أحمد ياسر يكتب: العناد وليس المستوطنات هو الذي يعرقل حل الدولتين
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
عندما أصر الرئيس الأمريكي جو بايدن على أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما بمجرد صمت المدافع في غزة، أعاد إحياء النقاش حول مدى جدوى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ذلك، فمن المرجح، لأسباب عملية، أن يكون الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ضد إسرائيل، والقصف الإسرائيلي العشوائي على غزة، والذي دام أكثر من شهر، سببًا في تأخير أي جهد واقعي لحل الصراع.
ونتيجة لذلك فإن الجهود الدولية سوف تركز إلى حد كبير في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق النار والترتيبات المؤقتة لحكم الأراضي الفلسطينية المدمرة.
وعلاوة على ذلك فإن أي حديث عن حل الصراع سوف يعتمد على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، الحكومة الأكثر تطرفًا في التاريخ الإسرائيلي، فضلًا عن توقعات اللاعبين الفلسطينيين.
ومع تحميل غالبية الإسرائيليين السيد نتنياهو المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي في 7 أكتوبر، والذي سمح لحماس باختراق دفاعات الكيان الصهيوني، يتوقع الكثيرون أن يكون المستقبل السياسي لنتنياهو قصير الأجل بمجرد انتهاء الحرب.
*ومع ذلك، فإن وفاة نتنياهو لا تعني أنه ستخلفه حكومة محببة حريصة على عكس السياسات الإسرائيلية القائمة منذ فترة طويلة والتفاوض على صفقة عادلة مع الفلسطينيين.*
واستبعد بيني غانتس، عضو حكومة نتنياهو الحربية، والذي يوصف بأنه الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء، العودة إلى حدود إسرائيل ما قبل عام 1967، وأصر على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لهم "كيان" وليس دولة.
أحمد ياسر يكتب: أمريكا الخاسر الأكبر في غزة أحمد ياسر يكتب: ما الجديد.. وماذا يستطيع العالم أن يفعل؟
لقد تصور كثيرون لفترة طويلة أن دعم المجتمع الدولي تقريبًا، مع استثناء إيران الرئيسي، لحل الدولتين الذي يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، كان بمثابة التشدق بمفهوم تجاوز عمره الافتراضي.
وبعيدًا عن السياسات الإسرائيلية طويلة الأمد الرامية إلى إحباط جدوى حل الدولتين وعدم قدرة الفلسطينيين على تشكيل جبهة موحدة من خلال جسر الانقسام بين حماس وفتح، الحزب الحاكم للرئيس محمود عباس في الضفة الغربية، من المؤكد أن هجوم حماس ورد الفعل الإسرائيلي من المرجح أن يؤدي إلى تصلب المواقف التفاوضية الإسرائيلية والفلسطينية في المستقبل.
*فمن المؤكد أن إسرائيل، عندما تقرر المشاركة بإخلاص في محادثات السلام، سوف تطالب بنزع السلاح وبأن تكون لها كلمة مسيطرة في الشؤون الأمنية الفلسطينية....وهذا قد يكون غير مقبول بالنسبة للفلسطينيين.*
*وبصرف النظر عما إذا كانت حماس ستنجو فعليًا من حرب غزة، فإن الدعم في الضفة الغربية لواحد على الأقل من مبادئ الحركة، وهو الكفاح المسلح حتى التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، آخذ في الازدياد.... وكذلك الحال بالنسبة لدعم حماس نفسها.*
والأمر الأقل وضوحًا هو ما إذا كانت حرب غزة ستؤدي إلى إضعاف الدعم الذي تحظى به حماس في القطاع، والذي كان بالفعل في تراجع قبل الأعمال العدائية.
ومع ذلك، وعلى النقيض من المواقف تجاه الكفاح المسلح، فمن غير المرجح أن يتراجع الفلسطينيون عن الدعم الواسع النطاق لقيام دولة فلسطينية مستقلة تعترف بإسرائيل كجزء من معاهدة سلام تنهي الصراع المستعصي.
