غرور القوة سوّل غزو فيتنام نزهة عابرة سرعان ما تحولت الى كابوس مفزع بدأ 1955 وانتهى فى 1975 تكبدت الإمبراطورية الفتية خسائر فادحة سقط فيها 58000 جندى وما يزيد على 300000 جريح، تركت ندبات غائرة لا تمحى، تذكرها بأيام ثقيلة قاست فيها الأمرين وثقتها هوليوود فى سلسلة من الأفلام التراجيدية التى تفضح عذابات الشبان المهمشين فى «جحيم سايجون»، فقد ابتكر الفلاحون الفيتناميون تكتيكات عسكرية مذهلة أبرزها مصيدة الأنفاق التى حيدت التفوق التكنولوجى وأرجعت فنون القتال الى عصر الفرسان واختصرت المسافات الى النقطة صفر وهنالك ظهرت معادن الرجال الحقيقية الذين يقاتلون وجهاً لوجه فداءً لما يؤمنون به، ودائمًا ما يعيد التاريخ نفسه لكن المتغطرسون لا يتعظون، فحاخامات أرض الميعاد يفترسهم الغضب المدمر بعد أن كسرت شوكتهم
خاضت اسرائيل منذ نشأتها حروبًا عديدة كلها قصيرة نسبيًا كان أطولها حرب تموز 2006 التى استمرت 33 يومًا لكن حرب غزة كسرت الرقم القياسى فكان إسحاق رابين يهذى فى أحلام اليقظة يائسًا بأن لو غزة غرقت فى أعماق اليم مثل فرعون الخروج، حتى السفاح شارون اضطر للانسحاب منها مرغمًا، ثم حوصرت لعقدين براً وبحرًا وجواً لكنها ظلت أبية على الترويض.
استثمرت حماس وأخواتها فى تشييد «مترو غزة» فطوله 500 كم بعمق 13 مترًا يعمل بدون قطارات ولكن له مآرب أخرى فهو مدينة عسكرية متكاملة بها مراكز قيادة واتصال ومخازن للذخيرة والمؤن وحتى أقبية سرية مجهزة بشراك متفجرة لاحتجاز الرهائن، الاجتياح البرى فى هكذا تضاريس، سيتطلب معلومات استخباراتية دقيقة، لا يملكها الموساد او شاباك او آمان والدليل فشلهم الذريع فى التنبؤ بطوفان الأقصى فى حين ان حماس تعرف أنفاقها عن ظهر قلب وهو ما حذر منه دانى يتوم رئيس الموساد الأسبق بأن أنفاق غزة هى مصيدة الموت لجنودنا يكاد المرء يسمع عويل صراخهم من هنا! فجيش الاحتلال يتعمد إخفاء الأعداد المتزايدة لقتل جنوده لأنه يخشى تدهور روحهم المعنوية التى تعانى انخفاضًا حادًا نتيجة ضراوة المعارك وشراسة المقاومين وتطورهم الميدانى اللافت والذى أشاد به جنرالات تل ابيب لذا سير المعارك ووتيرة القتال تشى بأننا أمام فيتنام اخرى ستستمر سنة على الأقل فلا توجد مؤشرات مؤكدة لنصر حاسم بل ثمة رمال متحركة تبتلع كل يوم العتاد الباهظة والجنود المرتعدين مثلما خسفت الأرض بقارون وداره.
نتنياهو ذلك المختال الفاشل يجهض أى ضغوط دولية لوقف إطلاق النار ولو على سبيل هدنة إنسانية مؤقتة خوفًا من تقديمه كبش فداء لذا يبحث بجنون عن صورة نصر بأى ثمن لتسويقها للجمهور المتذمر، مستقبله السياسى ليس فقط على المحك وإنما حريته أيضا، فحين ان أسلافه الذين جاءوا من خلفية عسكرية يدركون حقيقة الجندى الاسرائيلى البائس الذى لن يضحى بحياته من أجل عقيدة او وطن فهو يود ان لو يعمر الف سنة لذلك لا يقاتلونكم جميعًا الا فى قرى محصنة أو من وراء جدر او داخل الميركافا والتى تعنى بالعبرية عربة الرب!
لا يغرنك البروباجندا الخادعة، فهذه الحرب بداية النهاية مهما كان الدعم الاطلسى سخيًا، بالطبع تحاول امريكا بكل حيلة انقاذ إسرائيل من نفسها لكن هيهات فقد انطلق السهم بعدما أصبحت المسافة صفرًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسافة صفر كابوس إسرائيل
إقرأ أيضاً:
إحباط هجوم بدمشق وتعزيزات عسكرية باتجاه الساحل
تصدت قوات الأمن السورية لهجوم نفذه عناصر من فلول النظام السابق واستهدف موقعا في حي المزة بالعاصمة دمشق، وتزامن ذلك مع تعزيزات عسكرية باتجاه الساحل مع بدء المرحلة الثانية من ملاحقة الفلول في المنطقة.
وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن مسلحين اقتربوا من مبنى فرع الأمن السياسي بحي المزة في حدود الرابعة فجر اليوم الاثنين، وألقوا قنبلة تسببت بإصابة عنصر من الأمن.
وأوضح المراسل أن قوات الأمن ردت بملاحقة المهاجمين واشتبكت معهم وتمكنت من إلقاء القبض على عنصرين، وأكد عودة الهدوء إلى المنطقة بعد نهاية العملية.
من جانب آخر، ذكر مراسل الجزيرة أن تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة وصلت إلى الساحل السوري مع بدء الإعلان عن المرحلة الثانية من ملاحقة فلول النظام المخلوع.
حواجز أمنيةوقال العميد أحمد العبد الله الضابط في الشرطة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية للجزيرة إنهم نشروا حواجز بهدف الإشراف على عمل الوحدات العسكرية التابعة للوزارة ومراقبة عملها في اللاذقية.
وأضاف العميد أن هناك تجاوزات فردية حدثت في اللاذقية وستتم محاسبة مرتكبيها ضمن مؤسسة القضاء ووفقا للقانون.
والخميس الماضي، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد -هي الأعنف منذ سقوطه- ضد دوريات وحواجز أمنية، مما أوقع قتلى وجرحى.
إعلانوإثر ذلك نفذت قوى الأمن والجيش عمليات تمشيط ومطاردة للفلول تخللتها اشتباكات، وسط تأكيدات حكومية باستعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.
وأعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تشكيل لجنة تحقيق وأخرى للحفاظ على السلم الأهلي بعد أحداث الساحل، وأكد أن بلاده لن تتسامح مع فلول النظام البائد ولن تسمح لأي قوى خارجية أو محلية بجر السوريين للحرب الأهلية.
وفي حلب، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش السوري تصدى لهجوم شنته ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، وأوقع خسائر في المجموعات المهاجمة.
ودفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية من مناطق عدة إلى جبهات القتال ضد قسد في حلب.
وترفض "قسد" -التي تسيطر على معظم مناطق حقول النفط والغاز وتعرف بأنها "سلة سوريا الغذائية"- الاندماج في وزارة الدفاع السورية التي شُكّلت ضمن الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام السابق.
اعتقالات بدير الزوروفي سياق متصل، ألقت أجهزة الأمن في محافظة دير الزور شرقي سوريا القبض على 4 قادة من فلول النظام المخلوع بشبهة التخطيط لـ"استهداف المقرات الأمنية والحكومية".
وقالت قناة المحافظة على "تليغرام" مساء الأحد "تمكنا من القبض على 4 مجرمين من قادة فلول النظام البائد في دير الزور".
وأوضحت أن الأربعة هم علي ثلاج ثلاج وفؤاد عبد الخلف وعبد الكريم مخلف المحمد وأيسر عبد الحسيب الأيوب.
وبعد إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر/كانون الأول 2024 أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدماء.
واستجاب عشرات الآلاف للمبادرة، في حين رفضتها مجموعات مسلحة من فلول النظام، ولا سيما في الساحل السوري حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
إعلانومع مرور الوقت اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية.