فند القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان، رواية الاحتلال الإسرائيلي بشأن العثور على أسلحة ومعدات عسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، مؤكدا أن "هشاشتها وركاكتها" واضحة، وأنه ليس من المستبعد لجوء الاحتلال إلى "فبركة جديدة" لتسويق أكاذيبه.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم حماس، بالعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس، علق فيه بشكل مفصل على ما ساقه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمره الصحفي الأربعاء، الذي زعم فيه أنهم عثروا على أسلحة ومعدات عسكرية داخل مجمع الشفاء.

وأشار حمدان في حديثه إلى ما قدمه الاحتلال الإسرائيلي من تصور على مدار الأسابيع الماضية بوجود مقر لقيادة حماس تحت مستشفى الشفاء وترويجه لذلك منذ بداية عدوانه على قطاع غزة، والذي لم يستطع إثباته بعد اقتحامه للمستشفى، واستعاض عن ذلك بـ"رواية سخيفة هزيلة" عن وجود بعض البنادق والملابس العسكرية وجهاز حاسوب محمول.

وبدأ القيادي في حماس بالحديث عن اقتحام مركز الأمير نايف للأشعة في المستشفى، حيث أشار المتحدث الإسرائيلي إلى وجود كاميرات مراقبة مغطاة باعتبارها دليلا على وجود قيادة في المكان، وهو الأمر الذي اعتبره مثيرا للاستنكار والتساؤل عن دلالة ذلك لوجود تلك القيادة.

وأضاف أنه ليس من المعقول تخزين أسلحة بجوار أجهزة الرنين المغناطيسي في أي مستشفى كما ادعت رواية جيش الاحتلال، لما هو معلوم من أن هذه الأجهزة حساسة ولا يمكن أن تعمل في ظل وجود معدن مجاور، وقال في هذا السياق، "لا يسمح حتى بارتداء خاتم في غرفة جهاز الرنين المغناطيسي".

كما كشف من خلال صور عرضها على شاشة أن الصناديق التي زعم جيش الاحتلال أنه وجدها داخل المستشفى مليئة بالأسلحة، كانت بأيديهم خلال اقتحامهم للمكان، ويظهر ذلك من خلال وجود الملصق نفسه على تلك الصناديق، وهو الأمر الذي كشفته عدساتهم وفضح روايتهم، حسب تعبيره.

وأشار حمدان كذلك إلى أن الأسلحة التي تم عرضها بطريقة ساذجة مع زعم أنها كانت مخبأة في الخزانات، ظهرت ملفوفة ببطانيات خاصة بجيش الاحتلال، وتم إعادة نقلها لخزانة أخرى لعرضها مرة ثانية وهي مرتبة ومنظمة، في مشهد لا يقل سذاجة عما سبقه.

وأضاف أن "الفضيحة الأخرى" ظهرت من خلال عرض جهاز حاسوب محمول وعلى شاشته صورة مجندة باعتباره أحد أجهزة كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، وبعد أن اكتشف أن ذلك فضيحة، حذفه من صفحته بمنصات التواصل وأعاد عرضه وقد غطى الشاشة في محاولة لستر فضيحته.

وشدد حمدان على أن الاحتلال "ليس مؤهلاً ليكون قاضياً وحكماً كونه خصما وعدوا"، مشيرا إلى مطالب حماس المتكررة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، والوقوف على كذب الاحتلال، لما هو متوقع من لجوئه إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات.

وقال إن ما حدث كشف للقاصي والداني كذب الاحتلال والإدارة الأميركية حول مزاعمهم بشأن مستشفى الشفاء، مؤكدا أن الهدف الحقيقي من ضرب المستشفيات إضافة لقصف المخابز وتدمير المرافق الحيوية، هو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حكومة الاحتلال تشنّ حرباً على الكتب والثقافة والفنون لمنع أي رواية معارضة لها

قال الرئيس الأسبق للكنيست والوكالة اليهودية، أبراهام بورغ، عبر مقال له، نُشر بموقع "ويللا" العبري، إنّ قيام شرطة الاحتلال بمداهمة متجر للكتب في شرقي القدس المحتلة، ومصادرة الكتب، واعتقال اثنين من أصحابها مع إساءة معاملتهما، ثم إحضارهما أمام قاضٍ لمزيد من المعاملة الفظّة، تسبّب بإحراج كبير لدولة الاحتلال، في الرأي العام الغربي.

وأبرز بورغ، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "بدت كدولة يحكمها الجهلة وليس أهل الكتب، فيما يُعيد للأذهان ما أقدم عليه النازيون في 1933 وسط برلين، حين أحرقوا أعمال مئات الكتاب والمفكرين والفلاسفة والعلماء".

 أكد أنّ: "مداهمة الشرطة للمكتبة المقدسية، استنساخ لما أقدم عليه النظام النازي، حين جمع طلابه الهتلريون المتحمسون عشرات آلاف الكتب، ثلثاها من تأليف اليهود، في مجالات العلوم والفلسفة والفن والتاريخ، كان مؤلفوها معارضين للنظام بأشكال مختلفة، من اليهود والشيوعيين والمثقفين والليبراليين".

وأضاف: "بتحريض من وزير الدعاية النازي حينها، جوزيف غوبلز وبصحبة جوقات قوات الأمن الخاصة، تم إحراق أعمال توماس مان، كارل ماركس، سيغموند فرويد، إريك كاستنر، هينريخ هاينه، والعديد من الآخرين، وكان هذا الحريق الرئيسي، الذي أعقبه إشعال العديد من نيران الجهل في جميع أنحاء ألمانيا، وحرق مئات آلاف الكتب".

