يمانيون/ تقارير

عدّة عمليات عسكرية نفّذها اليمن، استدعت تفعيل منظومة الاعتراض الإسرائيلية جنوبيّ فلسطين المحتلّة. ليحاول كيان الاحتلال التعتيم عليها متكتماً عن الأضرار التي تسبّبت بها الصواريخ والمسيّرات اليمنية، لكنّ المشاهد التي نشرها الإعلام الإسرائيلي أكدت وصول الرسائل اليمنية، إذ كانت أكبر من أن ينكرها المسؤولون الإسرائيليون.

لم يكتفِ اليمن الذي التحم بمعركة “طوفان الأقصى”، في 18 تشرين الأوّل/أكتوبر، حين وصف معهد “الأمن القومي” الإسرائيلي الهجوم الذي استهداف “إسرائيل” بـ “الأكثر أهمية” بمعادلة الردع هذه التي طالت الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى رأسها استهدافه لإيلات، بل كان اللافت ما أطلقه قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي قبل أيام، بإدخاله معادلة البحر لردع الاحتلال وإجباره على إيقاف عدوانه على غزة.

وضع السيد الحوثي كلّ السفن الإسرائيلية، تحديداً عند باب المندب (المنفذ البحري الأهم لإسرائيل) والبحر الأحمر، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية، ضمن بنك الأهداف اليمنية، مؤكداً “سنبحث حتى نتحقّق من السفن التي هي تابعةٌ له، ولن نتوانى عن استهدافها”، والتي “لا تجرؤ أن ترفع العلم الإسرائيلي”.

حرب مفتوحة؟

توسيع دائرة النار، وتنفيذ “عمليات إضافية في كل ما يمكن أن نناله من أهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين”، وفق كلام السيد الحوثي، من شأنه أن ينقل اليمن إلى مرحلة متقدّمة من المشاركة في “طوفان الأقصى”، إلى “الحرب المفتوحة مع العدوّ”، بحسب توصيف عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد الفرح،  في حديثه مع الميادين نت.

وأوضح الفرح أنّ هذا الموقف ليس وليد اللحظة وليس حالة انفعالية، بل هو تنفيذ لما يؤمن به الشعب اليمني، وأنّ “ارتباطنا بالإخوة الفلسطينيين هو ارتباط المصير”، وهذا يؤكده الانسجام الشعبي الكبير مع هذا الموقف، إذ قال الفرح إن “اليمنيين مستعدون لاتخاذ مواقف كبيرة والتضحية وتحمّل التبعات مهما كانت”.

وأكد الفرح أن السفن الإسرائيلية باتت اليوم في مرمى نيران الجيش واللجان الشعبية، فبمجرد أن يتم رصدها في البحر الأحمر و”باب المندب”، سيتم استهدافها نصرة لغزة، وشدّد على أنّ “هذا موقف واضح ومعلن ونعتزّ به، ونرى أننا بذلك تحمّلنا مسؤليتنا في هذه الحرب”.

أوراق اليمن المؤثّرة

تواصُل تنفيذِ العمليات من اليمن، علّقت عليه وكالة “أسوشييتد برس” على اعتبار أنّ القوات المسلّحة اليمنية تؤكد بذلك القدرات العسكرية والصاروخية التي تمتلكها وترسل رسالة مفادها “يمكننا أن نضرب إسرائيل”، وأضافت أنّ الضربات على إسرائيل لن تؤدي إلا إلى زيادة جرأة اليمنيين”.

يتجاوز الصاروخ اليمني الموجّه نحو جنوبي فلسطين المحتلّة الـ 2000 كيلو متر، وهنا تعترف الوكالة، على لسان خبراء الأسلحة، بالترسانة العسكرية التي بنتها القوات المسلّحة اليمنية على مدار سنوات، فذكّرت أنها “تمتلك صواريخ باليستية طويلة المدى، وصواريخ كروز أصغر حجماً، وطائرات انقضاضية من دون طيار، وكلها قادرة على الوصول إلى جنوبيّ إسرائيل”.

أمّا، خبير الصواريخ والباحث في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”، فابيان هينز، فقد لفت للوكالة إلى أنّ “الطريقة الوحيدة للتغلّب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية هي إغراقها بأعداد كبيرة من الصواريخ، لكن لا يمكنك فعل ذلك حقاً على مسافة تزيد عن 1600 كيلومتر”، مشدداً على أنّ  “الهجمات على الأهداف الأقرب وسفن الشحن ستكون أكثر فعالية”، وهذا يعيدنا إلى تهديدات السيد الحوثي.

هذا التصعيد اليمني، تحاول الولايات المتحدّة “احتواءه” على طريقتها التي أثبتت فشلها في العديد من ملفات المنطقة. في هذا الإطار، بيّن الفرح أنّ الإدارة الأميركية أرسلت إلى القيادة اليمنية رسائل ترهيب و”ترغيب”، مفادها أنّ اليمن حالياً يحتاج إلى المساعدات وإلى فتح المنافذ، و”ضمان عدم توسيع العدوان”، ضمن سياسة “العصا والجزرة”، لكنّ السيد الحوثي أجاب بوضوح عندما قال “إنّنا لسنا من نتقبّل أوامركم”.

وشدّد الفرح على أنّ اليمن قاتلَ وتحمّل لعقودٍ حروباً عديدة رعتها الإدارات الأميركية علناً، وذلك من أجل أن يصل إلى هذه اللحظة، اللحظة “التي نمتلك فيها ما نملكه من قوّة لنساند إخوتنا الفلسطينيين، وكلّ مظلوم”، مضيفاً “لقد باتت بحوزة الشعب اليمني أوراق ضاغطة وأوراق مؤثّرة على الأميركي والإسرائيلي”.

تقاسم لقمة الخبز مع غزة

في ظل الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها قطاع غزّة، من جراء العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار، وفي حين لم تضغط الأنظمة العربية بشكل جدّي وفعّال للتخفيف على الأقل من وطأة معاناة الشعب الفلسطيني، فإنّ لليمن موقفاً آخر.

أكّد الفرح أنّ الشعب اليمني يجمع التبرّعات من أجل غزّة، وأنّه على الرغم من الحصار وإغلاق المنافذ البحرية والجوية، وتهديد العدوان، فـ “إننا مستعدون لأن نتقاسم حتّى لقمة الخبز”، مع أهالي قطاع غزّة.

ودعا الفرح إلى استفادة الشعوب، التي تحتجّ على أنظمتها التي لا تنسجم معها، وهي في وادٍ واحد، أن تستفيد من التجرية اليمنية التي عجز الغرب عن احتوائها أو اختراقها، موضحاً أنّ الثورة يجب أن تكون شاملة، للوعي والثقافة ومبادئ الأمة الإسلامية، وهذا ما يضمن حفظها.

يدرك كيان الاحتلال الإسرائيلي أنه دخل عملياً وتدريجياً حرباً متعدّدة الجبهات، من غزّة إلى لبنان، سوريا، العراق واليمن الذي مثّل الساحة “العمق”، بحسب ما وصفتها صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية في وقت سابق. هذه الجبهة ستظل تؤرق الاحتلال وتشغله إلى أن “يتوقّف العدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة”، وفق بيان القوات المسلّحة اليمنية في 14/11/2023.

 

نقلا عن الميادين #السيد القائد عبدالملك بدالدين الحوثيً#اليمن#باب المندب‎#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزةً#كيان العدو الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید الحوثی باب المندب على أن

إقرأ أيضاً:

هيئة العلوم تبحث مع “إنجاز اليمن” سبل إنشاء وتطوير حاضنات الأعمال

الثورة نت/..

ناقش رئيس الهيئة العامة للعلوم والبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الدكتور منير القاضي، اليوم مع رئيس مجلس أمناء مؤسسة إنجاز اليمن، أمين حجر، أوجه التعاون المشترك لتعزيز الفرص الاستثمارية في مجال ريادة الأعمال.

وتطرق اللقاء إلى سبل إنشاء وتطوير حاضنات الأعمال والمشاريع الريادية، بما يسهم في دعم الابتكار وتطوير الأفكار الإبداعية للشباب وتحويلها إلى مشاريع تجارية مستدامة، والتأكيد على دعم هذا التوجه لإيجاد فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد الوطني.

واستعرض اللقاء بحضور نائب رئيس الهيئة الدكتور عبد العزيز الحوري، ومدير المشاريع والاستثمار في الهيئة فواز الحبيشي، مشروع المجفف الشمسي الذي تم تصميمه وتصنيعه في الهيئة بهدف مساعدة المزارعين في تجفيف المنتجات الزراعية بطريقة فعالة، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل من التكاليف، ويسهم في تحسين جودة المنتجات المحلية وتعزيز قدرات المزارعين.

وفي اللقاء أكد الدكتور القاضي أهمية الشراكة بين الهيئة والمؤسسة لدعم ريادة الأعمال وتحقيق التنمية المستدامة، معربًا عن تطلعه لتوسيع نطاق الشراكة لتشمل مجالات أخرى تعزز من الابتكار والتنمية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • لثني اليمن عن مساندة فلسطين ولبنان.. أمريكا تستعين بـ”أدواتها” في الداخل لدعم العدو الإسرائيلي
  • “المجلس الانتقالي” يرفض مخرجات التكتل الوطني للأحزاب اليمنية في عدن
  • ”أم عايض” السعودية تشد أنظار الجماهير اليمنية في مهرجان ”أيام اليمن الثقافية” ضمن موسم الرياض
  • شاهد | كيف أسقطت “غزة” حزب الإصلاح وإخوان اليمن
  • رسميا.. إشهار “التكتل الوطني” للأحزاب والقوي اليمنية في عدن برئاسة “بن دغر”
  • جلسة لمجلس الأمن اليوم بشأن اليمن تناقش نظام العقوبات التي تنتهي منتصف هذا الشهر
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق حوالي 60 صاروخا من لبنان نحو إسرائيل
  • هيئة العلوم تبحث مع “إنجاز اليمن” سبل إنشاء وتطوير حاضنات الأعمال
  • وثيقة مسربة تكشف: الحوثي يفرض ”ضريبة زواج” على أبناء أرحب ويستغل الفرح لتعزيز سيطرته
  • “المجلس الانتقالي” يعلن عدم مشاركته في الاجتماع المرتقب للأحزاب السياسية اليمنية في عدن