حرب غزة.. تعيد الذكريات وتثير مخاوف في الأردن
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يجلس أبو محمد اليماني، هو وعائلته أمام شاشة التلفزيون في منزله بالعاصمة الأردنية عمان، لمتابعة أخبار الحرب في غزة، حزيناً على الضحايا والنازحين، ومتخوفاً من تكرار مأساة والده الذي هُجّر بالقوة من قريته في مدينة عكا الفلسطينية عام 1948.
يقول اليماني :" الحال صعبة في غزة، السكان بلا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء.
ولا يرغب اليماني الذي هاجر والده من قرية سحماتا، أن تتكرر المأسأة مع سكان أبرياء جدد يتركون أرضهم للمستوطنين، ويجدون أنفسهم يبدأون من السفر في أرض جديدة دون مأوى.
ويضيف اليماني لـ "24" :"صحيح أنني أحمل الجنسية الأردنية، وحصلت على حقوقي مثل السكان الأصليين وأصبحت المملكة بلدي.. لكن لا أحد يستطيع أن ينسى أصله وحقه في العودة يوماً ما".
ولا يختلف حال اليماني عن حال سعيد الدبوري، وهو فلسطيني لجأ أجداده إلى الأردن عام 1948، من قرية أم الزينات الواقعة قرب مدينة حيفا.
ويقول الدبوري لـ"24" :"الجميع خائف من تهجير جديد قد ينهي القضية الفلسطينية"، مؤكداً أن على الدول العربية أن تعمل باستمرار لوقف الحرب ودعم تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
لكن الدبوري يعتقد أن الأوضاع اليوم تختلف عما كانت عليه الحال في تهجير 1948 و1967، حيث أن العائلات آنذاك اعتقدت أن "العودة لن تطول".
ولا توجد إحصائية لعدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، إلا أن أرقاماً غير رسمية، تقول إن العدد يتجاوز 4 مليون، ويتمتع معظمهم بالمواطنة الكاملة، باستثناء جزء قليل أصلهم من قطاع غزة، الذي كان يتبع حتى عام 1967 للإدارة المصرية، ويحمل عدداً منهم جوازات سفر أردنية مؤقتة.
رفض رسمي
ويرى أستاذ العلوم السياسية، حسن الخالدي، أن التهجير يثير مخاوف شعبية ورسمية أيضاً، من أزمات جديدة قد تؤدي إلى كارثة حقيقية وإفراغ المساعي الدبلوماسية التي يقودها الأردن ودول عربية أخرى لمحاولة الوصول إلى حل ينهي معاناة الفلسطينيين.
وقال الخالدي لـ"24" إن حدة التصريحات التي خرجت عن المسؤولين الأردنيين، تشير إلى حجم القلق الذي تثيره التصريحات الإسرائيلية التي خرجت عن مسؤولين ودعت إلى ترحيل سكان غزة إلى سيناء المصرية.
#مصر تدين تصريحات #إسرائيل حول "تهجير الفلسطينيين" https://t.co/mAfzZ4aFc4 pic.twitter.com/IIVPBgO0T9
— 24.ae (@20fourMedia) November 14, 2023وكان رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، اعتبر خلال حديث له في الأيام الماضية، أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ستعتبرها المملكة "إعلان حرب".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسرائيل بدأت منذ أول أيام الحرب، "حرب تجويع" ضد الغزّيين، ولم تلتفت إلى النداء التي أطلقتها منظمات أممية، ولم تتأثر من الانتقادات، في ظل تمتعها بـ"غطاء" عسكري وسياسي أمريكي وغربي، بهدف عدم ترك أمل أمام السكان للبقاء.
وعلى وقع الحرب المدمرة، شددت إسرائيل حصارها على غزة وقطعت إمدادات المياه والكهرباء ومنعت دخول الوقود، ولم تسمح إلا بدخول كميات قليلة من الطعام والماء والدواء، ما تسبب بكارثة إنسانية صنفها حقوقيون بالأسوأ في التاريخ، كما أجبرت السكان على ترك منازلهم في شمال القطاع والنزوح باتجاه الجنوب.
وتتعرض مستشفيات قطاع غزة، لا سيما في الشمال، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، ما يفاقم من الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية، الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال.
كما دفع نقص المياه والعطش الشديد، سكان إلى شرب الماء من مصادر غير صالحة كالبحر، ما أدى إلى انتشار أمراض خصوصاً بين الأطفال، بحسب منظمات صحية في القطاع.
وتزامنت هذه الإجراءات مع دعوات يطلقها وزراء في حكومة بنيامين نتانياهو لتهجير الغزّيين إلى مصر، وهو ما أثار غضباً عربياً ودولياً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأردن النكبة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
محافظ حضرموت: المشاريع السعودية الحيوية القيّمة تلبي احتياجات السكان
أشاد محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي بالمشاريع الحيوية والقيّمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لأشقائها في اليمن من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، موضحًا أن مشاريع السعودية في محافظة حضرموت شملت مختلف القطاعات الحيوية.
وأعلن بن ماضي اليوم الأحد وضع حجر الأساس لمشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظة حضرموت بمديرية المكلا، المموّل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومؤسسة صلة للتنمية، مبينًا أن هذه المشاريع السعودية تلبي احتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة.
وأشار إلى أن هذا المشروع سيخدم نحو 1.7 مليون مستفيد في ساحل ووادي حضرموت بشكل مباشر وغير مباشر، مبينًا أنه يهدف إلى تعزيز مصادر المياه وتزويدها بالطاقة الشمسية في تسع مديريات في ساحل ووادي حضرموت.
ولفت إلى أن المشروع السعودي سيسهم في التقليل من الاعتماد على المحروقات في تشغيل الآبار، وخفض تكاليف إنتاج الوحدة باستخدام الطاقة النظيفة، ويعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.