من رحم المعاناة يولد الأمل.. صمود أهل غزة ينشر صورة الإسلام الصحيح
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
مشاهد الموت والحرب وتلقين الشهادة بين النساء والأطفال فى غزة نتيجة القذف الإسرائيلى، لمست مشاعر عدد من غير المسلمين فى الدول الأجنبية مما تسبب فى اعتناق عدد منهم الدين الإسلامى.
وكانت البداية عندما أعلنت الناشطة والتيكتوكر الأمريكية ميجان رايس، اعتناقها الإسلام وارتداءها الحجاب، وذلك بعد أيامٍ قليلة من إعلان دعمها لصمود الشعب الفلسطينى فى غزة، وبحثها عن سرّ هذا الصمود، بدعوتها إلى التأمل فى القرآن الكريم، إذ نطقت فى بثّ مباشر عبر صفحتها الخاصة على «تيك توك»، الشهادتين معلنةً دخولها الإسلام، وقالت وهى تظهر بالحجاب، إنها تشعر بالأمان والسلامة.
وأكدت ميجان، التى لم تكن تعتنق أى دين، أنها كانت تبحث عن شيء مشابه للإسلام، حتى لو لم تكن جزءاً منه، وإنها إذا دُعيت إلى المؤتمر الوطنى للمسلمات، أو المؤتمر الوطنى للمرأة المسلمة فى شيكاغو، فستلبى الدعوة حالاً.
ومن ضمن حملة ميجان، كان أبرز المشتركين يهودية أميركية يحمل حسابها اسم «جاك جاك وايلدز» أعلنت شراءها نسخة من القرآن الكريم، موجهة الشكر لميجان على مبادرتها، وسرعان ما بدأت تنشر مقاطع فيديو عن تجربتها مع آيات وسور القرآن الكريم.
وظهرت وايلدز فى مقطع فيديو تقول فيه بأنها تتأكد تدريجيا مع استمرار قراءتها للقرآن أنه ليس ضد حقوق النساء، وفى مقطع آخر بدت وهى مستغربة جدا من كون أسماء الأنبياء الذين ظلت تقرأ عنهم ظهروا فى القرآن، بمن فيهم النبى عيسى.
ونشرت وايلدز مقطعا يشجع على الانضمام لوقفة فى شيكاغو ضد استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، ينظمها «يهود لأجل السلام» يعلنون فيها «لا تفعلوا ذلك باسمنا»، كما بثت مقطعا مؤثرا يعبر عن رعبها من حال المستشفيات فى غزة ومخاطر مقتل الأطفال فى حال انقطعت الكهرباء عن المستشفيات.
وفاجأت جاك أتاك الجميع فى أول نوفمبر الجارى وأعلنت أنها أسلمت، ورددت الشهادة بالإنجليزية، وأكدت أنها ستذهب إلى المسجد فى أقرب فرصة لترديدها باللغة العربية وسط المسلمين.
وانضم الشاب الأمريكى «تشانس» لقائمة المعتنقين للإسلام وذلك بعد مشاركته فى مظاهرة تضامنية مع غزة، إذ ظهر فى مقطع فيديو وهو بأحد المساجد بأمريكا مرتديا «الشال الفلسطينى» وبجانبه أحد المسلميين يلقنه الشهادة.
وقال تشانس إنه جرب ديانات أخرى قبل الدخول للإسلام ولم يكن مرتاحا، معقبا: «ابحث دائما عن الراحة ولم أجده فى أى ديانة».
وتابع أنه كان فى مظاهرة تضامنية مع غزة والتقى بشخص مسلم يدعى «إس جى»، كما أنه التقى بمسلمين آخرين أثناء المظاهرة وشعر بالاطمئنان معهم، مضيفا أنه فى التالى ذهب إلى «إس جى» وأخبره برغبته باعتناق الإسلام وذلك بعد قيامه بالتعرف على الدين الإسلامى ووجد أنه دين سلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشاهد الموت الحرب الدول الأجنبية الدين الإسلامى
إقرأ أيضاً:
تقليص المساحة وتوسيع المعاناة.. إسرائيل تعزز سيطرتها عبر المنطقة العازلة في غزة
في الوقت الذي يعيش فيه سكان قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، تمضي إسرائيل قدمًا في تعزيز سيطرتها الميدانية من خلال فرض ما تسميه بـ"المنطقة العازلة"، التي لم تعد تقتصر على الشريط الحدودي بل تمتد الآن لتبتلع أجزاء كبيرة من القطاع، بما في ذلك مدينة رفح الجنوبية.
ومع التقدم العسكري الإسرائيلي، يتقلص الحيز الجغرافي الذي يمكن للفلسطينيين العيش فيه، فيما يتزايد الخطر على حياة أكثر من 2.3 مليون نسمة.
ويرصد لكم "صدى البلد" في هذا التقرير يرصد تداعيات إقامة المنطقة العازلة الجديدة، وتأثيرها على الواقع الميداني والإنساني في قطاع غزة.
في تحرك عسكري جديد، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم السبت 12 أبريل 2025، أن الجيش الإسرائيلي أكمل سيطرته على محور موراج، الممتد بين رفح وخان يونس، مؤكدًا أن هذه المنطقة أصبحت ضمن ما يسمى بـ"المنطقة العازلة الإسرائيلية". وبذلك، تكون إسرائيل قد عززت وجودها في الجنوب الغزي، مقطعة أوصاله، لتصبح مدينة رفح معزولة فعليًا عن بقية القطاع.
وتقع هذه المنطقة العازلة الجديدة بين محور فيلادلفيا، الواقع على الحدود المصرية، ومحور موراج الممتد من الشرق إلى الغرب، بطول يصل إلى 12 كيلومترًا. وتهدف إسرائيل من خلال هذه المنطقة إلى تكريس العزلة الجغرافية والضغط على حماس لقبول شروط اتفاق جديد بشأن الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وفي الوقت الذي تصف فيه تل أبيب هذه الخطوة بأنها "تكتيك أمني ضروري"، يرى مراقبون أنها تؤسس لواقع سياسي جديد قائم على التقسيم والسيطرة الدائمة، بينما يتحمل المدنيون الفلسطينيون التكلفة الأعلى.
مدينة رفح، التي كانت تأوي قرابة 200 ألف نسمة، أصبحت اليوم شبه مدمرة. عبد الرحمن أبو طه، أحد سكان المدينة، يقول في اتصال هاتفي إنه عاد إلى منزله بعد بدء وقف إطلاق النار في يناير، ليجد معظم أجزاء المنزل قد سُويت بالأرض. ومع استئناف الهجوم الإسرائيلي في أبريل، اضطر إلى مغادرة المكان مجددًا. "رفح دُمِّرت بالكامل تقريباً... لم يتبق منها سوى عدد قليل جدا من المنازل التي لم تتضرر"، يقول أبو طه، الذي يعيش الآن في خيمة بخان يونس.
ويتحدث عن شعور مرير بالعجز: "الوضع الأمني بدأ يتدهور. إنه شعور مخيف". كما عبّر عن خشيته من أن المنطقة العازلة قد تصبح أمرًا واقعًا دائمًا، وهو ما يعمّق مخاوف الفلسطينيين من مستقبل أكثر ظلامًا.
مع تصعيد العمليات العسكرية واستمرار سياسة الإغلاق، حذّرت الأمم المتحدة في 14 أبريل من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، ووصفتها بأنها "الأسوأ منذ 18 شهرًا"، وانقطع تدفق المساعدات بشكل شبه كامل، وتزايدت معدلات النزوح والجوع والمرض.
وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن ما يقرب من 70% من قطاع غزة يخضع الآن لأوامر طرد إسرائيلية أو يُصنف كمناطق "محظورة". كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه حول نحو 30% من مساحة غزة إلى منطقة عازلة.
وبحسب تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن نحو 400 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بسبب الهجوم الأخير، في حين يتعرض النازحون لضغوط متزايدة للتحرك نحو الغرب.
مستقبل غامض وتخوف من السيطرة طويلة الأمدرغم عدم وجود إعلان رسمي من حكومة نتنياهو حول ما بعد الحرب، إلا أن الوقائع الميدانية تشير إلى توجه نحو السيطرة الدائمة على القطاع، لا سيما من خلال تقسيمه إلى مناطق منفصلة ومحاصرة. فبالإضافة إلى محور موراج، أنشأ الجيش الإسرائيلي محاور أخرى مثل محور نتساريم، ما يعزز الهيمنة العسكرية ويحدّ من حركة المدنيين.
وزير الدفاع الإسرائيلي شدد في تصريحاته على أن "الجيش لن ينسحب من المناطق الأمنية"، مؤكدًا أن مئات الآلاف من السكان تم إجلاؤهم، وتمت إضافة "عشرات بالمئة" من الأراضي إلى ما تسمى "المناطق الأمنية".
خطة قديمة بثوب جديدمع كل هذه التطورات، أعادت تصريحات وزير الدفاع كاتس الحديث عن فكرة "إعادة التوطين الطوعي"، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا، والتي تتضمن تهجير سكان غزة إلى دول أخرى. هذه الخطة، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تهجير قسري"، تثير غضبًا واسعًا، وتعيد إلى الأذهان مشاهد النكبة واللجوء.
تدمير شامل للزراعة والمرافق.. الأمن أم السيطرة؟تقارير منظمات حقوقية مثل "كسر الصمت" أشارت إلى أن نحو 36% من مساحة غزة أصبحت تُصنف كمنطقة عازلة. وأكدت المنظمة الإسرائيلية أن هذه الإجراءات لا تهدف إلى الأمن، بل إلى السيطرة الكاملة. كما أفادت بتدمير ممنهج للمزارع، والمقابر، والمنازل، والمرافق الحيوية، مما يجعل من استعادة الحياة في هذه المناطق أمرًا شبه مستحيل.
"لقد دمرنا كل شيء هناك: الحقول الزراعية، المقابر، المناطق الصناعية، والمنازل، بالطبع"، هكذا قال ناداف فايمان، مدير المنظمة، مضيفًا أن ما يجري هو "تطهير عرقي واسع النطاق".
وبينما تتحدث إسرائيل عن "الأمن"، يعيش الفلسطينيون في غزة واقعًا يوميًا من الخوف، والدمار، والنزوح القسري، والجوع، وانعدام الأمل. وما يسمى بـ"المنطقة العازلة" لم تعد تعني مجرد حزام أمني بل أصبحت أداة لتغيير ديمغرافي وسياسي يهدد جوهر القضية الفلسطينية. فإلى أين يمضي القطاع في ظل هذا الخنق الجغرافي والإنساني؟ ومتى يعود الحق لأصحابه في ظل عالم يراقب بصمت؟