تواصل صغيرتى إبهارى بجيل رغم سنواتها العمرية القليلة، إلا أن انتماءها العروبى يستحق التقدير، حيث منعتنى أناملها الصغيرة من تناول قطعة الشكولاتة، مؤكدة أنها تدخل فى قائمة السلع التى يجب علينا مقاطعتها دعما لأشقائنا فى الأراضى المحتلة، وطالبتنى بضرورة تغيير نوع عبوة المياه المعدنية لنفس السبب.
وقذفت فى وجهى العديد من أسماء السلع الغذائية التى اعتدنا عليها لسنوات، موضحة أن هذه الشركات تدعم الاحتلال فى حربه على غزة، ولما حاولت إقناعها بأن المقاطعة تؤثر سلبا على المستثمر المصرى الذى دفع الملايين لشراء العلامة التجارية، وعلى مئات العمال والموظفين فى تلك المحلات، وجدت نفسى فى مرمى أسرتى جميعا فى إجماع على أن التوكيل الرئيسى يحصل على نسبة مبيعات وبالتالى تشارك أموالنا فى إبادة أشقائنا، فهزمونى بالحجة القاضية، والتزمت الصمت، بل وأعدت أولويات شراء مستلزمات المنزل بعد مراجعة دقيقة لقوائم المقاطعة حتى لا أقع فى المحظور.
بداية فإن تزايد حملات المقاطعة التى يتسع نطاقها فى الوطن العربى أصاب العديد من المحلات الشهيرة فى مقتل، وشهدت الأسابيع الأخيرة دعوات متنامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل والعلامات التجارية للدول المساندة للاحتلال، خاصة بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى.
وبات العديد من فروع هذه المحلات خاليا من العملاء فى عدد من الدول العربية وخاصة مصر، ولم تفلح حملات بعض هذه الفروع بالإعلان عن تبرعات موجهة إلى فلسطين لتضارب موقف الفروع مع الشركات الأم، بل امتد سلاح المقاطعة لشعوب بعض الدول الأجنبية الرافضة لسلوك الاحتلال الدموى فى الأرض المحتلة، لتدعم الشعوب العربية فى حربها الاقتصادية ضد إسرائيل.
عام 1952 بدأت العديد من الدول العربية فى مقاطعة المنتجات الأمريكية، بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، الأمر الذى أجبر الشركات الأمريكية على مقاطعة العمل فى إسرائيل.
وفى 2 يناير عام 1977، وصل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر إلى البيت الأبيض وكان السبب الرئيسى لفوزه على فورد هو وعوده لجماعة الضغط اليهودية بأن يكافح المقاطعة العربية للشركات الأمريكية التى تعمل مع الإسرائيليين، وقبل نهاية العام أقر قانون بمنع الشركات الأمريكية من الاستجابة للضغوط العربية لعدم التعامل مع الإسرائيليين.
المقاطعة العربية للإسرائيليين كانت رسمية وترعاها جامعة الدول العربية وتتمثل فى ثلاثة أشكال:
أولا: مقاطعة أساسية وتعد مقاطعة مباشرة للاحتلال الإسرائيلى وبدأت عام 1945.
ثانيا: المقاطعة الثانوية، وكانت تستهدف الشركات الأجنبية التى تعمل مع الاحتلال وتلعب دورا فى تعزيز قدرته السياسية أو العسكرية، وكانت توضع هذه الشركات فى قائمة سوداء لحظر التعامل معها، وهذا النوع من المقاطعة بدأ العرب تنفيذه فى عام 1950.
ثالثا: المقاطعة الثالثية ظهرت فى عام 1954، وقاطع خلالها العرب الشركات الأجنبية التى تعتمد على خدمات أو معدات لشركات مدرجة فى القائمة السوداء.
الإجراءات التى اتخذها كارتر وكل الرؤساء اللاحقين للولايات المتحدة استهدفت القضاء على المقاطعتين الثانوية والثالثية، وظل الوضع على هذا الحال حتى أوقفت الدول العربية المقاطعة لإسرائيل فى منتصف التسعينات.
بعد ذلك ظهرت المقاطعة الشعبية يقودها المستهلكون العرب أنفسهم بعيدا عن الحكومات مستهدفين الشركات الأجنبية التى تتعاون مع الاحتلال بصورة أو بأخرى، وينطبق هذا على ما يحدث الآن لشركات الدول الحليفة للاحتلال الذى يقود الحرب على غزة وعلى رأسها أمريكا.
باختصار.. المقاطعة سلاح شعبى مؤثر وفعال تستخدمه الشعوب لدعم حكوماتها أو التمرد عليها، تتخلى خلالها عن حاجاتها الأساسية ومصلحتها بهدف الدفاع عن أهالى فلسطين فى مواجهة هجمات بربرية شرسة، وذلك من خلال مقاطعة الشركات لوقف تعاونها مع اليهود.
تبقى كلمة.. المقاطعة سلاح شعبى رادع يؤثر بديمومته بصورة كبيرة على الشركات الداعمة للاحتلال ويلحق بها خسائر كبرى، ورب ضارة نافعة، فهذه فرصة للشركات المحلية لتظهر إنتاجها كبديل قوى للأجنبى، وتستوعب العمالة المصرية المتضررة، ونأمل ألا نكون المستجير من الرمضاء بالنار فنقع فى شباك المستغلين وأباطرة الأزمات.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار صغيرتي الدول العربیة العدید من
إقرأ أيضاً:
الخارجية البولندية: لا توجد صواريخ نووية بقاعدة الصواريخ الأمريكية في بولندا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الخارجية البولندية، اليوم الخميس، إنه لا توجد صواريخ نووية في قاعدة الصواريخ الأمريكية في بولندا وهي مخصصة للدفاع وليس للهجوم.
وأعلنت الخارجية الروسية، اليوم الخميس، افتتاح قاعدة صاروخية في بولندا خطوة استفزازية أخرى من واشنطن تزيد المخاطر الاستراتيجية.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف"، أن موسكو ستتخذ إجراءاتٍ مناسبة ردا على افتتاح قاعدة دفاع جوي أمريكية في بولندا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدفع بُنيتها العسكرية بالقرب من حدود روسيا لاحتواء القدرات العسكرية الروسية.
من جهتها حذرت الخارجيةُ الروسية من أن الرد الروسي على السماح لكييف باستخدام صواريخ غربية لاستهداف عمق روسيا سيكون مدمرا للغرب.