في موقع غير معلن.. قوات أميركية في الشرق الأوسط لمنع توسع الصراع
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، نشر الجيش الأميركي آلاف الجنود في الشرق الأوسط، لكنه لم يكشف عن تمركزها بشكل واضح.
والهدف من نشر تلك القوات، ليس مساعدة إسرائيل في حربها ضد حماس، بل تجنيب المنطقة توسع الصراع، وفق واشنطن.
وبعد هجوم حماس بيومين، أعلن البيت الأبيض أن لا نيّة لدى الولايات المتحدة "لنشر جنود أميركيين على الأرض" لدعم إسرائيل في حربها ضد الحركة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحفيين في 9 أكتوبر الماضي، "ليست هناك أيّ نيّة لنشر جنود أميركيين على الأرض"، مضيفاً أنّ الرئيس جو بايدن "سيحرص دائماً على أنّنا نحمي مصالح أمننا القومي وندافع عنها".
في غضون ذلك، لم توضح واشنطن أماكن تواجد جنودها الذين أرسلتهم مؤخرا، بينما قال تقرير لصحيفة "ذا إنترسبت" إن إحدى القواعد التي استقبلت الجنود الأميركيين، هي قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، المعروفة أيضا باسم "قاعدة الأزرق الجوية".
"الوضع خطير"بحسب التقرير، استقبلت تلك القاعدة عدة طائرات هجومية من طراز إف-15، الشهر الماضي، وهي نفس الطائرات التي استعملت لقصف المنشآت التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا مرتين على الأقل منذ أكتوبر، في أعقاب الهجمات على القوات الأميركية من قبل الجماعات المدعومة من إيران.
وقال بروس ريدل، زميل بارز في معهد بروكينغز الأميركي إن "هناك مجموعة من العوامل تدفع الولايات المتحدة وإيران نحو صراع عسكري مباشر، بما في ذلك حشد القوات، والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية في سوريا ردا على استفزازات وكلاء إيران" وتابع "الوضع خطير".
وتكشف The Intercept، أن قاعدة موفق السلطي تواصل العمل كقاعدة عسكرية أميركية منخفضة المستوى وسط التوترات المتزايدة مع إيران.
وتقول "إنترسبت" إنها استقت معلوماتها من "سجلات حكومية، إلى جانب مصادر أخرى".
وكان تقرير صدر عام 2021 عن معهد أبحاث السياسة الخارجية قال إن "المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأميركية في سوريا هو الآن قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن لكن الوجود الأميركي غير معترف به بسبب حساسيات تتعلق بالدولة المضيفة".
يُذكر أن القاعدة سميت بهذا الإسم لاستذكار الملازم الأردني، موفق السلطي، وهو طيار توفي أثناء قتال القوات الجوية الإسرائيلية خلال صراع شمل الضفة الغربية عام 1966.
"لذلك ليس من الصعب معرفة سبب عدم رغبة الحكومة الأميركية في كشف وجودها على هذه القاعدة الجوية في الأردن، البلد الذي يأوي أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، وتهزه الاحتجاجات المناهضة للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة" تقول الصحيفة.
وبينما يترقب العالم حربا إقليمية محتملة بين الولايات المتحدة وإيران "تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لنحو 55 هجوما، وذلك منذ 17 أكتوبر، وفقا للبنتاغون، ما أدى إلى إصابة 59 شخصا".
وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، شدد في مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي، على مدى عدم وضوح الرؤية حول مآلات تلك الهجمات بالنسبة للجيش الأميركي، قائلا "لقد كانت هناك تبادلات ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل".
وقال بول بيلار، الزميل في معهد كوينسي الأميركي إن توسيع الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يزيد من خطر نشوب صراع مسلح مع إيران لأنه يعني المزيد من نقاط الاتصال العدائية المحتملة بين القوات الأميركية والعناصر المسلحة المتحالفة مع إيران".
وتابع "كما كان الحال مع التواجد العسكري في العراق وسوريا، فإن مثل هذا الوجود لا يشكل رادعا بقدر ما يكون هدفا مناسبا لأي شخص في المنطقة يريد ضرب الولايات المتحدة".
"موقع غير معلن"في إجابته على سؤال صحفي حول أماكن تواجد القوات الأميركية، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر ، في أكتوبر الماضي "نعم، هو موقع غير معلن في الشرق الأوسط".
ثم تابع ساخرا "لكنها محاولة جيدة" في إشارة إلى إصرار الصحفي على معرفة المكان.
"هل يمكن أن نقول في دول عربية أو الخليج؟" سأل مراسل آخر رايدر عن عمليات النشر" ليجيب هو بالقول "نعم.. لا أستطيع ذكر مواقع محددة".
وتقول "إنترسبت" إن البنتاغون لم يستجب لطلباتها المتعددة للتعليق على الموضوع.
وقال إلياس يوسف، محلل في برنامج الدفاع التابع لمركز ستيمسون "تحاول واشنطن توفير قدر من الإنكار في وقت أصبح يُنظر فيه إلى الارتباط مع الولايات المتحدة على أنه مسؤولية سياسية".
وعلى الرغم من السرية التي أحاطت بها واشنطن أماكن تواجد قواتها، فإن الصور التي نشرتها وزارة الدفاع والتي تظهر طائرات إف-15 وهي تهبط في ما وصفته بـ "موقع غير معلن تم تحديد موقعها الجغرافي بسرعة من قبل باحثين وتبين أنها قاعدة موفق السلطي الجوية" حسبما تؤكد "إنترسبت".
ولا يُعرف سوى القليل عن كمية وطبيعة الأسلحة التي قدمها الجيش الأميركي لإسرائيل، بخلاف ما يُنشر عن قائمة مفصلة بالدعم العسكري لأوكرانيا.
"وهناك أدلة أخرى تشير إلى قاعدة موفق السلطي في جميع أنحاء السجلات الفيدرالية، بما في ذلك الإشارة إلى القاعدة في ملحق اتفاقية التعاون الدفاعي التي وقعتها الولايات المتحدة والأردن في عام 2021".
يُذكر أنه حتى قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كان الوجود الأميركي في قاعدة موفق السلطي يتوسع.
وفي ديسمبر 2021، أطلق البنتاغون عملية تحديث كبيرة للقاعدة الجوية من أجل، كما قالت مجلة Janes Defense Weekly، "تحويلها إلى قاعدة أكثر ديمومة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة القوات الأمیرکیة فی الشرق الأوسط الأمیرکیة فی
إقرأ أيضاً:
هجوم نيجيريا.. القصة الكاملة للهجوم الإرهابي على قاعدة عسكرية وتحليل أبعاد الصراع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في صباح دامٍ ببلدة نائية في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، أسفر هجوم إرهابي عن مقتل ما لا يقل عن 20 جنديًا نيجيريًا، بينهم قائد بارز. المهاجمون الذين يشتبه في انتمائهم إلى إحدى الجماعات الإرهابية المسلحة، شنوا هجومًا عنيفًا على قاعدة عسكرية، تاركين وراءهم جثثًا ودمارًا يروي قصة جديدة من الصراع المستمر في المنطقة.
تفاصيل مأساويةوفقًا لشهادات مصادر أمنية وسكان محليين، استغل الإرهابيون عزلة القاعدة العسكرية ومحدودية إمكاناتها الدفاعية لشن هجوم خاطف استخدموا فيه أسلحة ثقيلة وقذائف.
والحادثة لم تكن مجرد اشتباك عادي فقد قتل القائد العسكري المسؤول عن القاعدة، ما يعكس تعقيد العملية وتخطيطها المسبق.
الهجوم الأخير يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة حول قدرة الجيش النيجيري على حماية قواعده وتأمين جنوده في مناطق تشهد نشاطًا متزايدًا للجماعات الإرهابية.
ولاية بورنوولاية بورنو، التي تقع في قلب شمال شرق نيجيريا، أصبحت رمزًا للصراع المستمر بين الحكومة النيجيرية والجماعات الإرهابية، وأبرزها تنظيم بوكو حرام و تنظيم " داعش".
وهذه الجماعات لا تستهدف فقط القوات الأمنية، بل أيضًا المدنيين والأبرياء الذين يعيشون تحت وطأة الخوف المستمر. وفي وقت سابق من هذا الشهر، شهدت بورنو مواجهة أخرى دامية بين الجيش والإرهابيين في قرية سابون جاري، حيث قتل 34 عنصرًا إرهابيًا، وفقًا للجيش النيجيري، إلا أن الاشتباكات أسفرت أيضًا عن مقتل 6 جنود.
عنف مستمرالهجمات المتكررة في بورنو تعكس مشهدًا معقدًا يشمل عوامل عدةمنها :البيئة الجغرافية والسياسية حيث التضاريس الصعبة في شمال شرق نيجيريا توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية. وايضا ضعف البنية التحتية الأمنية في المناطق النائية يجعل من السهل استهداف القواعد العسكرية والمدنيين.
تطور الجماعات الإرهابيةمنذ انشقاق بوكو حرام وظهور تنظيم داعش في إفريقيا، ازدادت الهجمات تطورًا من حيث التخطيط والتنفيذ. كما أن استخدام أسلحة متطورة يضع تساؤلات حول مصادر تمويل هذه الجماعات.
استراتيجية الجيش النيجيريرغم الإعلان عن نجاحات في القضاء على الإرهابيين، إلا أن الهجمات المستمرة تكشف عن ثغرات أمنية كبيرة؛ وضعف التنسيق الاستخباراتي، ونقص الموارد العسكرية، والتحديات اللوجستية تعرقل جهود الجيش؛ بالإضافة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية؛ حيث الفقر والبطالة في المناطق الشمالية الشرقية يوفران بيئة خصبة لتجنيد الشباب من قبل الجماعات الإرهابية. وكذلك غياب التنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية يعزز حالة الاستياء الاجتماعي.
تداعيات الهجومالهجوم الأخير يحمل تداعيات خطيرة على عدة مستويات:
عسكريًا
يزيد من الضغط على الجيش النيجيري لتحسين استراتيجياته الدفاعية، خاصة في المناطق النائية.
سياسيًا
يضع الحكومة النيجيرية أمام انتقادات شعبية ودولية بشأن قدرتها على التعامل مع التهديدات الإرهابية.
إقليميًا
يساهم استمرار العنف في زعزعة استقرار غرب إفريقيا، ويثير مخاوف من تمدد الإرهاب إلى الدول المجاورة.
الحلول المقترحة
لمواجهة هذا التحدي المتصاعد، تحتاج نيجيريا إلى اتباع نهج شامل يجمع بين الجهود العسكرية والتنمية وتعزيز القدرات الأمنية و زيادة الاستثمار في التكنولوجيا العسكرية والمراقبة الجوية و تحسين جمع المعلومات الاستخباراتية وتطوير آليات الاستجابة السريعة.فاطلاق مشاريع تنموية لتحسين مستوى المعيشة في المناطق المتضررة. يؤدي لتوفير فرص عمل للشباب لقطع الطريق على محاولات تجنيدهم من قبل الإرهابيين وكذلك تعزيز التنسيق مع دول الجوار لمكافحة تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود؛ وطلب دعم لوجستي وتقني من المجتمع الدولي.