بوابة الوفد:
2025-04-01@20:37:28 GMT

صواريخ المقاطعة الشعبية

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

تواصل صغيرتى إبهارى بجيل رغم سنواتها العمرية القليلة، إلا أن انتماءها العروبى يستحق التقدير، حيث منعتنى أناملها الصغيرة من تناول قطعة الشكولاتة، مؤكدة أنها تدخل فى قائمة السلع التى يجب علينا مقاطعتها دعما لأشقائنا فى الأراضى المحتلة، وطالبتنى بضرورة تغيير نوع عبوة المياه المعدنية لنفس السبب.

وقذفت فى وجهى العديد من أسماء السلع الغذائية التى اعتدنا عليها لسنوات، موضحة أن هذه الشركات تدعم الاحتلال فى حربه على غزة، ولما حاولت إقناعها بأن المقاطعة تؤثر سلبا على المستثمر المصرى الذى دفع الملايين لشراء العلامة التجارية، وعلى مئات العمال والموظفين فى تلك المحلات، وجدت نفسى فى مرمى أسرتى جميعا فى إجماع على أن التوكيل الرئيسى يحصل على نسبة مبيعات وبالتالى تشارك أموالنا فى إبادة أشقائنا، فهزمونى بالحجة القاضية، والتزمت الصمت، بل وأعدت أولويات شراء مستلزمات المنزل بعد مراجعة دقيقة لقوائم المقاطعة حتى لا أقع فى المحظور.

 

بداية فإن تزايد حملات المقاطعة التى يتسع نطاقها فى الوطن العربى أصاب العديد من المحلات الشهيرة فى مقتل، وشهدت الأسابيع الأخيرة دعوات متنامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل والعلامات التجارية للدول المساندة للاحتلال، خاصة بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى. 

وبات العديد من فروع هذه المحلات خاليا من العملاء فى عدد من الدول العربية وخاصة مصر، ولم تفلح حملات بعض هذه الفروع بالإعلان عن تبرعات موجهة إلى فلسطين لتضارب موقف الفروع مع الشركات الأم، بل امتد سلاح المقاطعة لشعوب بعض الدول الأجنبية الرافضة لسلوك الاحتلال الدموى فى الأرض المحتلة، لتدعم الشعوب العربية فى حربها الاقتصادية ضد إسرائيل. 

عام 1952 بدأت العديد من الدول العربية فى مقاطعة المنتجات الأمريكية، بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، الأمر الذى أجبر الشركات الأمريكية على مقاطعة العمل فى إسرائيل.

وفى 2 يناير عام 1977، وصل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر إلى البيت الأبيض وكان السبب الرئيسى لفوزه على فورد هو وعوده لجماعة الضغط اليهودية بأن يكافح المقاطعة العربية للشركات الأمريكية التى تعمل مع الإسرائيليين، وقبل نهاية العام أقر قانون بمنع الشركات الأمريكية من الاستجابة للضغوط العربية لعدم التعامل مع الإسرائيليين.

المقاطعة العربية للإسرائيليين كانت رسمية وترعاها جامعة الدول العربية وتتمثل فى ثلاثة أشكال:

أولا: مقاطعة أساسية وتعد مقاطعة مباشرة للاحتلال الإسرائيلى وبدأت عام 1945.

ثانيا: المقاطعة الثانوية، وكانت تستهدف الشركات الأجنبية التى تعمل مع الاحتلال وتلعب دورا فى تعزيز قدرته السياسية أو العسكرية، وكانت توضع هذه الشركات فى قائمة سوداء لحظر التعامل معها، وهذا النوع من المقاطعة بدأ العرب تنفيذه فى عام 1950.

ثالثا: المقاطعة الثالثية ظهرت فى عام 1954، وقاطع خلالها العرب الشركات الأجنبية التى تعتمد على خدمات أو معدات لشركات مدرجة فى القائمة السوداء.

الإجراءات التى اتخذها كارتر وكل الرؤساء اللاحقين للولايات المتحدة استهدفت القضاء على المقاطعتين الثانوية والثالثية، وظل الوضع على هذا الحال حتى أوقفت الدول العربية المقاطعة لإسرائيل فى منتصف التسعينات.

