موقع 24:
2024-07-07@03:43:01 GMT

كيف صنعت إسرائيل روايتها لتبرير اقتحام مستشفى الشفاء؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

كيف صنعت إسرائيل روايتها لتبرير اقتحام مستشفى الشفاء؟

لم يكن خفياً لمن يتابع تطورات الأحداث بعد هجوم حماس على إسرائيل ورد الأخيرة بشن عملية برية في القطاع، وتصريحاتها المتواصلة بأن حركة حماس تستخدم المستشفيات مراكزاً لعملياتها بأن جيش تل أبيب لن يتأخرعن اقتحام المستشفيات والمدارس وحتى رياض الأطفال وما يتطلبه الأمر للقضاء على الحركة ووجودها في القطاع.

كان ملفتاً للنظر ما قدمته الإدارة الأمريكية من دعم واسع النطاق لادعاءات إسرائيل

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" يؤكد المسؤولون الإسرائيليون منذ أسابيع، دون أن يقدموا سوى القليل من الأدلة العلنية، على أن حماس لديها مركز قيادة أسفل مستشفى الشفاء في غزة ليصبح المشفى هدفاً عسكرياً مشروعاً بعيداً عن كونه ملجأ لآلاف المرضى المذعورين والأطباء المثقلين بالعمل والمدنيين النازحين.

Israel has been asserting for weeks, while offering little public evidence, that the Hamas militant group has a command center below Gaza’s al-Shifa Hospital — a refuge for thousands of terrified patients, overworked doctors and displaced civilians. https://t.co/6cIhqVEF5k

— The Washington Post (@washingtonpost) November 16, 2023 عملية محددة

بعد ساعات من دعم المسؤولين الأمريكيين لادعاءات إسرائيل حول النشاط المسلح في مستشفى الشفاء، داهمت القوات الإسرائيلية المكان فيما وصفه الجيش بأنه "عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة". وقال العاملون إن الجنود مروا بغرفة الطوارئ وبوحدة أمراض القلب، بينما سُمع دوي طلقات نارية في مواقع مكتظة بالجرحى.

جاءت العملية العسكرية الإسرائرائيلية والتي جرت في وقت متأخر من لليل الثلاثاء، 14 نوفمبر (تشرين الثاني) تتويجاً لأسابيع من رسائل المسؤولين الإسرائيليين حول تسلل حماس المزعوم إلى المستشفيات في غزة ودس "السم بالعسل" في عشرات المؤتمرات الصحفية والمقابلات الإعلامية، التي أكد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً خلالها أن المرافق الطبية تُستخدم لأغراض عسكرية، وأن مستشفى الشفاء على وجه التحديد هو "القلب النابض" للبنية التحتية لقيادة المجموعة العسكرية في شمال غزة.

Israel formally declares war against Hamas as more than 1,000 killed on both sides https://t.co/dk3vjB8KsY / WaPo can't hide their bias toward Hamas------Headline says over 1,000 dead avoiding saying Hamas has killed over 800 Israelis (including 9 or more Americans)

— David Arcano (@david_arcano) October 9, 2023

وعرجت الصحيفة بذكر أن المستشفيات تتمتع بوضع محمي بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تفقده إلا في الظروف التي يتم فيها استخدام المنشأة من قبل أحد الأطراف المتحاربة. وحتى إن تم التجاوز الأخير تبقى رعاية المرضى ذات أهمية قصوى.

"أدلة دامغة"

استعان الجيش الإسرائيلي في "أدلة الدامغة" على حد تعبيره بنشر مقطعي فيديو وبعض الصور، الأربعاء، 15 نوفمبر (تشرين الثاني) من مستشفى الشفاء تظهر ما قال إنها أسلحة حماس ومعدات أخرى تم انتشالها من داخل المستشفى ويبدو أن غالبية مقطعي الفيديو قد تم تصويرهما داخل وحدة الأشعة بالمستشفى، وتقع بجوار غرفة الطوارئ، في المقطع الأطول، يقوم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، بجولة في لقطة واحدة للمبنى، ويتوقف بشكل دوري لإظهار المكان الذي قال إن حماس قد أخفت فيه "حقائب السفر"!.

واعتبر أحد كبار المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية والمستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بريان فينوكين: "لا يبدو أن هذه الأسلحة في حد ذاتها تبرر التركيز العسكري (الإسرائيلي) على مستشفى الشفاء، حتى لو وضعنا القانون(الدولي والإنساني) جانباً". وذكرت في ذلك الأثناء إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات العسكرية لم تعثر على أي علامة على وجود رهائن في الموقع وصدر لاحقاً العثور على جهاز يحمل داخله لقطات للرهائن.

في المقابل نفى الأطباء وغيرهم من العاملين في المنشأة بشدة استخدامها لأغراض عسكرية وقال الدكتور أحمد مخللاتي: "أنا وزملائي لن نعرض حياتنا للخطر لأن هناك شخصاً يحمل سلاحاً.. لا يوجد سوى مدنيين هنا" بالإشارة لمستشفى الشفاء.
كما أظهر تدفق مستمر من الصور ومقاطع الفيديو والملاحظات الصوتية انهيار المستشفى منذ بداية الحرب حيث تحولت الممرات إلى غرف عمليات، وتم إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، وتم إجبار الأطفال على الخروج من حاضناتهم وعندما نضب وقود المولدات وانطفأت الأضواء، اضطر الأطباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من يجب إنقاذه.

ولأسابيع، حثت إسرائيل المدنيين والطواقم الطبية على إخلاء مخيم الشفاء وبينما استجاب آلاف النازحين للنداء، وقاموا بمسيرة طويلة جنوباً، رفض الأطباء ترك مرضاهم فيماأفرغت مستشفيات أخرى، لم تعد قادرة على تقديم الرعاية، في الأيام الأخيرة، بما في ذلك مستشفى الرنتيسي للأطفال، حيث نشر الجيش الإسرائيلي مقطعي فيديو وخريطة قال إنها تدعم مزاعمه حول استخدام المستشفيات كمخابئ للمسلحين.

“In past 3 days, at least 32 people, including 3 children from the intensive care unit, have died in al-Shifa, #Gaza’s largest hospital, which is surrounded by Israeli troops,” Devastating to see desperately ill people killed in this horrific conflict. https://t.co/lHDSliIKJV

— Helen Clark (@HelenClarkNZ) November 13, 2023 دعم واسع النطاق

وبحسب الصحيفة كان ملفتاً للنظر ما أعرب عن مسؤولون أمريكيون عن دعم "واسع النطاق" لادعاءات إسرائيل بشأن المستشفيات، لكنهم تجنبوا الخوض بالتفاصيل بحسب ما صرح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة "سي.إن.إن".

وبعد تصريحات بايدن عن ضرورة "حماية المستشفيات" تغير خط الإدارة الأمريكية بالقول إن "لديها معلومات تؤكد أن حماس تستخدم هذا المستشفى بالذات مركزاً للقيادة والسيطرة”، وبحسب المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، مستشهداً بمعلومات استخباراتية رفعت عنها السرية قال: "هذه جريمة حرب"" وبعد هذا التصريحات بساعات قليلة اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى مدججة بكافة أنواع الأسلحة.

وذكر بعض الخبراء للصحيفة أن "استراتيجية إدارة بايدن" بأنها ملفتة للنظر موضحين أن خروج الولايات المتحدة ورفع السرية عن المعلومات الاستخبارية قبل عملية عسكرية محتملة أو تبرير تلك العملية بطريقة ما كان أمراً غير عادي إلى حد كبير" تزامناً مع أصرار  الحكومة الإسرائيلية على أن العملية داخل مستشفى الشفاء تم تنفيذها وفقاً للقانون الدولي معللة ذلك بأنها أعطت تحذيراً مسبقاً لحماس بضرورة إخلاء أي مواقع داخل المستشفى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء

إقرأ أيضاً:

كنيسة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي

صفا

بعد تسعة أشهر من العدوان الوحشي على قطاع غزة، حوَل قساوسة كنيسة القديس فيليب في مدينة غزة كنيستهم إلى عيادة طبية.

وكانت هذه الكنيسة قبل الحرب بمنزلة ملاذ يتعبد فيه أعضاء المجتمع المسيحي الصغير في القطاع.

وتصطف أسرّة بجانب جدران حجرية شاحبة تحت سقف مقبب، بينما يتولى أطباء رعاية المرضى الذين لا يجدون مكانا في المستشفى الأهلي العربي الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية، والذي يعاني، كغيره من المرافق الطبية الأخرى المتبقية في غزة، من ضغوط شديدة بسبب زيادة الطلب على خدماته.

وقال القس منذر إسحاق، وهو يرتدي قميصا أسود: “المصليات داخل المستشفيات، وبالتحديد في المستشفى الإنجيلي العربي، مكان الصلاة اللي كان مخصص للصلاة، طبعا تم تحويله إلى عيادة لعدم توفر أماكن. اليوم إحنا الأولوية هي إنقاذ حياة كل إنسان نستطيع إنقاذ حياته".

وأضاف لوكالة "رويترز": "فبالتالي المستشفى الإنجيلي العربي، شأنه شأن جميع المستشفيات، يقوم بكل الجهود الممكنة ضمن المقومات المحدودة جدا المتوفرة للمستشفيات والعيادات في غزة”.

ووقف رجل بجانب سرير أحد المرضى المسنين للتهوية عليه بقطعة ورق مقوى يمسكها بيده. وكان المريض المسن واضعا قناع أكسجين على فمه.

وتبدو الصلبان منحوتة على جدران قاعة الصلاة سابقا في عيادة القديس فيليب، الواقعة في مجمع المستشفى الأهلي العربي نفسه، التابع للكنيسة الأنجليكانية أيضا.

وقال الطبيب محمد الشيخ، الذي يعمل بعيادة كنيسة القديس فيليب: “طبعا من بداية افتتاحنا للمستشفى المعمداني، طبعا لا يوجد أماكن لإدخال المرضى إلى الأقسام، فاضطررنا إلى جعل (تحويل) هذا المكان الذي هو مكان لعبادة المسيحيين هنا في غزة إلى قسم مبيت للباطنة، وأيضا لنقص المستلزمات استخدمنا كراسي العبادة كأسرّة للمرضى”.

وأدى العدد الكبير من المصابين جراء الصراع إلى تفاقم المرض المتفشي وسوء التغذية، بين 90 في المئة من سكان غزة، الذين تقول الأمم المتحدة؛ إنهم أصبحوا بلا مأوى، مما يشكل ضغطا هائلا على النظام الصحي في القطاع.

كما أدى العدوان إلى توقف العديد من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى عن العمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتسببت في نقص كبير في الإمدادات الطبية اللازمة.

وقال أبو محمد أبو سمرة الذي يرافق والدته المريضة، التي تتلقى العلاج في عيادة القديس فيليب: “في هذه الكنيسة اللي خرجت عن دورها في العبادة، الآن هي لدور التمريض ودور الاستشفاء، ونتلقى فيها يعني أدنى خدمة طبية بما هو متوفر الآن في شمال غزة، يعني أدنى خدمة بما هو متاح من متطلبات للمريض في شمال غزة، وهذا إن دل على شيء، بيدل يعني على التلاحم بين المسلمين والمسيحيين في قطاع غزة”.

يشار إلى أن العدوان الوحشي على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 38 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال.

 

مقالات مشابهة

  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل وجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • كنيسة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي
  • سة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي
  • رئيس الموساد إلى قطر ضمن محاولات التوصل إلى هدنة في غزة
  • نعيم قاسم: لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس
  • جرائم في سجون الاحتلال.. معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم
  • رئيس الموساد يغادر إلى قطر لإجراء محادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى
  • حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة