ساينس مونيتور: هل حققت حماس أهدافها ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
بالتزامن مع دخول جولة القتال الأخيرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة يومها الـ41، طرحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، سؤالا محددا على عدد من الخبراء والمحلل وهو هل حققت حركة حماس أهدافها من تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام التابعة لها في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
وحتى الآن أسفر القتال عن استشهاد 11 ألفا و500 فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
في المقابل قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
أفضلية قتالية
وصباح الأربعاء، اتخذ القتال منحيا دراماتيكيا عندما اقتحمت قوات إسرائيلية أجزاء من مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث تزعم إسرائيل والولايات المتحدة إن القيادة المركزية لحماس موجودة أسفل المستشفى.
وتعليقا على هذه الخطوة قال عزمي كيشاوي محلل غزة في مجموعة الأزمات الدولية، والموجود حاليا في مدينة دير البلح (وسط): "إن هذا يدل كثيرًا على أنهم ليسوا على وشك رفع راية الاستسلام البيضاء".
وأضاف أنه في المقابل فإن "حماس لا تشعر بالقلق". وعقب بأنه يعتقد أنهم (مقاتلو حماس) أرادوا أن يغوص الإسرائيليون في الوحل بشكل أعمق في غزة؛ "الآن سيكون لديهم الأفضلية القتالية."
وقال: "إن حماس تعرف حجم قدراتها، لكن ما يراهنون عليه هو الصمود لأطول فترة ممكنة، لأنهم في كل يوم صامدون فيه، يجعل الإسرائيليين أقرب إلى الانهيار التام وعدم التعافي".
نهاية التطبيع والردع
وبحسب كيشاوي، أن خطة الإصلاح القضائي التي اقترحها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بنيامين نتنياهو أدت إلى حدوث انقسام داخل الدولة اليهودية بشكل حاد في الأشهر التي سبقت الحرب، مما خلق شعورا بأن إسرائيل أصبحت أكثر عرضة للخطر.
وأضاف أن هجوم طوفان الأقصى الذي نفذها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أدى إلى كسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر والتي كان يرددها الإسرائيليون والعرب وحتى الفلسطينيون، والآن يقول محللون إسرائيليون إن استعادة الردع هو أحد أهداف هذه الحرب المضادة على حماس في غزة.
ومع ذلك، فقد حققت حماس بالفعل بعض أهدافها الحربية، بما في ذلك وقف اتفاقيات التطبيع الناشئة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، حسبما قال القيادي في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان في تصريحات إعلامية.
وأضاف حمدان أن هجوم طوفان الأقصى كان جزءا من إستراتيجية حماس الهادفة إلى إنهاء محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية وبناء تحالفات محلية من شأنها إزالة الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.
واعتبر حمدان إن "أعظم إنجاز" لهجوم حماس هو وضع حدا لطموحات إسرائيل في أن تصبح كيانا طبيعيا في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني".
ضربة للأمن الإسرائيلي
طارق بقعوني الخبير في شؤون حماس ورئيس مجلس إدارة "الشبكة" (شبكة السياسات الفلسطينية) يرى أن النطاق المفاجئ لتوغل حماس يعني أيضًا تأثيرًا أعمق بكثير من المتوقع على كلا الجانبين،
وأضاف أن مثل هذا الإجراء لزعزعة الوضع الراهن كان "حتميًا في بعض النواحي"، بعد 17 عامًا من الحصار الإسرائيلي لغزة، والإجراءات الإسرائيلية منذ الربيع الماضي ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية المحتلة والتي أثارت غضب حماس.
وذكر بقعوني "إن السرعة التي تحول بها الحصار (الإسرائيلي) من كونه غير قابل للاختراق، ولا يقهر، إلى مدى وضوح أن كل هذا كان بيتًا من ورق، تعني فقط أن حماس كانت قادرة على أن تكون أكثر نجاحًا - وبالتالي (وكان الانتقام [الإسرائيلي) أكثر وحشية بكثير”.
وتابع أنه "بغض النظر عن كيفية ظهور حماس.. ليس هناك شك في أنهم وجهوا ضربة قوية لشعور إسرائيل بالأمن، وقوضوا ركيزة أساسية للصهيونية، كانت تزعم أن إسرائيل يمكن أن تكون ملاذا آمنا لليهود، بل وحتى في ظل وجود نظام فصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. أعتقد أن حماس قد حطمت ذلك للتو".
ومضى قائلا: اعتقد أن في بعض النواحي تقاتل إسرائيل الآن في معركة وجود وليست معركة عسكرية.
وذكر أنه من الواضح أنه لا يمكن إلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل بهذه الطريقة - ولكن من الناحية الخطابية، أعتقد أن أسس الدولة قد اهتزت حقا".
ولفت بقعوني إلى أنه حتى الهدف الذي أعلنه نتنياهو بأن إسرائيل تستهدف تدمير حماس قد يكون أيضا غير قابل للتحقيق لأن حماس عليها فقط أن "ألا تخسر لكي تخرج منتصرة"
دعم محلي
وعلى الرغم من تكبد سكان قطاع غزة خسائر بشرية غير مسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي، فإن كيشاوي يرى أن ارتفاع عدد الشهداء بين سكان غزة كان يعني في كثير من الأحيان زيادة الدعم لحماس
وأوضح: "الكثير من الناس أصبح لديهم الآن ثائر شخصي ضد إسرائيل.. لذلك بدلاً من مجرد وجود عدد قليل من الأشخاص الذين لديهم معتقد أو أيديولوجية لتحرير فلسطين، أصبح الآن 2.3 مليون لديهم ثأر شخصي تجاه إسرائيل بسبب النكبة الجديدة التي وقعوا فيها”
وأكد أنه شعر بتأثير القتال، عندما أصيب ابنه البالغ في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من المكان الذي لجأت إليه الأسرة في جنوب غزة، وفقد شقتين.
المصدر | كريستيان ساينس مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة هجوم طوفان الأقصى حركة حماس الجيش الإسرائيلي الجيش الذي لا يقهر انتصار حماس هزيمة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل
كشفت حركة حماس في قطاع غزة، عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، لوقف إطلاق النار في القطاع، والوصول إلى صفقة لتبادل المحتجزين المتواجدين منذ أكثر من عام.. فماذا قالت؟
حماس تكشف آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيلكشف تقرير لقناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، عن تصريحات لقيادي في حركة حماس حول آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، موضحا أنه لن يجري التوصل لصفقة تبادل المحتجزين إلا بعد إنهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.
وأضاف القيادي بحركة حماس حول آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، أنه سيجري تنفيذ وقف إطلاق النار تدريجيا، بحيث يتضمن انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.
وأوضح أن الاتفاق سينتهي بصفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تتبعها ترتيبات لوقف الحرب على غزة بشكل دائم.
الجدول الزمني لوقف إطلاق النار في غزةأشار القيادي بحركة حماس، إلى أن المفاوضات مع إسرائيل أقرب ما يكون، موضحًا أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يرى النور قبل نهاية العام الجاري، بشرط عدم تدخل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعطيله.
أكد القيادي بحركة حماس أن هناك بعض القضايا العالقة في المفاوضات مع إسرائيل، لكنها ليست كافية لتعطيل التوصل لاتفاق شامل.
وأضاف أنه جرى الاتفاق على معظم المحاور الرئيسية، بما في ذلك قضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت حركة حماس في بيان أن المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة أكدت أن إمكانية الوصول إلى اتفاق أصبحت أقرب من أي وقت مضى، بشرط عدم وضع إسرائيل شروطًا جديدة تعيق التفاهمات، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.