الإعلام الغربى بؤرة أكاذيب وغطرسة وانحياز سافر للاحتلال الإسرائيلى
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
حرب «إسرائيل.. حماس»، صورة نقلها الإعلام الغربى منذ بداية الحرب لكى يُصدر للعالم الحرب على أنها حرب بعيدة عن القضية الفلسطينية، وتحطيم حقيقة ما يحدث داخل قطاع غزة على صخرة الانحياز، ولجأت الصحف العالمية إلى إخفاء الحقائق وعدم الكشف عن الواقع الدموى والغاشم للاحتلال الإسرائيلى، واستخدام مقاطع فيديو ملفقة لتزييف الحقيقة، وفى هذا التقرير نرصد مواقف خبراء الإعلام فى مصر والوطن العربى من تغطية الإعلام الغربى للحرب.
أكد د. محمد عبد العزيز عصيدة، مدرس الإعلام بالجامعة الأهلية بمملكة البحرين، أن تناول الإعلام الغربى لحرب غزة والانحياز للاحتلال الإسرائيلى بدون النظر إلى الجانب الآخر من الحرب والمعاناة التى يعيشها سكان غزة هو شيء طبيعى، وذلك بالتزامن مع ما تقوم به الإدارات السياسية وبالأخص أمريكا والدعم لإسرائيل ماديًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا، مشددًا على أن الساسة فى الدول الغربية يعتبرون أن وجود إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط هو مكسب إستراتيجى لهم.
وأشار إلى أن المعالجة الإعلامية التى يقوم به التليفزيون الغربى بشأن الأوضاع فى غزة هى معالجة منحازة للجانب الإسرائيلى وهو أمر طبيعى، مؤكدًا أن فكرة المهنية لم تعد موجودة فى الإعلام الغربى، والحرب الحالية كشفت كل شىء.
وأشار إلى أن الإعلام الغربى هم أصحاب الوكالات الإعلامية والقنوات والصحف الأكثر شهرة على مستوى العام وهم من يصنعون المعايير المهنية وهم أيضًا من ينتهكونها، موضحًا أنه ليس غريبًا أن تكون المعالجة الإعلامية لحرب غزة منحازة للجانب الإسرائيلى، إذ أن أغلب الصحفيين والإعلاميين العاملين فى الوكالات الإعلامية فى الدول الغربية هى تربية الكيان الإعلامى الأكبر وهو «بى بى سى» من يدعمون سياسة بلدهم إنجلترا المنحازة بشكل كبير لإسرائيل.
ونوه بأنه يتم توثيق مدى الإخفاق والانتهاكات بالنسبة للإعلام الغربى فى تناول حرب غزة، إلا أن هذا التوثيق يكون من الطرف الأضعف من الطرف لأنه لا يمتلك وكلات الأنباء العالمية أو القنوات والصحف العالمية، ولذلك سيكون توثيق جريمة وكالات الأنباء العالمية بلا جدوى، مشددًا على أنه يتم تدريسه فى مناهج الإعلام هذا الإخفاق والانتهاكات للمواثيق الإعلامية ولكنه أمر بلا جدوى.
لا يعتمد عليها
ومن جانبها، أردفت د. سارة فوزى، مدرس مساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن تناول الإعلام الغربى لحرب غزة والعدوان الإسرائيلى على غزة هو كسر للمهنية لكنه شيء طبيعى، إذ أن وسائل الإعلام الغربية تنحاز لمشروعها الاستعمارى «إسرائيل»، موضحة أن إسرائيل بالنسبة للغرب والقادة السياسيين هو مشروع امبريالى فى الشرق الأوسط لتحقيق أهدافها منذ عام 1948، مشددة على أنه رغم المجازر الذى يقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى وقصف المستشفيات والمدنيين إلا أن الإعلام الغربى مازال يبرر ذلك.
وأشارت إلى أنها سعيدة من أن الرأى العام الغربى الآن يتحرك لمتابعة الأخبار من «السوشيال ميديا» وبالأخص «إكس» للتطرق إلى حقيقة المجازر فى غزة، مؤكدة أن الشعوب الغربية بدأت متابعة الحقيقة من داخل غزة من خلال الأشخاص والمواطنين فى غزة، موضحًا أن الاكاديميين والخبراء لهم دور كبير فى كشف الحقائق وتوثيق كسر المهنية بالنسبة للإعلام الغربى، مشددة على أن هناك حالات من تقييد الرأى العام الغربى ولكن لابد من نشر المجازر على نطاق واسع، والتى يفعلها جيش الاحتلال فى غزة.
