الأقصر تحتفي بانطلاق مهرجان الشعر العربي الثامن
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتفت مدينة الأقصر المصرية بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، الذي ينظمه بيت الشعر في الأقصر بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الثقافة المصرية، بمشاركة أكثر 60 مبدعاً من شعراء وشاعرات وفناني مصريين وعرب.
وأقيم حفل الافتتاح في مسرح مركز الأقصر للمؤتمرات بحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعمرو البسيوني، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، نائباً عن معالي نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، واللواء د. علي الشرابي، رئيس مجلس المدينة ممثلاً عن محافظة الأقصر، وصفية القباني، نقيب الفنانين التشكيليين في مصر، وشخصيات تنفيذية وإدارية للمحافظة، وعدد من رجال الأزهر الشريف، وعمداء كليات، وأكاديميين، وطلاب، ومهتمين بالشعر.
شعلة الإبداع
وفي البداية رحّب مدير بيت شعر الأقصر حسين القباحي بالحضور، قائلاً إنه منذ 8 سنوات انطلقت شعلة الإبداع، ومسيرة الحياة النابضة لأهم فنون الأدب العربي وهو الشعر ضمن مبادرة كريمة وسخية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تأسيس مشهد ثقافي مميز تحت راية بيوت الشعر في الوطن العربي، مؤكداً أن المبادرة لقيت ترحاباً شديداً من وزارة الثقافة المصرية والشعراء والمبدعين في مصر، مشيراً إلى أن المبادرة بعد سنوات من العمل أصبحت علامة بارزة في المشهد الثقافي المصري والعربي.
وأضاف القباحي أن بيت الشعر في الأقصر يقدّم كل عام جيلاً جديداً وأسماء ناصعة في المشهد الثقافي العربي، كما يضم المئات ممن يتاح لهم الالتحام بهذه النخب التي تصعد إلى واجهة المشهد الشعري، مشيراً إلى أن المشهد الثقافي المصري ازداد ضياءً واشراقاً واشتغالاً بفن الشعر على وجه الخصوص نتيجة الزخم الثقافي الذي أضافته الشارقة للوطن العربي.
مسيرة الشّعر
وقال عبدالله العويس في كلمة ألقاها إن مسيرة الشّعر تمضي بكل ثقة واعتزاز، وتُعدُّ له المهرجانات السنوية والدورية والأمسيات المتواصلة على مدى اتساع الوطن العربي، و«ها نحن اليوم في محطة جديدة من محطات الشعر».
وأضاف العويس قائلاً: «ها هي مسيرة الشّعر ضمن مهرجانات الشعر، تحط رحالها في جمهورية مصر العربية بعد تطواف بين الدول العربية خلال الفترة الماضية، تستقبله مدينة الأقصر بكل حفاوة وترحاب، وهي المدينة التي احتشدت بالقوافي والأوزان الشعرية خلال الأعوام الماضية، من خلال النشاط الدؤوب لبيت الّشعر في الأقصر، فعلى مدى الأعوم الثمانية الماضية احتضنت قاعة بيت الشعر في الأقصر عدداً كبيراً من الشعراء والأدباء والنّقاد أغنوا بنتاجهم الأدبي المشهد الثقافي في مصر، حتى أصبحت الأقصر قِبلة ثقافية في هذا القطر العزيز، وواصل بيت الشعر نشاطه الثقافي المتنوّع من خلال تنقّله بين جميع المحافظات المصرية، مستقطباً الأقلام الواعدة، ومكرّماً الأدبية الرفيعة».
وأشار العويس إلى العطاء الثقافي الذي يوثق العلاقة بين المبدعين والجمهور، قائلاً: «إنه لمن دواعي السرور أن نرى هذا العطاء الثقافي المتجدد الذي يوثّق العلاقة بين الشاعر والأديب من ناحية وبين الجمهور من ناحية أخرى في مشاهد تعبّر عن أهمية هذه اللقاءات الأدبية في ساحتنا الثقافية العربية، وإنها لمناسبة عزيزة نتقدم من خلالها بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة المصرية وإلى جميع المؤسسات الثقافية والأكاديمية المتعاونة مع بيت الشعر في الأقصر، الأمر الذي يرسّخ العلاقة الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية تحت رعاية القيادة الرشيدة للبلدين».
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: «أتشرّف في هذه المناسبة بأن أنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالتوفيق».
مبادرة راسخة
وألقى د. عمرو البسيوني كلمة أكد في بدايتها أهمية المبادرة التاريخية الراسخة في الوطن العربي وهي بيوت الشعر، التي تأتي من الشارقة بدعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، وأشار إلى أن مهرجان الأقصر للشعر العربي يأتي ليصنع تاريخاً في مدينة التاريخ وعاصمة الحضارات الأقصر صاحبة الأمجاد، مؤكداً أن الهيئة العامة لقصور الثقافة وإيماناً منها بالدور الثقافي المهم للمهرجان تسعد بأن تدعمه وأن تشارك في فعالياته اعتزازاً بالشعر واللغة العربية.
وجدّد اللواء الشرابي الترحيب بالحضور، مشيراً إلى أنه منذ تأسيس بيت الشعر في الأقصر بمبادرة كريمة من الشارقة، يأتي هذا العرس الثقافي السنوي لينشر البهجة، والمعرفة، والإبداع، ويحتفي بالمبدعين المصريين كعلامة واضحة ومعبرة عن عمق العلاقات الثقافية، والتأكيد على أن العلاقة بين مصر ودولة الإمارات علاقة أصيلة وممتدة.
وأعرب الشرابي عن شكره إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: «تحية لإمارة الشارقة وحاكمها الذي يعرف قيمة الشعر، وقيمة اللغة العربية التي تجمع الأشقاء العرب من كافة أنحاء الوطن العربي، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى دائرة الثقافة في الشارقة على جهدها الثقافي الكبير في مصر عموماً والأقصر على وجه الخصوص، ونتمنى أن المزيد من الفعاليات الثقافية التي تهتم بالأدب والإبداع، لأن الكلمة نور، وحياة، والكلمة هي التاريخ».
قراءات شعرية
وشهدت أولى أمسيات المهرجان كوكبة شعرية أضفت على مدينة «الجنوب المصري» الأقصر، بُعداً ثقافياً لافتاً، فإلى جانب المشهد الآثاري التاريخي الممتد على أرض المدينة، جاء الشعر بوصفه مكوناً ثقافياً راسخاً يعزز من تاريخية المدينة، فكانت القراءات مع الشعراء: جعفر أحمد حمدي، وعبدالله عبد الصبور، ومحمد عرب صالح، ومحمود عبدالله.
وعلى صهوة الأيام أسرج الشاعر محمود عبدالله قلبه. ومن جانبه، عزف محمد عرب صالح من ناي بلا ثقب موسيقاه. وتعددت مضامين القصائد الأخرى بين الوجداني، والوطني، والاجتماعي، مستلهمة رؤاها من مخيلة شعرية واسعة، ومشهديات مجازية مدهشة.
تكريم الشعراء
وكرّم العويس والقصير يرافقهما حسين القباحي شعراء أولى أماسي مهرجان الأقصر للشعر العربي، بتسليمهم شهادات تقديرية، تثميناً لجهودهم الإبداعية، والإضافة الأدبية النوعية التي أسهموا في تقديمها خلال القراءات. أخبار ذات صلة 3 شعراء يحلّقون في فضاءات الدهشة بـ«بيت الشعر» مشاركة متميزة لـ«بيت الشعر» بالفجيرة في «أبوظبي للشعر»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت الشعر دائرة الثقافة في الشارقة الثقافة المصریة المشهد الثقافی دائرة الثقافة حاکم الشارقة الوطن العربی صاحب السمو الثقافة فی بن محمد فی مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة تعقد ملتقاها العلمي الدولي الثامن
ضمن أنشطتها العلمية المستمرة على مدار العام الأكاديمي، عقدت مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين ملتقاها العلمي الدولي الثامن، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان “أبو محمود حامد بن الخضر الخجندي (القرن الرابع هجري – العاشر ميلادي): حياته وأعماله واستخدامات الاسطرلاب”، والذي حضره عدد من الباحثين وطلبة الدراسات العليا في جامعة الشارقة، وبمشاركة أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، وجامعة الذيد، ودار المخطوطات الإسلامية، و هيئة الشارقة للمتاحف، ومركز التراث العربي في معهد الشارقة للتراث.
وخلال افتتاح الملتقى، الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، رحب بالمحاضرين والمشاركين في الملتقى، وأكد على أهمية موضوع الملتقى، كونه جسراً يربط الماضي بالحاضر، وأهمية تناول الشخصيات العلمية المهمة في التاريخ الإسلامي، وأضاف أن دراسة إسهامات علماء المسلمين في مجال الفلك وخاصة أداة الاسطرلاب له أهمية تاريخية وحضارية تتمثل في توثيق الإنجازات العلمية للحضارة الإسلامية في مجال الفلك والرياضيات، وإبراز دور العلماء المسلمين في تطوير علم الفلك وأدواته، وتعزيز الهوية العلمية والثقافية للأمة الإسلامية.
وفي نهاية كلمته، أكد أن تبادل المعارف والخبرات بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية هو السبيل الأمثل لإثراء المشهد العلمي والمعرفي في عالمنا العربي والإسلامي، وتمنى أن يمثل الملتقى منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين والمختصين من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور مسعود إدريس، مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين أهمية أداة الاسطرلاب، والتي ساهم بشكل كبير في تطويرها وطرق استخدامها العالم أبو محمود حامد بن الخضر الخجندي، مما جعله من أهم علماء الفلك في عصره، وما زالت إسهاماته محل دراسة وتقدير في العصر الحاضر.
وأضاف الدكتور مسعود أن من الممكن استخدام أداة الاسطرلاب لتبسيط مفاهيم علم الفلك لطلبة المدارس، بالإضافة إلى تحديد مواقيت الصلاة بدقة، وتحديد اتجاه القبلة، وحساب بداية الأشهر القمرية، وفهم حركة الأجرام السماوية وتأثيرها على التقويم الإسلامي، كما أضاف أن تعريف الطلبة بأداة الاسطرلاب واستخداماتها سوف يعزز لدى الطلبة والشباب الثقة بالتراث العلمي الإسلامي، ويحفز الشباب المسلم على الاهتمام بالعلوم والابتكار، وبناء روابط علمية بين الماضي والحاضر لديهم.
خلال الملتقى، قدم البروفيسور جان بي هوجينديك، والسيد ويلفريد دي جراف، والسيد توم ريجنجودت من جامعة أوتريخت في هولندا، مجموعة متنوعة من المحاضرات حول العالم أبو محمود حامد بن الخضر الخجندي، حيث تحدثوا عن أعماله واسهاماته في تطوير علم الفلك والاسطرلاب خلال القرن الرابع الهجري، وإنجازه في تطوير دقة القياسات الفلكية، ونجاحه في تطوير طرق جديدة لحساب خطوط الطول والعرض، مما أسهم في تطور علم الملاحة والجغرافيا، كما تحدثوا عن إرثه العلمي الثري في مؤلفاته العديدة حول الاسطرلاب وطرق استخدامه، كما قدموا ورشة عمل متعمقة عن أداة الاسطرلاب وتطورها على مر العصور وكيفية استخدامها.