بوابة الوفد:
2025-01-23@18:29:36 GMT

الضغوط الدولية.. تنقذ القضية وتوقف الحرب

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

يمكن للضغوط الدولية سواء كانت رسمية أو شعبية على إسرائيل وحليفتها أمريكا أن تثمر، خاصة أن الغطاء الذى يوفره العالم الغربى وأمريكا للعدوان الإسرائيلى على غزة قد سقط، والعملية العسكرية فى غزة بعد اكثر من أربعين يوما من القتل والتدمير والإبادة للشعب الفلسطينى، لم تحقق ما كانت مخططة لأجله، وهو استعادة الأسرى لدى حماس والتخلص من حماس نهائيا، مما أوقع العالم الغربى وأمريكا الداعمين لاسرائيل فى مأزق حقيقى.

نتنياهو مستمر فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، لأنه يعجز عن مواجهة شعبه، خاصة وأن الضغوط تأتى أيضا من داخل إسرائيل ومن عائلات الأسرى والتيارات المعتدلة فى إسرائيل المعارضة لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وظهور بوادر أزمة فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بسبب تعطيل نتنياهو صفقات تبادل الأسرى مع حماس والتوجه إلى المناوشات مع حزب الله فى لبنان.

وقع العالم فى فخ ما قالته إسرائيل من دعاية كاذبة شوهت صورة المقاومة الفلسطينية وصورتها كحركة إرهابية تقتل الأطفال وتحرق وتغتصب النساء بعد خروج المسئولين فى إسرائيل ونشرهم لهذه الأكاذيب دون أدلة.

وبدأ الوعى العالمى يعود تدريجيا إلى قطاعات واسعة فى الدول الغربية، وبدأ الأمر ينتقل من الشعوب إلى أوساط رسمية فى المجتمعات الغربية، غير أن الحسابات السياسية والمصالح هى التى تحكم مواقف وسياسات الحكومات الغربية تجاه ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وحتى الآن لم تتحرر الأنظمة الغربية من الارتباط بإسرائيل واستخدامها كأداة فى الاستيراتيجية الغربية ومنحها الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء طالما أن ذلك يقوى من موقفها.

وفى أمريكا اتسع الانقسام داخل الإدارة الأمريكية وخاصة الخارجية الأمريكية وتزايد الضغوط الشعبية بعد أن بعث أكثر من 400 مسئول أمريكى يعملون فى مؤسسات أمريكية مختلفة وشخصيات أخرى من مجلسى الشيوخ والنواب رسالة إلى بايدن احتجاجا على سياسته المتعلقة بإسرائيل، وعلى دعم الإدارة الأمريكية للهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وعلى المستوى الشعبى الأمريكى تزداد الضغوط على الإدارة، فالشعب الأمريكى يرفض العدوان على غزة والاشتراك فيه، منددا بالموقف الرسمى الداعم لإسرائيل وعدم وقف إطلاق النار، وقام بعمل وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض فى واشنطن إثر اقتحام القوات الإسرائيلية لمجمع الشفاء الطبى بغزة  بحجة وجود أنفاق وأسلحة داخل المجمع.

أما بايدن الذى مازال يدعم إسرائيل، فقد تغير حديثه ولو شكليا لمحاولة ضبط سياسته داخليا مع الشعب الأمريكى لأنه إذا لم يفعل شيئا سيخسر الانتخابات القادمة، وخارجيا سيتراجع النفوذ الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط وستزداد كراهية المجتمع العربى والإسلامى ضد أمريكا، ولن تعود العلاقات العربية الأمريكية بعد هذه الأزمة إلى ما كانت عليه، لاسيما بعد الانحياز الأمريكى لإسرائيل فى مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتوطين الفلسطينيين فى دول الجوار.

أما فى فرنسا فقد ظهر التوتر لدى الدبلوماسيين رفيعى المستوى من موقف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بتوقيع مذكرة استنكار لانحياز ماكرون لإسرائيل، معلنين انتقادهم الشديد لسياسة فرنسا الخارجية وطالبوه بالعودة للطريق الصحيح لتأثير ذلك على المصالح الفرنسية فى المنطقة، الأمر الذى دعا ماكرون للتراجع عن موقفه  ويطالب بوقف إطلاق النار، معللا ذلك بأنه يدافع عن موقف متوازن ولم يتبدل أو يتراجع أبدا.

وعلى مستوى الاتحاد الاوروبى فقد ظهرت تصريحات جوزيف بوريل منسق السياسات الخارجية للاتحاد، والذى عارض بشدة فكرة تهجير الفلسطينيين، داعية لعدم مواصلة العمليات العسكرية بكل هذا العنف والقتل ، والدعوة لوقف اطلاق النار وإلى الحذر من خطورة تهجير الفلسطينيين والتخلص نهائيا من القضية الفلسطينية.

أما المواقف العربية فقد ظهرت منذ البداية، فقامت بعض الدول بسحب سفرائها وطرد سفراء الكيان الصهيونى، وقامت السعودية بتجميد مفاوضات التطبيع مع إسرائيل، ومنعت سلطنة عمان استخدام مجالها الجوى للطيران المدنى الإسرائيلى، وأعلن مجلس النواب الأردنى مراجعة كافة الاتفاقيات مع الكيان الصهيونى، بما فيها اتفاقية السلام واعتبار أن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن إعلان حرب، ورفضت مصر كل المشاريع الأمريكية الإسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، وإن كانت إسرائيل تفكر فيه حتى الآن، ولكن بطرق مختلفة، ورفض فتح معبر رفح لإخراج مزدوجى الجنسية دون تقديم المساعدات، ورفضت الضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات بدون مقابل للكيان الصهيونى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصحيح مسار محمد على محمد للضغوط الدولية إسرائيل أمريكا غزة

إقرأ أيضاً:

المطران عطالله حنا: مواقف الإمارات الإنسانية راسخة في دعم القضية الفلسطينية

أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، أن القضية الفلسطينية تمثل مبدأً راسخاً في سياسة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى اليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي رسّخ قاعدة "الأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأ".

وقال المطران عطا الله حنا، إن مواقف الإمارات ثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومنذ اندلاع الحرب في غزة، وضعت حماية الفلسطينيين على رأس أولوياتها، ورئيس دولة الإمارات قاد جهوداً دبلوماسية مكثفة للتهدئة ووقف التصعيد، تضمنت اتصالات ولقاءات مع قادة العالم ومسؤولين دوليين لتعزيز الحماية الإنسانية وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات".

وقال: "قدمت الإمارات مساعدات عاجلة وفتحت مستشفياتها لعلاج الجرحى الفلسطينيين بتوجيهات رئيس الدولة، وأطلقت الدولة حملات إغاثية مثل "عملية الفارس الشهم3"، بالإضافة إلى إقامة مستشفيات ميدانية ومحطات تحلية مياه، في تحرك شامل عكس التزامها الدائم بدعم الفلسطينيين، من القدس كل الشكر والامتنان للإمارات وقيادتها على جهودهم الإنسانية النبيلة".

مقالات مشابهة

  • باحث في العلاقات الدولية: الضفة الغربية مستهدفة من إسرائيل قبل أحدث 7 أكتوبر
  • إسرائيل تحرق منازل الفلسطينيين في جنين بالضفة الغربية
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي تصدى لمخطط تهجير أهل غزة ودافع عن القضية الفلسطينية
  • مستقبل القضية الفلسطينية محور لقاء عطاف وأبو الغيط
  • محلل سياسي: إسرائيل أحد محددات الأمن القومى الأمريكى
  • الإعلامية هاجر جلال: آلة الحرب الإسرائيلية تواصل قصف جنين والضفة الغربية
  • الرئيس السيسي يؤكد: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية ذاتها
  • السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية ذاتها
  • المطران عطالله حنا: مواقف الإمارات الإنسانية راسخة في دعم القضية الفلسطينية
  • الدبيبة يشيد بدور قطر في القضية الفلسطينية