«الأخضر» المتجدد ينشد الانطلاقة المثالية في تصفيات آسيا المونديالية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
(عدن الغد) فهد العيسى:
يسعى المنتخب السعودي لتسجيل بداية مثالية في أولى مبارياته الرسمية تحت قيادة الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي تسلم زمام القيادة الفنية خلفاً للفرنسي إيرفي رينارد، عندما يستقبل ضيفه منتخب باكستان في الجولة الأولى من المرحلة الثانية للتصفيات الآسيوية المشتركة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.
ويبحث «الأخضر» السعودي عن فوز غائب منذ مونديال قطر 2022 حينما التقى الأرجنتين وحقق انتصاراً تاريخياً عُدّ من أبرز مفاجآت المونديال.
وسيفتقد المنتخب السعودي خدمات أبرز لاعبيه سالم الدوسري، المتوج بجائزة أفضل لاعب في آسيا، وذلك بعدما غادر معسكر الأحساء لعدم قدرته على المشاركة في مواجهتي باكستان والأردن، لتعرضه لإصابة خلال مباراة فريقه الهلال أمام التعاون في الدوري السعودي.
ويعد الدوسري من الركائز التي يعتمد عليها «الأخضر» السعودي في مبارياته خلال الفترة الأخيرة، إذ يملك حلولاً مثالية على صعيد الأداء الجماعي أو حتى على مستوى الحلول الفردية.
واختار مانشيني في قائمته الأخيرة عدداً من الأسماء الشابة للمشاركة للمرة الأولى مع المنتخب السعودي؛ إذ يحضر طلال حاجي الذي سيكون ثاني أصغر لاعب في تاريخ المنتخب السعودي في حال مشاركته بمباراة باكستان أو الأردن، الثلاثاء المقبل.
وبدأ تحضير «الأخضر» للتصفيات الآسيوية المشتركة، والمؤهلة لمونديال 2026 منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أقام معسكراً تدريبياً في مدينة نيوكاسل وخاض مواجهتين وديتين أمام كوستاريكا وخسرها بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يخسر أيضاً من كوريا الجنوبية بهدف.
واستأنف المنتخب رحلة الإعداد، وأقام معسكراً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمدينة لاغوس البرتغالية وهو المعسكر الذي شهد إجراء تغييرات في قائمة الإيطالي مانشيني، ووسّع دائرة الأسماء المختارة للمعسكر مقارنة بالتي حضرت في شهر سبتمبر.
لكن المنتخب ظل بعيداً عن تذوق طعم الفوز، إذ التقى منتخب نيجيريا وخرج متعادلاً بنتيجة إيجابية (هدفان لكل منهما)، قبل أن يعود ويخسر من مالي بثلاثة أهداف لهدف.
ومنذ مونديال قطر، خاض «الأخضر» السعودي 6 مباريات؛ منها اثنتان تحت قيادة المدرب السابق إيرفي رينارد، في مارس (آذار) الماضي أمام بوليفيا وفنزويلا، و4 مواجهات تحت قيادة مانشيني، لكنه خرج متعادلاً في مواجهة وحيدة وخسر 5 مباريات.
ويدعو الرقم الذي خرج به «الأخضر» السعودي في مبارياته الودية المتتالية للقلق قبل خوض المعتركات المقبلة؛ أهمها كأس آسيا التي تستضيفها قطر يناير (كانون الثاني) المقبل، بالإضافة إلى التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل.
لكن تاريخياً، تبعث الأرقام التي يسجلها «الأخضر» في بدايات مشواره بالتصفيات بمزيد من الاطمئنان، إذ لم يخسر في 12 مباراة خاضها بالجولة الأولى في تصفيات كأس العالم منذ تصفيات مونديال 1978، وخلال هذه المباريات كسب 10 مباريات وسجل تعادلين فقط دون أي خسارة.
ويراهن الإيطالي مانشيني على القدرات التي يملكها «الأخضر» السعودي لتحقيق أول الانتصارات تحت قيادته، وخطف النقاط الثلاث من مواجهة باكستان التي تعد الأولى التي تجمع بين البلدين بصورة رسمية أو ودية.
وكان مانشيني قد أعلن عن قائمة تضم 27 لاعباً للانضمام إلى معسكر الأحساء، وهي القائمة التي كانت مثار استغراب لخروج عدد من أسماء الخبرة، واعتماد مانشيني على أسماء شابة وواعدة وتحضر للمرة الأولى في قائمة المنتخب.
وخرج من خيارات مانشيني، القائد سلمان الفرج الذي يُعاني من إصابة في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى عبد الله الخيبري، أما فراس البريكان وسلطان الغنام ومحمد كنو وفهد المولد وعبد الله الحمدان، فقد خرجوا من حسابات المدرب بعد أن حضروا في قائمتي معسكري سبتمبر وأكتوبر.
وضمت القائمة رباعي حراسة المرمى محمد العويس ونواف العقيدي وراغد النجار والحارس الشاب حامد يوسف.
أما في خط الدفاع، فحضر كل من ياسر الشهراني ووليد الأحمد وعون السلولي وعلي البليهي وعبد الإله العمري وحسان تمبكتي وسعود عبد الحميد ومعاذ فقيهي وحسن كادش، وفي وسط الميدان، هناك مختار علي وعبد الإله المالكي وعلي هزازي وعيد المولد وعبد الإله هوساوي وفيصل الغامدي وعباس الحسن وعبد الرحمن غريب وخالد الغنام.
أما في المقدمة، فقد استمر صالح الشهري بالحضور، وإلى جواره حضر الثلاثي الشاب محمد مران وعبد الله رديف وطلال حاجي.
يذكر أن «الأخضر» السعودي يحضر في المجموعة السابعة، التي تضم إلى جواره منتخبات الأردن وباكستان وطاجيكستان.
وفي المجموعة نفسها، تبدو الفرصة كبيرة أمام منتخب الأردن للعودة بالنقاط الثلاث أمام مضيفه طاجيكستان، الخميس، على الملعب الجمهوري المركزي في العاصمة دوشنبه.
ويطمح منتخب «النشامى» إلى بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه مستفيداً من زيادة حصة القارة الآسيوية، حسب التعديلات الجديدة، إلى 8 مقاعد ونصف مقعد.
وتترقب جماهير الكرة الأردنية الظهور الرسمي الأول للمنتخب بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، قبل استضافة نظيره السعودي، الثلاثاء، في استاد عمان الدولي.
وقاد عموتة «النشامى» في 4 مباريات ودية فشل خلالها في تحقيق الفوز، فخسر أمام النرويج 0 - 6 وأذربيجان وإيران بالنتيجة ذاتها 1 - 2 وتعادل مع العراق 1 - 1 قبل الخسارة بركلات الترجيح (3 - 5).
وفي المجموعة الأولى، يستقبل المنتخب القطري ضيفه الأفغاني على استاد خليفة الدولي في الدوحة، بينما يستضيف المنتخب الكويتي نظيره الهندي على استاد جابر الأحمد الدولي.
وتتطلع قطر لبداية مثالية أملاً في خطف بطاقة الترشح، وتسجيل ظهورها الثاني في كأس العالم بعد مشاركتها الأولى بصفتها مستضيفة النسخة الأخيرة للمونديال في 2022.
ويبدو المنتخب الكويتي مرشحاً على الورق لعبور المحطة الافتتاحية من التصفيات بنجاح، بيد أن الهند لم تعد تلك اللقمة السائغة لدى أقرانها في «القارة الصفراء»، وخير دليل على ذلك فوزها على الكويت بالذات وإن بركلات الترجيح 4 - 5 بعد التعادل 1 - 1 في 4 يونيو (حزيران) الماضي في نهائي بطولة الكأس الذهبية لدول جنوب آسيا التي استضافتها مدينة بانغلور.
وفي المجموعة الثانية، ترفع سوريا شعار الفوز أمام كوريا الشمالية في مدينة جدة غرب السعودية، حيث تخوض مبارياتها البيتيّة.
وفي المجموعة السادسة، يواجه العراق ضيفه إندونيسيا على استاد البصرة، بينما تواجه فيتنام الفلبين.
ويعوّل المنتخب العراقي على متصدر هدافي الدوري العراقي الواعد علي جاسم الذي قاد فريقه القوة الجوية لفوز تاريخي على الاتحاد السعودي 2 - 0 في دوري أبطال آسيا.
وفي المجموعة الثامنة، تبدأ الإمارات مشوارها بمواجهة سهلة على الورق عندما تستضيف نيبال على استاد آل مكتوم بنادي النصر في دبي، بينما يخوض المنتخب البحريني مواجهة صعبة أمام نظيره اليمني.
وستكون المباراة الأولى رسمياً للإمارات بإشراف مدربها البرتغالي باولو بينتو (54 عاماً) الذي عُيّن في يوليو (تموز) بديلاً للأرجنتيني رودولفو أروابارينا.
ولم يخسر «الأبيض» في المباريات الودية الثلاث التي خاضها تحت قيادة بينتو، ففاز على كوستاريكا 4 - 1 والكويت 1 - 0 ولبنان 2 - 1.
وتلعب البحرين أمام اليمن على استاد مدينة الملك عبد العزيز الرياضية في مدينة أبها السعودية.
وكانت البحرين قد تأهلت إلى الملحق القاري النهائي الفاصل المؤهل إلى مونديالي 2006 و2010 على التوالي، ولكنها لم تحقق حلمها في الوصول للنهائيات العالمية بعد خسارتها أمام ترينيداد وتوباغو في 2005 ثم نيوزيلندا في 2009.
ويقود منتخب اليمن المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب الذي سبق له قيادة منتخب البحرين.
وفي المجموعة التاسعة، تواجه أستراليا القوية بنغلاديش، بينما يستضيف لبنان نظيره الفلسطيني في الشارقة الإماراتية.
ووفقاً لنظام التصفيات الجديد بعد زيادة مقاعد آسيا في المونديال، فإن المتصدر ووصيفه يتأهلان للمرحلة الختامية التي تشهد حضور 18 منتخباً موزعة على ثلاث مجموعات، يتأهل منها المتصدر والوصيف إلى نهائيات كأس العالم بصورة رسمية، بينما يتأهل صاحبا المركزين الثالث والرابع لتصفيات الملحق الآسيوي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المنتخب السعودی وفی المجموعة فی المجموعة کأس العالم تحت قیادة
إقرأ أيضاً:
حسرة سعودية على الضعف الهجومي في التصفيات المونديالية
الدوحة (أ ف ب): "كم هدف سجلنا؟" مُتحسراً، تساءل أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبد الله، بعد خسارة المنتخب السعودي أمام إندونيسيا 2 / صفر، واحتلاله مركزا رابعا مخيبا في المجموعة الثالثة ضمن تصفيات كأس العالم 2026، مكتفياً بست نقاط وثلاثة أهداف فقط بعد مرور ست جولات.
قال ماجد، الهداف التاريخي للمنتخب السعودي بـ72 هدفاً في 117 مباراة: "بالتأكيد، لدينا مشكلة في المهاجمين. سجل منتخبنا في التصفيات الحالية ثلاث أهداف فقط، عبر المدافع حسن قادش مرتين ولاعب الوسط مصعب الجوير".
وفيما اقتربت اليابان من التأهل المباشر محلقة بالصدارة بـ 16 نقطة، واحتدم الصراع بين المنتخبات الخمسة المتبقية على المركز الثاني المؤهل مباشرة، إذ تتفوق استراليا الثانية ب7 نقاط بفارق نقطة فقط عن إندونيسيا والسعودية والبحرين والصين ولكل منها 6 نقاط.
