صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، كتاب «الأدب المرئي»، رحلة يحيى حقي ويوسف إدريس إلى السينما، للناقدة الدكتورة سميرة أبو طالب، وذلك ضمن إصدارات إدارة النشر في الهيئة عن سلسلة آفاق السينما.

بين القصة والسينما

يأتي الكتاب في فصلين، الأول «بين القصة والسينما» ويتناول أوجه الاتفاق والاختلاف بين النص القصصي والفيلم السينمائي، والاقتباس القصصي في السينما، والفصل الثاني تحليل الخطاب القصصي والسينمائي، ويتناول العنوان القصصي والآخر السينمائي، واللغة القصصية والسينمائية، والحوار القصصي والسينمائي، والشخصيات القصصية والسينمائية، والزمن القصصي والسينمائي.

يحيى حقي ويوسف إدريس

عن الكتاب تقول الدكتورة سميرة أبو طالب: الكتاب يخصص المساحة لقطبين من أعلام الأدب هما يحيى حقي ويوسف إدريس اللذان عُرف عنهما هذا الاهتمام باللغة الأدبية في مستوياتها المختلفة، كما كان لهما اهتمام خاص بالسينما ولغتهما؛ إن تنظيرا - كما فعل يحيى حقي في تخصيصه لمقالات كثيرة تُقدم رؤى حول واقع السينما، ولغتها وكيف تتشكل فتأتي جارحة للذوق العام حينا، ونافذة إلى العمق الإنساني في سلاسة وعذوبة أحايين أخرى- وإن إبداعا نراه في كتابات يوسف إدريس، الذي تنوعت مشاركاته في الفيلم السينمائي بين كتابة للسيناريو والحوار، أو لأحدهما دون الآخر، فضلا عن قصصه التي استحوذت على الاهتمام السينمائي؛ لتشكل تفاوتا في الاتجاه إليها بين حقبة وأخرى.

وتضيف «أبو طالب»: الكتاب محاولة لتقديم رؤية فنية نقدية لما يجمع الفنين معا، فن الكتابة كإبداع فردي، وفن السينما كإبداع جماعي تتضافر فيه العديد من العناصر التي تسعى إلى تقديم مفردات النص الأدبي في إطار من لغتها الخاصة على مستوى الصورة والموسيقى والإضاءة والملابس والمكياج.. إلخ، إضافة إلى ما يقترن بهذه الرحلة الطويلة للنص الأدبي كبداية، انتهاء إلى الفيلم السينمائي كشكل إبداعي مختلف، يلجأ إلى نوع من التخفيض اللغوي في المساحة الأدبية ليفسح المجال أمام اللغة السينمائية كي تقوم بمهمة التعبير عن تلك المساحات التي جرى تخفيضها لغويا، أو تستحدث مساحتها الخاصة التي تتوافق والقراءة الإبداعية السينمائية للنص الأدبي.

سلسلة آفاق السينما تعنى بنشر الدراسات المتخصصة في الثقافة السينمائية والتلفزيونية، تصدر برئاسة تحرير الدكتور يحيى عزمي، مدير التحرير أيمن الحصري، غلاف العدد للفنان طارق راضي، وصدر مؤخرا عن السلسلة كتاب «السينما القبطية» لنادر عدلي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يحيى حقي يوسف إدريس السينما الخطاب

إقرأ أيضاً:

كتاب جديد يستكشف حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر

يحاول كتاب "حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر"، الصّادر عن دار ميم للنشر بالجزائر، لمؤلّفه د. نورالدين جويني، أن يتناول تجربة المفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد، ومدى الحضور الذي حظي به في الأوساط الفكرية والأدبيّة العربيّة، خاصّة وقد عُرف إدوارد سعيد بأنّه صاحب تجربة ثقافيّة فتحت مجالا جديدًا طوّره بعده كل من: البنغاليّة غياتري سبيفاك، والهندي هومي ك. بابا، وهو حقل "الدراسات ما بعد الكولونيالية"، ومعروفٌ أنّ هذا المجال تتمحور أفكارُه بالدرجة الأولى حول كيفية إعادة كتابة التاريخ بصيغة جديدة، وذلك من أجل كشف الحدود المصطنعة للكولونيالية.

ويقول المؤلّف في تقديم هذا الكتاب: "مع أنّ الاستقبال الذي حظي به إدوارد سعيد (1935/ 2003)، في الثقافة العربية من ناحية التعريف بفكره وترجمة أعماله، خصوصا كتاب "الاستشراق" كان واسعا، وشمل مختلف وسائط الاستقبال، إلا أنّ هذا الاستقبال كان باهتا جدا، مقارنة بالاستقبال الذي حظي به عند المثقفين الهنود وغيرهم؛ فقد تمّت قراءة أعمال إدوارد سعيد في الثقافة العربية من منطلق إمّا إيديولوجي، كقراءات المنتمين للتوجُّه اليساري، أو من منطلق تعاطفي، نظرا لاهتمامه بالقضية الفلسطينية، أو من منظور يُصنّف إدوارد سعيد باعتباره عربيًّا يعيش في الغرب ويدافع عن الإسلام".

ويصفُ مؤلّف الكتاب هذه الردود بأنّها ردودٌ سلبيّة، وصلت إلى حدّ إثارة حفيظة إدوارد سعيد نفسه، وجعلته يتأسّف لحال هذا الاستقبال.

وعن الجديد الذي يُقدّمُه هذا الكتاب، يضيف د. نورالدين جويني بالقول: "لذا تأتي هذه المحاولة من أجل التركيز على دراسة إدوارد سعيد من منظور ميديولوجي يسعى أوّلا إلى وضع هذا المثقف في شرطه المعرفي، وثانيا يحاول نزع تلك الهالة القدسية التي ارتبطت بهذه الشخصية المعرفية في ثقافتنا، ولهذا سنتكلّم هنا بلغة الميديولوجي الفرنسي ريجيس دوبريه،Régis Debray (1940)؛ أي أنّنا سنركز على الوسيط الذي جعل من إدوارد سعيد في الثقافة العربية يحظى بهذا الحضور".

يُشار إلى أنّ د. نورالدين جويني (مؤلّف الكتاب) باحثٌ جزائريّ، حاصلٌ على شهادة دكتوراه في الأدب العربي، ويشتغل أستاذًا بجامعة الجزائر، وقد سبق له نشر العديد من الدراسات النقدية عبر الكثير من المجلات الفكرية والأدبيّة.

مقالات مشابهة

  • 5 أفلام إماراتية تنافس في صالات العرض
  • الصراع الحضاري في تاريخ سورية القديم… محاضرة الدكتور عبد الرحمن البيطار باتحاد كتاب حمص
  • وحيد حامد.. ويوسف إدريس!
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «5- 5»
  • الأدب والفن والعمارة الإنسانية فى ضيافة اتحاد كتاب مصر
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (5/5)
  • جامعة الإمارات وتريندز يطلقان كتاب الأمن المائي في دولة الإمارات
  • تكريم نجم السينما الهندية شاروخان في مهرجان لوكارنو السينمائي
  • جامعة الإمارات و”تريندز” يطلقان كتاب “الأمن المائي في دولة الإمارات”
  • كتاب جديد يستكشف حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر