حرب غزة التدميرية.. تسيل لعاب شركات السلاح الأميركية والإسرائيلية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
شركات الأسلحة جزء جوهري من حرب الإبادة، فبينما يسقط الآلاف قتلى وتدمّر البنايات والبنية التحتية، تجني هذه الشركات الأرباح من كل قنبلة تمحو بيتا، ومع كل قذيفة تسقط في حضن طفل تحمله أمّه.
في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تُستخدم منظومات سلاح متقدمة وذكية، كثير منها تصنعه شركات أميركية مدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز للفضاء والدفاع" في البورصة الأميركية.
منذ بدء حرب الإبادة في غزة، شهد المؤشر الأميركي المذكور، المختص بشركات الطيران والأمن، ارتفاعات ملحوظة بلغت 5.88% خلال الأيام العشرة الأولى للحرب.
المدير التنفيذي لعملاق الأسلحة الأميركيّة "آر تي إكس" جريج هايز أرسل تقريرا للمستثمرين بعد أيام من حرب غزة، يحثهم فيه على تأييد المساعدات العسكريّة الأميركية لإسرائيل، مؤكدا أن المساعدات الأميركية ستنتِج اتفاقيات جديدة لتصدير الصواريخ.
ارتفعت أسهم هذه الشركة، التي تصنع الرادارات والقذائف الموجهة والشريكة في مشروع "القبة الحديدية" الإسرائيلي، بنسبة 13.46% منذ بدء الحرب على غزة. وقد تلقى هايز في العامين الأخيرين 63 مليون دولار.
مديرون نافذون
على المنوال ذاته، أفادت تسريبات بأن جيسون آيكن نائب رئيس شركة جنرال دينامكس، التي تزوّد إسرائيل بقذائف مدفعية، بشّر المستثمرين بصفقات كبرى جراء الحرب الإسرائيلية. وحققت أسهم الشركة ارتفاعا بنسبة 9.72% منذ بدء الحرب وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا سيما مع الإعلان عن إرسال نماذج تجريبية من المركبات التكتيكيّة الخفيفة "فلاير 72" لاختبارها ميدانيا في غزة.
وآيكن هو عضو في إدارة "الدائرة المستديرة للأعمال"، وهي واحدة من مجموعات الضغط الأشد تأثيرا في السياسات الأميركية التي قادت توجهات سياسية واقتصادية تاريخية.
كبرى شركات الأسلحة الأميركيّة "لوكهيد مارتن" تزود إسرائيل منذ عقود بطائرات "إف-16″ و"إف-35" وصواريخ هيلفير وغيرها المئات من الأسلحة والمعدّات منذ عقود.
ارتفعت أسهم الشركة، منذ بداية الحرب وحتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بنسبة 10.65%، مديرها التنفيذي جيم تايكليت تقاضى في العامين الأخيرين ما يقدر بـ66 مليون دولار، إضافة إلى أسهم بقيمة 25 مليون دولار يمتلكها في الشركة.
تايكليت عضو في إدارة مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية، وهو أحد المراكز الأشد تأثيرا في القرار السياسي والعسكري في البيت الأبيض منذ بداية القرن الـ20.
شركة بلاك روك، أكبر مؤسسة إدارة استثمارات في العالم، لها استثمارات بأكثر من 13 مليار دولار في الشركات الثلاث المذكورة أعلاه فقط، ومليارات غيرها في شركات تصنّع أسلحة محرمة دوليا، كالفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية.
المدير العام لمركز أبحاث الشركة المسؤول عن إنتاج المعرفة والأبحاث الجيوسياسية من أجل الاستثمارات المستدامة هو توماس دونيلون زوج المديرة التنفيذيّة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل.
الحرب تنعش شركات إسرائيلية
رغم تراجع مؤشر بورصة تل أبيب بنسبة 9% منذ بدء العدوان وحتى نهاية الشهر الماضي، فإن التدهور الذي شهده السواد الأعظم من الشركات الإسرائيليّة لم يمس شركات الأسلحة، بل أنعشها.
شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية كانت قبل اندلاع حرب غزة تحقق أرباحا كبيرة، ففي العام 2022 بلغت عقود التصدير الأمني الإسرائيلي 12.5 مليار دولار. وبحسب المعطيات الإسرائيليّة تضاعفت الصادرات الأمنية خلال عقد واحد، وارتفعت خلال 3 سنوات بنسبة 50%.