ورأى نجم النصر السابق والهداف التاريخي للدوري المحلي بـ189 هدفاً أن المهاجمين السعوديين لا يلعبون في الدوري، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين.
وبموازة الإنفاق الكبير لأندية الدوري وجذبها اعتباراً من الموسم قبل الماضي لنجوم عالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي نيمار، اعتبر ماجد، الذي توج هدافاً للدوري 6 مرات، أن "مشكلتنا الأساسية هي عدم مشاركة اللاعبين بشكل أساسي مع أنديتهم".
وبلغ إنفاق الأندية السعودية الصيف الماضي 431 مليون دولار، أي نصف ما أنفقته في صيف 2023 حين صرفت 957 مليون دولار قياسية على انتقالات لاعبين جدد، وفقا لتقرير نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطلع سبتمبر الماضي.
وبينما كان ماجد (65 عاماً) يتحدث تزامناً مع الخسارة ضد إندونيسيا في منتدى مسك العالمي في الرياض، كان نجم "الأخضر" والهلال سابقاً ياسر القحطاني (42 عاماً) يعبّر عن غضبه من الخسارة التاريخية، بحسب وصفه، "لا أملك المفردات المعبرة في مثل هذه اللحظة".
وفي تحليله للمباراة عبر قنوات بي إن سبورتس، أضاف أفضل لاعب في آسيا 2007: "لا أعتقد أن أي متشائم يعلم بالكرة السعودية، كان ينتظر اللحظة التي يبحث فيها عن الأخطاء التحكيمية، حتى لو كانت صحيحة، لأن تكون هي العذر او القشة التي يتمسك بها للانتصار على المنتخب الإندونيسي المحترم".
وأخفق المنتخب السعودي، الذي أعاد مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفيه رونار لقيادته فنياً خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني، للمباراة الرابعة توالياً في التسجيل.
وتأزم موقفه وتضاعف مخاوفه من الفشل في التأهل المباشر إلى البطولة التي من المقرر أن يعلن فيفا عن إقامتها في السعودية عام 2034 في 11 ديسمبر المقبل، بوصفها المرشح الوحيد.
وكان مانشيني، الذي أقيل بعد التعادل مع البحرين سلباً في أواخر أكتوبر الفائت، قد أضاء بالفعل على مشكلة عدم مشاركة لاعبي المنتخب مع أنديتهم كأساسيين، عقب التعادل الافتتاحي مع إندونيسيا في الجولة الأولى وقال: "لدينا 20 لاعباً لا يشاركون في التشكيلة الأساسية لفرقهم .. وهذا مشكلة حقيقي"!.
لكن المبررات التي ساقها المدرب الإيطالي لا تبدو مقنعة لفؤاد أنور الذي افتتح عداد الأهداف السعودية في كأس العالم في مرمى منتخب نيذرلاند في نسخة 1994 عندما بلغت الدور الثاني للمرة الوحيدة وقال: "المشكلة الأساسية في المنتخب تفاقمت بسبب التمسك بمانشيني بعد الخروج من كأس آسيا مطلع العام الحالي، أمام كوريا الجنوبية في ثمن النهائي".
وأضاف أنور لوكالة فرانس برس: "وقع الاختيار على مانشيني، الذي حقق كل شيء قبل قيادته للمنتخب السعودي، وصار يطلق تصريحات محبطة عن عدم مشاركة لاعبي المنتخب كأساسيين مع أنديتهم، وهو كلام لا أراه منطقياً، لأنه أغفل أهمية الاحتكاك الذي يحصده اللاعب المحلي من اللعب مع نجوم كبار مثل رونالدو، بنزيمة، والجزائري رياض محرز، وغيرهم".