بوابة الوفد:
2025-01-08@22:33:56 GMT

غاز الأعصاب

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

فى مقال ممتاز من مُحلل سياسى قدير بعنوان «السر الأكبر» نشره الأستاذ عبد السلام فاروق مدير تحرير الأهرام المسائى فى صحيفة المثقف الإلكترونية؛ جاء ليعزز الطاقة المعنويّة لدى المقاومة الفلسطينية وهى أهم ما يبقى من عقيدة القتال القوية لديهم، ثم ضعفها وخوارها فى نفوس الإسرائيليين، ولعل ضعف هذه العقيدة هو من أكبر العوامل الداعية لهزيمتهم على هذه الأرض.

أمّا عقيدة القتال الفلسطينية فوراءها هدف عظيم ودوافع سامية. المقال يبث الروح التى تبدو فى الظاهر وكأنها مستلبة من قبل القوى الدوليّة العالمية التى تناصر إسرائيل وتجعل من قوات الاحتلال تفوقاً عليها مع أنها روح قتالية باقية ما بقيت على الأرض عقائد الدفاع عن الوجود. 

اللافت للنظر فيما أشار إليه المقال هو : أن بعض الخبثاء من البنتاجون يحاولون الإيحاء لإسرائيل بضرورة استخدام غاز الأعصاب المحرم دولياً من أجل القضاء على سكان الأنفاق من قوات المقاومة التى يقدر تعدادها  بين 30 و40 ألف مقاتل وربما أكثر». 

والواقع أنه لا يشك أحد يذكر أن للتاريخ ضميراً لا ينسى النكبات باستبعاد محاولات الخبثاء تلك؛ فإن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً عادة جرى عليها الأمريكان، وهو دلالة ضعف لا مظهر قوة، وقد استخدمت أمريكا من قبل فى الفالوجة أثناء الحرب على العراق الأسلحة المحرمة دولياً، وفى أثناء الحرب على غزة، وبالتحديد فى شهر يناير من عام 2009م، تتوالى النكبات التى لا ينساها التاريخ فإذا إسرائيل تستخدم قنابل «الدايم» ضد الأشخاص العزل المدنيين لتصيب الأطراف السفلى بالشلل التام والتدمير الكلى. فى الوقت الذى استخدمت فيه قنابل «الفسفور الأبيض»؛ القابل للاشتعال ذاتياً, وهى قنابل كما يعلم الجميع محرَّمة دولياً. وفى هذا وحده كفاية الدلالة على البطش الوحشي, غير الآدمي, وعلى القوة الغشومة التى استخدمتها إسرائيل ولا زالت تستخدمها ضد الفلسطينيين فى غير حُرمة آدمية أو أخلاق للعلم والتكنولوجيا؛ لكأنما العلم هنا لم يعد بمستطاعه أن يرشدنا إلى حقيقة القيم الخُلقية, وأنّ التفوق العلمى بإنجازاته المهولة يسير فى طريق مجنون بمعزل عن القيم والأخلاق, وليس فى إمكان العلم أن يهدينا إلى ما ينبغى أن تكون عليه القيم : نبيلة, وفاعلة, وإنسانيّة. 

وعليه؛ فمن الصدق أن نردد القول القديم بوجوب ألا نطلب من العلم ما لا يسوَّغ له أن يعطينا, إذْ العلم لا يعطينا الفضيلة الباقية ولا يجعلنا أوفر سعادة وهناءة ولا أكثر حكمة ورشاداً؛ بل يقود القوى لا محالة إلى تدمير الضعيف, ويبعثُ فى العقول الرشيدة خشية الفتك بالإنسانية تحت لمسة زرِّ صغير تتفجَّر من خلاله قوى عنيفة تقضى على جماعات وشعوب بأسرها.

باسم العلم والتقدُّم العلمى نكتب سخافاتنا السوداء مدونة على صفحات التاريخ. باسم العلم والتقدم العلمى نرتكب أشنع الحماقات الإنسانية وتُهْدر الحريات ويُسْتَعبد الناس ويقتلون بعضهم بعضاً بالأسلحة الفتَّاكة التى اخترعها التفوق العلمي, وفى الوقت نفسه نتبارى فى نشر الثقافة العلمية وننادى بأهمية دور العلم وتطبيق المنهج العلمى فى حياة الإنسان المعاصر, ولا يتنبَّه أحدنا إلى ضرورة أن تكون هنالك قواعد أخلاقية مصاحبة لكل تقدم علمي, وأن الثقافة العلمية التى نَشْرع فى نشرها وبثها والتشدُّق بها على أوسع نطاق ممكن, وبتطبيقها على جميع جوانب الحياة ينبغى أن تكون وليدة قيم وأخلاق. ولن تتأتى منظومة القيم والأخلاق أبداً بمعزل عن حكمة العقل وثقة الضمير الإنسانى المطلقة فى الوعى الدينى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غاز الأعصاب

إقرأ أيضاً:

كبار العلماء تُحيي ذكرى وفاة الإمام عيسى منون: شيخ العلم والتأصيل الفقهي

في مثل هذا اليوم، السادس من يناير عام 1957، فقدت الأمة الإسلامية أحد أعلامها الكبار، الشيخ عيسى بن يوسف منون، أحد أبرز علماء الشريعة والفقه في القرن العشرين، وُلد الإمام عام 1889 في بلدة عين كارم بفلسطين، ونشأ في بيت اتسم بالاستقامة والنبل، مما أثر في تكوينه العلمي والأخلاقي.

رحلته في طلب العلم:

بدأ الشيخ عيسى تعليمه على يد الشيخ يوسف الحبيبة، الذي غرس فيه حب العلوم الشرعية والعربية. وفي عام 1904، انتقل إلى الأزهر الشريف، حيث التقى بكبار علماء عصره، مثل الشيخ سليم البشري والشيخ محمد عبده وغيرهم. تخرج من الأزهر بشهادة العالمية عام 1911، بعد امتحان صعب أثبت فيه كفاءته العلمية.

المناصب العلمية:

شغل الشيخ عيسى منون عدة مناصب مهمة داخل الأزهر الشريف، منها:

مدرس للخط العربي، ثم مواد الشريعة والفقه.شيخ لرواق الشوام عام 1918.شيخ رواق الأتراك عام 1924.أستاذ أصول الفقه في قسم التخصصات.شيخ كلية أصول الدين عام 1944.شيخ كلية الشريعة عام 1946 حتى تقاعده عام 1954.عضويته في هيئة كبار العلماء:

نال عضوية هيئة كبار العلماء عام 1939 بعد تقديمه بحثًا علميًا بعنوان "نبراس العقول في تحقيق القياس عند علماء الأصول"، والذي أظهر فيه تفوقه في علم أصول الفقه، ليصبح أصغر أعضاء الهيئة سنًا.

مؤلفاته:

أثرى الشيخ عيسى المكتبة الإسلامية بعدد من المؤلفات القيمة، منها:

"نبراس العقول في تحقيق القياس"."تكملة المجموع شرح المهذب".رسائل في الرد على الاجتهاد وترجمة القرآن، وحكم قتل المرتد، ومناسك الحج.جهوده الاجتماعية:

لم يكن الشيخ عيسى بمعزل عن قضايا المجتمع، بل عاش بين الناس، مشاركًا في حل مشاكلهم، وداعمًا لقضايا الأمة. كما قدم اقتراحات لتعديل بعض القوانين لتتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، مما يبرز دوره كعالم مؤثر في مجتمعه.

تلامذته:

من أشهر تلامذته الدكتور زكريا البري، وزير الأوقاف المصري الأسبق، والشيخ عبد الله المراغي، صاحب كتاب "الفتح المبين في طبقات الأصوليين".

وفاته وتركته:

توفي الشيخ عيسى منون عام 1957، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء. ورغم مرور السنوات، لا تزال ذكراه خالدة في قلوب طلاب العلم ومحبيه، ممن استلهموا من سيرته نموذجًا للعالم العامل الذي يخدم دينه وأمته.

مقالات مشابهة

  • عقوبة رادعة لإهانة علم مصر ..تعرف عليها
  • أطعمة تساعدك على تهدئة الأعصاب
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينهي معاناة طفلة مع ورم ضاغط على الأعصاب بالحوض
  • احترس الاستنزاف الذهني وقلة النوم يسببان إلتهاب الأعصاب
  • سرّ الكمادات العشبية. باحثون في تايلاند يستكشفون العلم الكامن وراء هذه العلاجات
  • الدعوة إلى استلهام دروس المناسبة في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية والاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني
  • كبار العلماء تُحيي ذكرى وفاة الإمام عيسى منون: شيخ العلم والتأصيل الفقهي
  • وزير التعليم العالى يشيد باستمرار تفوق جامعة المستقبل فى تصنيف «التايمز»
  • البحث العلمي تعلن فتح باب التقدم للنسخة الثالثة من مسابقة الأجهزة الطبية التعويضية للطلاب
  • سيرة الفلسفة الوضعية (2)