وأوضحت أن القنوات والمنصات الموجهة هى لا يعتمد عليها لأنها تنفذ أجندة ملاكها والأجهزة الأمنية التى تقف خلفها، مشيرة إلى أنه لابد من عمل شركات واسعة مع وسائل إعلام مختلفة ويكون هناك منصات مفتوحة والتعاون مع منصات دولية ملكيتها مستقلة ونشر بها كافة المجازر وتوثيق كل ما يقوم به جيش الاحتلال من العنف المستمر على غزة.
إنحياز تام
وعن طرق توثيق انحياز الإعلام الغربى للاحتلال الإسرائيلى، أكد د. محمد زين، استاذ الصحافة والراى العام عميد كلية الإعلام جامعة بنى سويف السابق، وعميد المعهد العالى للإعلام بالمنيا، أن إعلام القاهرة مؤخرًا تقوم بدور كبير جدًا من خلال الدراسات البحثية والبحوث التى تتطرق للصراع العربى الإسرائيلى والتغطيات الإعلامية للصراع وأحداثه وتقييم مستمر لهذه التغطية الإعلامية من خلال أدوات بحثية كـ»تحليل مضمون واستبيان- وتقييم نخبة إعلامية وسياسية»، مشددة على أنه فى إعلام القاهرة هناك توجيه لطلاب فى قسم الإذاعة والتلفزيون من خلال إنتاج أفلام داعمة للمواقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية وتوثيق المجازر للاحتلال الإسرائيلى.
وفيما يخص الانحياز الكبير من قبل الإعلام الغربى للجانب الإسرائيلى فى حرب غزة، شدد على أن الإعلام الغربى كسر للمهنية ويمارس انحيازا تاما للاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه على المدنيين فى قطاع غزة، ويمارس شكلا من أشكال للدعاية للعدوان الإسرائيلى الغاشم اللاإنسانى، معقبًا: «الإعلام الغربى قلبه حجر»، إلا أنه خلال الأيام الأخيرة بدأ بوجود نظر لعرض الرأى الآخر، وذلك بسبب الضغط الشعبى والرأى العام الغربى الذى استشعر بالظلم الذى يقع على المدنيين».
ونوه بأن الإعلام الغربى فى نقل الأحداث فى غزة غير موضوعى، مشددًا على أن الأمر بخصوص الحصول على المعلومات من الجانب الغربى يحتاج فقط الوعى، موضحًا أننا غير قادرين على منع الغير «الإعلام الغربى» إنه يكذب، ولكن لدى اساتذة الإعلام القدرة على تعليم الأجيال بأننا لابد من مخاطبة الرأى العام الغربى بلغتهم وليس باللغة العربية فقط.
وأشار إلى أنه على طلاب الإعلام فى الجامعات المصرية المختلفة ألا يكونوا متلقين سلبيين للأحداث والأخبار، موضحًا أنه لابد ان يكون هناك خطوات تلى الحصول على الخبر بداية من التحليل والنقد والشك للوصول للحقيقة، ومن ثم تقديم الحقيقة كاملة، منوهًا بأننا محتاجون لإعادة أشكال مختلفة وطرق كثيرة جدًا بعد أن كشف الإعلام الغربى عن وجهه القبيح، وكشف عن وجود تقصير شديد من قبل الإعلام العربى والمصرى فى حق نفسه؛ لانه يكتفى بالعواطف لما يقوم به من إدانة ورفض واستنكار فقط بدون خطوات.
وشدد على أن الإعلامى لابد أن يتحدث بكل لغات العالم ولا يكتفى أن يتحدث باللغة العربية فقط فهو يحدث نفسه، موضحًا أن «عصر أن تكلم نفسك انتهى»، ولابد أن يمتلك الصحفى والإعلامى لغة وتكنولوجيا ومهارات أخرى لكى يكون الصحفى العربى قادرا على تقديم الحقيقة ولا ينتظر من يقدم الحقيقة بدلًا منه.
