عدن الغد:
2025-01-30@08:58:40 GMT

خمس دقائق قبل خروج القطار عن السكة الحديدية

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

خمس دقائق قبل خروج القطار عن السكة الحديدية

كتب/ احمد السيد عيدروس:

هل ركبنا القطار الخطأ؟؟

هل يحق لنا الندم؟؟

 

 لا لا لا، لن أندم، فلم يكن في المحطة قطاراً سواه.. وكان الليل مخيف والعاصفة شديدة والمحطة مرعبة وكان علينا أن نغادر المحطة مع أول قطار نصادفه، لقد كنت أعلم منذ الوهلة الأولى أن القطار لن يصل إلى وجهته.. لكنني مضيت.

كان القطار مسرعاً وكانت السكة التي يمشي عليها متهالكة وكان وقوده الذي يسير به هدية مجانية منحة من دولة نفطية مجاورة وكان بهذا الوقود عيوب ولم يكن صالح للضخ في خزانات القطار، لكن وبما أنه منحة مجانية لم يتم رفضه وسُمح له بدخول البلد وتسيير القطار الوحيد الذي نملك.

لقد كان المهندس الذي أمضى على جودة شحنة الوقود هذه يجلس بجواري غارق في التفكير...؟؟ لكن لم أكن أعلم بما يفكر ...؟؟ كان يبدو علية التعب والإرهاق، لكنه لم يكن خائف من أن تخرج الأمور عن السيطرة بسبب شحنة الوقود التالفة.. هل كان لا يبالي فعلاً؟! 

هل كان يشعر بالذنب ولكنه يكابر؟! 

لكنَّ المصيبة أن لا أحد يكترث، ولم يكن أحد من الذين على متن القطار خائف، حتى أنا لم أشعر بالخوف، وكنت أتمنى أن اغفوا وانام خمس دقائق فقط، ولم أهتم أن هذه الدقائق الخمس هي الأخيرة، قبل أن يخرج القطار عن السيطرة، ويخرج عن المسار بسبب هذا الوقود التالف.

خمس دقائق متبقية قبل خروج القطار عن السكة الحديدية، هل يستطيع أحد أيقاف القطار قبل الكارثة؟ لماذا لا يسحب أحد سلسلة الطوارئ التي توجد بكل مقصورة وتقوم بإيقاف القطار عند سحبها في الحالات الطارئة؟

لم يكن أحد من الركاب يريد أن يُوقف القطار لقد كنّا مُنهكين ومتعبين ولم يكن ينتظرنا أحد فقد أستشهد الرفاق وترملن الزوجات وتيتم الأطفال وبقينا نحن الأشباح نتجول في هذا الوطن المخيف.. لقد كان الموت يعتبر نصراً نحققه لأنفسنا التي أتعبتها الحياة.

كان القطار يجر ست مقصورات وأُضيفت له مقصورة سابعة صغيرة تحمل على متنها مجموعة من العسكر الذين يتحدثون عن الثورة ومكاسبها لقد كانوا شباباً في مقتبل العمر عائدين إلى الوطن بعد معركة شرسة خاضوها مع الغزاة ولم يكونوا يعلمون ما ينتظرهم على الطريق.

أما الست المقصورات فقد توزع عليها بقية الركاب وكنت أنا في المقصورة الثالثة وهي نسبياً تعد مقصورة مريحة للطبقة الوسطى من الشعب وكان يجلس بجواري ذلك المهندس الغارق في التفكير وهو بالمناسبة أحد الرفاق المناضلين في الماضي، وكان ينظر من نافذة القطار ويتمتم بكلمات يقول إلى أين يأخذنا هذا القطار ليته يسير دون توقف حتى نهاية العالم.. وأشعل سيجارة وأخذ يدخن السيجارة مع أنها ممنوعة في القطارات، ولكنه كان يعرف أنها آخر سيجارة له سيشعلها ..!

لقد كنا جميعاً محبطين ...!!

لكن ما كان يؤرقني وأنا جالس على مقعدي أتفحص وجوه الركاب على هذا القطار المسرع أنه لا أحد خائف! هل كانوا جميعاً يعرفون ما ينتظرهم على الطريق؟! لماذا لا يتكلمون لماذا الجميع صامتون لماذا لا يوقف القطار أحد.

خمس دقائق متبقية قبل خروج القطار عن السكة الحديدية، أريد أن أخبرهم بالحقيقة لعل أحداً يمتلك الشجاعة ليسحب السلسة ويوقف القطار لكنني في كل مرة كنت أتراجع، وانا أرى أحلام أولئك الشباب الجميلة وهم يطمحون ببناء دولتهم المستقلة.. أولئك الشباب المتحمسون الذين يتكلمون عن الثورة وانتصارات الثوار لم أستطع أن أقاطعهم، فما أعرفه سيُكدر فرحة الانتصار ويثير الرعب في القطار.

 

 ففضلت السكوت والنظر في أعين الرفاق، وكأننا كنا نودع بعضنا بعضاً في صمت.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: خمس دقائق القطار عن لم یکن

إقرأ أيضاً:

سهير رمزي تثير الجدل.. هل تلمّح للاعتزال؟

متابعة بتجــرد: أثارت الفنانة الكبيرة سهير رمزي، الكثير من الجدل حول اعتزالها التمثيل بعد ابتعادها عن الوسط الفني الفترة الماضية، مؤكدة أن غيابها عن الساحة الفنية منذ عامين لعدم وجود أي حافز يجعلها تعود الى التمثيل، وأنها تتمتع بالصحة ولكن لم يعرض عليها عمل يناسب قيمتها الفنية.

قالت سهير: “عُرضت عليّ أعمال كثيرة الفترة اللي فاتت ولكن معجبتنيش ومش هي دي اللي تخليني أرجع وأشتغل تاني من جديد، وأنا الحمد لله كويسة وصحتي كويسة وبخير”.

وعن خليفتها في الوسط الفني بين الفنانات، علقت قائلة: “لا يوجد امتداد لي ومفيش حاجة اسمها حد امتداد لحد في الوسط الفني”.

كما أوضحت أنها تتابع الأعمال على الساحة الفنية ولكن ليس بكثرة، قائلة: “بتابع الأعمال ولكن مش كلها لأن عندي أولويات”.

تصريحات سهير رمزي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت تلمح الى اعتزالها الفن أم أنها استراحة محارب كما يقال.

يُذكر أن مسلسل أم البنات يعد آخر أعمال سهير رمزي، وعرض في الموسم الرمضاني 2023، وجسدت خلاله شخصية أم لخمس فتيات، ودارت أحداثه حولهن وكيفية تعاملها مع مشاكلهن اليومية، وشاركها في بطولة العمل كل من: منة عرفة، ديانا هشام، سيلين عبد العزيز، سارة سلامة، هاجر الشرنوبي، ناصر سيف، محمد مهران، وغيرهم، والعمل من إخراج عبد العزيز حشاد.

2025-01-29Bitajarodمقالات مشابهة بعد أزمتها الأخيرة.. أنغام تعلن عن أولى حفلاتها بالسعودية

3 دقائق مضت

فيديو وصور – محمد إمام يهنئ أحمد حلمي على نجاح مسرحيته

8 دقائق مضت

محمد رمضان يلجأ للذكاء الاصطناعي: من “نمبر وان”؟

16 دقيقة مضت











     Privacy Policy |Copyright 2013-2021 Bitajarod All Rights Reserved © | Developed & Managed by XeyoX Interactiveإلى الأعلى

مقالات مشابهة

  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • خروج عن النص!!
  • ترامب يعلق على حادث تحطم طائرة الركاب في واشنطن: "وضع سيء وكان يمكن منعه"
  • دوري الأبطال.. تشكيل هجومي متوقع للسيتي أمام كلوب بروج
  • دموعهم وجعتنا.. تعليق مثير لـ شوبير على خروج منتخب مصر لكرة اليد من بطولة العالم
  • بالمقادير.. طريقة عمل كيكة المج في دقائق
  • سهير رمزي تثير الجدل.. هل تلمّح للاعتزال؟
  • ماذا يحتاج باريس سان جيرمان للتأهل لدوري أبطال أوروبا؟
  • المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
  • سموتريتش يسحب استقالته من الحكومة قبل دقائق من انتهاء المهلة