بوابة الوفد:
2025-03-12@12:04:32 GMT

غاز الأعصاب

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

فى مقال ممتاز من مُحلل سياسى قدير بعنوان «السر الأكبر» نشره الأستاذ عبد السلام فاروق مدير تحرير الأهرام المسائى فى صحيفة المثقف الإلكترونية؛ جاء ليعزز الطاقة المعنويّة لدى المقاومة الفلسطينية وهى أهم ما يبقى من عقيدة القتال القوية لديهم، ثم ضعفها وخوارها فى نفوس الإسرائيليين، ولعل ضعف هذه العقيدة هو من أكبر العوامل الداعية لهزيمتهم على هذه الأرض.

أمّا عقيدة القتال الفلسطينية فوراءها هدف عظيم ودوافع سامية. المقال يبث الروح التى تبدو فى الظاهر وكأنها مستلبة من قبل القوى الدوليّة العالمية التى تناصر إسرائيل وتجعل من قوات الاحتلال تفوقاً عليها مع أنها روح قتالية باقية ما بقيت على الأرض عقائد الدفاع عن الوجود. 

اللافت للنظر فيما أشار إليه المقال هو : أن بعض الخبثاء من البنتاجون يحاولون الإيحاء لإسرائيل بضرورة استخدام غاز الأعصاب المحرم دولياً من أجل القضاء على سكان الأنفاق من قوات المقاومة التى يقدر تعدادها  بين 30 و40 ألف مقاتل وربما أكثر». 

والواقع أنه لا يشك أحد يذكر أن للتاريخ ضميراً لا ينسى النكبات باستبعاد محاولات الخبثاء تلك؛ فإن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً عادة جرى عليها الأمريكان، وهو دلالة ضعف لا مظهر قوة، وقد استخدمت أمريكا من قبل فى الفالوجة أثناء الحرب على العراق الأسلحة المحرمة دولياً، وفى أثناء الحرب على غزة، وبالتحديد فى شهر يناير من عام 2009م، تتوالى النكبات التى لا ينساها التاريخ فإذا إسرائيل تستخدم قنابل «الدايم» ضد الأشخاص العزل المدنيين لتصيب الأطراف السفلى بالشلل التام والتدمير الكلى. فى الوقت الذى استخدمت فيه قنابل «الفسفور الأبيض»؛ القابل للاشتعال ذاتياً, وهى قنابل كما يعلم الجميع محرَّمة دولياً. وفى هذا وحده كفاية الدلالة على البطش الوحشي, غير الآدمي, وعلى القوة الغشومة التى استخدمتها إسرائيل ولا زالت تستخدمها ضد الفلسطينيين فى غير حُرمة آدمية أو أخلاق للعلم والتكنولوجيا؛ لكأنما العلم هنا لم يعد بمستطاعه أن يرشدنا إلى حقيقة القيم الخُلقية, وأنّ التفوق العلمى بإنجازاته المهولة يسير فى طريق مجنون بمعزل عن القيم والأخلاق, وليس فى إمكان العلم أن يهدينا إلى ما ينبغى أن تكون عليه القيم : نبيلة, وفاعلة, وإنسانيّة. 

وعليه؛ فمن الصدق أن نردد القول القديم بوجوب ألا نطلب من العلم ما لا يسوَّغ له أن يعطينا, إذْ العلم لا يعطينا الفضيلة الباقية ولا يجعلنا أوفر سعادة وهناءة ولا أكثر حكمة ورشاداً؛ بل يقود القوى لا محالة إلى تدمير الضعيف, ويبعثُ فى العقول الرشيدة خشية الفتك بالإنسانية تحت لمسة زرِّ صغير تتفجَّر من خلاله قوى عنيفة تقضى على جماعات وشعوب بأسرها.

باسم العلم والتقدُّم العلمى نكتب سخافاتنا السوداء مدونة على صفحات التاريخ. باسم العلم والتقدم العلمى نرتكب أشنع الحماقات الإنسانية وتُهْدر الحريات ويُسْتَعبد الناس ويقتلون بعضهم بعضاً بالأسلحة الفتَّاكة التى اخترعها التفوق العلمي, وفى الوقت نفسه نتبارى فى نشر الثقافة العلمية وننادى بأهمية دور العلم وتطبيق المنهج العلمى فى حياة الإنسان المعاصر, ولا يتنبَّه أحدنا إلى ضرورة أن تكون هنالك قواعد أخلاقية مصاحبة لكل تقدم علمي, وأن الثقافة العلمية التى نَشْرع فى نشرها وبثها والتشدُّق بها على أوسع نطاق ممكن, وبتطبيقها على جميع جوانب الحياة ينبغى أن تكون وليدة قيم وأخلاق. ولن تتأتى منظومة القيم والأخلاق أبداً بمعزل عن حكمة العقل وثقة الضمير الإنسانى المطلقة فى الوعى الدينى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غاز الأعصاب

إقرأ أيضاً:

أحمد زاهر يتصدر التريند بمشهد ضرب ابنته ملك في مسلسل سيد الناس

تصدر النجم أحمد زاهر، تريند موقع التدوينات "إكس" تويتر سابقاً، بعد مشهد ضربه لـ ابنته ملك زاهر بسبب اكتشاف سر حبها لـ ابن الجارحي في مسلسل سيد الناس، وذلك للعداء الكبير بين العائلتين، وهي العلاقة التى يرفضها تماماً، وتلقى زاهر الكثير من الإشادات على أدائه التمثيلى المتقن على مواقع التواصل الإجتماعى الذى تفاعل على هذا المشهد.

أحمد زاهر يتصدر التريند أحمد زاهر يتصدر التريند أحمد زاهر يتصدر التريند 

شارك الفنان أحمد زاهر، صوراً من كواليس ضربه لإبنته ملك على صفحته على "فيس بوك" وعلق قائلاً: "أنا اسف يا حبيبتي حقك عليا يا ملوكتي بس المشهد عاوز كده سامحيني والنبي أنا كأحمد زاهر اسف جدا بس كافاروق الجباس ها أنحرك واعلق رقبتك على باب المحل".

قصة مسلسل سيد الناس

مسلسل سيد الناس تدور أحداثه في إطار اجتماعي حول شخصية الراجحي التى تنقلب حياته تماماً تمامًا بعد وفاة والده، حيث يجد نفسه أمام مفتاح غامض وثروة ضخمة وماضٍ مظلم، محاطًا بخصوم وأعداء لا يرحمون، ويتوجب عليه أن يخوض العديد من الصراعات المحفوفة بالمخاطر لحماية عائلته وإرثه.

أبطال مسلسل سيد الناس

مسلسل سيد الناس بطولة عمرو سعد، إلهام شاهين، أحمد زاهر، خالد الصاوي، وريم مصطفى، أحمد رزق، وإنجي المقدم، ونشوى مصطفى، ورنا رئيس، وملك أحمد زاهر، وأحمد فهيم، ومنة فضالي، ومحمود قابيل، وطارق النهري، وياسين السقا، وجوري بكر، وإنجي كيوان، وساندي على، والمسلسل من تأليف خالد صلاح وقصة وإخراج محمد سامي.

مقالات مشابهة

  • المفتي: الحديث عن الجار له أهمية كبيرة خاصة مع غياب بعض القيم والعادات والأعراف
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقترح إدارة مصر قطاع غزة «فخ» لن نقع فيه.. تهديدات ترامب بإيقاف المعونة العسكرية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
  • مي عمر ترد على الانتقادات: “إش إش” لا يهدم القيم!
  • مدير المركز الفرنسي: خطة مصر لإعمار غزة "استراتيجية ".. وباريس تدعمها دولياً
  • مجلس شباب «تمكين المجتمع» يضيء على القيم الاجتماعية
  • الأمم المتحدة تعتمد 28 يناير من كل عام يوما دوليا للاحتفاء بالتعايش السلمي
  • مصطفى بكري: ما أحوجنا إلى روح العاشر من رمضان «روح القيم الأصيلة والتضحية والفداء»
  • يوم "المرأة"
  • حارس القادسية يعتزل اللعب دولياً
  • أحمد زاهر يتصدر التريند بمشهد ضرب ابنته ملك في مسلسل سيد الناس