معنى الغبطة والفرق بينها وبين الحسد .. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الحسد تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ ىوهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.
وأوضحت الإفتاء، أنه قد وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي "الصحيحين" من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين".
على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا
وأضافت الإفتاء، أنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
وتابعت: ولا مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ(الغِبْطَة) أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: [الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط].
واختتمت قائلة: وأعلى درجات الغبطة أن يقول المرء: "بارك الله لك في نعمائه وزادك من فضله وآتانا مثلك". ينظر: "فتح المنعم بشرح صحيح مسلم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء الحسد السنة العين الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يجوز إخراج فدية عن شخص يفطر بعذر قبل بدء رمضان المقبل ؟.. الإفتاء توضح
أوضحت دار الإفتاء أن إخراج الفدية عن الصيام لمن لديه عذر شرعي، مثل المرض المزمن الذي لا يُرجى شفاؤه، لا يجوز قبل دخول شهر رمضان، لأن سبب وجوب الفدية مرتبط بعجز الشخص عن الصيام بعد بدء الشهر.
وأكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الفدية تُخرج بعد دخول رمضان، سواء يوميًا أو دفعة واحدة عن الشهر، كما يجوز إعطاؤها لأسرة واحدة وفقًا لظروفها المعيشية.
وفي سياق آخر، أجاب الأزهر الشريف عن سؤال حول حكم الصيام عن المتوفى، حيث أوضح الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، أن من مات وعليه صيام ينظر إلى حالته قبل وفاته؛ فإن كان قد أفطر لعذر شرعي ولم يتمكن من القضاء حتى وفاته، فلا يُصام عنه، ويسقط عنه القضاء. أما إذا كان قادرًا على الصيام ولم يقضِ ما عليه حتى توفي، فإن جمهور الفقهاء يرون أنه يجب إخراج فدية عنه، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، بينما يرى بعض الفقهاء أنه يجوز أن يصوم عنه وليه، مستدلين بحديث النبي ﷺ: "من مات وعليه صيام، فليصم عنه وليه".
وفي النهاية، أكدت الفتاوى أن الأصل في الفدية هو ارتباطها بالعذر وبدء رمضان، بينما الصيام عن المتوفى يعتمد على حالته وقدرته قبل الوفاة، مع ترجيح إخراج الفدية في حال عدم تمكنه من القضاء.