كيف صنعت إسرائيل روايتها لتبرير اقتحام مستشفى الشفاء؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
لم يكن خفياً لمن يتابع تطورات الأحداث بعد هجوم حماس على إسرائيل ورد الأخيرة بشن عملية برية في القطاع، وتصريحاتها المتواصلة بأن حركة حماس تستخدم المستشفيات مراكزاً لعملياتها بأن جيش تل أبيب لن يتأخرعن اقتحام المستشفيات والمدارس وحتى رياض الأطفال وما يتطلبه الأمر للقضاء على الحركة ووجودها في القطاع.
كان ملفتاً للنظر ما قدمته الإدارة الأمريكية من دعم واسع النطاق لادعاءات إسرائيل
وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" يؤكد المسؤولون الإسرائيليون منذ أسابيع، دون أن يقدموا سوى القليل من الأدلة العلنية، على أن حماس لديها مركز قيادة أسفل مستشفى الشفاء في غزة ليصبح المشفى هدفاً عسكرياً مشروعاً بعيداً عن كونه ملجأ لآلاف المرضى المذعورين والأطباء المثقلين بالعمل والمدنيين النازحين.
Israel has been asserting for weeks, while offering little public evidence, that the Hamas militant group has a command center below Gaza’s al-Shifa Hospital — a refuge for thousands of terrified patients, overworked doctors and displaced civilians. https://t.co/6cIhqVEF5k
— The Washington Post (@washingtonpost) November 16, 2023 عملية محددةبعد ساعات من دعم المسؤولين الأمريكيين لادعاءات إسرائيل حول النشاط المسلح في مستشفى الشفاء، داهمت القوات الإسرائيلية المكان فيما وصفه الجيش بأنه "عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة". وقال العاملون إن الجنود مروا بغرفة الطوارئ وبوحدة أمراض القلب، بينما سُمع دوي طلقات نارية في مواقع مكتظة بالجرحى.
جاءت العملية العسكرية الإسرائرائيلية والتي جرت في وقت متأخر من لليل الثلاثاء، 14 نوفمبر (تشرين الثاني) تتويجاً لأسابيع من رسائل المسؤولين الإسرائيليين حول تسلل حماس المزعوم إلى المستشفيات في غزة ودس "السم بالعسل" في عشرات المؤتمرات الصحفية والمقابلات الإعلامية، التي أكد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً خلالها أن المرافق الطبية تُستخدم لأغراض عسكرية، وأن مستشفى الشفاء على وجه التحديد هو "القلب النابض" للبنية التحتية لقيادة المجموعة العسكرية في شمال غزة.
Israel formally declares war against Hamas as more than 1,000 killed on both sides https://t.co/dk3vjB8KsY / WaPo can't hide their bias toward Hamas------Headline says over 1,000 dead avoiding saying Hamas has killed over 800 Israelis (including 9 or more Americans)
— David Arcano (@david_arcano) October 9, 2023وعرجت الصحيفة بذكر أن المستشفيات تتمتع بوضع محمي بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تفقده إلا في الظروف التي يتم فيها استخدام المنشأة من قبل أحد الأطراف المتحاربة. وحتى إن تم التجاوز الأخير تبقى رعاية المرضى ذات أهمية قصوى.
"أدلة دامغة"استعان الجيش الإسرائيلي في "أدلة الدامغة" على حد تعبيره بنشر مقطعي فيديو وبعض الصور، الأربعاء، 15 نوفمبر (تشرين الثاني) من مستشفى الشفاء تظهر ما قال إنها أسلحة حماس ومعدات أخرى تم انتشالها من داخل المستشفى ويبدو أن غالبية مقطعي الفيديو قد تم تصويرهما داخل وحدة الأشعة بالمستشفى، وتقع بجوار غرفة الطوارئ، في المقطع الأطول، يقوم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، بجولة في لقطة واحدة للمبنى، ويتوقف بشكل دوري لإظهار المكان الذي قال إن حماس قد أخفت فيه "حقائب السفر"!.
واعتبر أحد كبار المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية والمستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بريان فينوكين: "لا يبدو أن هذه الأسلحة في حد ذاتها تبرر التركيز العسكري (الإسرائيلي) على مستشفى الشفاء، حتى لو وضعنا القانون(الدولي والإنساني) جانباً". وذكرت في ذلك الأثناء إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات العسكرية لم تعثر على أي علامة على وجود رهائن في الموقع وصدر لاحقاً العثور على جهاز يحمل داخله لقطات للرهائن.
في المقابل نفى الأطباء وغيرهم من العاملين في المنشأة بشدة استخدامها لأغراض عسكرية وقال الدكتور أحمد مخللاتي: "أنا وزملائي لن نعرض حياتنا للخطر لأن هناك شخصاً يحمل سلاحاً.. لا يوجد سوى مدنيين هنا" بالإشارة لمستشفى الشفاء.
كما أظهر تدفق مستمر من الصور ومقاطع الفيديو والملاحظات الصوتية انهيار المستشفى منذ بداية الحرب حيث تحولت الممرات إلى غرف عمليات، وتم إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، وتم إجبار الأطفال على الخروج من حاضناتهم وعندما نضب وقود المولدات وانطفأت الأضواء، اضطر الأطباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من يجب إنقاذه.
ولأسابيع، حثت إسرائيل المدنيين والطواقم الطبية على إخلاء مخيم الشفاء وبينما استجاب آلاف النازحين للنداء، وقاموا بمسيرة طويلة جنوباً، رفض الأطباء ترك مرضاهم فيماأفرغت مستشفيات أخرى، لم تعد قادرة على تقديم الرعاية، في الأيام الأخيرة، بما في ذلك مستشفى الرنتيسي للأطفال، حيث نشر الجيش الإسرائيلي مقطعي فيديو وخريطة قال إنها تدعم مزاعمه حول استخدام المستشفيات كمخابئ للمسلحين.
“In past 3 days, at least 32 people, including 3 children from the intensive care unit, have died in al-Shifa, #Gaza’s largest hospital, which is surrounded by Israeli troops,” Devastating to see desperately ill people killed in this horrific conflict. https://t.co/lHDSliIKJV
— Helen Clark (@HelenClarkNZ) November 13, 2023 دعم واسع النطاقوبحسب الصحيفة كان ملفتاً للنظر ما أعرب عن مسؤولون أمريكيون عن دعم "واسع النطاق" لادعاءات إسرائيل بشأن المستشفيات، لكنهم تجنبوا الخوض بالتفاصيل بحسب ما صرح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة "سي.إن.إن".
وبعد تصريحات بايدن عن ضرورة "حماية المستشفيات" تغير خط الإدارة الأمريكية بالقول إن "لديها معلومات تؤكد أن حماس تستخدم هذا المستشفى بالذات مركزاً للقيادة والسيطرة”، وبحسب المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، مستشهداً بمعلومات استخباراتية رفعت عنها السرية قال: "هذه جريمة حرب"" وبعد هذا التصريحات بساعات قليلة اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى مدججة بكافة أنواع الأسلحة.
وذكر بعض الخبراء للصحيفة أن "استراتيجية إدارة بايدن" بأنها ملفتة للنظر موضحين أن خروج الولايات المتحدة ورفع السرية عن المعلومات الاستخبارية قبل عملية عسكرية محتملة أو تبرير تلك العملية بطريقة ما كان أمراً غير عادي إلى حد كبير" تزامناً مع أصرار الحكومة الإسرائيلية على أن العملية داخل مستشفى الشفاء تم تنفيذها وفقاً للقانون الدولي معللة ذلك بأنها أعطت تحذيراً مسبقاً لحماس بضرورة إخلاء أي مواقع داخل المستشفى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
محافظ سوهاج يبحث مع وكيل الصحة تشغيل المستشفيات المركزية
ناقش اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، مع الدكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة بسوهاج، خطة مديرية الصحة لتشغيل المستشفيات المركزية، بعد الانتهاء من تطويرها، والذي يعد الأكبر منذ تاريخ إنشائها، وتشمل تلك المشروعات مستشفى طما المركزي، ومستشفى ساقلتة المركزي، بالإضافة إلى المبنى البديل لمستشفى المراغة المركزي، وكذلك وحدة الحروق المتخصصة بمستشفى سوهاج العام، وهي الأولى من نوعها بصعيد مصر، وذلك ضمن جهود الدولة لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة بالمستشفيات والمنشآت الصحية المختلفة.
وأوضح وكيل وزارة الصحة أن نسب الانجاز في تلك المستشفيات تخطت 98%، مشيرًا إلى أن مستشفى طما المركزي مقامة على مساحة ٦ آلاف متر مربع، وتشمل 5 أدوار بطاقة استيعابية ١٤٥ سرير، وتضم ١٥ عيادة خارجية بمختلف التخصصات الطبية، و4 غرف عمليات، بجانب غرفة عمليات النساء والتوليد، و۳۹ ماكينة غسيل كلوي، و۲۹ حضانة، وقسم الاستقبال والطوارئ، والأقسام المختلفة الأخرى، ومن المقرر تشغيلها جزئيا في منتصف فبراير القادم.
وأضاف أنه فيما يخص مستشفى ساقلتة المركزي فقد تمت عملية التطوير بإنشاء مبنى جديد، ورفع كفاءة المبنى القديم القائم وذلك على مساحة 7 الاف و٤٧٣ متر مربع، وبطاقة استيعابية ۱۷۷ سرير، وتشمل دور أرضي وأربع أدوار علوية، ومن المقرر تشغيلها جزئيا في منتصف أبريل القادم.
وأشار وكيل الوزارة إلى أنه جاري وضع اللمسات النهائية للمبنى المخصص لنقل خدمات مستشفى المراغة المركزي إليه للتيسير على المواطنين وتسهيل حصولهم على الخدمة الطبية بمركز ومدينة المراغة لحين الإنتهاء من أعمال إحلال وتجديد مستشفى المراغة المركزي، لافتا إلى أنه سيتم أيضا الانتهاء خلال أسبوعين من تجهيز أول وحدة متكاملة لعلاج الحروق بمستشفى سوهاج العام لتكون أول وحدة متخصصة في علاج الحروق بصعيد مصر، وتتكون من ثلاث أدوار وتحتوي على "عناية مركزة، وعناية متوسطة، وقسم داخلي، وغرفة عمليات حروق وتجميل ".
وأكد " دويدار " على استعداد وزارة الصحة بالتعاون مع المحافظة لتشغيل تلك المستشفيات فور استلامها والبدء في تجهيزها وتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين، وهو ما سيسهم في تنوع الخدمات الطبية المقدمة لهم بمختلف مراكز المحافظة، وتخفيف العبء عن كاهل مستشفى سوهاج الجامعي، ومستشفى سوهاج العام.
وأضاف وكيل الوزارة أن إعداد خطة تشغيل المستشفيات جاء بالتنسيق مع الإدارة العامة للطب العلاجي، لافتا إلى أن القطاع الصحي بالمحافظة يحظى بدعم كامل من السيد الدكتور وزير الصحة والسكان، والسيد الوزير المحافظ، مؤكدا أن دخول تلك المستشفيات للخدمة سيكون إضافة قوية للمنظومة الصحية بسوهاج.