إن دعم حل الدولتين للصراع يتناقض بشكل صارخ مع إصرار حماس على أن الدولة الفلسطينية يمكنها في أفضل الأحوال أن توافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل ولكن دون التنازل عن مطالباتها بكل فلسطين التاريخية.
كل هذا يؤثر على إحياء السيد بايدن النقاش حول حل الدولتين وسط شكوك في أن الولايات المتحدة ستضغط جديًا على الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات والتأكد من أن المناقشات موجهة نحو النتائج بدلًا من جولة أخرى من الحركة دون حركة.
أحمد ياسر يكتب: كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وغزة؟ أحمد ياسر يكتب: فك رموز تركيا من الصراع بين إسرائيل وحماس
وتشير دراسة أجراها شاؤول أرييلي، المظلي الإسرائيلي السابق ومستشار حكومتي إسحق رابين وإيهود باراك في المفاوضات مع الفلسطينيين، والباحث، إلى أن الافتقار إلى الإرادة السياسية وليس المستوطنات يشكل العقبة الرئيسية أمام تحقيق حل الدولتين.
*وخلصت دراسة السيد أرييل إلى أن 80% من المستوطنين الإسرائيليين يعيشون على نحو 4% من أراضي الضفة الغربية القريبة من حدود إسرائيل قبل عام 1967، على الرغم من العدد الكبير من المستوطنات - 144 مستوطنة قانونية بموجب القانون الإسرائيلي و100 بؤرة استيطانية غير قانونية - منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتشمل المستوطنات القانونية اثنتي عشرة في القدس.*
*واقترح السيد أرييل أن يظل 80 في المائة من السكان مقيمين في إسرائيل عن طريق مبادلة أراضي الضفة الغربية بالأراضي الإسرائيلية المتاخمة للحدود.*
*وسيتعين على نسبة الـ 20 في المائة المتبقية من المستوطنين الاختيار بين حزم أمتعتهم والانتقال إلى إسرائيل أو العيش تحت الحكم الفلسطيني.*
"هذا الحل ممكن تماما على أرض الواقع من خلال تبادل الأراضي بنسبة أربعة في المائة مما يضمن ضم 80 في المائة من الإسرائيليين الذين يعيشون وراء الخط الأخضر (حدود ما قبل عام 1967) إلى إسرائيل...
وقال السيد أوريلي في رسالة نصية: “إسرائيل لديها القدرة على التعامل مع استقبال الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في سياق أماكن الإقامة وأماكن العمل”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر غزة فلسطين اخبار فلسطين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس طوفان الاقصي حركة فتح السلطة الفلسطينية أحمد یاسر یکتب الضفة الغربیة حل الدولتین فی المائة
إقرأ أيضاً:
الضفة الغربية.. موجة «نزوح» هي الأكبر منذ عام 1967
لليوم الـ64 على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية حملتها على مدينة طولكرم ومخيماتها، وسط حملة واسعة من الاقتحامات والاعتقالات، وسط تسجيل موجات نزوح هي الأكبر منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
وأفادت وكالة الأنباء افلسطينية “وفا”، “بأن القوات الإسرائيلية دفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة تضم آليات عسكرية وفرق مشاة إلى المدينة ومخيماتها وضواحيها، مع نصب حواجز طيارة وشن حملات اعتقال تستهدف الشبان”.
وبحسب الوكالة، “في ضاحية اكتابا: اقتحمت القوات الضاحية فجر اليوم واعتقلت عبد الله علارية، وهو معتقل سابق، والشاب محمد سميح أبو حرب بعد مداهمة منزليهما، وفي ضاحية ذنابة: اعتقلت القوات الإسرائيلية 5 شبان بعد نصب حاجز طيار قرب منطقة منصات العطار، الشبان هم: عزيز عطار، جواد عطار، محمد فرج الله، مهند الحلقوم، بينما أُفرج عن الأخيرين بعد الاعتداء عليهما بالضرب”.
ووفق الوكالة، “في مخيم نور شمس: أقدمت القوات الإسرائيلية على إحراق منازل في حارة المنشية، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها، كما تواصل حصارها المطبق على المخيم بنشر جرافاتها في حاراته، خاصة في المنشية والمسلخ، مع مداهمات وتخريب للمنازل والبنية التحتية، ما أدى إلى طرد عدد من السكان قسريًا، لا سيما في جبلي النصر والصالحين”.
وبحسب الوكالة، “في مخيم طولكرم: يشهد المخيم حصارا شديدا وانتشارا مكثفا للقوات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير سكانه قسرا وتحويله إلى منطقة شبه خالية من الحياة، الحارات الواقعة في أطراف المخيم، مثل حارتي الحدايدة والربايعة، تعرضت للتدمير الكامل للبنية التحتية وهدم المنازل والمنشآت”.
وأفادت “وفا”، أن “القوات الإسرائيلية تواصل فرض إجراءات مشددة على تحركات المواطنين، خاصة خلال فترة عيد الفطر، من خلال نصب الحواجز الطيارة في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية، وقد قامت القوات بمطاردة الأطفال أثناء لهوهم في الشوارع ومصادرة ألعابهم البلاستيكية، كما تقوم القوات الإسرائيلية بنصب حواجز متكررة على شارع نابلس، وخاصة في المنطقة المقابلة لمخيم طولكرم، حيث تعترض حركة المركبات ضمن سياسة التضييق، وهذا يأتي بالتزامن مع استيلائها على عدد من المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وبحسب الوكالة، “في بلدة كفر اللبد: اقتحمت مدرعات الجيش الإسرائيلي البلدة برفقة قوات المشاة، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وأوقفت السيارات المارة وأطلقت قنابل ضوئية تجاه المنازل، وفي قرية كفر عبوش: اقتحمت القوات الإسرائيلية القرية وجابت شوارعها وأحياؤها دون الإبلاغ عن اعتقالات”.
وفي “الأغوار الشمالية: شددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري، حيث أعاقت مرور المركبات منذ ساعات الصباح، مما تسبب في أزمة مرورية طويلة، يأتي ذلك في ظل زيادة حركة المواطنين خلال فترة عيد الفطر، وفي بلدة طمون: اقتحمت القوات الإسرائيلية البلدة برفقة جرافة عسكرية وانتشرت في عدة مناطق، حيث داهمت عددًا من منازل المواطنين”، بحسب وكالة “وفا”.
ووفق الوكالة، “في مدينة نابلس وبلدة عصيرة الشمالية: اقتحمت القوات الإسرائيلية شارع التعاون ومنطقة المخفية، وفتشت عدة منازل واحتجزت أحد المواطنين لفترة قبل الإفراج عنه. كما اقتحمت بلدة عصيرة الشمالية وفتشت منازل وأجرت تحقيقات ميدانية مع عدد من المواطنين”.
في السياق، “حذر مدير وكالة “أونروا” في الضفة الغربية رولاند فريدريك من أن النزوح الحالي الذي تشهده المنطقة يُعد الأكبر والأكثر خطورة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967″، معتبرا ذلك “وضعا غير مسبوق له تداعيات إنسانية كبيرة”.
وأشار إلى أن “القوانين الجديدة التي أقرتها إسرائيل تُعيق بشكل كبير جهود الوكالة في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين، موضحا أن السلطات الإسرائيلية تمنع التواصل مع المسؤولين عند اقتحام القوات لمرافق الوكالة، ما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض، وأفاد بأن موظفي “أونروا” يتعرضون لمضايقات مستمرة من الجنود الإسرائيليين عند الحواجز، مما يؤثر على حرية حركتهم ويعرقل أدائهم لمهامهم الإنسانية”.
وطالب مدير “أونروا”، “المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لضمان استمرار عمل الوكالة وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في ظل هذه الظروف الصعبة”.