ساهم في هذه القفزة عاملان مركزيّان، أولا: الحرب في أوكرانيا حيث أفرغت مخازن أوروبا من السلاح، فجُدد المخزون الأوروبي بصناعات إسرائيلية، وثانيا: اتفاقيّات التطبيع مع الدول العربية التي فتحت سوقا جديدا وهائلا لـ120 شركة أمنية إسرائيليّة.
على غرار الشركات الأميركية، تتحول المجازر الدموية إلى قفزات متوالية لشركات الأسلحة في بورصة تل أبيب.
ارتفعت أسهم شركة "العين الثالثة" الإسرائيلية بنسبة 83.73% منذ بداية القتال وحتى نهاية الشهر الماضي، وبلغت قيمتها 20 مليون دولار. بعد أيّام قليلة من بداية القتال، أعلنت الشركة عن صفقة بقيمة 4 ملايين دولار لتزويد زبون محلي بمنظومة "ميدوزا" لاكتشاف الطائرات المسيرة بارتفاعات منخفضة.
مجموعة "أيرودروم" لصناعة الطائرات المسيرة شهدت قفزات عديدة، كان أقصاها يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بارتفاع سهمها بنسبة 202% عن بداية الحرب. شركة "ليوناردو دي آر إس" العاملة في مجال الرادارات التكتيكيّة ارتفعت أسهمها بنسبة 24%، لتبلغ قيمتها في السوق 5 مليارات دولار.
شركة "إف إم إس ميغون" المختصة بصناعة الدروع الباليستية الخفيفة ارتفعت أسهمها بنسبة 11.4% لتبلغ قيمتها في السوق 280 مليون دولار. أما شركة "أريت" للصناعات، المختصّة ببيع المركبات الإلكترونية للقذائف والمعدات العسكرية، فارتفعت أسهمها بنسبة 25.9%، وبلغت قيمتها في السوق 61 مليون دولار.
وبالنسبة للشركات الكبرى مثل ريفائيل وإلبيت والصناعات الجويّة فهي تعد من كبرى 35 شركة أسلحة في العالم، بحسب "ديفينس نيوز". يعود ارتفاعها الضئيل إلى قيمتها وأسعار أسهمها المرتفعة أصلً قبل الحرب، والتي تعرضها لأخطار أكثر من غيرها، إذا تلقى الجيش الإسرائيلي ضربات مؤلمة خلال مسار القتال. رغم ذلك، فإن الصحافة لا تهمل التأكيد على التصاعد الجديّ في مؤشراتها خلال العام الأخير.
خسائر الاقتصاد
هذا الكم الهائل من الأسلحة الجديدة، إضافة إلى مخازن من الذخائر والعتاد الأقدم، كلها تكلف إسرائيل مليارات الدولارات يوميا.
بحسب الصحافة الإسرائيلية، تتعمد الحكومة إخفاء التكلفة اليومية للحرب خوفا من ضرب التصنيف الائتماني العالمي للدولة.
غير أن الأكيد، وما لا يمكن إخفاؤه، أن هذه المليارات لا تطلق في الفراغ، إنما تعود إلى جيوب من يدفعون هذه الحرب ويمنعون توقفها، ولكن في المقابل تعود هذه المليارات بجثث الآلاف من الناس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الماضی شرکات الأسلحة ملیون دولار منذ بدء
إقرأ أيضاً:
استحواذ شركة ماسك للذكاء الاصطناعي على منصة "إكس"
الاقتصاد نيوز - متابعة
أعلن إيلون ماسك أن شركته الناشئة xAI اندمجت مع X، شبكته الاجتماعية، في صفقة أسهم كاملة، تُقدّر قيمة شركة الذكاء الاصطناعي بـ 80 مليار دولار، وشركة التواصل الاجتماعي بـ 33 مليار دولار.
وكتب ماسك، أغنى رجل في العالم، في منشور على X: "مستقبل xAI وX متشابك. واليوم، نتخذ رسميًا خطوة دمج البيانات والنماذج والحوسبة والتوزيع والمواهب".
وأضاف أن هذا الاندماج "سيُطلق العنان لإمكانات هائلة من خلال دمج قدرات xAI المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي وخبرتها مع النطاق الواسع لـ X".
قصص اقتصاديةسيارات كهربائيةإيلون ماسك: الروبوتات صناعة بقيمة 10 تريليونات دولار
ونظرًا لأن كلتا الشركتين مملوكتان للقطاع الخاص ويسيطر عليهما ماسك، فمن المرجح أن تُعدّ الصفقة بمثابة مبادلة أسهم، حيث يحصل مستثمرو X على أسهم xAI. لدى الشركات عدد من المستثمرين المشتركين، بما في ذلك شركتا رأس المال الاستثماري أندريسن هورويتز وسيكويا كابيتال، بالإضافة إلى فيديليتي مانجمنت وفي واي كابيتال وشركة المملكة القابضة السعودية.
استحوذ ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، على تويتر في صفقة قُدّرت قيمتها بحوالي 44 مليار دولار في أواخر عام 2022، مُطبّقًا تخفيضات هائلة في التكاليف، وسرعان ما غيّر اسمه إلى X. كتبت ليندا ياكارينو، التي عيّنها ماسك رئيسًا تنفيذيًا لشركة X، في منشور بعد إعلان يوم الجمعة: "المستقبل مشرق للغاية"، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية، واطلعت عليه "العربية Business".
أطلق ماسك شركة xAI قبل أقل من عامين بهدف مُعلن هو "فهم الطبيعة الحقيقية للكون". تحاول الشركة الناشئة التنافس مباشرةً مع OpenAI، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة ذات القيمة العالية التي شارك ماسك في تأسيسها عام 2015 كمختبر أبحاث غير ربحي. غادر ماسك لاحقًا OpenAI، ودخل مؤخرًا في خلاف قانوني وعلاقات عامة مع الشركة ورئيسها التنفيذي سام ألتمان حول التوجه الذي تتخذه الشركة.
في شركة xAI، يُطوّر فريق ماسك نماذج لغوية ضخمة ومنتجات برمجيات ذكاء اصطناعي، مُستفيدًا من عروض من OpenAI، بالإضافة إلى غوغل ومايكروسوفت وميتا وغيرها. وقد ارتبطت تقنيتا X وxAI بالفعل، حيث أصبح روبوت الدردشة Grok من xAI متاحًا لمستخدمي تطبيق التواصل الاجتماعي.
في يونيو، أعلنت xAI أنها ستبني حاسوبًا عملاقًا لتدريب Grok. وفي سبتمبر، كشف ماسك أن جزءًا من حاسوب ممفيس العملاق، المعروف الآن باسم Colossus، أصبح متصلًا بالإنترنت بالفعل.
قدّر المستثمرون قيمة xAI بحوالي 50 مليار دولار في جولة تمويل العام الماضي. وذكرت "بلومبرغ" الشهر الماضي أن الشركة تُجري محادثات لجمع تمويل بقيمة 75 مليار دولار. كانت شركة OpenAI على وشك إتمام جولة تمويلية في فبراير الماضي بقيمة 260 مليار دولار، بينما قُدّرت قيمة شركة Anthropic الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بـ 61.5 مليار دولار في صفقة أُغلقت هذا الشهر.
بالإضافة إلى إدارة Tesla وSpaceX وxAI والإشراف على X، أمضى ماسك معظم وقته هذا العام في واشنطن العاصمة، كشخصية محورية في الإدارة الثانية للرئيس دونالد ترامب.
بعد مساهمته بمبلغ 270 مليون دولار لمساعدة ترامب ومرشحين جمهوريين آخرين وقضاياهم في حملة 2024، عُيّن ماسك مسؤولاً عن وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) المُشكّلة حديثًا، والتي تعمل على إلغاء النفقات الحكومية والتخلص من اللوائح. إنه منصب يضع ماسك في موقع يسمح له بإجراء تغييرات بطرق تعود بالنفع على أعماله المختلفة.
هذه ليست المرة الأولى التي يدمج فيها ماسك اثنين من كياناته.
في عام 2016، استحوذت Tesla على SolarCity مقابل 2.6 مليار دولار. أسس ابنا عمه، ليندون وبيتر رايف، شركة تركيب الطاقة الشمسية، وموّلها ماسك، الذي كان رئيسًا لمجلس الإدارة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام