مأرب برس:
2024-12-27@18:45:31 GMT

"في ظل حرب غزة".. ما هي معاهدة الدفاع العربي المشترك؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

'في ظل حرب غزة'.. ما هي معاهدة الدفاع العربي المشترك؟

 

في 17 يونيو 1950، جرى التوقيع على "معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي" في مدينة الإسكندرية، بين سبع دول عربية، هي مصر والأردن وسوريا والعراق والسعودية ولبنان واليمن.


مع كل جولة صراع أو حرب تنشب في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تقفز فكرة "الدفاع العربي المشترك" إلى الواجهة، كواحدة من الوسائل المطروحة للدفاع عن الأمن القومي العربي في محيط مليء بالتحالفات والصراعات.

لكن والرغم من مرور قرابة 73 عاماً على توقيع المعاهدة في يونيو 1950، لم ينجح العرب في تطويرها وتفعيلها، مقارنة بتحالفات أخرى تشكلت في ذات الفترة، وكان لها حضور فعلي، كحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تشكل مطلع أبريل من العام 1949.

ومع العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، الذي بدأ عقب "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر الماضي، يصبح من المهم الحديث عن أوراق العرب، وما يمتلكونه من إمكانات ووسائل يمكن تفعيلها لوضع حد لجرائم الإبادة الحاصلة في غزة، وأبرزها معاهدة الدفاع العربي المشترك.

بنود المعاهدة

في 17 يونيو 1950، جرى التوقيع على "معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي" في مدينة الإسكندرية، بين سبع دول عربية، هي: مصر والأردن وسوريا والعراق والسعودية ولبنان واليمن.

ووفقاً للكاتب طلعت أحمد مسلم، في بحثه المعنون بـ"التعاون العسكري العربي" عام 1990، فإن التوقيع على المعاهدة جاء بعد شعور العرب بأهمية التعاون العسكري الفعّال بعد هزيمة عام 1948 أمام "إسرائيل".

كما أن التوقيع على المعاهدة جاء بالتزامن مع تشكّل تحالفات جديدة على أنقاض تحالفات الحرب العالمية الثانية، كحلف شمال الأطلسي الذي تشكل في 4 أبريل عام 1949، أي قبل عام واحد من توقيع معاهدة الدفاع العربي المشترك.

ووفقاً لنص المعاهدة فإن التوقيع عليها "يأتي رغبة من حكومات الدول الموقعة، على تقوية وتوثيق التعاون بين دول الجامعة العربية، حرصاً على استقلالها ومحافظة على تراثها المشترك، واستجابة لرغبة شعوبها في ضم الصفوف لتحقيق الدفاع المشترك عن كيانها وصيانة الأمن والسلام وفقاً لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة".



المعاهدة تضمنت عدة مواد تُنظّم آلية تفعيلها، منها أن التعاون بين الدول الموقعة عليها لدعم مقوماتها العسكرية وتعزيزها، والاشتراك بحسب مواردها وحاجاتها في تهيئة وسائلها الدفاعية الخاصة والجماعية لمقاومة أي اعتداء مسلح.

كما تضمنت المعاهدة تشكيل لجنة عسكرية دائمة من ممثلي هيئة أركان حرب جيوش الدول المتعاقدة لتنظيم خطط الدفاع المشترك وتهيئة وسائله وأساليبه.

كما نصت على تأسيس مجلس للدفاع المشترك، يتكون من وزراء الخارجية والدفاع الوطني للدول الموقعة على المعاهدة أو من ينوب عنهم، وما يقرره المجلس بأكثرية ثلثي الدول يكون ملزماً لجميع الدول.

وفي أغسطس 1952، أصبحت معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي سارية المفعول، وحملت اسم "ميثاق الضمان الجماعي"، وبموجبها التزمت الدول الموقعة على اعتبار أي اعتداء على أية دولة منها اعتداء عليها جميعاً.

نكسة 1967

وفي مطلع العام 1964، جرى تشكيل القيادة العربية الموحدة، تحسباً لهجوم وشيك كانت تعد له "إسرائيل".

