هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.. جهود متواصلة لحفظ الذاكرة العمانية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
جمع وتسجيل الوثائق الخاصة والتاريخ الشفوي
حفظ وإدارة الوثائق وفق أفضل الممارسات الإدارية
«عمان»: تعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من خلال رسالتها على تطوير مجال الوثائق والمحفوظات والأخذ بأفضل الأساليب العصرية وإيلاء الاهتمام الأكبر لحفظ الذاكرة الوطنية لسلطنة عمان بما يكفل حفظ تاريخها العريق حماية للتراث الوطني ولتشجيع البحث العلمي وتأكيد رؤيتها القائمة على المساهمة في غرس الهوية الوطنية من أجل مستقبل مشرق ونهضة دائمة مستمرة.
وفي هذا الإطار زارت الهيئة عددا من المختصين والمهتمين من دول عديدة؛ بغرض تبادل التجارب والخبرات في مجال إدارة الوثائق وحفظها وإدارة المستندات والوثائق الإلكترونية والأعمال التي تقوم بها الهيئة في مختلف الأقسام للوثائق والمحفوظات للتعرّف من خلالها على مجالات العمل وما تزخر به من المكنون التاريخي، وقد بلغ عدد الزيارات وعدد الوفود من الخارج (13) زيارة خلال العام.
الإتلاف الآمن
كما تبلورت أهمية الاعتناء بالوثائق في سلطنة عُمان منذ عدة سنوات وذلك بهدف إنشاء وتكوين رصيد وثائقي وطني يؤدي إلى مرحلة جديدة للتعامل مع الوثائق وفق المواصفات والمقاييس المعمول بها في هذا المجال، ويمثل الاهتمام بالبعد التراثي والثقافي تجسيدا لهذا التوجه المباشر من قبل مؤسسات الدولة لدعم قطاع الوثائق والمحفوظات، ولهذه الغاية فإن عملية الإتلاف للوثائق مبنية على أسس النظام الوثائقي الذي أقرته الهيئة لكل الجهات المعنية، فقد صدرت (163) موافقة إتلاف للجهات المعنية في معمل الإتلاف الآمن.
ومن ضمن مهمات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في اعتماد نظام تصنيف جداول مدد استبقاء وثائقها فقد وافقت الهيئة عليها لهذه الجهات المعنية بإنجازها واعتماد النظم، فقد بلغت مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة حتى الآن (106) جهات تم اعتماد نظام وثائقي وذلك استنادا إلى قانون الوثائق والمحفوظات الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (60/ 2007) الذي يهدف إلى تمكين الجهات من حفظ وإدارة وثائقها وفق أفضل الممارسات الإدارية بما يضمن استرجاع الوثائق بفاعلية وحفظها وفق المدد المحددة.
تأهيل المؤسسات
وتعمل الهيئة باستمرار على تدريب المؤسسات الحكومية وغيرها من الجهات على إدارة الوثائق، والذي يشتمل على آلية بناء وتطبيق نظام إدارة الوثائق وتمارين عملية على تطبيق النظام في مكاتب العمل، بالإضافة إلى شرح عمليات التحويل والتسجيل والترفيف الوسيطة وعمليات الاطلاع والانتقاء والترحيل أو الإتلاف وكذلك الخطة الوطنية لفرز الوثائق وعمليات الإتلاف والاستمارات المستخدمة في ذلك والإجراءات المنظمة للضبطية القضائية لبعض موظفي الهيئة بما فيها المواد القانونية التي نصّت على ذلك وأنواع المخالفات، حيث بلغ عدد البرامج التي نفذتها الهيئة في ذلك (49) لقاءً تعريفيا وبرامج تدريبية في مجال إدارة الوثائق، كما شمل تنفيذ (55) زيارة لمتابعة تطبيق نظام إدارة الوثائق بالجهات المعنية وتنفيذ (42) زيارة لمتابعة أماكن حفظ الوثائق الوسيطة بالجهات والمؤسسات.
الوثائق الخاصة
تعد الوثائق الخاصة تاريخا ممتدا للذاكرة الوطنية للإنسان العماني وهي بمثابة إرث تاريخي تزخر به سلطنة عُمان وذاكرة للأمة والوطن ومصدر مهم للبحث العلمي والإبداع الفكري، وتعمل الهيئة باستمرار على إعداد برنامج مع الزيارات لمختلف الولايات حسب الخطة المرسومة والمعتمدة، وتشير إحصائيات أكتوبر 2023م خلال الفترة من (2009) حتى (2022) لجميع محافظات سلطنة عمان إلى أن عدد الوثائق الخاصة للمواطنين بلغ (139668) وثيقة، فيما بلغ إجمالي المخطوطات (4414) مخطوطا وبلغ عدد المطبوعات (1243) مطبوعة.
وتأتي أهمية جمع وتسجيل الوثائق الخاصة للمواطنين بأنها تحفظ تاريخ العائلات والأسر وتعبّر عن مجالات الحياة العامة لأفراد المجتمع وإنجازاته وتعاملاته ومصدر مهم للبحث العلمي والإبداع الفكري.
إصدارات الهيئة
تعد إصدارات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للكتب التاريخية والعلمية والثقافية والسياسية المرتبطة بالعلاقات العميقة بين سلطنة عُمان ودول العالم من أهم المرتكزات الأساسية في مجال البحث العلمي والإبداع الفكري، وهي أداة مهمة في التعرّف على الجوانب الحضارية والتاريخية لأي بلد من البلدان في العالم بالإضافة إلى التعرّف من خلالها على حجم العلاقات والتعاون القائم بين سلطنة عمان عبر تاريخها ودول العالم المختلفة بما فيها الدول الأفريقية والعربية والآسيوية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية في المجالات التاريخية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية؛ حيث تمدنا بالوثائق والخرائط والتقارير والرسائل المختلفة بالمعلومات الكفيلة بتقييم حجم العلاقات الدولية، حيث أصدرت الهيئة عدة سلاسل من الكتب بلغت أكثر من (36)، وفي العام الحالي أصدرت الهيئة (3) أجزاء عن العلاقات العمانية العثمانية، والجزء الرابع عن العلاقات مع الجمهورية التركية، و(3) أجزاء عن الإمبراطورية العمانية من سواحل الهند إلى شرق أفريقيا، وكتاب عن الطوابع، وكتاب عن الشيخ سليمان الباروني ودوره في الإصلاح باللغة العربية، وبعض الإصدارات السابقة قد ترجمت إلى اللغة الإنجليزية والعربية وذلك ضمن نهج الهيئة لترجمة إصداراتها إلى اللغات المختلفة لتوفير تلك البحوث والدراسات والكتب والمجلدات للعلماء والمفكرين والباحثين والمهتمين بالشأن العماني وتاريخها عبر العصور.
معرض متحفي
يشكل المعرض المتحفي الدائم والمعارض المتنقلة نافذة تطل الهيئة من خلالها بالتعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية داخل سلطنة عمان وخارجها، لهذا فقد نظمت الهيئة (7) معارض داخل سلطنة عمان و(3) فعاليات بالمعرض الدائم، كما أن هناك معارض دولية ستقام عام 2024، وتعد ذاكرة وطن في نشر الوعي في مجال الوثائق والمحفوظات وترسيخ الهوية الوطنية والتعريف بدور الهيئة في حفظ وصيانة الوثائق وتسليط الضوء على تاريخ وحضارة سلطنة عُمان من خلال ما تمتلكه الهيئة من وثائق ومخطوطات وصور وخرائط نادرة تتحدث عن عراقة هذا الوطن، بالإضافة إلى إكسابهم بالمعرفة والمعلومات الكافية عن الوثائق وأهميتها ومراحل حفظ الوثائق ورقيا ورقميا.
التسجيل الشفهي
يعد تسجيل التاريخ الشفوي من أهم المميزات التي تقوم بها الهيئة في تسجيل المجالات التاريخية والاجتماعية والثقافية وغيرها لحفظ الذاكرة، ولم تألُ الهيئة جهدا في توثيق وتسجيل العديد من تلك الذاكرة والمقابلات مع المواطنين داخل وخارج سلطنة عمان، وهذا يتيح للباحثين والمشتغلين في البحث العلمي الاستفادة من الوثائق والمخطوطات وما تم طرحه من أقوال وأفعال ونتج عنه إرث غني وعميق لحضارة سلطنة عمان، لهذا يعد أحد الشواهد التاريخية.
ندوات تعريفية
تعد الندوات والمؤتمرات والملتقيات إحدى أهم وسائل التعريف عن المنجز والحاضر والمستقبل؛ ففي هذا الصدد أقامت الهيئة خلال هذا العام (ندوة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العماني) لتأكيد حضارة وعراقة تلك المحافظة وارتباطها بذاكرة التاريخ العماني؛ إيمانا منها بأهمية تتبع أثر التاريخ العماني على امتداد حقبه الزمنية واتساع رقعته الجغرافية؛ فهي موطن للحضارة والتراث العماني الخالد وجسر لطرق القوافل التجارية وصلتها بحضارة بعض من الدول الشقيقة والصديقة وهي بمثابة مرجع موثق للدارسين والباحثين والمفكرين والمشتغلين في التاريخ العماني، كما يشار إلى أن الهيئة ستقيم في أكتوبر 2024 ندوة (محافظة شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني) المزمع عقدها في ولاية صحار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هیئة الوثائق والمحفوظات الوطنیة التاریخ العمانی الوثائق الخاصة إدارة الوثائق سلطنة عمان الهیئة فی من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
سفارة سلطنة عمان في بروناي تحتفل بالعيد الوطني
أقامت سعادة السّفيرة إرما بنت سعيد الكثيرية، سفيرة سلطنة عُمان المعتمدة لدى سلطنة بروناي دار السلام، حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، بالعاصمة البروناوية بندر سري بجاوان.
حضر المناسبة عدد من المسؤولين في بروناي والمواطنين العمانيين.
وألقت سعادتُها كلمة بالمناسبة استهلتها بالحديث عن نهضة سلطنة عُمان الحديثة والمتجدّدة، مشيدة بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام، والتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
كما أكدت سعادةُ السّفيرة على أهمية الاحتفال بمرور أربعين عامًا هذا العام 2024م، على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تمثل مسارًا حافلًا بالإنجازات المشتركة والتعاون المستمر بين البلدين.
وتم خلال الحفل عرض أفلام وثائقية وثّقت تاريخ وتراث سلطنة عُمان وما تشهده من نهضة اقتصادية شاملة ومتجدّدة في شتى المجالات. كما أقامت السفارة على هامش حفل الاستقبال، معرضًا ثقافيًّا ضم مجموعة من المقتنيات التراثية وصورا لأهم المواقع التراثيّة والثقافيّة والسياحيّة في سلطنة عُمان، وأبرز معالم النهضة العمانية، بالإضافة إلى مطويات تروّج لفرص الاستثمار الواعدة في سلطنة عُمان.