غزة- "دمار بيتي ولا المستشفى" بصوت ثابت قالها علاء الدالي، ليؤكد قيمة "مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية"، لديه ولدى غيره من حالات البتر وجرحى الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة.

ولم يكتف علاء (27 عاما) بتفضيل "مستشفى حمد" كما يسميه أهل غزة اختصارا، على بيته، بل اعتبر أن المستشفى أعاد له حياته من جديد وجعله قادرا على مواصلة مسيرته كرياضي.

وكانت مسيرة علاء الرياضية تكاد تتوقف، عندما أصيب في عام 2018 بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مشاركته في الفعاليات السلمية لـ"مسيرات العودة وكسر الحصار"، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأسفرت إصابته عن بتر ساقه اليمنى.

 ومستشفى حمد جهز بمواصفات عالية وعلى مساحة كبيرة في شمال مدينة غزة، بتمويل قطري، افتتح في عام 2019، ومزود بخبرات بشرية وبأحدث الأجهزة والتقنيات، وهو الوحيد في قطاع غزة، من حيث تقديم خدمات نوعية تتعلق بالتأهيل، والسمع والتوازن، والأطراف الصناعية.

خدمات نوعية مجانية

يصف علاء هذا المستشفى بأنه "مستشفى عالمي على أرض غزة"، ويقول لاعب المنتخب الفلسطيني للدراجات الهوائية "كنت من أوائل الأشخاص الذين استفادوا من تركيب طرف صناعي متطور في مستشفى حمد، وتلقيت خدمات متقدمة ومجانية بالكامل، وحتى المواصلات من مدينة رفح إلى المستشفى في مدينة غزة كانت مؤَمَّنة ذهابا وإيابا".


وتوقف المستشفى عن العمل، لخطورة المنطقة التي يقع بها وتعتبر أحد محاور التوغل البري لقوات الاحتلال، ما انعكس سلبا على علاء الذي كان على موعد في 15 من الشهر الماضي، لتركيب طرف صناعي جديد، بدلاً عن الطرف القديم.

ومنذ افتتاحه وحتى قبيل الحرب الإسرائيلية على غزة، لم ينقطع علاء عن التردد على المستشفى، ويعرف تفاصيله وتجول في مبانيه وساحاته، الأمر الذي جعله يقف مذهولاً -بحسب وصفه- من "أكاذيب الاحتلال وادعاءاته".

ويشير علاء بهذه الأكاذيب والادعاءات لما ورد في مؤتمر صحفي لمتحدث عسكري باسم جيش الاحتلال، عن وجود "نفق للمقاومة" داخل أسوار المستشفى، الأمر الذي فندته إدارة المستشفى والقائم عليه وأثبتت بطلانه.

ويعاني علاء حاليا من آلام ودم في الجزء المبتور من ساقه، ويشعر بقلق كبير على المستشفى من أن يناله دمار يعطل عمله، ويوقفه عن تقديم خدماته النوعية للمرضى والجرحى في غزة.

وبالنسبة لعلاء وغالبية متلقي خدمات مستشفى حمد، فإن أوضاعهم الاقتصادية لا تسمح لهم بتحمل تكاليف العلاج في مستشفيات خارج القطاع، حيث تتراوح كلفة الطرف الصناعي وما يسبق عملية التركيب من تأهيل وما يتبعها من متابعة من 20 إلى 30 ألف دولار.

61 حالة بتر طرف علوي تم تركيب أطراف إلكترونية ذكية لها بكلفة 15 ألف دولار للطرف الواحد بإشراف وفد طبي قطري (الجزيرة) الأحدث والأكثر تطورا

وكما استعاد علاء شغفه الرياضي، ومكّنه الطرف الصناعي من استكمال مسيرته في ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية، وشكل فريقا من ذوي البتر، ويمثل فلسطين في منتخبها الوطني لذوي الإعاقة، فإن لمحمد عليوة حكاية مشابهة، وقد أعاده الطرف الصناعي إلى ملاعب كرة القدم هو الآخر.

كان محمد (21 عاما) لاعبا بالأندية المحلية لكرة القدم، عندما أصيب وهو طفل في السادسة عشرة من عمره بعيار ناري غادر، أبعده عن الملاعب، قبل أن يتلمس طريقه نحوها من جديد، بطرف صناعي من مستشفى حمد. يقول للجزيرة نت "كل الأطباء والفنيين في مستشفى حمد قاموا بالواجب ولم يقصروا، وعاملوني باحترام شديد، وقدروا حالتي، ومنحوني الأمل من جديد".

