الأردن لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، إن الأردن لن يوقع اتفاقا لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل والذي كان من المقرر توقيعه الشهر الماضي، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل قبل عقدين هي الآن، في خضم الحرب الجديدة "وثيقة على الرف يُغطّيها الغبار".
وقال الصفدي في حديث لقناة الجزيرة القطرية "كان هناك حوار إقليمي حول مشاريع إقليمية، اعتقد أن الحرب أثبتت عدم المضي به، وكان هناك حديث عن توقيع اتفاقية تبادل الطاقة والمياه، وكان يجب أن توقع الشهر الماضي، لكن لن نوقعها".
وتابع منتقدا إسرائيل التي تشن هجوما على قطاع غزة منذ أكثر من أربعين يوما، ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي "إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية، وتتصرف بانتقامية فجة ووحشية".
وتابع "ما تقوم به لا يمكن أن يبرر على أنه دفاع عن النفس، ما تقوم به هو جرائم حرب.. إسرائيل تدفع بالمنطقة بأسرها نحو الجحيم.. لا يمكن أن تستمر هذه الحرب".
وفي إجابته حول سؤال يتعلق بإمكانية أن يتطور قرار تجميد توقيع عمان وإسرائيل لاتفاق تبادل الطاقة والمياه إلى إلغاء اتفاقية السلام كاملا، نزولا عند مطالب شعبية ونيابية، قال الصفدي "لنتحدث بصراحة، هذه الاتفاقية الآن، في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ستكون وثيقة على رف يغطيها الغبار".
وتابع "نحن لنا شعب نحترمه، أمامنا رأي عام، ولنا مواقفنا كدولة.. وقعنا على اتفاقية السلام سنة 1994، بعد اتفاقيات أوسلو في إطار تحرك عربي جماعي، للوصول إلى سلام شامل على أساس حل الدولتين، لكن هذا لم يتحقق بل على العكس، نرى إسرائيل تريد إعادة احتلال غزة، وتتنصل من كل التزاماتها.
ثم جدد التأكيد "في هذه الأجواء، الاتفاقية ستكون وثيقة تجمع الغبار على رف في مستودع ما".
بخصوص علاقة الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية وإمكانية استثمارها للدفع بحلول للوضع المتأزم في الشرق الأوسط، وسط تصاعد العنف على وقع الحرب بين إسرائيل وغزة، قال الصفدي "نحن نستثمر كل علاقاتنا.. جلالة الملك، جال عدة مدن أوروبية كبيرة ليقول لهم إن هذه الحرب يجب أن تتوقف".
وأضاف " إغراق المنطقة في الحروب هي مسؤولية تتحملها إسرائيل التي لا تستمع لأحد في هذه اللحظة".
وفي تعليقه على قول الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، إنه لا يمكن أن تترك غزة بعد انتهاء الحرب للفراغ، قال الصفدي "هذا سيكون احتلالا مباشرا جديدا.. على إسرائيل أن تتحمل تبعات ذلك، نحن لن نقبل بأن ندخل الآن في أي حوار حول من سيدير غزة".
وختم "الحديث يجب أن يتركز الآن على وقف الحرب، وبعدها لن نقبل أن يتم فصل غزة عن الضفة الغربية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الطاقة والمیاه اتفاقیة السلام قال الصفدی
إقرأ أيضاً:
واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
الخرطوم- كان يوما عصيبا وشاقا على عبد الله محمد فضل المولى من قرية "طليحة الحامداب" في ريف القطينة بولاية النيل الأبيض (جنوب)، عندما اضطر هو وكل أهالي قريته للنزوح سيرا على الأقدام لمدة 13 ساعة هربا من مليشيا قوات الدعم السريع التي اقتحمت قريتهم.
وبعد شهرين، عاد فضل المولى والسكان إلى قريتهم، ليكتشفوا أن محولات الكهرباء التي كانوا يشغلون بها الآبار لسحب مياه الشرب قد نُهبت، مما عرَّضهم للعطش، وكادوا ينزحون ثانية لولا أن اهتدوا إلى بديل آخر يكمن في شراء منظومة للطاقة الشمسية لتشغيل الآبار، ومن ثم توجهوا للبحث عن هذا البديل في أم درمان، حيث التقتهم الجزيرة نت.
يقول المواطن عصام الدين الإمام للجزيرة نت "بعد أن فقدنا محولاتنا الكهربائية، جئنا من ولاية النيل الأبيض إلى أم درمان لشراء منظومة الطاقة الشمسية، وعرفنا من بعض الذين جربوا أنها نجحت".
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي محمد الناير -للجزيرة نت- أن التدمير الذي حدث في قطاع الكهرباء كبير جدا، مؤكدا أن "قيمة النحاس الذي يباع بعد سرقته من شبكات الكهرباء لا تعادل 10-15% من تكلفة إعادة هذا القطاع وإعادة المحولات والكوابل إلى ما كانت عليه قبل الحرب".
أما مازن محمد عثمان، صاحب محل لبيع منظومات الطاقة، فيقول إن مستوى الإقبال جيد على اقتناء هذه المنظومات، وربما يصل إلى 40 زبونا في اليوم الواحد رغم ظروف الحرب، ومعظمهم من الخرطوم والخرطوم بحري، وذلك بسبب الدمار في شبكات الكهرباء بالمدينتين.
إعلانويؤكد المهندس في منظومات الطاقة الشمسية، أبو الدرداء جبريل، أن السبب في توجه المواطنين إلى الطاقة الشمسية هو ضرب مُسيَّرات قوات الدعم السريع محطات الكهرباء، خاصة محطة سد مروي.
إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكات الكهرباء في الخرطوم والخرطوم بحري جراء خلعها وتخريبها بغرض سرقة النحاس الموجود داخلها، مما جعل المواطنين يقبلون على منظومات الطاقة الشمسية لتكون بديلا.
وبرز استهداف البنية التحتية لقطاع الكهرباء كوجه آخر من أوجه الأزمة في السودان، مما جعلها واحدة من أكثر الأوجاع التي يعاني منها السودانيون جراء الحرب بالبلاد.
سرقة وتخريبويعتمد السودان في توليد الكهرباء على المحطات الكهربائية والمائية، لكن معظم هذه المحطات تدمَّرت في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
ولم يقتصر الأمر على التدمير الذي لحق بقطاع الكهرباء وعديد من المنشآت على الخرطوم فقط، بل شمل كل الولايات المتأثرة بالحرب، وتعدى الدمار إلى سرقات واسعة النطاق في الشبكات الناقلة للكهرباء بهدف الوصول إلى النحاس.
وشهدت ولاية الجزيرة خسائر كبيرة في قطاع الكهرباء، تمثلت في حريق كامل للمحطات إضافة إلى سرقة النحاس من محولات كبيرة بالولاية.
ووصلت الخسائر -حسب مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء في الولاية، مصعب عبد القادر- إلى 180 تريليون جنيه سوداني (الدولار يساوي 600 جنيه سوداني) في تكلفة مبدئية.
وأشار الناير إلى أنه سبق أن طالب قبل الحرب بأن تتجه الدولة إلى فتح باب التمويل الأصغر، لكي تمتلك كل أسرة وحدة خلايا شمسية، شريطة أن تتولى الدولة إعفاء مواد هذه الخلايا من الرسوم والجمارك إعفاء تاما.
ودعا للاستفادة من مصنع لتجميع الخلايا في مدينة سوبا (شرق) به معدات جيدة إن لم يتعرض للنهب أو التخريب.
إعلان