دراسة :تناول الطعام بين الـ9 صباحا و7 مساء سيجعلك أكثر نشاطا وأقل جوعا
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الصيام لمدة 14 ساعة يوميا يمكن أن يجعلك تشعر بجوع أقل ويمنحك المزيد من الطاقة ويحسّن مزاجك.
وتكشف نتائج إحدى التجارب أن تقييد استهلاكك الغذائي في فترة زمنية محددة مدتها 10 ساعات، على سبيل المثال تناول الطعام فقط بين الساعة 9 صباحا و7 مساء، يمكن أن يكون له فوائد صحية إيجابية.
وفي الدراسة، استخدم فريق من الباحثين من جامعة كينغز كوليدج في لندن، تطبيق ZOE، الذي يسمح للمشاركين بتسجيل صحتهم يوميا.
وأكمل أكثر من 37000 شخص على التطبيق الدراسة، حيث طُلب منهم تناول الطعام كالمعتاد لمدة أسبوع ثم تناول الطعام فقط خلال الفترة المحددة لمدة 10 ساعات خلال الأسبوعين التاليين.
وطُلب منهم أيضا تسجيل معلومات حول مستويات مزاجهم وطاقتهم وجوعهم.
وكشف التحليل أن أولئك الذين صاموا لمدة 14 ساعة في اليوم، أظهروا طاقة ومزاجا أعلى وكانوا أقل جوعا.
وقالت الدكتورة سارة بيري، كبيرة العلماء في ZOE: "هذه أكبر دراسة خارج العيادة الخاضعة لرقابة مشددة لإظهار أن الصيام المتقطع يمكن أن يحسن صحتك في بيئة حقيقية. الأمر المثير حقا هو أن النتائج تظهر أنه لا يتعين عليك أن تكون مقيدا للغاية لرؤية نتائج إيجابية. إن فترة تناول الطعام لمدة 10 ساعات، والتي كان من الممكن التحكم فيها بالنسبة لمعظم الناس، أدت إلى تحسين الحالة المزاجية ومستويات الطاقة والجوع".
وأضافت كيت بيرمنغهام، التي عملت أيضا في الدراسة: "تضيف هذه الدراسة إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي توضح أهمية الطريقة التي تأكل بها. إن التأثير الصحي للطعام لا يقتصر فقط على ما تأكله، بل أيضا على الوقت الذي تختار فيه تناول وجباتك. وتظهر النتائج أننا لسنا بحاجة إلى تناول الطعام طوال الوقت. وسيشعر الكثير من الناس بالشبع وحتى فقدان الوزن إذا قصروا طعامهم على فترة زمنية مدتها عشر ساعات".
عن روسيا اليوم
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: تناول الطعام
إقرأ أيضاً:
فى طلب السعادة
تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.
ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين. فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.
يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.
وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».
وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.
ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.
وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».
ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».
وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».
كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».
وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.
[email protected]