بعد ذلك ظهرت المقاطعة الشعبية يقودها المستهلكون العرب أنفسهم بعيدا عن الحكومات مستهدفين الشركات الأجنبية التى تتعاون مع الاحتلال بصورة أو بأخرى، وينطبق هذا على ما يحدث الآن لشركات الدول الحليفة للاحتلال الذى يقود الحرب على غزة وعلى رأسها أمريكا.

باختصار.. المقاطعة سلاح شعبى مؤثر وفعال تستخدمه الشعوب لدعم حكوماتها أو التمرد عليها، تتخلى خلالها عن حاجاتها الأساسية ومصلحتها بهدف الدفاع عن أهالى فلسطين فى مواجهة هجمات بربرية شرسة، وذلك من خلال مقاطعة الشركات لوقف تعاونها مع اليهود.

تبقى كلمة.. المقاطعة سلاح شعبى رادع يؤثر بديمومته بصورة كبيرة على الشركات الداعمة للاحتلال ويلحق بها خسائر كبرى، ورب ضارة نافعة، فهذه فرصة للشركات المحلية لتظهر إنتاجها كبديل قوى للأجنبى، وتستوعب العمالة المصرية المتضررة، ونأمل ألا نكون المستجير من الرمضاء بالنار فنقع فى شباك المستغلين وأباطرة الأزمات.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار صغيرتي الدول العربیة العدید من

إقرأ أيضاً:

النيابة العامة التركية تتحرك ضد دعوات المقاطعة

تحركت النيابة العامة في إسطنبول وفتحت تحقيقًا بشأن ما يُعرف بـ”دعوات المقاطعة”، بعد التصريحات التي أطلقها رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزَل، والتي اعتُبرت استهدافًا مباشرًا للاقتصاد الوطني. وشمل التحقيق الخطابات التي تدعو إلى وقف الاستهلاك، إضافة إلى الأشخاص والجهات التي تروج لهذه الدعوات.

في السياق ذاته، هاجم رئيس جمعية رجال الأعمال “أسكون” (ASKON)، أورهان أيدين، دعوات المقاطعة، واصفًا إياها بـ”الخطوة غير العقلانية” التي تهدد الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

تصاعد الجدل حول دعوات المقاطعة
أثارت دعوات أوزَيل ردود فعل واسعة، حيث اعتبرها البعض تحريضية وتؤثر سلبًا على الاقتصاد. ووسط تصاعد الجدل، أكدت النيابة العامة في إسطنبول أنها فتحت تحقيقًا رسميًا لملاحقة المتورطين في نشر هذه الدعوات، معتبرة أنها تحمل طابعًا تحريضيًا وتسهم في خلق حالة من الانقسام المجتمعي.

رئيس “أسكون”: نعرف من يقف وراء المقاطعة
من جهته، شدد أورهان أيدين على أن التعامل مع القضايا الاقتصادية يجب أن يكون عبر المسارات القانونية، وليس عبر تحريض الناس على النزول إلى الشوارع أو استهداف الشركات والمنتجين. وقال:

اقرأ أيضا

“انقسام سياسي” و”تهديد شامل” لتركيا

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة التركية تتحرك ضد دعوات المقاطعة
  • هل تشمل المغرب؟ ترامب يعلن زيارة عدد من الدول العربية الشهر المقبل
  • لماذا تزايدت مقاطعة الفرنسيين للمنتجات الأميركية؟ وكيف علق مغردون؟
  • انقسام الدول العربية في عيد الفطر
  • موعد أول أيام عيد الفطر 2025 في مصر والدول العربية
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظراءه في الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر
  • ‎رئيس الدولة ونائباه يتلقون برقيات تهنئة بعيد الفطر من قادة الدول العربية والإسلامية
  • رئيس الدولة ونائباه يتلقون برقيات تهنئة بعيد الفطر من قادة الدول العربية والإسلامية
  • غدا الأحد عيد الفطر بالعديد من الدول العربية
  • رئيس الدولة ونائباه يهنّئون قادة الدول العربية والإسلامية