صحيفة عبرية: السنوار أوقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد اقتحام مجمع الشفاء
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أوقف قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، اتصالاته بالوسطاء في ملف الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة، احتجاجاً على اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبّي، الأمر الذي قد يعقّد إبرام صفقة التبادل التي يتم التفاوض عليها منذ أيام.
وكتب يوسي يشواع مراسل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلا عن مصادر (لم يسمها): "يمكننا هذا الصباح أن نكشف أن السنوار اختفى ببساطة عن الوسطاء القطريين خلال الـ 24 ساعة الماضية، مدعيا أنه طالما أن الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء، فإنه لا يمكنه التفاوض مع إسرائيل، ولذلك، لم يحرز أي تقدم خلال هذه الفترة الزمنية".
ويصف يشواع تفاصيل الصفقة المرتقبة "بأنها مشكلة تكتيكية"، مهاجماً السنوار، وواصفاً طريقته بالتفاوض بأنها "محاولة مثيرة للاشمئزاز للتلاعب بأعصاب المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأ الأمر بالتغيّر المتكرر في أعداد المختطفين والمختطفات، الذين سيُطلق سراحهم: في البداية كان هناك حديث عن 100، ثم انخفضنا إلى 80، وأمس وصلنا إلى 50 فقط".
وفي المقابل، حسب يشواع، فمن المفترض أن "يوقف الجيش الإسرائيلي القتال لمدة 5 أيام، وهو وقت أكثر من كافٍ بالنسبة إلى حماس لالتقاط أنفاسها وإعادة تجميع صفوفها. وكما أظهرت التجارب السابقة، فإن التوقف عن القتال فيما توجد قواتنا في عمق قطاع غزة، فإن هذا لا يضمن أمنهم".
ويتابع مراسل "يديعوت أحرنوت"، انتقاد تفاصيل الصفقة، التي لم يذكر مصدر حصوله على معلوماتها، قائلاً: "لم يكن ذلك كافياً، فقد قدّم السنوار مطلباً لا يصدّق، هو إطلاق سراح المختطفين والمختطفات على دفعات يومية. بمعنى آخر، يمكن للسنوار بإرادته الشخصية أن يطلق سراح 10 أسرى، وبإرادته أن يوقف إطلاق سراحهم لعدم رضاهم عن شيء ما، لعلمه أن الجيش الإسرائيلي لن يسارع في العودة إلى عملياته".
اقرأ أيضاً
تتضمن هدنة.. مسؤول إسرائيلي: صفقة خلال أيام لتبادل أسرى مع حماس
ويزيد: "في غضون ذلك، سيجنّ جنون العائلات، وبعدهم الجمهور (الإسرائيلي). والأكثر إثارة للدهشة من هذا الطلب المثير للغضب، أن إسرائيل مستعدة حتى الآن لقبوله (أي الطلب الذي تدعيه الصحيفة)".
وعن سير الصفقة، يقول يشواع: "يمكن فهم عيوب الصفقة المحتملة من خلال التعامل غير الممكن مع الشخص الذي يتلاعب في عقول الإسرائيليين"، قاصداً السنوار.
ويعتقد جيش الاحتلال الاسرائيلي وجهاز "الشاباك" أن هذه خطوة خاطئة، حسب يشواع، الذي يضيف أنه "بعد إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح من الأسهل بكثير التشكيك في موقفهما.. كذلك إن معرفة الصف الذي ستقف فيه معظم وسائل الإعلام (الإسرائيلية) ستجعل الحياة أسهل قليلاً بالنسبة إلى المستوى السياسي".
قبل أن يضيف: "لا ينبغي في أي حال من الأحوال التقليل من أهمية عودة كل واحدة وواحد من الإسرائيليات والإسرائيليين إلى ديارهم (نحن نتحدث في هذه المرحلة عن النساء والأطفال)، لكن إسرائيل دخلت المعركة، معلنة أن الوضع لن يعود كما السابق، ومثل هذه الصفقة يمكن أن تحوّل هذا الالتزام إلى حبر على ورق".
ويلفت الكاتب إلى أنهم "في الجيش، يعرفون جيداً إلى من ينظر أهالي الجنود والمجندات الآن.. وهذا لن يمنع أصحاب القرار من تسويق أي صفقة يجري قبولها، حتى لو كانت جزئية،على أنها نجاح باهر".
اقرأ أيضاً
تقرير أمريكي: العدوان على غزة يصعب المحادثات الهشة لتبادل إطلاق الأسرى
وينتقل المراسل إلى اقتحام مجمع الشفاء الطبي في غزة، عازياً اقتحامه إلى عدم تقدم المفاوضات "طالما لا يوجد أي تقدّم، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل الاندفاع إلى الأمام، حيث كانت النقطة المحورية بالأمس هي مستشفى الشفاء ومحاولة اجتثاث وسائل القيادة والسيطرة التابعة لحماس من هناك".
ويتابع بأن الواقع جاء مخالفاً للادعاءات الإسرائيلية "تبين أن الشيطان (في إشارة إلى تصوير إسرائيل للمستشفى على أنها مركز لقيادة حماس)، ليس بالفظاعة التي أخافونا منها طوال العشرين عاماً الماضية، وكان كافياً القيام بعملية حذرة وذكية لتسجيل إنجاز مهم (في المعركة)".
ويعترف يشواع، بأنه "لا بد من القول باستقامة إنه لم يُعثَر حتى الآن على أي مركز قيادة استثنائي لحماس، ولا يوجد أي دليل على وجود مجمّع تحت الأرض. ونظراً لأن الأميركيين قدموا دعماً قوياً للعملية في الشفاء، فإن النشاط يجب أن يستمر".
ويشير إلى أن وحدة (شيلداغ) التي قادت عملية الاقتحام تعاملت مع 10% من مجمّع الشفاء "وواجهت مقاومة بسيطة نسبياً"، ما يدل، برأيه، على أن حركة حماس تتخلى عن المعارك في الأوضاع التي لا تخدمها وتركّز في الجنوب (جنوب القطاع)، "حيث لم يصل الجيش الإسرائيلي بعد، ولكن كما سيتضح على الفور، فإنه في طريقه" إلى هناك.
ويستدل يشواع بما قاله قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال يارون فينكلمان، الأربعاء: "سنواصل وسنتقدّم في ضوء خططنا العملياتية"، في إشارة إلى أمرين: "الأول هو التقدّم جنوباً، وهو ما تم إبلاغ سكان الجانب الشرقي من خان يونس به من خلال منشورات تطالبهم بالإخلاء، والثاني هو الهجوم الممنهج على مدينة حماس تحت الأرض، الأمر الذي سيجبر حماس على الصعود فوق الأرض، ويفرض المزيد من الضغط" على المقاومين "المتحصنين في الجنوب"، كما يقول.
اقرأ أيضاً
تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.. إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة
لكن، كل هذا، "معرّض لخطر التجميد"، برأي مراسل الصحيفة العبرية، "إذا قُبِلَت الصفقة التي يدور الحديث عنها، ويدّعي مؤيدوها أنْ لا يوجد أي خيار، وأنّ من الصحيح أخلاقياً إطلاق سراح الأطفال والنساء على الأقل، على الفور".
وأشار يشواع إلى أن "المعارضين (للصفقة) يدّعون أن الجيش الإسرائيلي يوجد في زخم هجومي، وأن حماس تحت الضغط، والسنوار هو من يريد الصفقة، لذلك ليس من الصواب التوقف بل الاستمرار في الضغط عسكرياً للتوصل إلى صفقة شاملة".
ويختتم بالقول: "من جهة أخرى، إن ترك إسرائيليين وإسرائيليات في الأسر، بمن فيهم الجنود، سيكون حدثاً يمكن أن يمزّق الشعب ويثير غضب عائلات المواطنين والجنود على حد سواء".
وأسر مقاتلو "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، نحو 240 شخصا بين عسكريين ومدنيين ومنهم من يحملون جنسيات مزدوجة لدى اقتحامهم مستوطنات ونقاطا عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في عملية سمتها "طوفان الأقصى".
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال لليوم الـ41، شن حربٍ مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
اقرأ أيضاً
تتضمن إدخال وقود لغزة.. ملامح لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة مستشفى الشفاء تبادل أسرى السنوار حماس إسرائيل الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
هل ينجح ويتكوف في حلحلة مفاوضات غزة؟ وكيف علق مغردون؟
وبحسب ما نقله موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين، فإن ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة يوم الثلاثاء القادم، بهدف جمع كل الأطراف –حماس وإسرائيل والوسطاء- في مكان واحد لعدة أيام من المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
واستجابة لهذه الجهود، قرر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة غدا، يضم نائب رئيس جهاز الشاباك، ومنسق شؤون الرهائن، والمستشار السياسي لنتنياهو.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إدارة ترامب: الاجتماع مع حماس مفيد جدا ونتفهم قلق إسرائيلlist 2 of 4محللان: دخول الأميركيين على الخط مع حماس أحرج نتنياهوlist 3 of 4إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزونناlist 4 of 4آدم بولر مدير مؤسسات طبية يفاوض في شؤون الأسرىend of listوفي الوقت نفسه، نظم إسرائيليون مظاهرات واعتصامات في تل أبيب للمطالبة بإتمام الاتفاق والإفراج عن جميع الأسرى، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة، في حين طالب 56 أسيرا إسرائيليا سابقا نتنياهو بتنفيذ الاتفاق بالكامل.
ووجهت هيئة عائلات الأسرى اتهامات لنتنياهو بعرقلة جهود استعادة الأسرى، محذرة من مغبة العودة إلى الحرب، في حين قالت حركة حماس إن هناك مؤشرات "إيجابية" بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع نفيها موافقتها على هدنة مؤقتة.
وعلى النقيض، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "لا علم لنا بتقدم المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مما يعكس حالة التناقض في التصريحات الرسمية حول مسار المفاوضات.
إعلان تقدم أم مماطلة؟ورصد برنامج شبكات (2025/3/9) تعليقات بمواقع التواصل الاجتماعي حول جديد ملف التفاوض لوقف الحرب في غزة، ومنها ما كتبه محمد الجمال: "أنباء إيجابية ومبشرة من قيادات غزة وحتى في إعلام العدو الإسرائيلي.. الأمور ذاهبة إلى استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية".
وغرد وليد رضا "أنا أرى أن المحتجزين كارت يستخدمه ترمب لكبح جماح نتنياهو، ونجح (دونالد) ترامب بأن يجعل قضية المحتجزين الأولى في إسرائيل"، في إشارة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الأميركي في الضغط على الجانب الإسرائيلي.
بينما عبر مجدي الزناتي عن تشككه قائلا "الاحتلال بهذا يكسب الوقت فقط دون فتح المعابر ودخول المساعدات يثبت ما أقوله"، وهو ما يتقاطع مع رأي عبد الحكيم الذي كتب "ولا راح يوافقوا.. راح يخلوكم تقبلوا الهدنة المؤقتة وبعدها حيطلعوا أسراهم وحيقلبوا على غزة..".
وكتب مختار "إسرائيل سخرت كل قوتها لقتل أسراها لدى المقاومة، وهي لا تزال متمسكة بسلوكها غير الإنساني برفض فك الحصار عن غزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية"، معبرا عن انتقاده للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى والمفاوضات.
وبالتوازي مع التحركات الأميركية، التقى وفد من حركة حماس في القاهرة برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة.
وخلال اللقاء، أعلنت الحركة موافقتها على تشكيل لجنة سمتها "الإسناد المجتمعي" من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، حتى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، في خطوة قد تمثل تقدما في ملف الحوكمة المستقبلية للقطاع.
وانتهت رسميا المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوما في الأول من مارس/آذار الجاري، بعدما لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن تمديده.
إعلان 9/3/2025