قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تطهر ميناء غزة كما تزعم، وإنما دمرته لأن المقاومة لم تكن موجودة فيه، مؤكدا أن حجم الآليات المتمركزة في الميناء يعني أن الإسرائيليين يواجهون مقاومة عنيفة تطلبت توفير مزيد من الإسناد في هذه المنطقة.

وأضاف الدويري، في تحليل للجزيرة، أن إسرائيل لا تزال في مرحلة الاشتباك وليس السيطرة، مما يعني أنها لم تتمكن من هزيمة المقاومة التي تمتلك أسلحة تعدّ متواضعة قياسا بما يملكه جيش الاحتلال "لكنها مع ذلك فاعلة".

وحتى المناطق التي توغلت فيها الآليات العسكرية تعد في غالبيتها مناطق زراعية وخالية من السكان، أي أنها لم تتطلب قتالا لدخولها، ومع ذلك استغرق التوغل فيها 40 يوما من الحرب، وهذا إنجاز للمقاومة وليس لإسرائيل، كما يقول الدويري.

ويرى الخبير العسكري أن ما قامت به إسرائيل في ميناء غزة هو تدمير وليس تطهيرا كما تزعم، مشيرا إلى أن الميناء لا يوجد به سوى قوارب صيد صغيرة، وقال إن ما تفعله آلة الاحتلال الحربية في مستشفى الشفاء يعكس حجم الفشل العسكري الذي تعانيه، خصوصا وأنها لم تقدم دليلا واحدا على تحقيق إنجاز عملياتي فعلي.

وقال الدويري إن الصور التي نشرها جيش الاحتلال لعملية السيطرة على ميناء غزة تهدف للترويج لنصر غير موجود أساسا، خصوصا وأن الميناء لا يبعد عن شارع الرشيد -المحاصر ناريا- بأكثر من 30 مترا.

وخلص الخبير العسكري إلى أن حجم الآليات التي تم الدفع بها إلى الميناء يؤكد تكبّد الإسرائيليين خسائر كبيرة، مما دفعهم للزج بمزيد من القوات على سبيل الدعم.

وعن عدد الضباط الإسرائيليين القتلى، قال الدويري إنهم -وفق القواعد العسكرية- أكبر من المعلن عنه بكثير لأن الضباط الإسرائيليين يتقدمون الجنود خلال العمليات، أي أنهم يكونون في الواجهة.

وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في قلب مدينة غزة، وخصوصا في مناطق السرايا والزيتون والشيخ رضوان وجباليا ومحيط مجمع الشفاء الطبي، الذي اقتحمه الإسرائيليون فجر الأربعاء.

فشل استخباري أو تضليل مقصود

وعن مستشفى الشفاء، قال الدويري إن فشل جيش الاحتلال في تقديم أي دليل على مزاعمه بشأن وجود قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو أسرى أو مقاتلين أو أسلحة داخل المجمع، يمثل فشلا استخباريا فادحا لإسرائيل والولايات المتحدة،" في حال أن الاقتحام بني فعلا على معلومات وليس على أكاذيب"، حسب تعبيره.

وقال الدويري إن لكل دولة مجلس أمن قوميا يتكون من كبار القادة السياسيين يحدد المخاطر التي يجب مواجهتها بالقوة، والتحديات التي يمكن التعامل معها بطرق أخرى، وهو منوط بتوجيه الأوامر للقيادة العسكرية التي تعتمد بالأساس على خلاصة الموقف الاستخباري لتحديد الشكل النهائي للتعامل سواء مع شن هجوم أو صده.

وبعد تحديد نوع العمل -يضيف الدويري- يصدر الأمر العسكري بوضع خطة تنفيذية يتم توزيعها على المشاركين في العملية للقيام بالمهام المنوطة بهم، على أن يكون لكل قائد فرقة تحديد الطريقة التي ينفذ بها المهمة.

وأشار الدويري إلى أن المعلومات الاستخبارية تقل كلما نزلت من قائد اللواء إلى قائد السرية إلى قائد الفرقة، حتى يصل الأمر إلى انحسارها عند قادة المجموعات على الأرض إلى ما يخص كل مجموعة من مهام فقط.

وبناء على هذه التراتبية المعمول بها في غالبية الجيوش -يقول الخبير العسكري- فإن إسرائيل -إذا كانت صادقة- تحركت بناء على معلومات مزيفة ومصادر فاسدة، لأنها كانت قد أكدت قبل الاقتحام أن مركز قيادة حماس بالكامل موجود أسفل المستشفى.

وأكد الدويري أن كل ما نشر من مزاعم قبل عملية اقتحام الشفاء تم بموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة أركانه ومخابراته، وكلهم يتحملون مسؤولية هذا الفشل.

لكنه أكد في الوقت نفسه أن بعض المعلومات الاستخباراتية المضللة يتم تقديمها بهدف البناء عليها واتخاذ قرارات معينة، كما فعلت الولايات المتحدة في العراق عندما شنت غزوا بناء على أكاذيب تم ترويجها.

ليس هذا وحسب، فقد لفت الدويري إلى أن جيش الاحتلال أعاد نشر الفيديو الذي قال إنه يظهر ما تمت مصادرته داخل مجمع الشفاء من أسلحة ومعدات تخص حماس، بعد أن حذف منه 20 ثانية، معتبرا هذا دليلا على أن ما يحدث ليس إلا عملية تزييف تهدف لتنفيذ أمور بعينها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخبیر العسکری جیش الاحتلال میناء غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين (فيديو)

قال العميد أكرم سريوي خبير عسكري واستراتيجي، إنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي يحرص على خرق حاجز الصوت في سماء لبنان ما يؤدي إلى تكسير الزجاج في المنازل وإرهاب السكان وإظهار القوة الإسرائيلية، لافتًا إلى أنّ هذا نوع من القوة النفسية والمعنوية على سكان جنوب لبنان واللبنانيين.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف قرى لبنان بالطيران والمدفعية جيش الاحتلال يعلن قصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان إسرائيل تستبعد حماس وحزب الله من أي مباحثات

وأضاف «سريوي»، في مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «إسرائيل تستبعد حماس وحزب الله من أي مباحثات أو مشاريع أو مسودات حل يتم وضعها، وبالتالي، يمكن القول، بأن كل ما قدم إلى حماس ولبنان عبارة عن إملاءات وليس تسويات».

استئناف الحرب وتهجير الفلسطينيين

وتابع: «عندما تقترح إسرائيل صفقة ما، فإنها تريد هدنة 6 أسابيع تعيد خلالها الأسرى ثم تعود بعد ذلك لاستئناف الحرب وتهجير الفلسطينيين والحرب عليهم، وبالتالي، فإنها تقدم نوعا من الإملاءات لاستسلام حماس وإلقاء السلاح، وهذا ينسحب على لبنان أيضا، فكل المسودات التي قدمت إليه بمثابة إملاءات إسرائيلية تطلب انسحاب حزب الله وتراجعه عن الحدود لمسافة 10 كيلو مترات». 

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي، أعلن سابقًا، "السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل"، مؤكدا أن قواته تقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.

وحسب وكالة سبوتنيك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "قتل 20 مسلحا وعثر على 3 أنفاق خلال عملية السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، مؤكدا أن "معبر كرم أبو سالم مغلق وسيعاد فتحه عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك".

من جهتها، أعلنت هيئة المعابر في غزة، "توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم"، مؤكدة إغلاق معبر رفح بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية داخل المعبر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس شرقي مدينة رفح الفلسطينية. يأتي ذلك بعدما قرر "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، مع إرسال وفد للقاء الوسطاء في القاهرة لبحث التوصل إلى صفقة مقبولة".

وكان اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب المصري، قال إن الطرف الثاني في حرب غزة هو شعب قُهر وطُرد من أرضه ومُحتل منذ 75 عامًا، ولديه رغبة أكيدة في التحرر.

وأضاف "الجابري" خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج "الشاهد" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز": "كل القرارات التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية الطرف الآخر لا يحترمها".

وتابع: "لكي تتحرر الشعب تحتاج أن تدفع الثمن لأن مفيش حاجة هتتحرر ببلاش، في المنطقة العربية لدينا تجربة الجزائر التي ممكن أن يقتضي بها شعوب أخرى".

وأوضح أن تجربة الجزائر دفعت الثمن مليون شهيد، متابعًا: "أعتقد أن هذا هو الموجود والمترسخ اليوم في الإنسان الفلسطيني، رغم كل المآسي لكنه لديه رغبة دفينة قوية في تحرير نفسه، وهذه هي المرة هي الفرصة التاريخية للشعب الفلسطيني لتحرير نفسه والوصول إلى حل الدولتين ولكي يصل إلى ذلك يجب أن يقدم الفاتورة وتم تقديم الفاتورة بأرواح الشهداء والجرحى والأطفال والدمار البربري الذي نراه"، مؤكدًا أن الفاتورة غالية لكن يجب دفعها.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: المقاومة تقوم بدفاع متحرك في الشجاعية
  • خبير عسكري: تحول بعمليات المقاومة والاحتلال يغوص أكثر في وحل الاستنزاف
  • الدويري: القسام نفذت عملية من اختصاص قوات الصين الخاصة ودلتا الأميركية
  • خبير عسكري: تحول القسام من الدفاع للهجوم تطور نوعي غير مسبوق
  • خبير عسكري: لا نية أكيدة لدى نتنياهو لإنهاء حرب غزة
  • خبير عسكري يكشف تطورا نوعيا بعمليات المقاومة الأخيرة
  • خبير عسكري: حزب الله يكثف عملياته للرد على سياسة الاغتيالات الإسرائيلية
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين (فيديو)
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين
  • الدويري: ما يحدث في رفح ينفي حديث إسرائيل عن اقترابها من تدمير حماس