كشف عن وجهه القبيح
وأكد د. حسن على، عميد كلية الإعلام بجامعة السويس السابق، وأستاذ الإعلام، أنه من اليوم الأول فى حرب غزة انكشف الوجه القبيح للإعلام الغربى والذى كان متسترا بستار حقوق الإنسان، مشددًا على أن الإعلام الغربى فى حرب غزة كان مساندا لسياسات عنصرية ومتحيزة بالكامل لإسرائيل، موضحًا أنهم لا يتحدثون عن حقوق الفلسطينيين ولا يتطرق للأسباب التى أدت إلى ما حدث فى 7 أكتوبر، إذ أن الشعب الفلسطينى يعيش فى سجن كبير به 2.5 مليون مواطن فلسطينى.
وأشار إلى أن الإعلام الغربى مركز فقط على دعم الاحتلال الإسرائيل وسياسة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيلى، ويعمل على بث روح الخوف وترديد الشائعات بشكل كبير، موضحًا أن الإعلام العربى الموجهة إلى دول العالم هو إعلام ضعيف ونحتاج الآن إعلاما دوليا محترما بدلًا من إعلام يتحدث مع نفسه، معقبا: «الإعلام عربى الدولى بيكلم نفسه».
واستنكر ما يقوم به الإعلام الغربى والانحياز الكامل للاحتلال الإسرائيلى، مشددًا على أن الإعلام العربى المؤثر بلغات مختلفة لم يعد موجود، إذ أننا الآن نحتاج لنشاط سياسى ودبلوماسى للضغط على مصالح الدول التى تؤيد إسرائيل، مؤكدًا أن الإعلام الغربى الموجهة باللغة العربية تم فضخه فى حرب غزة، منوهًا بأن الغرب يمارسون الإعلام بموضوعية زائفة بدون أى قيم والتزام بالمواثيق الإعلامية، معقبًا: «مهنية بى بى سى فيك وانفضحت»، موضحًا أن الغرب حولوا أزمة فلسطين من قضية كاملة الأركان إلى عركة بين حماس والاحتلال الإسرائيلى وتجريدها من اساسها الفلسطينى والتاريخى.
المعايير المهنية
وردت د. هويدا الدر، رئيس قسم الاذاعة والتليفزيون بإعلام المنوفية، واستاذ الإعلام الدولى، على سؤال «هل انحياز الإعلام الغربى للاحتلال الإسرائيلى فى حرب غزة كسر للمهنية أم شيء طبيعى؟»، قائلة إن الإعلام الغربى فى حرب غزة لم يراعى المعايير المهنية من أهمها التوازن فى التغطية ونقل الأحداث بشىء من الحياد والموضوعية، ونقل الأحداث والصراع فى فلسطين بانحياز كبير للممارسات العدائية التى تمارسها إسرائيل.
«حاول الإعلام الغربى تكوين صورة ذهنية بأن هذه الممارسات العدوانية الغاشمة من حق إسرائيل»، بهذه الكلمات علقت استاذ الإعلام الدولى على انحياز الإعلام الغربى للاحتلال الإسرائيلى فى حرب غزة، مؤكدة أن يتم التدريس من خلال المقررات على أهمية الحياد والموضوعية فى التغطيات الإعلامية، وبالأخص فى أوقات الحروب، منوهة أن الصورة التى كان يحلم بها أى خريج إعلام بالعمل فى «بى بى سى» انهارت، معقبة: «روجوا لمنشورات هجتهد وهتخرج من إعلام ومش هشتغل فى بى بى سى»، مشددة على أن «بى بى سى» لم تعد حلما لطلاب الإعلام الآن؛ لأن مصداقياتها فقدت ولم تعد الهدف والمثل الأعلى لطلاب الإعلام.
وانتهى أساتذة الإعلام فى الجامعات المصرية والعربية على أن انحياز الإعلام الغربى للاحتلال الإسرائيلى هو كسر للمهنية من أجل تصدير صورة للعالم بأن ممارسات الاحتلال العدائية من حقها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب إسرائيل حماس حرب بعيدة القضية الفلسطينية الصحف العالمية على أن الإعلام الإسرائیلى فى وأشار إلى أن فى حرب غزة الغربى فى على أنه من خلال فى غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يصل مدينة العلمين الجديدة لتفقد المشروعات التنموية بالساحل الشمالى الغربى
وصل المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى مدينة العلمين الجديدة، للقيام بجولة تفقدية بالمشروعات التنموية الجارى تنفيذها بأراضي إقليم الساحل الشمالى الغربى التابعة لولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ويرافقه مسئولو الوزارة، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ورؤساء أجهزة المدن الجديدة بالساحل الشمالى الغربى.