نزاع غزة يعمق الفجوة الغذائية فى المنطقة العربية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
كان لحرب غزة تأثير كبير على القطاع الزراعى والأمن الغذائى فى العالم العربى. وقد تؤدى زيادة مدة الصراع إلى تعطيل الأنشطة الزراعية وتدمير المحاصيل والبنية التحتية الحيوية مثل أنظمة الرى ومرافق التخزين، علاوة على التأثير على حركة الملاحة وغلق الطرق، مما يؤثر على سلاسل الإمداد العالمية للوصول إلى المنطقة، وبالتالى يؤدى إلى انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما يؤثر على الأمن الغذائى فى المنطقة.
وللحد من تأثير حرب غزة على الزراعة والأمن الغذائى فى المنطقة العربية وتحديد التدابير اللازمة لمواجهة التحديات، يجب على البلدان العربية سرعة اتخاذ التدابير الرامية إلى تحسين مرونة القطاع الزراعى، وزيادة إنتاج الغذاء، وتعزيز الأمن الغذائى فى العالم العربى من خلال ثلاث أولويات رئيسية للعمل تتمثل فى، تحسين البيانات والمعلومات بشأن آثار الكوارث على جميع القطاعات الفرعية للزراعة أى المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والغابات، كما يجب وضع نهج للحد من مخاطر الكوارث المتعددة القطاعات والأخطار وتعميمها فى صنع السياسات، ووضع البرامج على كافة المستويات لتعزيز الاستثمارات فى القدرة على الصمود للحد من المخاطر.
وكما كان للحرب فى غزة تأثير كبير على الزراعة والأمن الغذائى العربى، لها أيضاً تأثير اقتصادى واجتماعى وبيئى عميق على الشعب الفلسطينى، وعلى وجه الخصوص، أدى الاحتلال الإسرائيلى والعمليات العسكرية والقيود المفروضة على الاتفاقات الاقتصادية إلى تفاقم الوضع الاقتصادى الفلسطينى، نتيجة لاعتماد سوق المواد الغذائية على مصادر الغذاء والقوة الشرائية الإسرائيلية، وقد أدى هذا الفارق إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستوى لا تستطيع بعض الأسر الفلسطينية تحمله، مما أدى إلى تراجع القدرات الزراعية الفلسطينية، وانخفاض النشاط الاقتصادى ككل، وزيادة البطالة، مما يجعل قطاع غزة يعتمد على المساعدات الغذائية.
ومن المثير للصدمة أن حوالى 68 % من الأسر فى قطاع غزة تعانى من انعدام الأمن الغذائى، حيث تكافح الأسر لتوفير الطعام لأسرها كل يوم، وخلال عامى 2013 و2014، ارتفع عدد وأنواع المساعدات التى تحتاجها الأسر فى قطاع غزة بشكل ملحوظ، بما فى ذلك المساعدات النقدية والتأمين الصحى والغذاء ومياه الشرب والملابس وقسائم المواد الغذائية، كما كان لحرب غزة تأثير مدمر على الزراعة والأمن الغذائى العربى، حيث لا يزال يكافح ملايين الفلسطينيين من أجل الحصول على الغذاء الكافى وغيره من الضروريات الأساسية.
وتواجه المنطقة العربية تحديات خطيرة تتمثل فى انعدام الأمن الغذائى على مدى عقود. وتكافح المنطقة من أجل إطعام سكانها، وهى مشكلة تفاقمت بسبب جائحة كوفيد - 19، والصراع فى غزة والعديد من الأسباب الأخرى المتعلقة بالمناخ والزراعة وطرق الرى.
ومن ناحية أخرى، هناك العديد من المجالات التى يمكن فيها زيادة إنتاج الغذاء واتخاذ التدابير لتحسين توزيع الغذاء، بما فى ذلك تزويد المزارعين بالبذور والأسمدة والتدريب على التقنيات الزراعية الحديثة لزيادة المحاصيل وتحسين الأمن الغذائى المحلى للسكان.
