أكد الدكتور وديع بتي سفير العراق في باريس ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم /الخميس/ أن بلاده تعمل مع الدول العربية الشقيقة الأخرى على تفعيل القرار العربي بشأن غزة والذي اعتمدته المنظمة الجمعة الماضية وقدمته مجموعة من الدول العربية، مضيفا أن بلاده تعمل أيضا على تنفيذ فقراته.

 
وقال الدكتور بتي - في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس- "نعمل مع الأشقاء العرب الآخرين على تفعيل هذا القرار وعلى تنفيذ فقراته خاصة وأنه قرار إنساني يخلو من أي جانب سياسي ونال موافقة عدد كبير من أعضاء منظمة اليونسكو وكان ذلك واضحا في التصويت على القرار". 
وأضاف: "كما اتفقنا مع الأشقاء، كانت مرحلة تبني القرار هي مرحلة أولى ويجب أن يعقبها عمل وجهد كبير من أجل وضع هذا القرار كفعل على أرض الواقع". 
وقد اعتمدت منظمة اليونسكو، بتصويت أغلبية الدول الأعضاء، قرارا عربيا لحماية التعليم والتراث الثقافي والصحفيين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاءت تصريحات الدكتور بتي عقب فوز بلاده بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو رسميا في الانتخابات الحاسمة خلال فعاليات المؤتمر الدولي لليونسكو بدورته الثانية والأربعين في العاصمة الفرنسية باريس. 
وتعقيبا على هذا الفوز، أكد الدكتور بتي أن فوز العراق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو جاء بعد غياب 30 عاما، و"يمثل عودة العراق للمنظمات والساحة الدولية ليمارس دوره الطبيعي الذي يستحقه في هذه المنظمات ويتفاعل مع الأعضاء الآخرين من أجل تنفيذ كل الأهداف السامية التي تسعى إليها هذه المنظمات وعلى رأسها اليونسكو كمنظمة تخصصية تعني بالثقافة والعلوم والتربية وغير ذلك ". 
وأشار إلى أن هذا الفوز جاء بعد جهود بذلتها ممثلية العراق باليونسكو والسفارة العراقية في باريس بالتعاون مع وزارات عراقية مثل الثقافة والسياحة والآثار والتربية والتعليم العالي وبمتابعة جادة من مركز وزارة الخارجية ووزير الخارجية وأيضا ضمن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بضرورة استعادة العراق لموقعه على الساحة الدولية، موجها بالشكر لكل الأعضاء والاشقاء الذين دعموا وصول العراق إلى عضوية المجلس التنفيذي بالتصويت للعراق، ما يدل على العلاقات الوطيدة التي تربط العراق بأشقائها والدعم المتبادل مع العديد من الدول العربية. 
كما أكد على أن العراق مستعد كل الاستعداد لكي يتعاون مع الأشقاء الآخرين في المجلس التنفيذي المتواجدين في الأساس بالمجلس مثل الأشقاء مصر والأردن والكويت وأيضا مع الأعضاء الجدد كالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر. 
وقال : "العراق مستعد لكي نتعاون جميعا في جهد عربي متكامل ومنسق من أجل القضايا المشتركة، كما تعاونا بشكل رائع في تبني القرار الأخير الذي أصدره المجلس العام لليونسكو بخصوص غزة والذي كان نتيجة جهد مشترك". 
وعن مساعي دولة العراق للفوز بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو، أشار الدكتور بتي إلى أن العراق استند في الترشيح لعضوية المجلس التنفيذي على عاملين أساسيين وهما ثقل العراق الحضاري والتاريخي والذي يستحق على أساسه أن يكون عنصرا فاعلا في هذا المنظمة وثانيا تجربة البلاد في السنوات الاخيرة مع اليونسكو من خلال مبادرة "إحياء روح الموصل" التي تشرف عليها اليونسكو بالرعاية لإعادة بناء وتأهيل أربع مواقع حضارية وتراثية في الموصل: جامع النوري ومنارة الحدباء، وكنيستَي الطاهرة والساعة ، بالإضافة إلى أكثر من مائة بيت تراثي في الموصل القديمة، حيث أن كل هذه المواقع تم تدميرها واستهدافها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي. 
وأردف قائلا: "هذه التجربة الكبيرة قامت بها اليونسكو وهي حسب معلوماتنا التجربة الأكبر في تاريخ منظمة اليونسكو كإشراف وتنفيذ، ولذلك ترشيحنا للمجلس التنفيذي هو بدافع وبهدف أن نلعب دورا فعالا في كل الملفات التي تقع ضمن ولاية اليونسكو ولدينا كثير من الملفات بخصوص التربية والتعليم والآثار وسرقة القطع الأثرية هذا بالإضافة إلى تحدي كبير بخصوص المياه والتغيير المناخي لأن العراق يعتبر ضمن أول خمس دول أكثر تضررا بالتغيير المناخي وكل هذه الملفات وغيرها نريد أن نعمل عليها ونتعاون مع كل أعضاء اليونسكو والدول الشقيقة والصديقة لتحقيق المصلحة المفيدة للجميع". 
يذكر أن العراق فاز رسميا بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وقالت وزارة التربية العراقية - في بيان لها- إنه "بعد مرور (38) عاما من الإنتظار، العراق يتربع على عرش عضوية المجلس التنفيذي لليونسكو رسميا بعد فوزه في الانتخابات الحاسمة"، وجرت الانتخابات على هامش أعمال المؤتمر العام للمنظمة في دورته الـ42 المنعقدة حاليا بالعاصمة الفرنسية باريس، من 7 إلى 22 نوفمبر الجاري.
كما فازت أيضا دولة قطر بأعلى نسبة أصوات في المجموعة العربية، بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة للفترة من 2023 - 2027، وحصلت على 167 صوتا. كذلك، فازت سلطنة عُمان بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو بعد حصولها على 159 صوتا، وتم إعادة انتخاب السعودية لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية. 
وانتخاب الدول الأعضاء للمجلس التنفيذي لمدة أربع سنوات، يتم ضمن أعمال المؤتمر العام للمنظمة، ويعمل المجلس التنفيذي من خلال خمس لجان وهيئات فرعية، وهي لجنة البرنامج والعلاقات الخارجية واللجنة المالية والإدارية واللجنة الخاصة ولجنة الاتفاقات والتوصيات ولجنة المنظمات الدولية غير الحكومية.
ويتكون المجلس التنفيذي من 56 عضوا، ويعتبر الركيزة الأساسية لمنظمة اليونسكو لصنع القرار، ومتابعة آلية تنفيذ مشاريع القرارات الأممية في كل من قطاع الثقافة والتعليم والعلوم الاجتماعية والإنسانية والاتصال والمعلومات.

هن / م ي م 
أ ش أ

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الأفريقية للبلدان المنتجة للنفط

استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الاثنين، بمقر الوزارة، الأمين العام للمنظمة الأفريقية للبلدان المنتجة للنفط (APPO)، الدكتور عمر فاروق إبراهيم، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر للمشاركة في فعاليات الاجتماع الثاني لمنتدى مراكز البحث والابتكار للدول الأعضاء في المنظمة، المزمع عقده بالجزائر العاصمة.

وحسب بيان لوزارة الطاقة، شكل هذا اللقاء، الذي جرى بحضور إطارات من الجانبين، فرصة لتبادل وجهات النظر. حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر والمنظمة، ولا سيما في مجالات صناعة النفط والغاز. والتكوين، والبحث والتطوير، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات أسواق الطاقة الدولية. وآفاق الشراكة الإقليمية بين الدول الإفريقية المنتجة للنفط والغاز، في سياق التحولات العالمية المتعلقة بالطاقة والانتقال الطاقوي.

كما تطرق الطرفان إلى الجوانب الإدارية والتنظيمية الخاصة بالمنظمة، والتعاون المثمر بين الدول الإفريقية المنتجة للنفط. في إطار مجموعة “أوبك” وخارجها، وكذا ضمن منتدى الدول المصدرة للغاز. مؤكدين على أهمية التنسيق المشترك وتقييم حالة السوق النفطية الدولية وآفاق تطورها، حسب البيان نفسه.

الجزائر تؤكد استعدادها لتكثيف جهودها لدعم الدول الإفريقية

وفي هذا الصدد -يضيف البيان-، جدد وزير الدولة تأكيد استعداد الجزائر لتكثيف جهودها لدعم الدول الإفريقية. ولاسيما من خلال المنظمة، عبر نقل خبرتها الواسعة في مجالات الاستكشاف. الإنتاج، الهندسة، تصنيع المعدات، والتكوين، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي تضطلع به مؤسسات القطاع. ومعاهدها، وعلى رأسها المعهد الجزائري للبترول (IAP)، في تكوين الإطارات الإفريقية. وتأهيلها لمواجهة التحديات التقنية والمهنية في قطاع الطاقة.

كما تطرقت المناقشات إلى آخر التطورات المتعلقة بإطلاق بنك الطاقة الأفريقي الجديد. الذي أنشأته منظمة APPO، والذي يُنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في تمويل مشاريع الطاقة. على مستوى القارة، من خلال تعبئة الاستثمارات اللازمة لدعم مشاريع البنية التحتية الطاقوية. وتحفيز النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء، يضيف البيان.

المنظمة الأفريقية للبلدان المنتجة للنفط تثمن جهود الجزائر

من جهته، أعرب الدكتور عمر فاروق إبراهيم عن امتنانه العميق للجزائر على إلتزامها الثابت بدعم أهداف المنظمة. مثمنًا جهودها في تعزيز البحث العلمي والابتكار، وتكوين الموارد البشرية في مجال الطاقة. ومؤكدًا أن احتضان الجزائر لفعاليات منتدى مراكز البحث والابتكار دليل واضح على مساهمتها النوعية. في تطوير القطاع الطاقوي على المستوى القاري، وفق المصدر نفسه.

كما اشا بيان الوزارة، أن الجزائر تواصل، منذ تأسيس المنظمة سنة 1987. لعب دور محوري داخل منظمة APPO، التي تضم 15 دولة عضوًا و03 دول بصفة ملاحظة. وتسعى الجزائر من خلال هذا الإطار القاري إلى تعزيز التعاون الإفريقي، وتوحيد الرؤى. وتبادل الخبرات في مختلف مجالات الصناعة البترولية والغازية. سواء في مرحلة المنبع أو المصب، بما يرسخ مكانة القارة كمصدر استراتيجي للطاقة. ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة لشعوبها.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • ليبيا تشارك باجتماعات مجلس «جامعة الدول العربية».. مناقشة القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية
  • الداخلية السعودية تبدأ تنفيذ الإجراءات المنظمة للحج
  • مدير "الصحة العالمية" يُحذر: العجز المالي يهدد استمرارية المنظمة
  • مندوب الأردن بالجامعة العربية: لا استقرار دون حل عادل للقضية الفلسطينية
  • رجي: الحكومة تعمل على إعادة تعزيز علاقات لبنان مع كل الدول الشقيقة
  • انطلاق أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين بمشاركة فلسطين
  • السوداني: نعمل وفق رؤية تقدم مصلحة العراق العليا أولاً بعيداً عن الانفعالات
  • عبدالله بن سالم القاسمي يترأس اجتماع المجلس التنفيذي
  • الأردن: لا استقرار بالشرق الأوسط دون تسوية شاملة للقضية الفلسطينية
  • وزير الطاقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الأفريقية للبلدان المنتجة للنفط