | 2025-03-16 البعريني: للتعاطي بحكمة مع متطلبّات المرحلة واعتماد مبدأ الحياد 10:30 | 2025-03-16 نظام "فيرسيوس".. أحدث الأنظمة الجراحية الروبوتية في لبنان فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير 02:31 | 2025-03-16 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) 00:27 | 2025-03-16 16/03/2025 17:13:45 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24