من جانبه، يقول الدكتور أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية للجزيرة نت إن المستشفى يوفر أطرافا صناعية هي الأحدث والأكثر تطورا على مستوى العالم.

علاء ومحمد من بين 800 حالة بتر استفادت من تركيب الأطراف الصناعية، إضافة لـ61 حالة بتر طرف علوي، تم تركيب أطراف إلكترونية ذكية لها، بكلفة 15 ألف دولار للطرف الواحد، بإشراف وفد طبي قطري قام خلال آخر عامين بزيارات عدة للمستشفى لتدريب الطاقم الفلسطيني والمساعدة في تركيب هذه الأطراف.

كما قدم المستشفى منذ افتتاحه 250 جهازا تعويضيا مساعدا لمرضى العمود الفقري، وألف جهاز خاص بتقوية العظام لمرضى يعانون من الاعوجاج والشلل، وفقا للعبسي.

ويضيف العبسي إن حالات كثيرة بحاجة إلى صيانة، والكثير من هؤلاء اضطروا إلى الرجوع لاستخدام العكاز، بسبب توقف المستشفى عن العمل، جراء الحرب الإسرائيلية، التي أثرت على المرضى والجرحى السابقين، وحرمت الجدد منهم من الاستفادة من الرعاية والتأهيل.


الحاجة أشد بعد الحرب

وبدوره، يقدر المدير العام لمستشفى حمد الدكتور نور الدين صلاح، أن الآلاف من بين جرحى الحرب الحالية، سيكونون بحاجة ماسة لخدمات المستشفى، المتعلقة بمشكلات السمع للأطفال نتيجة قوة الانفجارات، وحالات الكسور والبتر.

وقبل اندلاع الحرب، كانت لدى المستشفى قائمة طويلة من المرضى والجرحى، للاستفادة من الخدمات عالية الجودة في 3 مجالات رئيسية، هي: التأهيل، السمع والتوازن، والأطراف الصناعية.

ولمواكبة الضغط المتوقع على المستشفى، وحاجة الآلاف من جرحى الحرب لخدماته، خاصة المتعلقة بالأطراف الصناعية، وهي الأكثر كلفة من باقي الخدمات، يدعو الدكتور صلاح "المانحين إلى تقديم يد العون والمساعدة لتسريع دمج الأشخاص ذوي البتر في المجتمع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مستشفى حمد

إقرأ أيضاً:

مستشفى ٦ أكتوبر كمان وكمان

كتبت من قبل فى هذه الزاوية عن مستشفى ٦ أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى، والجهد الكبير الذى يبذله جميع العاملين بدءاً من مدير المستشفى الدكتور محمود المعداوى، والدكتور محمد فتحى، مدير الخدمات الطبية، والدكتور محمد خالد، مدير الشئون العلاجية، حتى أصغر عامل فى هذا الصرح الطبى الكبير.
وأقول إنه من الطبيعى أن يكون هناك بعض السلبيات نتيجة الضغط المتزايد على المستشفى وخاصة على أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية باعتبار أن مستشفى ٦ أكتوبر هو الوحيد المتكامل للتأمين الصحى بمحافظة الجيزة، وأن مرضى الجيزة يحتاجون إلى أكثر من مستشفى أسوة بمحافظة القاهرة التى يوجد بها أربع مستشفيات كبرى، هى مدينة نصر وصيدناوى والمقطم والنصر بحلوان.
وهذا ما جعل مستشفى ٦ أكتوبر بالدقى يتحمل عبء تقديم الخدمات العلاجية بمختلف التخصصات الطبية العامة والدقيقة المتخصصة، مثل جراحات القلب والصدر، وجراحة العظام، والمخ والأعصاب، وجراحة الأورام، والمسالك البولية، لحوالى 60% من المنتفعين بالتأمين الصحى بالجيزة.
وبخلاف مستشفى ٦ أكتوبر لا يوجد بمحافظة الجيزة سوى بعض العيادات، مثل الهرم وعرابى والسيسى ومجمع العيادات بمدينة ٦ أكتوبر، التى تقدم خدمات محدودة مثل الكشف وصرف العلاج وهو ما يدفع عدد كبير من المنتفعين بالتأمين الصحى من أبناء الجيزة إلى طلب نقل تبعيتهم إلى مستشفى ٦ أكتوبر بالدقى للاستفادة من الخدمات المتعددة، وأهمها بالطبع الطوارئ والعناية المركزة وغسيل الكلى، والجراحات المتنوعة للقلب والصدر والعظام والأورام والمسالك.
وبلغة الحسابات يستقبل المستشفى فى قسم الطوارئ أكثر من ستة آلاف حالة شهريا وهو ما يشكل ضغطا شديدا على الأطقم الطبية والاطقم المعاونة لايتحمله بشر ويتطلب ذلك قدرات فائقة، وسرعة فى التعامل مع هذه الحالات سواء كانت حوادث أو مرض مفاجئ.
كما تستقبل عيادات الدقى الخارجية التابعة للمستشفى من خلال 24 عيادة عامة ولجان متخصصة وخدمات تشخيصه بوحدات المعمل والأشعة أكثر من 1800 حالة يوميا.
والى جانب ذلك يقدم المستشفى نفسه خدماته العلاجية والتشخيصية كما ذكرت لأكثر من 60% من أبناء محافظة الجيزة، حيث يبلغ عدد منتفعى التأمين الصحى بمحافظة الجيزة أكثر من 5 ملايين منتفع فضلاَ عن المترددين عليها من المحافظات المجاورة اعتماداً على سمعة المستشفى الطيبة وانفرادها بتقديم خدمات علاجية فائقة، ومنها القلب المفتوح وعلاج أورام الكبد وحقن الأورام بالتردد الحرارى .
وهنا لابد من الإشادة بدور الدكتور محمد الطحاوى، مدير الطوارئ، والدكتور حسين نجيب، مدير العيادات، ومعهم الجنود المجهولون شريف طه، المدير الإدارى، دينامو العيادات الخارجية، وتامر صالح، مدير العلاقات العامة، فهؤلاء يتحملون العبء الأكبر فى التعامل مع المرضى وتذليل العقبات أمامهم للحصول على الخدمات.
وقد طالبت من قبل أيضا من خلال هذه الزاوية بإنشاء مستشفى آخر أو اثنين للتأمين الصحى فى محافظة الجيزة التى يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة نصفهم تقريباً من المنتفعين بالتأمين الصحى، ليساعد مستشفى ٦ أكتوبر فى تقديم الخدمات المتنوعة والدقيقة التى يقوم بها مثل زراعة القرنية، وتفتيت الحصوات واستئصال البروستاتا بالليزر وعلاج أورام الكبد بالتردد الحرارى بالإضافة لعمليات القلب المتنوعة، فضلا عن الرعايات التخصصية «مخ واعصاب، وقلب وصدر، ورعاية أطفال، ورعاية سكتة دماغية»، وكلها خدمات هامة جدا وضرورية لمشتركى التأمين الصحى بالجيزة.
ومن هنا أجدد دعوتى للدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى، بتبنى مشروع عاجل لإنشاء مستشفى أخر أو اثنين للتأمين الصحى بنفس المستوى أو أفضل أسوة بمحافظة القاهرة وخاصة أن الرئيس السيسى يرحب بأى مبادرة أو مشروع جديد يصب فى مصلحة المريض المصرى.
ومن المؤكد أن إنشاء هذه المستشفيات سيسهم بشكل كبير فى تخفيف العبء عن مستشفى ٦ أكتوبر، فضلا عن إضافة خدمات طبية للمنتفعين بخدمات الهيئة العامة للتأمين الصحى وخاصة أن محافظة الجيزة مع محافظتى القاهرة والقليوبية لن يصل إليهم قطار التأمين الصحى الشامل إلا بعد عشر سنوات تقريبا، حيث أنهم ضمن المرحلة السادسة والاخيرة من المشروع.

مقالات مشابهة

  • جيش العدو يضع روبوتات متفجرة بالقرب من مستشفى كمال عدوان
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يختتم المشروع الطبي التطوعي للأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في بولندا
  • غزة.. إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء مستشفى بشمال غزة
  • إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي في شمال غزة
  • مستشفى الرسول الاعظم يحصل على الجائزة الماسية لسلامة المرضى
  • جريمة في المستشفى.. قصة شاب أحرق «صدر قنا» انتقاما لوالدته
  • الاحتلال ينسف محيط مستشفى كمال عدوان
  • مستشفى ٦ أكتوبر كمان وكمان
  • تفاصيل ما جرى أمس في مستشفى كمال عدوان شكل مفاجئ
  • محافظ الدقهلية بالمنطقة الصناعية: بسرعة الانتهاء من تركيب منظومة الأمن الجديدة والبوابات