وزير خارجية الأردن: اتفاقية السلام مع إسرائيل سيعلوها الغبار وهي تدفع المنطقة للحرب
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل قتلت بيئة السلام، مؤكدا أنها تجر المنطقة نحو الجحيم، وأن معاهدة السلام الموقعة معها (وادي عربة) تحولت إلى مجرد ورق سيعلوه الغبار، وأنها تدفع المنطقة كلها نحو حرب واسعة.
وأضاف الصفدي في مقابلة مع قناة الجزيرة أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة من أجل إعادة احتلاله، وأنها تأخذ المنطقة كلها نحو الجحيم.
وأكد أن الحرب ستتسع في ظل ما تقوم به إسرائيل سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة التي بدأت تشتعل هي الأخرى بسبب "هجمات المستوطنين الإرهابية"، حسب قوله.
كما أكد الصفدي أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة أثبتت عدمية كل المشاريع الإقليمية التي جرت مناقشتها برعاية دولية، لأن تل أبيب "قتلت بيئة السلام وخلقت حالة من الكراهية لا يمكن تجاوزها"، وفق تعبيره.
وأضاف وزير الخارجية الأردني "لن نستطيع مواصلة اتفاقية الطاقة مقابل المياه، لأنه لا يمكن لوزير أردني أن يجلس إلى جانب وزير إسرائيلي لتوقيع اتفاق بينما هم يقتلون إخواننا في غزة".
وعن المطالبات الشعبية والنيابية لإلغاء اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، قال الصفدي إن الأردن لن يتردد في اتخاذ كل ما من شأنه مساعدة الشعب الفلسطيني، مضيفا "هذه الاتفاقية الآن ستكون وثيقة يغطيها الغبار فوق أحد الرفوف".
وتابع "نحن حكومة لها شعب تحترم مطالبه، وقد وقعنا الاتفاقية بعد توقيع اتفاقية أوسلو (بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل) في إطار تحرك عربي جماعي كان يهدف لحل شامل على أساس حل الدولتين، وإسرائيل تتنصل الآن من كل التزاماتها".
وفيما يتعلق بالجهود الأردنية من أجل التأثير على إسرائيل، أكد الصفدي أن الأردن يستثمر كل علاقاته بالحلفاء المؤثرين من أجل وقف "الهمجية الانتقامية التي تمارسها إسرائيل"، مشيرا إلى أن الملك عبد الله الثاني أبلغ العديد من دول الغرب بهذا الموقف.
كما أكد الصفدي أن الأردن لن يصمت تجاه ما تعرض له المستشفى الميداني الأردني في غزة، وأنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية إزاء ذلك، لافتا إلى أن طبيبا رومانيا أبلغ عمَّان أمس الأربعاء بأن والدته و400 آخرين محاصرون داخل كنيسة دير اللاتين".
إغراق المنطقة في الحروبوشدد على أن إسرائيل "دمرت كل ما تم بناؤه على مدار 4 عقود من أجل إيجاد بيئة تتقبل السلام، وعليها تحمل نتيجة إغراق المنطقة في موجات جديدة من الكراهية والحروب".
وقال الصفدي إن ما تقوم به إسرائيل حاليا "همجية انتقامية"، لأنه لا يعقل أن تكون عملياتها مدروسة وتؤدي لاستشهاد أكثر من 11 ألف مدني وتدمير 61% من البنية التحتية.
وأوضح أن على العالم التحرك من أجل وقف إسرائيل وفرض عقوبات عليها كما فرض عقوبات على دول أخرى لم ترتكب ما ارتكبته إسرائيل من جرائم، لافتا إلى أن الدول العربية تتحرك من أجل كسر الحصار المفروض على غزة.
وأكد أن إجراءات تتخذ حاليا لضمان تنفيذ مقررات القمة العربية الإسلامية الأخيرة من أجل إغاثة سكان القطاع وكسر الحصار عنهم، وقال إن الجهد العربي الدبلوماسي يمكن تلمسه في تغير الموقف الغربي من الحرب.
وعن مسألة مستقبل غزة وحديث إسرائيل عن ضرورة ملء الفراغ الأمني بعد الحرب، قال الصفدي إن هذا يعني احتلالا جديدا وإن على إسرائيل فهم حقيقة أن قتل 11 ألف فلسطيني لن يمر دون حساب، وأنها تعمل على إيجاد بيئة لإنتاج العنف والرفض الذي سيتم التعبير عنه بكل الوسائل المتاحة.
وقال الصفدي "إننا لن ننضم إلى أي جهد يتحدث عن غزة ما بعد الحرب، لأن هذا يعني أن العالم يقول لإسرائيل افعلي ما شئت في غزة وسنأتي نحن بعدك للتعامل مع التبعات الكارثية"، مؤكدا أن هذا "أمر مرفوض" وأن على العالم وقف القتل الهمجي للمواطنين في غزة.
وشدد على أن الحديث حاليا لا بد أن يكون عن وقف الحرب، وأنه لا حديث بعد الحرب عن فصل بين القطاع والضفة وإنما لا بد أن يكون الحديث عن توقيتات زمنية وأسس محددة لحل الصراع بما ينهي الاحتلال ويلبي حقوق الفلسطينيين، "لأن أهل غزة لن يقبلوا بأن تأتي إسرائيل لتفرض عليهم ما تريد بعد كل ما فعلته بهم"، وفق تعبيره.
وختم الصفدي بالقول إنه من غير الممكن أن تتعامل المنطقة حكومات وشعوبا مع إسرائيل بعد كل هذه الهمجية وكأنها لم ترتكب جرما بعدوانها الهمجي على غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصفدی إن من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
مبادرتنا للسلام.. أم مبادرة نتنياهو و سموتريتش؟
ظلت مبادرتنا العربية تدعو إسرائيل إلى اتخاذ طريق السلام مع أطراف الصراع العربي الإسرائيلي، وبخاصة مع الفلسطينيين، وذلك من أجل تحقيق السلام لكل الأطراف، هذا السلام القائم على العدل والشرعية الدولية، التي تقر بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومن تلك المبادرات الجديرة بالتقدير الدولي، مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في بيروت عام ٢٠٠٢ عندما كان في حينه وليا للعهد، فقد هدفت تلك المبادرة العربية إلي إنشاء دولة فلسطينية، وبعودة اللاجئين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، ومن الأراضي اللبنانية المحتلة، مقابل تحقيق السلام الكامل مع إسرائيل، وذلك باعتبار السلام هو الخيار الاستراتيجي الذي يمكن أن يحقق الأمن والأمان لكل دول المنطقة، فبتحقيقه وفقاً لبنود المبادرة يمكن أن يعتبر النزاع مع إسرائيل منتهيا، ودافعا لتحقيق السلام لكل دول المنطقة، وإنشاء علاقات عربية طبيعية مع إسرائيل، ولكن تلك المبادرة غير المسبوقة رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحاق شارون، واعتبرها في نظره بأنها لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، ومنذ تلك المبادرة كانت هناك دعوات عربية ودولية كثيرة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن حكومات إسرائيل المتعاقبة، وصولاً إلى الآن رفضت كل تلك المبادرات، وحولتها برئاسة نتنياهو ومتطرفيه كبتسلئيل سموتريتش، وايتمار بن غفير، وغيرهم من المتطرفين والمستوطنين إلي حمامات من الدماء بقتلهم الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وغيرها من الأماكن العربية، ناهيك عن الاعتقال وهدم المباني وتهجير سكانها، وقطع الأشجار، وحرق المحاصيل، وهدم البنى التحتية، وحصار الفلسطينيين، والسطو علي ممتلكاتهم، ومنع المساعدات الإنسانية عنهم، لدرجة منعهم من الصلاة في المسجد الأقصى وغيره من أماكن العبادة الإسلامية، والعمل بمنهجية طوال عقود من الاحتلال من أجل طرد الفلسطينيين، من أرضهم وديارهم من أجل الأراضي التي احتلتها إسرائيل من أرض فلسطين، وصولاً إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لأكثر من خمسة عشر شهرًا، والتي قتلت الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، ناهيك عن أعداد الجرحى وتخريب القطاع بأكمله، وذلك بهدف جعله غير صالح للحياة، مع تعذيب الكيان المحتل لأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات بالضفة الغربية، ما يدل علي أن نتنياهو ومتطرفيه لا يعترفون بالسلام، ولا يهتمون بأصوات الشعوب العربية وشعوب العالم الحر ومؤسساته التي تقر بمشروعية إقامة الدولة الفلسطينية، بل يعرفون فقط طريق الدم والقتل والتعذيب والاعتقال، وحتي الهدنة التي تم توقيعها بمعاناة مع الطرف الصهيوني وحركة المقاومة حماس نقضها نتنياهو ومتطرفوه أكثر من مرة، وما زال ينقضها، لأنه لا يعرف غير الحرب والخراب بمساعدة قادة أمريكا الذين يمدونه بكل أنواع الدعم المادي والعسكري، بل ويوافقونه على خطة ترامب ونتنياهو من أجل تهجير أبناء غزة دون رحمة إلى دول المنطقة، وطمس معالم القضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع بمصر والأردن وكافة البلدان العربية والإسلامية إلي إقامة القمة العربية الطارئة التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي الموافق للرابع من مارس الجاري، والتي قدمت فيها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خطتها الواقعية والعادلة من أجل إعمار قطاع غزة، وإنصاف أبنائها وجعلهم أثناء الإعمار في أرضهم دون تهجيرهم أو تعريضهم لوحشية الكيان الإسرائيلي وقادته المتطرفين، الذين لا يعرفون إلا الدم وسرقة أراضي الغير، ما يدفع البلدان العربية والإسلامية وكافة المؤسسات الدولية وشعوب العالم الحر إلى أن تروج وتؤكد دعمها لخطة إعمار غزة كحل أمثل، وكرد إيجابي مقنع، وبديل عادل عن خطة ترمب الجائرة والظالمة، والداعية إلي تهجير أبناء غزة من أجل إرضاء قادة إسرائيل المتطرفين الذين لا يعرفون إلا القتل وإراقة الدماء، في حين أن السلام سيظل للجميع هو الحل الأمثل لتوفير الأمن والأمان والاستقرار لكل دول المنطقة وشعوب العالم.