وزير الأوقاف يوضح معاني الأمل والعمل
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحياة مفعمة بالأمل، والإنسان لا يمكن أن يحيا بلا أمل، فلا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، والعاقل يجد لكل عقدة حلًا أو يحاول على أقل تقدير، والأحمق يرى في كل حل مجموعة من العقد المتشابكة، وبما أن صحيح الشرع لا يمكن أن يتناقض مع صحيح العقل، لأن التشريعات موجهة لمصالح العباد، فقد عدَّ العلماء اليأس والتيئيس من رحمة الله (عز وجل) من الكبائر، فعن ابن عباس (رضي الله عنه) أن رجلًا قال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: (صلى الله عليه وسلم): "الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، من وقاه الله إياها وعصمه منها ضمنت له الجنة".
ويقول الحق سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم (عليه السلام) في حواره مع الملائكة وقد بشروه بإسحاق (عليه السلام): "قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ"، وهذا يعقوب (عليه السلام) يقول لولده: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، ويقول الحق (سبحانه وتعالى): "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
فلا ييأس مذنب من العفو لأن الله (عز وجل) فتح باب التوبة واسعًا، وفي الحديث القدسي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو جئتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بمثلها مغفرة".
ولا ييأس مريض من عدم الشفاء مهما كان مرضه عضالًا، فعليه أن يأخذ بأسباب التداوي مع التعلق بحبل الله في الشفاء، ولنا في أيوب (عليه السلام) أسوة، يقول الحق (سبحانه): "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ".
وإن كنت في حالة من ضيق اليد فاعلم أن فقير اليوم قد يكون غني الغد, وغني اليوم قد يكون فقير الغد، والأيام دول، وأن الله (تعالى) إذا أراد للعبد شيئًا أمضاه له: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"، ويقول (سبحانه وتعالى): "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
ومهما تكن اللحظات العصيبة في حياتك فتعلق بحبل الله (عز وجل)، فها هو سيدنا إبراهيم (عليه السلام) عندما ألقاه قومه في النار كان النجاء من عند الله: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ"، وهذا يونس (عليه السلام) عندما التقمه الحوت فلجأ إلى الله (عز وجل) واستمسك بحبله كانت الرحمة والنجاة حاضرتين، يقول (الحق سبحانه): "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ * فَاسْتَجَبنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".
غير أن الأمل بلا عمل أمل أجوف، وأمانٍ كاذبة خاطئة، وقد كان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني وقد علمت أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، ولا يكفي مجرد العمل، إنما ينبغي أن يكون العمل متقنًا، فَعنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ"، ويقول الحق (سبحانه): "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، فديننا الحنيف لم يدعُ إلى العمل، أي عمل فحسب، وإنما يطلب الإجادة والإتقان.
وللتأكيد على أهمية العمل دعانا الإسلام إلى أن نعمل إلى آخر لحظة من حياتنا، حتى لو لم ندرك ثمرة هذا العمل، وما ذلك إلا لبيان قيمة العمل وأهمية الإنتاج للأفراد والأمم، فعن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف الاوقاف الحياة اليأس علیه السلام یقول الحق رضی الله ى الله عز وجل الله ع
إقرأ أيضاً:
كوادر الكهرباء ركيزة أساسية للتطوير.. تعهدات بمواصلة العمل لدعم المشروعات القومية
تعهد العاملون في قطاع الكهرباء بمواصلة البذل والعطاء والعمل فى اطار المسؤولية لتأمين الطاقة الكهربائية اللازمة لمشروعات اعادة البناء وخطة الدولة للتنمية المستدامة.
وقال الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن العاملين فى قطاع الكهرباء والطاقة ركيزة أساسية للتطوير والنهوض بالقطاع وان مهمتهم ودورهم حيوي ويمثل ركيزة هامة في الاقتصاد الوطني ، موضحا دعم وإهتمام الدولة بكل مؤسساتها بالكوادر البشرية لتوفير كافة السبل من أجل تحسين ظروف العمل، وزيادة الإنتاج، بإعتبارهم مفتاح النجاح والتقدم ، لاسيما قطاع الكهرباء الذى ينفذ سياسة لتوطين الصناعة والتكنولوجيا.
تحقيق أهداف واضحة ومحددةوأوضح الدكتور محمود عصمت ان تحقيق الإنجاز يتطلب استمرار العمل بروح الفريق واستنهاض همم العاملين لتحقيق أهداف واضحة ومحددة وفقا لجداول زمنية معلنة وفى اطار حسن ادارة وتعظيم الموارد المتاحة والأصول ، مشيرا إلى الدعم والمتابعة المستمرة من قبل القيادة السياسية ، مشيرا إلى الخطة العاجلة الجارى تنفيذها لتحسين جودة التغذية الكهربائية والعمل على استقرار واستمرارية التيار الكهربائي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والتوسع فى الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة والحد من استخدام الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات والمضى قدما فى اتجاه الشبكة الذكية ، والعمل على تقوية وتدعيم وتقوية الشبكة لاستيعاب القدرات الجديدة من مشروعات الطاقة المتجددة خلال المرحلة الحالية.
وزير الكهرباء يشارك العاملين بالشركات إفطارهم الجماعي.. صور
باق أسبوعين.. تحذير هام لأصحاب عدادات الكهرباء القديمة قبل العيد
وجه الدكتور محمود عصمت الشكر لجميع العاملين على جهودهم وتعاونهم ، مطالبا بضرورة الحفاظ على ماتحقق من إنجازات فى تحسين معدلات اداء الشركات فى اطار الخطة الجارى تنفيذها لتحقيق الأهداف المرجوه والعمل على خلق بيئة عمل مناسبة للعاملين بالقطاع لسرعة إنهاء الأعمال المطلوبة على الوجه الأكمل وبأعلى كفاءة ، مشيرا الى البرامج التدريبية العامة والمتخصصة للارتقاء بمستوى الاداء وكذلك برامج الصيانة الوقائية للحد من الأعطال ، موضحا ان شركات توزيع الكهرباء ومراكز خدمة المواطنين عليها مهمة كبير تتمثل فى نقل التطور الذى يشهده قطاع الكهرباء للمشتركين من خلال تحسين جودة وكفاءة الخدمات المقدمة.
شارك الدكتور محمود عصمت العاملين بشركات انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية الافطار الجماعي الذى نظمته النقابة العامة للعاملين بالمرافق ، بنادى الكهرباء بالقاهرة، بحضور عدد من قيادات قطاع الكهرباء ورؤساء الشركات التابعة ، مشيدا بروح الأسرة الواحدة ، والمعنويات المرتفعة فى هذه الأيام المباركة، ومعربا عن السعادة البالغة بالتواجد بين العاملين والتواصل المباشر معهم والتحاور حول مجمل الموضوعات والقضايا التى تشغل العاملين فى اطار خطة العمل الحالية وخفض استهلاك الوقود وتحسين جودة الخدمات المقدمة والنهوض بالقطاع فى اطار رؤية الدولة وخطة التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة.
وقدم الدكتور محمود عصمت التهنئة للعاملين بمناسبة شهر رمضان المبارك ، داعيًا الله عز وجل أن يعيد هذا الشهر الفضيل على مصرنا الحبيبة، والأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، وان يحفظ مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وان يديم علينا نعمة الألفة والمحبة لاستكمال مسيرة البناء والتنمية وتحقيق الازدهار ،وقام بتكريم 15 من العاملين ومنحهم شهادات التقدير لقيامهم بأعمال مميزة وتفانيهم فى اداء واجباتهم خلال الفترة الماضية.