سخرية واسعة من قوات الاحتلال بعد اقتحام مجمع الشفاء
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
بعد يومين من فضيحة رزنامة معلقة في مستشفى تخص الدوام (تقسيم العمل) أيام الأسبوع، أثارت تصريحات جديدة للمتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، بشأن مجمع الشفاء الطبي سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب إعلان قادة الاحتلال العثور على ما قالوا إنها مؤيدات تثبت صحة روايتهم بشأن اتخاذ حركة المقاومة مجمع الشفاء الطبي مركزا لعملياتها العسكرية، تصاعدت الانتقادات داخل الكيان مرفوقة بحملة سخرية من الأدلة التي زعمت قوات الاحتلال الحصول عليها إثر اقتحامها المستشفى.
وزعم الاحتلال من خلال نشره فيديو، أنه اكتشف 12 قطعة سلاح ومجلدين من القرآن الكريم وبعض التواريخ، وقال إنها تعود إلى حركة حماس، ما جعله معرضا للسخرية حول العالم، فيما وصفت حماس ادعاء العثور على أسلحة بأنه “استمرار للكذب والدعاية الرخيصة، التي يحاول من خلالها الاحتلال الصهيوني إعطاء مبرر لجريمته الرامية إلى تدمير القطاع الصحي في غزة”.
وقال ناشطون إسرائيليون في موقع إكس المعروف بتوتير سابقا إن الإعلان كارثة وفضيحة تُضمّان إلى سجل الأكاذيب التي يروج لها قادة الهجوم على قطاع غزة، متسائلين عن حقيقة وجود الأنفاق والعتاد والأسرى.
وأكّد المحلل بصحيفة “هآرتس” يوسي ميلمان، أمس الأربعاء، في حسابه بمنصة “إكس”: “لدي شعور سيئ تجاه مستشفى الشفاء، إسرائيل خلقت صورة غير مسبوقة وخلقت الانطباع بأن الشفاء هو قلب الظلام”، مضيفا: “هذا ليس مثيرا للإعجاب حقا، وهل كان على مستوى التوقعات ويساوي ضرر الصورة الدولية، الذي لحق بإسرائيل جراء اقتحام المشفى”.
وفي وقت سابق، كثف الاحتلال دعايته بشأن إدارة حركة حماس وكتائب القسام المعركة من أسفل مستشفى الشفاء، لكن اقتحام المجمع لم يسفر عن العثور على أدلة تؤكد صحة رواية الاحتلال التي دعمتها قوى غربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وتقول تقارير إن فشل الاحتلال في دفع أدلة موثوقة بها سيدفع داعميه إلى اتخاذ خطوة إلى الوراء في ظل تصاعد الانتقادات الدولية واستنكار المنظمات الإنسانية التي أشارت إلى الانتهاكات الواسعة التي رافقت عملية الاقتحام.
من جانبه، علّق المراسل العسكري لموقع “والا” أمير بوخبوط على بيان قوات الاحتلال بخصوص مستشفى الشفاء قائلا: “لم نجد ما اعتقدنا أنه موجود؛ فالانطباع السائد بأنه كلما بحثت الاستخبارات عن مراكز القوة لدى حماس فإنها تُفاجأ في كل مرة”.
بدوره، قال مراسل شؤون الشرطة والجنايات لدى موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي، ليران ليفي معلقا: “يتوجب عليّ أن أقول إن الأدلة التي تم عرضها من المستشفى غير مقنعة، وتتمثل في أن هذا المكان كان يضم مقرا لقيادة حماس، فقد تم عرض كمية بسيطة من الأسلحة ورزنامة بالعربية، وفتحة بدت كأنها فتحة مصعد”.
وتساءل “ليفي”: “أين الموقع الأسطوري الذي صوروه لنا قبل الاقتحام؟ أين مقرات القيادة ومخازن المعدات وكل ما تحدثوا عنه ، أتمنى عليهم أن يثبتوا أن هذا الاقتحام يستحق كل هذا الهجوم العالمي بعد هذه النتائج السيئة جدا”.
وفي سياق متصل بالسخرية الواسعة من رواية الاحتلال الإسرائيلي، نشرت وكالة صفا الفلسطينية نصا مقتضبا لـ”هاغيت فايس” قالت فيه مخاطبة الكيان: “عليكم إبلاغ حماس عن هدفكم القادم حتى تتمكن من إخراج المختطفين منه، ما هذا التخلّف في الأداء!”.
وفي المقال ذاته، قالت “ماري يودا” مهاجمة قوات الاحتلال: “العالم يبصق عليكم بعد أن وقعتم في فخّ حماس”، فيما أكّد “شلومو بن عزري أن “قوات الاحتلال خيّبت الآمال”، مضيفا: “هل هذا هو هدفكم بعد 40 يوما من الحرب!، ادّعيتم طيلة الوقت أن هناك مقرا سريا لحماس تحت المستشفى وتحتجز فيه الأسرى، يا للعار”.
وبعد تطويق مستشفى الشفاء لعدة أيام، واجه الاحتلال الإسرائيلي ضغوطا لإثبات ادعائه أن حماس تستخدم المرضى والموظفين والمدنيين الذين يحتمون هناك لتوفير غطاء لمقاتليها. وهذا الادعاء هو جزء من اتهام إسرائيلي واسع -تبنته قوى غربية- بأن حماس تستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية.
ويقول مراقبون وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي إن الادعاءات الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، إذ يحاول الكيان العاجز ميدانيا عن مجاراة الحرب والقضاء على حركة المقاومة في قطاع غزة، تغطية إجرامه الوحشي في حق الأطفال والنساء، من خلال الدعاية وتزييف الوقائع بحثا عن نصر مزعوم يسكت به الأصوات المتصاعدة في الداخل.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: قوات الاحتلال مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
قصف عنيف يستهدف مستشفى كمال عدوان.. ومجازر متواصلة في قطاع غزة
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء السبت، أن مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة يتعرض لقصف مكثف وعنيف جدا، تزامنا مع تواصل المجازر الإسرائيلية في مناطق أخرى، ضمن حرب الإبادة المستمرة لليوم الـ442 على التوالي.
وذكرت الوزارة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن "القصف يحدث بطريقة غير مسبوقة ودون أي سابق إنذار على قسم الرعاية والحضانة"، مضيفة أنه "يتم بالقنابل والمتفجرات ونيران الدبابات".
وأشارت إلى أن القصف يستهدف الطواقم الطبية بشكل مباشر، أثناء تواجدها داخل أقسام المستشفى، محمّلة "العالم المسؤولية عما يحدث، ونطالبهم بتحمّل مسؤولياتهم تجاه معاناتنا، من غير المقبول أن يبقى العالم صامتاً وغير قادر على حماية المنظومة الصحية".
وتابعت: "نحن نتعرض للهجوم أمام أعين الجميع، بينما يشاهد العالم بأسره، ومع ذلك لا يتدخل أحد في مواجهة هذه الهمجية.
وعلى صعيد المجازر الدموية المتواصلة، استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفلان في غارة جوية إسرائيلية، استهدفت منزلا فوق رؤوس ساكنيه بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى جراء استمرار مجازر الاحتلال الوحشية بحق المدنيين لليوم الـ442 على التوالي، وأفادت وزارة الصحة بأن الحصيلة وصلت إلى 45 ألفا و227 شهيدا و107 آلاف و573 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وارتكبت قوات الاحتلال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 21 مواطنا وإصابة 61 آخرين.
بالتوازي، واصلت قوات الاحتلال نسف مبانٍ ومربعات سكنية في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في إطار سياسة التدمير الممنهجة.
وارتكبت قوات الاحتلال جريمة في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين وسط مدينة غزة، بعد أن قصف المكان بالطائرات الحربية، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.
ولليوم الـ 78 على التوالي يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.