حظرت سلطات وارسو مظاهرة مؤيدة لفلسطين كان من المقرر تنظيمها السبت المقبل، وبرّر عمدة العاصمة البولندية رافال ترزاسكوفسكي ذلك بحجة الاعتبارات الأمنية المتعلقة بأي تجمعات في العاصمة.

وكتب ترزاسكوفسكي في مدونته عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا): "إن العاصمة وارسو تسترشد فقط بالاعتبارات الأمنية في كافة القرارات والإجراءات المتعلقة بأي تجمعات في العاصمة.

وهذا ينطبق أيضا على المظاهرة المقرر تنظيمها في نهاية الأسبوع المقبل بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

إقرأ المزيد مظاهرات حاشدة مندّدة بالحرب على غزة تعم عواصم أوروبية (فيديوهات)

ولفت إلى أن مكتب العمدة في قراره "يعتمد على موقف شرطة العاصمة، المسؤولة بموجب القانون عن ضمان الأمن والنظام العام خلال التجمعات".

وبيّن أن "مظاهرات مماثلة سابقا جرت على مسار طريق آخر، ومن ثم تم إصدار السماح لها".

وأردف قائلا: "هذه المرة قام المنظمون بتغيير مسار المظاهرة وأشاروا إلى أن نهاية طريق المسيرة وبمشاركة حوالي 2000 سيكون تحت مبنى السفارة (إسرائيل)، والذي يقع في منطقة أوخوتا القديمة في شوارع ضيقة، وهو ما لا يضمن استتباب الأمن والنظام".

وأضاف "وهذا هو السبب الوحيد لحظر تنظيم هذا التجمّع. إذا تم تغيير مسار المظاهرة إلى مسار آمن، فسيتم السماح به - تماما كما حدث في الحالات المماثلة السابقة".

وخلص عمدة العاصمة البولندية إلى القول: "سأؤكد دائما على أن أي شخص لا يخالف القانون يُمكنه التظاهر في شوارع وارسو".

إقرأ المزيد فرنسا.. مظاهرات داعمة لغزة تطالب بوقف قتل الأطفال وإدخال المساعدات (فيديو)

هذا وتشهد عواصم عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم مظاهرات حاشدة مندّدة بالحرب الإسرائيلية على غزة ودعما لفلسطين، وغالبا ما تغص شوارع تلك المدن بآلاف المتظاهرين وهم يحملون لافتات تدين الحرب على غزة.

في اليوم الـ41 من الحرب في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع، في وقت تواصل الفصائل الفلسطينية التصدي وقصف القوات الإسرائيلية المتوغلة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد يوم أمس مشروع قرار قدمته بعثة دولة مالطا لدى المجلس، يركز على مسألة حماية الأطفال في قطاع غزة، والدعوة لإعلان هدن إنسانية وتقديم المساعدات لمحتاجيها.

المصدر: نوفوستي + وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: احتجاجات الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس طوفان الأقصى غوغل Google قطاع غزة كتائب القسام مظاهرات هجمات إسرائيلية وارسو

إقرأ أيضاً:

البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا

في كل قارة هناك دولة أو بضعة دول تكون هي المفتاح لفهم التحولات السياسية والعسكرية التي يجري فيها. وبولندا كانت دوما هي البوصلة التي تحدد مستقبل أوروبا، فهي دولة مركزية كبيرة تقع في شرق أوروبا انضمت للاتحاد الأوروبي، وهي جسر جغرافي وسياسي وثقافي بين أوروبا الغربية من جهة وبين روسيا وأوروبا الشرقية من جهة أخرى. وتشير علاقات وارسو الحالية مع كل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أن ما يدور فيها يساعد بشكل كبير في فهم التحولات المصيرية التي تموج بها القارة الأوروبية.

فبداية، بولندا هي العنوان الكبير في الحروب العالمية التي دارت رحاها بشكل رئيس بين الأوروبيين. فهي الدولة التي لم تكن لتقوم وتحصل على استقلالها لولا انهيار ثلاث إمبراطوريات في الحرب العالمية الأولى، وهو الإمبراطورية النمساوية المجرية، والقيصرية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، إذ كانت الأراضي البولندية مقسمة بين أراضي كل هذه الإمبراطوريات. أما في الحرب العالمية الثانية فكانت شرارة البدء من بولندا عندما غزتها ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.