وحينها قامت القيادة الموحدة بوضع الخطط، وحددت أدوار كل دولة في الرد على دولة الاحتلال، إذا قامت بالعدوان على أي دولة من "دول المواجهة"، إضافة إلى تحديد احتياجات الأردن وسوريا ولبنان لشراء الأسلحة، إلا أن ما حدث في حرب يونيو 1967، كان بمنزلة "الصدمة".

ووفقاً لتقدير أعده الجيش الأردني فإن أبرز الأسباب التي أدت إلى النكسة حينها غياب التنسيق والإعداد الجيد من قبل العرب، خاصة بعد أن جمدت صلاحيات القيادة العربية الموحدة قبل الحرب، وكذلك غياب وسائل الدفاع الجوي والمقاومة الجوية، وهو الذي ساهم في تغيير مسار الحرب لمصلحة العدو.

وطيلة التحولات التي عاشتها المنطقة، خصوصاً حرب لبنان عام 1982، والغزو العراقي للكويت، وما تلاها من أحداث وتحولات خطيرة، باءت كل المحاولات لتشكيل قوة عربية عسكرية موحدة بالفشل.

إحياء الفكرة

في الخرطوم عام 2006، أقرت القمة العربية، بمصادقة 12 دولة عربية، تشكيل "مجلس الأمن والسلم العربي".

وحينها وصف عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، تشكيل المجلس بأنه "خطوة متقدمة نحو تمكين جامعة الدول العربية"، لافتاً إلى أن "فكرة إنشاء قوات حفظ سلام عربية ظلت حلماً كبيراً طالما راود العرب أجمعين عقوداً طويلة".

وفي أواخر مارس 2015، اتخذ مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة قراراً بإنشاء "قوة عربية مشتركة للتدخل السريع"، تشارك فيه الدول اختيارياً، ويكون هدفها "مواجهة التهديدات والتحديات، بما في ذلك تهديدات التنظيمات الإرهابية التي تمس أمن وسلامة واستقرار أي من الدول الأطراف، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي".

ويتكون المجلس من وزراء دفاع وخارجية الدول الأطراف، ويختص بجميع الشؤون العسكرية والسياسية المتعلقة بتنفيذ بروتوكول تشكيل القوة العربية المشتركة.

وفي أواخر يونيو 2022، خرج العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بتصريح لقناة "سي إن بي سي" الأمريكية، قال فيه إنه يدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما أكد قائلاً: "سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلفٍ في الشرق الأوسط كحلف شمال الأطلسي"، لافتاً إلى أن "الرؤية وبيان المهمة الخاصة بمثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جداً، ويجب أن يكون دوره محدداً بشكلٍ جيد، وإلا فإنه يربك الجميع".

البداية من أجل فلسطين

ظهر مفهوم الدفاع العربي المشترك في أكتوبر من العام 1947، أي قبل النكبة بعدة أشهر، عندما قررت جامعة الدول العربية تسليح الفلسطينيين ليواجهوا المنظمات الصهيونية المسلحة، وفقاً للباحث في الشؤون العسكرية العقيد الركن المتقاعد أسامة عودة.

وأضاف عودة، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أنه "تم تشكيل جيش الإنقاذ، وقررت الجامعة، في أبريل 1948، دفع الجيوش النظامية العربية إلى فلسطين فور انتهاء الانتداب البريطاني".

وأشار إلى أنه "نتيجة هزيمة الجيوش العربية تم توقيع معاهدة الدفاع المشترك في 17 يونيو 1950، وفي يناير 1964 تم اتخاذ قرار بتشكيل القيادة الموحدة للجيوش العربية، وفي عام 1968 تم تشكيل قيادة الجبهة الشرقية بهدف تحرير الأرض التي تم احتلالها عام 1967".

وقال عودة: "لم تتمكن هذه القيادة من تأدية مهماتها بسبب عدم منحها سلطات كافية على القوات المخصصة لها، بل كانت قيادات الدولة المشتركة فيها تصدر توجيهات تتعارض مع توجيهاتها، وهو ما أدى إلى حلها سنة 1970".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يواجه تحدي تمويل الدفاع في عام 2025

بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا والشعور بالحاجة الملحة إلى الإمدادات العسكرية، فضلاً عن عدم اليقين الذي يحيط بالتزام الإدارة الأمريكية المقبلة، سوف يكون لزاماً على الاتحاد الأوروبي في عام 2025 أن يثبت قدرته على تمويل طموحاته الدفاعية.

وأوضحت منصة "يوراكتيف" الأوروبية - في تقرير اليوم /الجمعة/ - أن الحكومات الأوروبية تواجه حاليا تحديا مزدوجا يتمثل في ضرورة تمويل أسلحة فعالة بأسعار معقولة بشكل سريع لتلبية الاحتياجات الفورية، مع دعم التطوير طويل الأجل للصناعة والابتكار الأوروبي في مجال الدفاع.

وبعد مرور ثلاث سنوات على بداية الحرب في أوكرانيا، لا يزال الصراع المسلح بين موسكو وكييف في صدارة أجندة القادة الأوروبيين، الذين أكدوا مجدداً خلال اجتماعهم الأخير في ديسمبر الجاري على أن "روسيا لا يجب أن تنتصر".

ومع ذلك، على أرض المعركة، لا تزال القوات الأوكرانية تنتظر أنظمة الدفاع الجوي التي تم وعدها بها في يوليو الماضي، بينما طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي 19 نظاماً جديداً لتحقيق تأثير على الأرض، في مواجهة روسيا المجهزة جيداً وداعميها، ستحتاج القوات الأوكرانية إلى المزيد من الذخائر والدبابات والطائرات المقاتلة.

وتسعى سلطات كييف إلى تعزيز موقفها في المفاوضات مع موسكو، مع ضمان استمرار الدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، كما يتعين على أوكرانيا أيضاً أن تثبت قدرتها على الصمود في انتظار إحراز تقدم ملموس نحو العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتسعى الدول التي قدمت تبرعات من المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر لأوكرانيا إلى إعادة تزويد مخزوناتها بأسعار معقولة، ومع ذلك، فإن حرب سلاسل التوريد، بين عامي 2022 و2023، أدت إلى مضاعفة تكلفة قذائف الذخيرة أربع مرات، وهي علامة على عدم كفاية القدرة الإنتاجية.

وفي الوقت نفسه، يلوح في الأفق سباق لزيادة إنتاج الأسلحة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

بينما لا تزال تكلفة الدفاع الأوروبي الحقيقية غير واضحة في هذه المرحلة، تتداول العديد من الأفكار لتمويله مثل، إصدار سندات يورو من قبل المفوضية، وإعادة تخصيص أموال الاتحاد الأوروبي للدفاع، واستخدام الأموال غير المنفقة من آلية التعافي والقدرة على الصمود بعد الجائحة، وإنشاء كيان خاص، واستخدام آلية الاستقرار الأوروبية، أو حتى إنشاء بنك دفاع جديد بالكامل.

وعلى الرغم من أن معظم الخيارات تتضمن اقتراض الأموال، فإن السؤال المطروح هو من يرغب في الانضمام إلى هذا النادي بأي ثمن.

تواجه الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو تحديًا آخر: حيث يفكر بعض الحلفاء في زيادة نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي التي يجب على كل دولة تخصيصها للدفاع، بهدف العودة إلى مستويات قريبة من تلك التي كانت خلال الحرب الباردة.. ومع ذلك، لا يزال ثلثهم حتى الآن لم يحقق الهدف المحدد.

وفي الثالث من فبراير المقبل، سيحاول قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التوصل إلى توافق حول الحلول، في مناقشات ستجري بالتوازي مع المناقشات حول الميزانية طويلة الأجل المقبلة للاتحاد الأوروبي (الإطار المالي المتعدد السنوات 2028-2034).

وحتى في غياب القيود المالية، يمثل التمويل واتخاذ القرارات المشتركة في مجال الدفاع تحديات كبيرة لأعضاء الاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق بآلية السلام الأوروبية (FEP)، التي تهدف إلى تعويض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، فإنها حالياً معطلة بسبب المجر.. في المقابل، إن العائدات من الأصول الروسية المجمدة ضعيفة للغاية، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت ستخصص لتحديث صناعة الدفاع الأوكرانية بعد العام المقبل.

بينما تتركز المناقشات حول وقف إطلاق النار، والحفاظ على السلام، وإنهاء الحرب بسرعة، لا تزال معظم الصناعات الكبرى في أوروبا تنتظر عقوداً طويلة الأجل للاستثمار في مصانع جديدة وسلاسل الإمداد.

لقد كانت آمال السلام في أوكرانيا حتى الآن استراتيجية، كما أوضح رئيس رابطة صناعات الفضاء والدفاع الأوروبية (ASD) غيوم فوري، في بداية فصل الخريف، وتظل سلاسل الإنتاج تحت ضغط، على سبيل المثال، اضطرت هولندا إلى تأجيل إنفاق 750 مليون يورو على المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى العام المقبل بسبب فترات التسليم الطويلة.

في عام 2024، قدمت المفوضية الأوروبية برنامجاً أوروبياً للاستثمار في مجال الدفاع (EDIP) بهدف تشجيع الحكومات والشركات على زيادة الإنفاق المشترك. ومع ذلك، فإن رؤية الهيئة التنفيذية - التي تهدف إلى إصلاح صناعة عسكرية تعاني من نقص التمويل منذ سنوات - تتعارض مع رغبات الحكومات في استخدام أموال الاتحاد الأوروبي لحلول سريعة وقصيرة الأجل.

يواجه هذا البرنامج تحديات في المناقشات المستمرة حول معايير الأهلية، كما أوضحت الرئاسة المجرية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي تتولى المفاوضات منذ ستة أشهر، في مذكرة داخلية تم الاطلاع عليها من قبل يوراكتيف.

سيكون من الصعب حل النزاعات بين بولندا وهولندا وفرنسا واليونان وقبرص بشأن ما إذا كان بإمكان الدول استخدام الأموال المشتركة لتمويل منتجات من شركات أجنبية.

تعود الاختلافات في الآراء حول هذا الموضوع إلى تقاليد مختلفة فيما يتعلق بأهداف الاستقلال واستراتيجيات التجارة في مجال الأسواق العامة الأوروبية.

وأقر الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، الهولندي مارك روت، مؤخرًا بأن هذه الجهود ستكلف ثمنًا يتطلب تضحيات، قائلاً "أعلم أن زيادة الإنفاق على الدفاع تعني تقليل الإنفاق على أولويات أخرى، لكن ذلك سيكون فقط أقل قليلاً "، مشيرًا على سبيل المثال إلى إمكانية استخدام "جزء صغير" من النفقات الاجتماعية لتحقيق ذلك.

وحتى الآن، تتعلق جميع هذه المناقشات بالحروب "الكلاسيكية" ولم يتم بعد الاستعداد للأنشطة الهجينة، مثل الهجمات السيبرانية، وتعطل البنى التحتية الحيوية، واستغلال الهجرة من قبل بعض الدول، والإرهاب، وانقطاع سلاسل الإمداد، أو ببساطة المعلومات المضللة وزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة.

ومع ذلك، كما أوصى الرئيس الفنلندي السابق ساولي نينيستو في تقريره حول تعزيز الاستعداد المدني والعسكري للاتحاد الأوروبي، يجب أن تتحول أي خطوة تهدف إلى إعداد المجتمع للحرب إلى استراتيجية حقيقية بحلول عام 2025.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يواجه تحدي تمويل الدفاع في عام 2025
  • تفاصيل التعاون المشترك بين الشباب والرياضة والاتحاد العربي للتسويق والاستثمار
  • جامعة الدول العربية تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
  • وزير الرياضة يبحث دعم الفرص الاستثمارية مع رئيس الاتحاد العربي للاستثمار الرياضي
  • غسان سلامة: المنطقة العربية تعاني ظواهر لن تسمح لها بالاستقرار
  • أستاذ إعلام: الدول العربية لعبت دورًا في فضح جرائم الاحتلال
  • جامعة مدينة السادات تتقدم 7 مراكز عن العام السابق في ثاني نسخ التصنيف العربي للجامعات 2024
  • تشكيل السعودية الرسمي أمام اليمن في كأس الخليج العربي 26
  • 3 مصريين ضمن الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ28
  • الدول النفطية العربية بلا ضرائب دخل.. كيف ستواكب عالم ما بعد النفط؟