تفاصيل تحركات الحكومة لدعم التكامل مع إفريقيا.. أهم أسباب دعم التجارة القارية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تهتم الحكومة المصرية بتوسيع نطاق التعاون مع دول الجوار الأفريقي باعتباره أحد ركائز الأمن القومي المصري؛ وتقريب وجهات النظر مع قيادات وحكومات القارة السمراء بما ينعكس علي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ضمن استراتيجية القارة للعام 2063.
ويشهد الاقتصاد المصري حراكا كبيرا مع استمرار استضافة مصر لقمة التجارة الأفريقية والتي تستمر للسنة الثالثة علي التوالي بما ينعكس علي تحسين عمليات فتح آفاق للاستثمار وتبادل الخبرات مع البلدان السمراءفي كافة القطاعات الاقتصادية والفنية ضمن تكليفات القيادة السياسية.
وكشفت مصادر حكومية مطلعة لـ "البوابة"، عن وجود تحركات داخل الحكومة للاستغلال التكتلات الاقتصادية والجيوسياسية الجديدة التي تشهدها الساحة الحالية؛ في توسيع دائرة التعاون مع التكتلات الجديدة بما في ذلك انضمام مصر لتكتل بريكس في الشهرين الماضيين؛ ومن ثم الانطلاق لداخل القارة السمراء وفتح منافذ جديدة مع القارة الآسيوية وخصوصا الصين والهند.
وتستهدف الحكومة من التعاون مع أفريقيا زيادة معدلات نمو حركة التجارة البينية بمعدلات تصل لـ30 - 50 % عما عليه الآن لمواجهة الاختناقات التي سببتها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما تلاه من الصراعات في المنطقة.
وأكد الوزير مفوض علي باشا، مدير إدارة أفريقيا بجهاز التمثيل التجاري؛ إن حجم التجارة البينية بين الدول الافريقية لا يتعدى بين 16-17% من حجم التجارة الخارجية للقارة، واصفا إياها بالمعدلات الضعيفة.
وطالب "باشا" إنه ينبغي العمل على تنميتها، في ظل وجود حاجات ملحة من كافة الدول الافريقية لتعزيز التجارة البينية والتكامل فيما بينهم في ظل الازمات السياسية التي تحيط بالمنطقة وتؤثر على العالم.
واعتبر الحدث الذي تستضيفه مصر وينظمه البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير "إفريكسيم بنك" معرض التجارة البينية الأفريقي يعد منصة في غاية الأهمية لكل الدول في القارة من أجل التعرف على الفرص المتاحة بالقارة الأمر الذي يزيد من فرص التنمية والتكامل بالقارة.
ونوه بوجود تحديات كثيرة تواجه التكامل القاري الأمر الذي يجعل من الأهمية العمل على الاسراع في دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ.
وطالب الباشا ضرورة قيام حكومات الدول الأفريقية بالانتهاء من عملية المفاوضات، منوها بانه يعول على امانة الاتفاقية وفريق التفاوض لإتمام تلك العمليات وبدء التنفيذ الفعلي للاتفاقية الامر الذي سينعكس ايجابا على تحقيق التكامل القاري.
من جانبه قال ليوي أكرا، رئيس البنك الافريقي للاستيراد والتصدير افريكسم بنك السابق الاستعمار الأجنبي على بلدان افريقيا تسبب في التأثير على التنمية في القارة السمراء خصوصا فيما يتعلق بالتجارة البينية وتصدير المولد الخام في صورتها الأولية،
وأوضح أن هناك اعتمادا علي اتفاقية التجارة الحرة القارية باعتبارها محركا لقواعد اللعبة في القارة الأفريقية للتغلب علي التحديات التي تواجه الدول الأفريقية والتغييرات المناخية ومواجهة ضعف ارقام التجارة البينية الافريقية بسبب تدني خدمات البنية التحتية ونقص المعلومات وربط الأسواق، مشيرا الي هناك جهود للبنك لتحقيق التكامل مع الدول الأفريقية عبر اتفاقية التجارة الحرة القارية والتي تعد إحدي استراتيجيات التنمية المستدامة 2063 التي ينفذها الاتحاد الافريقي والبنك.
كما أضاف أن هناك اهتماما بدعم الاستثمارات الأفريقية البينية باعتبارها أحد وسائل تنمية التجارة البينية وكذلك الاعتمادات علي منصات التدريب ودعم العلاقات بين البلدان الإفريقية من خلال وضع إطار لتهيئة الاستثمارات المشتركة بما ينعكس علي تعزيز الصادرات ويفتح أسواق جديدة واستكمال مسارات التنمية.
وذكر وه كوجين المدير المسئول ببنك الصين للاستيراد والتصدير، أن البنك أتاح تمويل بقيمة وصلت 2.7 مليار يوان صيني لتمويل مشروعات البنية التحتية في البلدان النامية بأفريقيا خلال الفترات السابقة، معتبرا أن هناك تركيزا على مشروعات البنية التحتية خصوصا في مجالات تطوير الطرق ومجالات التصنيع المختلفة خصوصا وأن هناك مناطق في القارة الأفريقية من بينها مصر وكينيا تعتبر ذات طبيعة صناعية.
وأضاف أن البنك قام في فترات سابقة بتمويل دعم عمليات التصنيع في المناطق الزراعية من بينها منطقة السويس بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وبنبان بأسوان صعيد مصر حيث تم دعم 39 شركة في المنطقة الصناعية بقناة السويس، وهو ما يعني الاهتمام بالتطوير الصناعي باعتباره وسيلة لتحسين مستوي معيشة المواطنين في أفريقيا، بالإضافة للإجراءات التي قام بها البنك لتعزيز التحول الرقمي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي لكلا من كينيا وموزمبيق، من خلال تحويل مراكز البيانات القومية علي الطرق وعمليات المسح الرقمي لبوابات الطرق وفحص السيارات لحظيا والخدمات البنكية الرقمية
وأضاف أن البنك يعمل علي بناء القدرات باعتباره خطوة هامة موضحا أن المشروعات التي يمولها البنك تحصل علي شهادات الكفاءة للمشروعات التنموية المنفذة من المؤسسات المختلفة من بينها شهادة الاعتماد والجودة التي حصل عليها مشروع جسر مابوتو بدولة موزمبيق والذي موله البنك، وقد حصل على تلك الشهادة وهو ما رفع تقييم الدولة في المشروعات التنموية ويرفع من قدرات العاملين بتلك المشروعات داخل الدولة.
وأوضح أن البنك مهتم بالاستثمار والتمويل للطاقة النظيفة وتم بالفعل تمويل 100 مشروع ضمن مبادرة الحزام والطريق ومشروعات التحول للطاقة النظيفة، موضحا ان البنك خلال عام 2019 نشر وثيقة لدعم المشروعات الصينية والمؤسسات التمويلية الصينية للعمل مع المؤسسات متعددة الاطراق للانتهاء من عمليات دعم المشروعات للدول النامية.
كما قال إن البنك سبق له تمويل مشرعات في مصر من بينها مشروع المونوريل ومحطات الطاقة الهيدروليكية ومشروعات الطاقة الكهرومائية بتنزانيا، موضحا أن البنك يعمل مع إفريكسيم بنك والمؤسسات التمويلية الافريقية إذ تم توقيع اتفاقيات لتمويل مشروعات في مجال التجارة ضمن مبادرة الحزام والطريق بـ 2 مليار دولار ورصد ما يقارب من تريليوني دولار للمشروعات المختلفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القارة الأفريقية آفاق الاستثمار التجارة البینیة فی القارة أن البنک من بینها أن هناک
إقرأ أيضاً:
9 دول تدشن “مجموعة لاهاي” لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة
فلسطين – دشنت 9 دول، امس الجمعة، تحالفا باسم “مجموعة لاهاي” بهدف العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين، ودعم حق شعبها في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
إعلان تأسيس المجموعة جرى خلال مؤتمر عُقد بمدينة لاهاي بهولندا، وفق بيان مشترك صادر عن ممثلي الدول التسع، وهي جنوب إفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز.
وفي بيانهم الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، أوضح ممثلو الدول المؤسسة، التي توصف بأنها من دول الجنوب العالمي، أن عمل المجموعة “سيستند إلى المبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ومسؤولية الدول في حماية الحقوق غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير المصير”.
وأعربوا عن “حزنهم العميق لفقدان الأرواح وسبل العيش والمجتمعات والتراث الثقافي، نتيجة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وشددوا على رفضهم “الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم الدولية”، مجددين التزامهم “بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة”.
** 6 التزامات وتعهدات
وفي بيانهم، أعلن ممثلو الدول المؤسسة مجموعة التزامات أبرزها منع نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل في الحالات التي يثبت فيها وجود خطر بأن تُستخدم هذه الأسلحة في انتهاك القانون الدولي الإنساني أو حقوق الإنسان، أو في ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
كما تعهدوا بـ”منع رسو السفن المحملة بالوقود أو المعدات العسكرية في موانئهم إذا كان هناك خطر واضح بأن تُستخدم هذه الشحنات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ولفتوا إلى التزامهم، كذلك، بـ”منع رسو السفن التي تحمل وقودا أو معدات عسكرية في موانئها، إذا كان هناك خطر واضح بأن تُستخدم هذه الشحنات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”.
وشددوا على امتثال دولهم لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنون رقم “A/RES/ES-10/24” الصادر بتاريخ 18 سبتمبر/ أيلول 2024، والذي أقر بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وطالب إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال مدة أقصاها 12 شهرا.
وأكدوا دعمهم لطلبات المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، لا سيما فيما يتعلق بمذكرات التوقيف الصادرة في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بالإضافة إلى التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية خلال العام نفسه.
ومذكرات التوقيف المذكورة تخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وصدرت لاتهامهما بـ”ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة” خلال حرب الإبادة التي تواصلت بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، وخلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
فيما قصدت الدول في بيانها بالتدابير المؤقتة تلك التي أمرت محكمة العدل الدولية مرارا منذ يناير 2024 إسرائيل باتخاذها لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بغزة، وتحسين الوضع الإنساني بالقطاع المحاصر منذ 19 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفي بيانهم، كذلك أكد ممثلو الدول المؤسسة لـ”مجموعة لاهاي” أنهم سيواصلون “اتخاذ تدابير فعّالة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة”.
ودعوا “جميع الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم جهود إحلال السلام والعدالة”.
كما حثوا في ختام بيانهم المجتمع الدولي على “الانضمام إلى مجموعة لاهاي والالتزام بمبادئ النظام الدولي القائم على سيادة القانون، باعتباره أساسا للتعايش السلمي والتعاون بين الدول”.
ووفق مراقبين، تعد مبادرة تأسيس هذه المجموعة “استثنائية وغير مسبوقة”، إذ يتشكل تحالف دولي للمرة الأولى، ويعلن بشكل واضح أن سيعمل لمحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها.
الأناضول