إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

بعد أشهر من الأخذ والرد إثر انتخابات تشريعية متأرجحة، فاز رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بتصويت على الثقة في البرلمان الخميس ما يبقيه على رأس الحكومة.

وأيد رئيس الوزراء الاشتراكي 179 نائبا، أي الأغلبية المطلقة بعدما كسب الأصوات السبعة لحزب "معا من أجل كاتالونيا" (خونتس بير كاتالونيا) الانفصالي برئاسة كارليس بوتشيمون، مقابل منح عفو للانفصاليين الكاتالونيين يثير انقسامات في البلاد.

وأعلنت رئيسة مجلس النواب فرانسينا أرمينغول أن "ثقة المجلس مُنحت لبيدرو سانشيز".

وأنهى فوز سانشيز بالتصويت نحو أربعة أشهر من الجمود في البلاد منذ الانتخابات التشريعية في 23 تموز/يوليو، ووفر له إمكانية تشكيل حكومة جديدة في الأيام المقبلة مع حليفه حزب سومر من أقصى اليسار. 

وبعدما حل سانشيز ثانيا خلف منافسه المحافظ ألبرتو نونييث فيخو في انتخابات 23 تموز/يوليو، أجرى مفاوضات مع أحزاب إقليمية متعددة في الأسابيع الأخيرة وتمكن من كسب تأييدها الحاسم، في حين لم تفرز الانتخابات أغلبية واضحة في البرلمان المنقسم إلى حد كبير. 

وتمكن سانشيز خصوصا من كسب تأييد الحزب الانفصالي في كاتالونيا "معا من أجل كاتالونيا" (خونتس بير كاتالونيا) برئاسة كارلس بيغديمونت الذي فر إلى بلجيكا قبل 6 سنوات هربا من إجراءات قانونية على خلفية دوره في قيادة مسعى المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد للاستقلال عام 2017.

ولقاء دعم سانشيز ومنحه أصوات الحزب السبعة حصل بيغديمونت من رئيس الوزراء على وعد بإقرار قانون عفو عن مئات الأشخاص الذين يواجهون تحركا قضائيا بسبب دورهم في مسعى كاتالونيا للاستقلال.

وأثار العفو الذي سيسمح لبيغديمونت بالعودة إلى اسبانيا، انقساما عميقا داخل المجتمع وشكوكا في قدرة سانشيز على الحكم بسلاسة.

"تضميد الجراح" 

ودافع سانشيز الأربعاء أمام النواب عن العفو عن الانفصاليين في كاتالونيا داعيا المعارضة إلى التحلي بـ"المسؤولية" في سياق التوترات التي أثارها مشروعه.

وعرض خلال خطابه أولويات ولايته الجديدة التي تمتد أربعة أعوام قائلا "فضلنا لم الشمل على الانتقام والوحدة على التمزق".

واعتبر رئيس الوزراء أن مشروع قانون مَنحِ عفو للانفصاليين الكاتالونيين "سيعود بالنفع على العديد من الأشخاص والقادة السياسيين" الذين يلاحقهم القضاء و"لا أشاركهم أفكارهم وأرفض أفعالهم".

وأكد أهمية العفو في "تضميد الجراح" التي فتحتها هذه "الأزمة السياسية" غير المسبوقة وفق قوله، مشددا أمام النواب على أنه يريد ضمان "وحدة إسبانيا من طريق الحوار والتسامح".

تنازلات للبقاء في السلطة

ويتهم الحزب الشعبي بزعامة فيخو رئيس الوزراء الاشتراكي بتقديم تنازلات بهدف وحيد وهو البقاء في السلطة بأي ثمن. وحذر من أن تواجه إسبانيا انتقادات من الاتحاد الأوروبي على غرار المجر أو بولندا بسبب المساس بسيادة القانون.

وأدى العفو الذي يرفضه غالبية الإسبان، بحسب استطلاعات عدة، إلى خروج مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع الأحد، بدعوة من الحزب الشعبي اليميني المعارض. ومن المقرر تنظيم مظاهرات جديدة، يشارك فيها زعماء الحزب الشعبي وحزب فوكس اليميني المتطرف السبت في مدريد.

وأكد فيخو الأربعاء أن "العفو لن يعزز التعايش" بين الإسبان، متهما رئيس الوزراء بـ"شراء" دعم الانفصاليين، ما اعتبره نوعا من "الفساد السياسي". ورأى أن البلاد ستكون "محكومة بالانقسام" طالما بقي سانشيز في الحكم.

وشهدت البلاد الأسبوع الماضي مظاهرات يومية أمام مقر الحزب الاشتراكي في مدريد، دعا إليها اليمين المتطرف الذي وصف رئيس الوزراء بـ"ديكتاتور" واتهمه بـ"تنفيذ انقلاب".

مواجهات جديدة 

وأكدت الشرطة مساء الأربعاء توقيف 15 شخصاً بتهمة الإخلال بالنظام العام بعد مواجهات مع عناصرها.

على خلفية هذه التوترات، تطوق قوات الأمن مبنى البرلمان منذ الأربعاء ونشرت الشرطة الخميس أكثر من 1600 عنصر إضافي في محيطه. 

وفي هذا السياق دعا سانشيز المعارضة اليمينية إلى عدم "استغلال الوضع لإشعال الشارع".

وفي إشارة إلى أن الأغلبية غير المتجانسة حول رئيس الوزراء قد لا تؤمن الاستقرار المنشود، لفتت ميرتكس أيزبوروا، ممثلة مجموعة بيلدو التي تعد وريثة الواجهة السياسية لمنظمة "إيتا" المنحلة، إلى أن تصويت مجموعتها لصالح سانشيز لن يكون "شيكا على بياض". 

واعتبر فيخو أن "لسوء الحظ، ستتعين إعادة توجيه الحكومة كل شهر"، اعتمادا على مصالح الأحزاب المختلفة الداعمة لها، مؤكدا أن سانشيز لن "يسيطر" عمليا على السلطة التنفيذية.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسبانيا بيدرو سانشيز مجلس النواب إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

أبرز المرشحين لرئاسة وزراء كندا

أعلن الحزب الليبرالي الحاكم في كندا يوم الخميس، أنه سيجري الإعلان عن رئيس الوزراء المقبل في 9 مارس (آذار) بعد تصويت لاختيار قيادة الحزب، وذلك بعد استقالة جاستن ترودو هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكره قادة الحزب مساء الخميس.

وسيظل ترودو في منصب رئيس الوزراء حتى يجري اختيار زعيم جديد. 

أبرز المرشحين لقيادة الحزب الليبرالي هما مارك كارني، محافظ البنك المركزي السابق، وكريستيا فريلاند، وزيرة المالية السابقة، التي أدت استقالتها المفاجئة الشهر الماضي إلى استقالة ترودو. 

وقال رئيس الحزب الليبرالي الكندي، ساتشيت ميهرا، في بيان: "بعد عملية شاملة وآمنة على مستوى البلاد، سيختار الحزب الليبرالي الكندي زعيماً جديداً في 9 مارس (آذار)، وسيكون جاهزاً للمنافسة والفوز في انتخابات 2025".

ويأتي هذا التحول السياسي في وقت صعب بالنسبة لكندا. حيث استمر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في وصف كندا بأنها الولاية 51، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية.

وقد يكون الزعيم الليبرالي المقبل هو رئيس الوزراء الذي سيشغل المنصب لأقصر مدة في تاريخ البلاد.

وتعهدت جميع أحزاب المعارضة الثلاثة بإسقاط الحكومة الليبرالية في تصويت على سحب الثقة في البرلمان في 24 مارس (آذار) المقبل.

مقالات مشابهة

  • قدرتي محدودة .. نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يعتزم الاستقالة
  • رئيس مجلس المستشارين يستقبل وفد عن مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية المغربية
  • أبرز المرشحين لرئاسة وزراء كندا
  • وزير خارجية إسبانيا يزور لبنان وسوريا
  • إيلون ماسك يشعل تفاعلا بفيديو مفبرك ومركب لترامب يعزف الكمنجة على خطاب استقالة رئيس وزراء كندا
  • حزب مستقبل وطن يواصل لقاءاته التنظيمية مع هيئاته البرلمانية بـ8 محافظات
  • العراق يدعو إلى حوار شامل يعزز الثقة بين دول المنطقة
  • منقذ الليبراليين يغادر المشهد.. هل تنجح كندا في مواجهة التحديات القادمة؟
  • حقيقة حجب الثقة من رئيس نادي برشلونة
  • رئيس الوزراء العراقي يزور إيران