وأوضح أنّ: "مسيحيي إسبانيا سبق لهم أن أحرقوا القرآن في القرن السادس عشر، واليوم عندما منعت شرطة الاحتلال، مصحوبة بأصوات جوقة إيتمار بن غفير العنصرية، وأوركسترا سموتريش العنصرية، الحرب على بائعي الكتب الفلسطينيين، فإنهم لا يختلفون كثيرًا في جوهرهم عن غيرهم من حارقي الكتب في تاريخ البشرية، لاسيما من النازيين".

في سياق متصل، لا تتورّع حكومة الاحتلال على انتهاج كل الأساليب القمعية لحجب أي رأي مُخالف لروايتها الكاذبة عن العدوان على غزة، بما في ذلك الأصوات الصادرة من داخل المجتمع الاسرائيلي، حيث تتصدّى لكل صوت ليبرالي ديمقراطي إنساني، من خلال إبراز التهديدات الدينية القومية، لاقتلاع هذه الأصوات من المجال العام، خاصة في الثقافة والفنون.

وأكد الكاتب بصحيفة "معاريف" العبرية، ران أدليست، أنه: "منذ تأسيس حكومة اليمين الحالية عموما، ومنذ بدء الحرب على غزة خصوصا، فرضت حظرا على إنتاج وصناعة الأفلام الوثائقية التي تتعامل مع الصراع مع الفلسطينيين بمنطق مخالف لرواية الحكومة".

"يستمر هجوم حكومة بنيامين نتنياهو، وشركائه في الجريمة على عالم الفنون والثقافة في كل المجالات، وهو الشغل الشاغل والهدف الأساسي لجميع الوزارات الحكومية" تابع أدليست، في مقال ترجمته "عربي21" أن "محاولة إلغاء المحكمة العليا لهذه العروض فشلت في هذه المرحلة".

وأكّد: "تستمر محاولات الالتفاف عليها على مدار الساعة، حيث تشنّ الحكومة الآن حملة تدمير بنفس القدر من الأهمية ضد عالم الثقافة، وعلى النقيض من النظام القانوني الذي يكافح من أجل بقائه بدعم إعلامي وجماهيري، لا أحد يسمع أو يرى انهيار الشجرة الثقافية في مكان ما من الغابة الإسرائيلية، خاصة الفنون التي تحتوي على محتوى يتعارض مع أوامر الحكومة". 

وأوضح أنه: "منذ تشكيل الحكومة اليمينية، خاصة منذ اندلاع حرب غزة، فرضت حظر إنتاج على صناع الأفلام الوثائقية التي تتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لاسيما التي تركّز على الاحتلال، بسبب وجود كيانات "غير مرئية" تعمل من داخل أحشاء الحكومة".

وتابع: "تشارك بتخريب عرض الوجه الحقيقي للدولة، وتتعرض المحاولات الرامية لشنّ حملة ضد المقاطعات من خلال اللجان والمؤسسات الخاصة لعملية تخريب عنيفة". 


وفي السياق نفسه، ضرب على ذلك مثالا بـ"منع الشرطة لعرض فيلم أميركي في حيفا، بزعم أنه يحتوي على تحريض ضد دولة الاحتلال وجنودها، وسبق الحظر مضايقات هاتفية ضد إسرائيليين مهتمين بالفيلم، وتم إلغاء العرض، ناهيك عن التهديدات الموجهة للمذيعين لمنعهم من بث مواد خطيرة، بل إن العديد من المنتجين يعلنون أنهم عالقون مع فيلم وثائقي ليس لديه أي فرصة لإنتاجه وتمويله في دولة الاحتلال".

وأشار إلى أنه: "لا جدوى من الشكوى، والطريقة الوحيدة هي جمع التمويل من خارج دولة الاحتلال، لكن النكتة المريرة هنا أنه في عالم من المفترض أنه ليبرالي، فإن حقيقة كون الفيلم إسرائيلياً، حتى وإن كان نقدياً، تجعله غير مؤهل لعرضه في شركات الإنتاج بسبب الطريقة التي يصور بها الفيلم سلوك الحكومة والجيش في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا أحد مكونات العالم الثقافي الفني في دولة الاحتلال".

وكشف أنّ: "وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهر، طالب وزير المالية، بيتسلئيل سموتريتش، بمنع ميزانية "السينماتيك" لعرض الأفلام الروائية الفلسطينية، كما تم إغلاق مكتبة فلسطينية في القدس بتهم كاذبة، كما يتم استهداف الممثلين الكوميديين في حيفا، بزعم أنهم يمثلون عملاً فنياً يتناول الواقع بعيون عربية فلسطينية".

مقالات مشابهة

  • استشهاد الأسير الفلسطيني رقم (63) في سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي جراء التعذيب
  • رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه.. ويهدد حماس
  • حكومة الاحتلال تشنّ حرباً على الكتب والثقافة والفنون لمنع أي رواية معارضة لها
  • قيادي في حماس: سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائد حماس في مخيم جنين
  • توافق إسرائيلي أميركي لاستعادة جميع الأسرى وإنهاء حكم حماس
  • «الرقب»: مزاعم انتهاك مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل كاذبة.. و«كاتس» سكت دهرا ونطق كفرا»
  • مسؤول إسرائيلي: تدفق الشاحنات إلى غزة يعزز رواية حماس بالانتصار
  • حماس: 962 خرقاً إسرائيلياً للاتفاق ومحاولة للتنصل من المرحلة الثانية
  • حماس: حكومة نتنياهو معنية بانهيار الاتفاق وتطالب بالدخول باتفاق جديد