عيد الجهاد والمسرح الانتخابي!
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت فكرة اجتماع الحلفاء المنتصرين فى الحرب لتقرير كيفية تقسيم الغنائم، «مؤتمر السلام بباريس 1919»، قرر الزعيم سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح لتمثيل مصر وطلب الاستقلال.
وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى، السير ريجنالد ونجت، فى مثل هذا اليوم من العام 1918، لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفيقيه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد، واعتبر 13 نوفمبر من كل عام عيدا للجهاد الوطنى.
وفى مثل هذا اليوم أيضا فى 1935، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطانى فى لندن، خطابا تهكم فيه على الدساتير المصرية، حيث وصف دستور 23 غير صالح للعمل ودستور 30 لا يتوافق مع رغبات الأمة، وأضاف أن بريطانيا نصحت بألا يتم إعدادهم من الأساس، فاندلعت المظاهرات فى القاهرة، وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين قتلوا عاملا فى سرادق الاحتفال بعيد الجهاد، وتجددت المظاهرات فى الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات التى قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا)، التى تدفقت عبر كوبرى عباس، وأطلق البوليس النارعليها، فقتل عدد من الطلبة، واستمر المصريون يحتفلون فى مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الجهاد الوطنى حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، التى ألغت الاحتفال... وتأتى ذكرى عيد الجهاد فى ظروف استثنائية وهى الانتخابات الرئاسية التى يشارك فيها حزب الوفد بقوة وبرئاسة الدكتور عبدالسند يمامة، بعض النظر عن ايدلوجية المسرح الانتخابى والحالة السياسية للنظام السياسى، فهي بالتأكيد فرصة ذهبية لا تعوض أو قد لا تأتى لاحقا، لحزب الأكثر من مئة عام والأقدم عالميا وجوده فى المشهد الانتخابى يعيد توازن ديمقراطية الحياة السياسية، كما أنه يعيد تدوير ميزان القوى السياسة والقضاء على فكرة الحزب الواحد والذى استمر لأكثر من ثلاثين عاما، و«الوفد» ليس مثل كل الأحزاب.. فهو تاريخ حافل بالأمجاد والمواقف الراسخة فى ذاكرة الأمة.. ولأنه قلعة العظماء الذين علموا العالم كيف تكون الحرية والكرامة الإنسانية في معركة الوجود! وعلمنا ان الحق فوق القوة.. والأمة فوق الحكومة.. وإرادة أمة صنعت المعجزات فى حقبة من الظلام وعلى الاستبداد والظلم والفساد...ولأنه تاريخ لموروث عريق لأجيال قادمة لا ينكره إلا حاقد.. لأنه رمز للديمقراطية الخالصة وقداسة السيادة الشعبية... وخلاصة تجمعت فيها سلطة الامة فغلبت سلطة الفرد وغلبت حكم الاستبدال.
فالأحزاب السياسية من التنظيمات السياسية المهمة التى تؤثر بالنظام السياسى وتضمن استمراره واستقراره؛ إذ تسعى لفتح آفاق واسعة للمشاركة فى التعددية الحزبية... حيث تقاس الحريات فى اى بلد بمزيد من التفاعل بين أركان النظام والقوى السياسية المتنوعة بكل كياناتها السياسية، بحيث تكون المشاركة الجادة فى تحديد مصير الوطن والمواطن تتوقف على مدى التناغم والتآلف بين طرفى المعادلة السياسة.. من ثم تعمل على تنشيط الحياة السياسية، وتحقق استمرارية الديمقراطية، وتؤكد أيضا فاعلية النظام السياسى الذى قد ينتمى لنظام حزبى بعينه فى الدولة؛ بحيث تعتبر الأحزاب السياسية قناة رئيسية لصورة المشاركة السياسية فى كافة الاستحقاقات الانتخابية.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الجهاد الإسلامي تؤكد التزامها بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتوجه رسالة للفلسطينيين
يمانيون../
وجهت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء اليوم السبت، رسالة إلى الشعب الفلسطيني تتعلق بممارسات أجهزة أمن السلطة في جنين.
وقالت الحركة في بيان لها: “انطلاقًا من مواقفنا الثابتة والمبادئ الراسخة التي تأسست عليها حركة الجهاد الإسلامي، والتي التزمت بها طوال مسيرتها، نؤكد رفضنا القاطع للفتنة الداخلية، في ظل الحملة الظالمة التي تستهدف حركتنا وكوادرها، والتي تهدف إلى استفزازنا ودفعنا إلى دوامة الاقتتال الداخلي”.
وأضاف البيان: “نحن نحرص على الاحتكام إلى إرادة شعبنا الفلسطيني، صاحب الشرعية والقرار الفصل، ونؤكد تمسكنا برفض الانجرار إلى الفتنة الداخلية، ليس ضعفًا، ولكن التزامًا بمبادئنا، وحفاظًا على دماء شعبنا، وتقديرًا لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى”.
كما تناول البيان الحملة الإعلامية الممنهجة التي تستهدف الحركة، والتي تهدف إلى تشويه مسيرتها الوطنية والنيل من تاريخها وتضحياتها. وأكدت الحركة أن هذه الاستفزازات تهدف إلى جرّها إلى الفتنة الداخلية، وهو ما لا يخدم إلا الاحتلال الصهيوني.
وتابعت الجهاد الإسلامي في بيانها: “نتعرض في كتيبة جنين لحملة شرسة من الاعتقالات والمطاردات، وهذه الممارسات تهدف إلى دفعنا إلى الاشتباك الداخلي، وهو ما يسعى الاحتلال إلى تصويره على أنه اقتتال داخلي بين الفلسطينيين”.
وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية بوقف حملاتها الأمنية والإعلامية فورًا، ورفع الحصار عن مخيم جنين، وإنهاء ملاحقة المقاومين. كما أشادت بمواقف القوى والفصائل الفلسطينية التي قدمت مبادرات لرفع الحصار عن جنين وحقن دماء الشعب الفلسطيني.
وأكدت الجهاد الإسلامي على تمسكها بوحدتها الوطنية، ودعت حركة فتح إلى التدخل العاجل لوقف الأصوات التي تسيء لتاريخها النضالي، والعمل على إيجاد مخرج يحفظ وحدة الشعب الفلسطيني.
وفي ختام البيان، جددت الحركة التزامها الراسخ بالحفاظ على الوحدة الوطنية، ورفضها القاطع لكل أشكال الفتنة التي تخدم الاحتلال، مؤكدة على تمسكها بنهج المقاومة حتى تحرير فلسطين.