كما يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية، أن تبذل جهودها فى رفع مستوى الوعى بقضية انعدام الأمن الغذائى وتطوير الشراكات لمعالجة المشكلة، واتخاذ التدابير فى توفير التمويل الداعم لتلك المشروعات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب غزة العالم العربى الأمن الغذائى فى المواد الغذائیة
إقرأ أيضاً:
بسبب «الفجوة».. هل يتحول «البريميرليج» إلى دوري لـ«النخبة» فقط؟
معتز الشامي (أبوظبي)
في مايو الماضي، وللمرة الأولى منذ عام 1998 في الدوري الإنجليزي، هبطت جميع الفرق الثلاثة التي صعدت من دوري الدرجة الأولى في الموسم السابق، حيث هبط الثلاثة الموسم برصيد 16 و24 و26 نقطة على التوالي، وودعت جميعها رغم خصم نقاط من إيفرتون ونوتنجهام فورست، وكانت المرة الثانية فقط التي يحدث فيها هذا الحدث في الدوري الإنجليزي، بعد هبوط كريستال بالاس وبارنسلي وبولتون مباشرة في موسم 1997-1998.
وبعد 28 مباراة من الموسم الجديد، أصبحت إمكانية تكرار هذا الأمر تبدو محتملة بشكل متزايد، ويحتل ساوثهامبتون المركز العشرين، متذيلاً الجدول بـ9 نقاط فقط، بينما يحتل ليستر سيتي وإيبسويتش المركزين التاسع عشر والثامن عشر في الجدول، ولكل منهما 17 نقطة من 28 مباراة، وكلاهما حالياً متأخر بـ6 نقاط عن ولفرهامبتون صاحب المركز السابع عشر.
وحال هبطت الفرق الثلاثة الصاعدة إلى دوري الدرجة الأولى مرة أخرى، فما هي الصورة التي ترسمها هذه النتيجة للدوري الإنجليزي؟، وهل أصبحت الفجوة في الجودة بين الدوري الإنجليزي ودوري الدرجة الأولى أكبر من أي وقت مضى؟، وهل أصبح «البريميرليج» مكاناً مغلقاً للنخبة فقط؟ وهل من الممكن أن تهبط الفرق الثلاثة الصاعدة للموسم الثاني على التوالي؟، تلك الأسئلة طرحتها صحيفة «ذا أتليتك» في متابعتها لملف هبوط أندية الدوري الإنجليزي، لاسيما في ظل وجود فجوة متسعة ومتكررة بين قدرات الفرق التي تصعد من دوري الدرجة الأولى، وتلك التي تواصل التألق في «البريميرليج»، وطالبت الصحيفة بضرورة السعي لتقديم الحلول قادرة على «ردم» تلك الفجوة المتكررة.
وفي بداية الموسم، كانت الفرق الثلاثة الصاعدة هي الثلاثة المرشحة للهبوط، وظل الأمر على هذا النحو، حتى بعد مرور 28 مباراة من الموسم، وصعد إيبسويتش بعد صعودين متتاليين من دوري الدرجة الأولى، وخسر ليستر المدرب الذي ساعده في الصعود، حيث رحل إنزو ماريسكا إلى تشيلسي، ومنذ ذلك الحين استبدل بديله ستيف كوبر بروود فان نيستلروي، بينما صعد ساوثهامبتون عبر التصفيات، بعد أن احتل المركز الرابع واستقبل 63 هدفاً.
وبعد خوض 28 مباراة، لا يزال الأمر يبدو كما هو، حيث حقق ليستر سيتي 4 انتصارات فقط، وحقق إيبسويتش 3 انتصارات، واستقبل 4 أهداف في 6 مناسبات.
في حين يبدو ساوثهامبتون محكوماً عليه بالفشل تماماً، حيث يتأخر بفارق 14 نقطة عن المركز السابع عشر، ومن المتوقع أن ينهي ساوثهامبتون الموسم بـ10 نقاط فقط، بناءً على إجمالي نقاطه الحالية، ما يجعله أسوأ فريق في الدوري على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يحصل ليستر على 23 نقطة، ما يجعله أسوأ فريق في المركز الـ19، ومن المتوقع أيضاً أن يحصل إيبسويتش على 23 نقطة، ما يجعله أسوأ فريق في المركز الـ18.