بوابة الوفد:
2025-04-10@20:59:33 GMT

المسافة صفر

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

غرور القوة سوّل غزو فيتنام نزهة عابرة سرعان ما تحولت الى كابوس مفزع بدأ 1955 وانتهى فى 1975 تكبدت الإمبراطورية الفتية خسائر فادحة سقط فيها 58000 جندى وما يزيد على 300000 جريح، تركت ندبات غائرة لا تمحى، تذكرها بأيام ثقيلة قاست فيها الأمرين وثقتها هوليوود فى سلسلة من الأفلام التراجيدية التى تفضح عذابات الشبان المهمشين فى «جحيم سايجون»، فقد ابتكر الفلاحون الفيتناميون تكتيكات عسكرية مذهلة أبرزها مصيدة الأنفاق التى حيدت التفوق التكنولوجى وأرجعت فنون القتال الى عصر الفرسان واختصرت المسافات الى النقطة صفر وهنالك ظهرت معادن الرجال الحقيقية الذين يقاتلون وجهاً لوجه فداءً لما يؤمنون به، ودائمًا ما يعيد التاريخ نفسه لكن المتغطرسون لا يتعظون، فحاخامات أرض الميعاد يفترسهم الغضب المدمر بعد أن كسرت شوكتهم 

خاضت اسرائيل منذ نشأتها حروبًا عديدة كلها قصيرة نسبيًا كان أطولها حرب تموز 2006 التى استمرت 33 يومًا لكن حرب غزة كسرت الرقم القياسى فكان إسحاق رابين يهذى فى أحلام اليقظة يائسًا بأن لو غزة غرقت فى أعماق اليم مثل فرعون الخروج، حتى السفاح شارون اضطر للانسحاب منها مرغمًا، ثم حوصرت لعقدين براً وبحرًا وجواً لكنها ظلت أبية على الترويض.

استثمرت حماس وأخواتها فى تشييد «مترو غزة» فطوله 500 كم بعمق 13 مترًا  يعمل بدون قطارات ولكن له مآرب أخرى فهو مدينة عسكرية متكاملة بها مراكز قيادة واتصال ومخازن للذخيرة والمؤن وحتى أقبية سرية مجهزة بشراك متفجرة لاحتجاز الرهائن، الاجتياح البرى فى هكذا تضاريس، سيتطلب معلومات استخباراتية دقيقة، لا يملكها الموساد او شاباك او آمان والدليل فشلهم الذريع فى التنبؤ بطوفان الأقصى فى حين ان حماس تعرف أنفاقها عن ظهر قلب وهو ما حذر منه دانى يتوم رئيس الموساد الأسبق بأن أنفاق غزة هى مصيدة الموت لجنودنا يكاد المرء يسمع عويل صراخهم من هنا! فجيش الاحتلال يتعمد إخفاء الأعداد المتزايدة لقتل جنوده لأنه يخشى تدهور روحهم المعنوية التى تعانى انخفاضًا حادًا نتيجة ضراوة المعارك وشراسة المقاومين وتطورهم الميدانى اللافت والذى أشاد به جنرالات تل ابيب لذا سير المعارك ووتيرة القتال تشى بأننا أمام فيتنام اخرى ستستمر سنة على الأقل  فلا توجد مؤشرات مؤكدة لنصر حاسم بل ثمة رمال متحركة تبتلع كل يوم العتاد الباهظة والجنود المرتعدين مثلما خسفت الأرض بقارون وداره.

نتنياهو ذلك المختال الفاشل يجهض أى ضغوط دولية لوقف إطلاق النار ولو على سبيل هدنة إنسانية مؤقتة خوفًا من  تقديمه كبش فداء لذا يبحث بجنون عن صورة نصر بأى ثمن لتسويقها للجمهور المتذمر، مستقبله السياسى ليس فقط على المحك وإنما حريته أيضا، فحين ان أسلافه الذين جاءوا من خلفية عسكرية يدركون حقيقة الجندى الاسرائيلى البائس الذى لن يضحى بحياته من أجل عقيدة او وطن فهو يود ان لو يعمر الف سنة لذلك لا يقاتلونكم جميعًا الا فى قرى محصنة أو  من وراء جدر او داخل الميركافا والتى تعنى بالعبرية عربة الرب!

لا يغرنك البروباجندا الخادعة، فهذه الحرب بداية النهاية مهما كان الدعم الاطلسى سخيًا، بالطبع تحاول امريكا بكل حيلة انقاذ إسرائيل من نفسها لكن هيهات فقد انطلق السهم بعدما أصبحت المسافة صفرًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسافة صفر كابوس إسرائيل

إقرأ أيضاً:

اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة والمبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جرى اتصال هاتفى يوم الثلاثاء ٨ ابريل بين د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة و”ستيف ويتكوف” المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والولايات المتحدة ازاء مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في قطاع غزة. 

 

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ان الاتصال تناول الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان بدء المرحلة الثانية وتحقيق الهدوء وخفض التصعيد. كما تناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التى تم اعتمادها عربيا وإسلاميا وتحظى بدعم من الإتحاد الأوروبى واليابان وفاعلين دوليين آخرين، وبحث سبل تنفيذها بشكل فعال، بما فى ذلك ما يتعلق بمسألتي الأمن والحوكمة، منوها فى هذا الخصوص إلي حرص مصر على عقد مؤتمر دولى لاعادة الاعمار فى غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بمشاركة الفاعلين الدوليين. 

 

وشدد وزير الخارجية علي ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، واهمية إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية. 

 

كما اعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر إلى تعزيز التنسيق مع الإدارة الأمريكية للعمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الاوسط، مشيرا الي اهمية تضافر الجهود في سبيل خفض التصعيد في المنطقة وتجنب توسيع رقعة الصراع بالنظر للعواقب الوخيمة علي شعوب المنطقة. 

 

من جانبه، ثمن "ويتكوف" العلاقات الوثيقة التى تربط مصر والولايات المتحدة وعلى الدور الهام الذى تضطلع به مصر فى سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.

مقالات مشابهة

  • أمسية ثقافية لتكريم المؤلف مجدى صابر بـ «آداب عين شمس»
  • أحكام بالسجن تصل إلى 100 عام على خلية للموساد في تركيا
  • حرب النفوذ في الكونغو.. تداعيات الانسحاب الأوغندي وفرص 23 مارس
  • القضاء الإداري بقنا يودع حيثيات حكم إلغاء ترخيص صيدلية برخصة حمراء
  • تطبيقًا لحكم الدستورية العليا.. القضاء الإداري بقنا يلغي ترخيص صيدلية عمرها 20 عامًا
  • القوات الأمريكية تخلي قواعدها في سوريا وتنقل قوافل عسكرية الى العراق
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة والمبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط
  • هل التزمت المنشآت بتصنيف وجمع المخلفات الخطرة؟.. القانون يجيب
  • صد هجوم مسلح على نقطة تفتيش عسكرية في مودية بأبين
  • انطلاق عمليات عسكرية لتفتيش شمال راوة باتجاه جزيرة نينوى