وبولندا الحالية تتحسس مسدسها مما يجري في أوكرانيا، وقد أعلنت استهداف تدريب مائة ألف متطوع في الجيش سنويا لتعزيز الاحتياطات العسكرية. ولا تخفي وارسو خشيتها من أن تكون الثانية على قائمة الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، إذ طالب الرئيس البولندي أندريه دودا الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما عبر عنه صراحة بأنه عدوان روسي مستقبلي.

هذا الأمر يعني أكثر مما يوصف بأنه عسكرة لأوروبا، أي العودة إلى أساليب التسليح التقليدي لمواجهة المخاطر العسكرية المحتملة في هذه القارة التي لطالما تغنت بالتعلم من دروس حروب الماضي. والحالة البولندية تظهر أن الطموح الروسي ماض في طريقه أوروبيا كما شرحنا في عدة مقالات خلال السنوات الماضية.

ومن ناحية أخرى، فإن ما يجري في بولندا يشي بأن مشاريع الاندماج بين أوروبا الشرقية والمنظومة الغربية ممثلة سياسيا في الاتحاد الأوروبي وعسكريا في حلف شمال الأطلسي الناتو هي مشاريع لم تؤت الثمار المرجوة منها. وذلك لأن عضوية بولندا للناتو لم تعد مقنعة لوارسو في قدرتها على الحماية من غزو روسي، بدليل هذه الزيادة الرهيبة التي تستهدفها في جنود الاحتياط في الجيش، وبدليل آخر متعلق بطلب نشر هذه الأسلحة النووية.

أما على صعيد الاتحاد الأوروبي فيكفي أن نعرف أن أحد الأسباب الرئيسة لتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو العمالة البولندية التي اعتبرها البريطانيون منافسة لهم في سوق العمل، والأدهى من ذلك اعتبروها مهددة لثقافتهم المحلية بعد الانتشار الكبير للبولنديين في البلاد لدرجة أصبحت فيها اللغة البولندية هي اللغة الثانية في بريطانيا بعد الإنجليزية. بعبارة أخرى، لم تطق واحدة من أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عضوية بولندا بعد الاندماج وتركت لها الاتحاد برمته.

إذا عرفنا كيف تنظر روسيا لبولندا تكتمل لنا دائرة الفهم، فموسكو ترى في بولندا ليس فقط قطعة سابقة من أراضيها قبل الحرب العالمية الأولى ولكن رأس حربة للمشروع السوفييتي سابقا في قلب أوروبا، فحلف وارسو كان المعادل الأمني للمعسكر الشرقي في مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو. وحين ترى روسيا أن هذا الحليف التاريخي لا يُستخدم فقط لدعم أوكرانيا في مواجهتها، ولكن يستخدم في بناء قواعد أمريكية كتلك التي أعلنت الولايات المتحدة عن إقامتها في مدينة بوزنان شرق البلاد قبل عامين، فإنها بالتأكيد تنظر لما يجري بشكل عدائي.

x.com/HanyBeshr


مقالات مشابهة

  • تخصيص 10 ملايين دولار لتجهيز شوارع العاصمة الرباط بكاميرات تعتمد الذكاء الإصطناعي
  • البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا
  • الجالية السورية في فرنسا تنظم مظاهرةً احتفالاً بذكرى الثورة
  • جهود أمنية لتحقيق الأمن ومواجهة الخروج على القانون
  • مظاهرات في العاصمة البريطانية لندن تندد بجرائم الاحتلال في فلسطين
  • مظاهرات في أوروبا لدعم فلسطين والتنديد بمجازر إسرائيل
  • لقطات لانتشار عناصر الأمن العام في ساحة العاصي بحماة لتأمين الأهالي أثناء الاحتفال بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • ما وراء انتشار كاميرات المراقبة في العاصمة الأفغانية كابل
  • الأمن الوطني يعلن إجراءات لتأمين مباراة مولودية الجزائر وإتحاد خنشلة
  • يورونيوز تحتفي بالصحافة المحايدة مع انطلاق النسخة البولندية الجديدة