بشاره سليمان قبل معركة الكباري
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أدركت حركة العدل والمساواة أن مايجري في دارفور الان هي حربا عرقية وتطهير لشعبها وقتل على أساس الهوية القبلية أكثر منه صراعا سياسيا حول السلطة في الخرطوم وتولى مستشار الحركة واحد أهم القادة المؤسسين بشارة سليمان التصدي علنا لمليشيات الدعم السريع وداعميها بتصريحات انتقد فيها المنشق عن الحركة سليمان صندل الذي بعثه شريكة عبدالرحيم دقلو لحث المارشال اركو مناوي لبيع الفاشر في سوق النخاسة الرخيص بأن يتولى مناوي دور المخزل للجيش لتسليم الفاشر للدعم السريع دون قتال لتضع الملشيات كل دارفور تحت ابطها وتتجه زحفا للابيض ولكن بشارة سليمان تصدى لصندل وفي ذات الوقت لعب دورا حاسما في القرار الذي اتخذه دجبريل إبراهيم ومني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان بالدخول ساحة الحرب والقتال إلى صف الجيش الشي الذي جعل الملشيات تعيد النظر في الهجوم على الفاشر ومحاولة احتلال الفرقة السادسة مشاه كما فعلت بنيالا وزالنجي والجنينه والدعم السريع يعرف عزيمة وعقيدة الحركتين وقدراتهما القتالية لذلك أبطأ الخطى وأعاد حساباته السياسية والعسكرية قبل خوض غمار معركة الفاشر التي تدخلها العدل والمساواة والتحرير لأول مرة مسلحين بإرادة شعب دارفور في البقاء والدفاع عن الوجود بعد أن استهدف الدعم السريع المساليت في الجنينة وارتكب فظائع بشعة في حق الإنسانية هناك وصلت مرحلة دفن الأحياء في باطن الأرض وهي رسالة استقبلها قيادات العدل والمساواة بصفة خاصة بحنق ومرارة شديدة وأعدت الحركات المسلحة نفسها لحرب وجوديه طويلة في الإقليم
فهل يغامر دقلو ويخوض معركته الأخيرة في دارفور في مواجهة مع يعرفون أن (يعض ابو القدح أخيه)؟؟ ام يتوجه للابيض ويترك الفاشر وأشانها؟؟
????على صعيد متصل فإن معركة جبل أولياء التي امتدت لليوم الرابع على التوالي وخسرت فيها المليشيا مئات المقاتلين وعشرات الآليات فإنها لاتزال تقاتل من أجل منفذ لها لإمداد قواتها بعد أن خسرت بضربها لجسر شمبات وعزل قواتها عن مصادر إلامداد البشري والأسلحة حيث ظلت الملشيا تتمتع بافضلية إلامداد على الجيش من دارفور وتشاد وغرب ام درمان وصولا لبحري ويوميا تغمر الخرطوم أفواج المفوجين من دارفور للقتال إلى جانبهم وبضرب جسر شمبات خسرت الحركة أهم خطوط امدادها مما يجعلها في مقبل الايام تبحث عن منافذ أخرى وبعد معركة جبل أولياء فإن الملشيا واستحالة سيطرتها على خزان جبل أولياء الذي تتحكم فيه القوات المسلحة فتحا واغلاقا فإنها قد تخوض معارك أخرى حول جسر النيل الأبيض والحلفايا وربما الدويم إذا تعزر لها إيجاد ثغرة في الخرطوم تتخذها نفاج لدخول المقاتلين من غرب السودان
أن ملشيا التمرد تعيش هذه الأيام ظرفا صعبا جدا على صعيد الميدان في الخرطوم بعد أن امسك الجيش بعنق الدعم السريع في امدرمان وترك ارجله (ترفس) في بحري والخرطوم وفقد الأمل في الفاشر بعد متغير دخول جبريل ومناوي المعركة وقد سقطت ورقة التوت التي كان يتدثر بها المتمردين وتكشف أمرهم وايقن حلفائهم خطل وكذبهم بأنهم يحاربون فلول النظام السابق كما يزعمون وهاهم يعينون لنيالا قادة النظام السابق لادارتها وقد عين دقلو القيادي في المؤتمر ورئيسه بنيالا شمال إسماعيل يحي وينوب عنه رئيس المؤتمر الوطني بالولاية وعضو المجلس الوطني محمد العاقب إسماعيل وفي زالنجي تم تعين محمود صوصل معتمد محلية ام دخن السابق والقيادي في المؤتمر بالولاية اي وسط دارفور فكيف يزعمون محاربة المؤتمر الوطني وهم يعينون قادته لإدارة دارفور نيابة عن المليشيا
يوسف عبد المنان
.المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الخرطوم: الوهج الجاسر
الخرطوم: الوهج الجاسر
عبد الله علي إبراهيم
ملخص
(وبمواصلة الحرب حتى تحرير الخرطوم غير عابئ بالمجتمع الدولي لربما استخار البرهان، في مطلبه بـ”الملكية الوطنية للحلول”، بيتاً من قصيدة الصاغ محمود أبو بكر “صه يا كنار” يقول:
فإذا تبدد شمل قومك فاجمعن وإذا أبوا فاضرب بعزمة مفرد).
قال القس ديزموند توتو بعد أن صوت في سن الـ70 للمرة الأولى في الانتخابات التي جرت عام 1994 بعد نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا “كأني أقع في الحب من جديد”.
وكان تحرير الخرطوم بمثابة وقوع كثير من السودانيين في الحب من جديد. كان وقوعاً مما قد يسميه الشاعر محمد المكي إبراهيم صهيلاً نحو “الوهج الجاسر”.
كان الفريق ركن عبدالفتاح البرهان شدد يوماً على ما أسماه “الملكية الوطنية للحلول” لحرب السودان. وجاء تحرير الخرطوم، في رمزها القصر الجمهوري، تطبيقاً حرفياً لهذه الملكية للحلول. فلم يكف لا المجتمع الدولي ولا دوائر سودانية مؤثرة عن التبرع بسيناريوهات حلول بدا من جميعها أنه لم يتفق لها تحديد من في “حرب الجنرالين” على ضفة الحرب العادلة. وكان ما باعد بينهما وبين الصدع بمن هو على محجة الحرب البيضاء، الهزائم النكراء التي تجرعتها القوات المسلحة لأكثر من عام ونصف العام. وبدا منها هزالها حتى خرج سياسي مثل بكري الجاك في قيادة “تنسيقية القوى التقدمية والديمقراطية والمدنية”، ليطلب منها أن تتصالح مع هزائمها وتسلم كما فعلت اليابان في الحرب العالمية الثانية، ناهيك عمن حثوا القوات المسلحة على التفاوض، ورأوا في مواصلتها الحرب رعونة لم تتحسب لخسائرها الفادحة على البلاد والعباد، بل تطابقت عند كثير منهم الشفقة بالجيش واستسلامه بدفره لأية سانحة مائدة مفاوضات مما تصادف لأنه من دون ذلك سيذهب أدراج الرياح. فكان حلهم الوطني له أن يفاوض بلا قيد ولا شرط إذا أراد أن يكتب الله له حياة جديدة.
لما لم يتفق للمجتمع الدولي الطرف الذي يملك الشرعية في الحرب الدائرة ساوى بين عنف الطرفين مساواة اعتقل بها نفسه من دون تنفيذ قرارات اتخذها لوقف تصعيد الحرب والانتهاكات ضد المدنيين. ووقف التصعيد هو جهد المقل ممن أراد احتواء تفاقم الحرب. فلم تمتثل “الدعم السريع” لنداءات المجتمع الدولي بالكف عن تصعيد الحرب في الفاشر، فما تحرك مجلس الأمن قيد أنملة لتنفيذ قراره 2736 (13 يونيو 2024) الذي دعا فيه “الدعم السريع” إلى وقف حصار المدينة وخفض التصعيد وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم. ومما قاله مندوب بريطانيا في المجلس إن “الهجوم على الفاشر سيكون كارثياً لمليون ونصف المليون ممن نزحوا إليها فارين بجلدهم”، وقال مندوب سويسرا إن القرار يبعث برسالة لا لبس فيها إلى “الدعم السريع” بإنهاء حصارها للفاشر. وكانت أميركا أول من حذر من الهجوم على الفاشر على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، فناشدت “حميدتي” والجيش والقوى المتحالفة معه ألا يصعدوا الحرب. وقالت في الـ24 من أبريل (نيسان) عام 2024 إنها منزعجة من أخبار الهجوم الوشيك على الفاشر من قوات “الدعم السريع”، وخيّرت واشنطن “الدعم السريع” بين أمرين هما أن يواصل ما هو فيه فيكبد الناس الزعازع في مجازفة بتفكك دولتهم، أو وقف الهجوم، ودعت إلى وقف إطلاق النار على الفاشر التي بدأ “الدعم السريع” بمهاجمتها منذ أبريل عام 2024، رأفة بملايين الخلق الأبرياء. ووصفت توماس غرينفيلد الفاشر بأنها على شفا حفرة من مجزرة، وطلبت من “الدعم السريع” رفع الحصار عنها أو أن العواقب ستكون وخيمة على المسؤولين عن الهجوم على الفاشر. ولم يمتثل “الدعم السريع” لهذا الإلحاح الدولي إلى يومنا وظل بمنجاة من العقوبة، سوى العفو من مثل وضع أميركا بعض قادته حول الفاشر في القائمة السوداء.
“الملكية الوطنية للحلول”
ولعل ما زكّى طريق “الملكية الوطنية للحلول” أن لا المجتمع الدولي كما رأينا ولا الجماعات السودانية المنادية بوقف الحرب أنجزت لعامين من الصراع ما وعدت بأي صورة من الصور. فضرب تنسيقية “تقدم” انقسام منذ نحو شهرين قاده من سقموا حيادها في الحرب، مما هو موضع شك كثير من الناس مع ذلك، ليعقدوا حلفاً صريحاً مع “الدعم السريع” خلال مؤتمر بنيروبي في فبراير الماضي. وأطلق عبدالله حمدوك، زعيم الجماعة التي بقيت من “تقدم” وتحمل اسم “صمود”، دعوة إلى وقف الحرب خلال شهر رمضان بعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي بحضور قائدي الجيش و”الدعم السريع” والقوى المدنية والمسلحة، للاتفاق على هدنة إنسانية ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. وهي عنده خطوة أولى تقود إلى “ترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض واستعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي. وبدا النداء كالاستغاثة أكثر منه إلى موقف مؤسسة تملك أوراقاً جدية لحل المشكلة.
فهي لا تزال جماعة ناحلة كما يوم تأسست لم تتعزز مؤسسياً بما التزمت به لتكسب ثقلاً يرجح ما تنادي به في الميدان السياسي. فلم يقم فيها فريق العمل الإنساني الذي التزمت به في أبريل 2024 لينظم زيارات لمواقع اللاجئين السودانيين حيث هم، للوقوف على حالهم وبذل ما في الوسع مع المنظمات العالمية لإسعافهم. ولم تسفر الخطة إلا عن زيارة وحيدة لمعسكر لاجئين في إثيوبيا عند نهاية أحد اجتماعاتهم ولم تتكرر كأنها “زورة في الظلام”، لو صحت العبارة. وتفاءل من قرأ عن عقد “تقدم” عزمها التنسيق مع المنظمات التعليمية الدولية لمعالجة مشكلة فقدان التعليم للطلاب بسبب الحرب، ولم يسفر عن ذلك شيء أيضاً. ولم يمنعها ذلك من استنكار عقد حكومة “بورتسودان” لامتحانات الشهادة الثانوية في فبراير الماضي واتهمتها بأنها إنما تمهد بذلك الامتحان الجزئي لشق البلاد بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة “الدعم السريع” حيث لم يجلس الطلاب للامتحان. واعتراض “تقدم” على خطوة الحكومة في إجراء الامتحان من جانب واحد لا غبار عليها بالطبع لو أنجز حر ما وعد، واستدرك كما رتب للتعليم قبل أن ينشق القمر أو الوطن.
ضعف وعناد
ولما لم تجدها القوات المسلحة من هذا ولا ذاك “ركبت رأس”، وهي العبارة السودانية في العناد الأشم، وتمسكت بمواصلة الحرب حتى تضع أوزارها قتالاً وسلماً لمصلحتها، وهذا قريب من سيناريو رواندا حين لم يجد الـ”توتسي”، ممثلين بـ”الجبهة الوطنية الرواندية”، مفراً من “الحل بالبل” بإزاء عالم ربّع يديه والحكومة التي غلب فيها شعب الـ”هوتو”، تنقض عليهم لاستئصال شأفتهم. وكان الصراع المسلح بدأ بين حكومة رواندا وجبهة رواندا الشعبية عام 1990 وانتهى بصلح أروشا (1993) بفضل المجتمع الدولي الذي رعاه ببعثة سلام، بعثة عون الأمم المتحدة لرواندا التي غلب فيها الجنود البلجيكيون. ولم يتوقف الاحتكاك بين الأطراف مع ذلك وتلقت البعثة عام 1994 بلاغاً قاطعاً بأن الحكومة كانت تدبر للقضاء على جنس الـ”توتسي” في البلاد. ونقلت البعثة البلاغ إلى الأمم المتحدة فردت على القائم بالبعثة “أنت حمامة سلام ولست محارباً”، أي إن مهمة البعثة هي لتأمين السلام بين الأطراف لا الدخول في حرب ضد أي طرف.
ووقع الاستئصال العرقي المعروف في حق الـ”توتسي” لأشهر ثلاثة والعالم مغلول اليد، إذ كانت أميركا خرجت لتوها جريحة من الصومال بعد سحل جنودها الذين كانوا في مهمة سلمية، فسقمت من التدخل في بلد أفريقي آخر، بخاصة بعد توالي فشل بعثات الأمم المتحدة للسلام في البوسنة والصومال وهايتي. وكانت فرنسا التي مدت حكومة رواندا بالسلاح، متعاطفة معها لأنها كانت تخشى أن يسود الـ”توتسي” على رواندا وهم من تحولوا إلى “أنغلوفون” لطول لجوئهم في أوغندا. ولم تقوَ بعثة الأمم المتحدة على فعل شيء حيال المأساة سوى ترحيل الموظفين الدوليين وأمثالهم وقد نقصت عدداً بعد انسحاب القوة البلجيكية الغالبة فيها. ولما بخل العالم بنجدة الـ”توتسي”، خرجت جبهتهم المسلحة وحاربت الحكومة وأسقطت العاصمة كيغالي في الـ15 من يوليو (تموز) وتوقف الـ”جنوسايد” (الإبادة). ووضعت الجبهة المجتمع الدولي أمام أمر دولتها واقعاً بدا منه وكأنها أراحته من وجع الدماغ. وغشي العالم حس بالذنب لأنهم لم ينجدوا الـ”توتسي” تتربح منه رواندا إلى يوم الناس هذا.
“المتغطي بالمجتمع الدولي عريان”
وصحت بتحرير الخرطوم عبارة سودانية محورة “المتغطي بالمجتمع الدولي عريان”. فبدت القوى الوطنية في أفريقيا وأمثالها خلواً من الحلول لأزماتها سياسية كانت أو اقتصادية أو حتى صحية كما ظهر بعد حل الرئيس دونالد ترمب للوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وكانت أولى الشكاوى عن الإجراء الأميركي تضعضع الأوضاع الصحية في هذه البلاد. بل بدا من سيناريو رواندا أن العالم ربما أسعده أن تنزاح عن كاهله أزمات الأمم مثلنا المرزوءة ببناء الدولة الوطنية الحديثة. ويستغرب المرء مثلاً لماذا كان المهاجرون صداعاً أوروبياً وأميركياً وليس أفريقياً بأي حال من الأحوال.
وبمواصلة الحرب حتى تحرير الخرطوم غير عابئ بالمجتمع الدولي لربما استخار البرهان، في مطلبه بـ”الملكية الوطنية للحلول”، بيتاً من قصيدة الصاغ محمود أبو بكر “صه يا كنار” يقول:
فإذا تبدد شمل قومك فاجمعن وإذا أبوا فاضرب بعزمة مفرد
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب