مندوب العراق باليونسكو: نعمل مع الدول العربية الشقيقة على تنفيذ قرار المنظمة بشأن غزة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أكد الدكتور وديع بتي سفير العراق في باريس ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم /الخميس/ أن بلاده تعمل مع الدول العربية الشقيقة الأخرى على تفعيل القرار العربي بشأن غزة والذي اعتمدته المنظمة الجمعة الماضية وقدمته مجموعة من الدول العربية، مضيفا أن بلاده تعمل أيضا على تنفيذ فقراته.
وقال الدكتور بتي - في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس- "نعمل مع الأشقاء العرب الآخرين على تفعيل هذا القرار وعلى تنفيذ فقراته خاصة وأنه قرار إنساني يخلو من أي جانب سياسي ونال موافقة عدد كبير من أعضاء منظمة اليونسكو وكان ذلك واضحا في التصويت على القرار".
وأضاف: "كما اتفقنا مع الأشقاء، كانت مرحلة تبني القرار هي مرحلة أولى ويجب أن يعقبها عمل وجهد كبير من أجل وضع هذا القرار كفعل على أرض الواقع".
وقد اعتمدت منظمة اليونسكو، بتصويت أغلبية الدول الأعضاء، قرارا عربيا لحماية التعليم والتراث الثقافي والصحفيين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاءت تصريحات الدكتور بتي عقب فوز بلاده بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو رسميا في الانتخابات الحاسمة خلال فعاليات المؤتمر الدولي لليونسكو بدورته الثانية والأربعين في العاصمة الفرنسية باريس.
وتعقيبا على هذا الفوز، أكد الدكتور بتي أن فوز العراق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو جاء بعد غياب 30 عاما، و"يمثل عودة العراق للمنظمات والساحة الدولية ليمارس دوره الطبيعي الذي يستحقه في هذه المنظمات ويتفاعل مع الأعضاء الآخرين من أجل تنفيذ كل الأهداف السامية التي تسعى إليها هذه المنظمات وعلى رأسها اليونسكو كمنظمة تخصصية تعني بالثقافة والعلوم والتربية وغير ذلك ".
وأشار إلى أن هذا الفوز جاء بعد جهود بذلتها ممثلية العراق باليونسكو والسفارة العراقية في باريس بالتعاون مع وزارات عراقية مثل الثقافة والسياحة والآثار والتربية والتعليم العالي وبمتابعة جادة من مركز وزارة الخارجية ووزير الخارجية وأيضا ضمن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بضرورة استعادة العراق لموقعه على الساحة الدولية، موجها بالشكر لكل الأعضاء والاشقاء الذين دعموا وصول العراق إلى عضوية المجلس التنفيذي بالتصويت للعراق، ما يدل على العلاقات الوطيدة التي تربط العراق بأشقائها والدعم المتبادل مع العديد من الدول العربية.
كما أكد على أن العراق مستعد كل الاستعداد لكي يتعاون مع الأشقاء الآخرين في المجلس التنفيذي المتواجدين في الأساس بالمجلس مثل الأشقاء مصر والأردن والكويت وأيضا مع الأعضاء الجدد كالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر.
وقال : "العراق مستعد لكي نتعاون جميعا في جهد عربي متكامل ومنسق من أجل القضايا المشتركة، كما تعاونا بشكل رائع في تبني القرار الأخير الذي أصدره المجلس العام لليونسكو بخصوص غزة والذي كان نتيجة جهد مشترك".
وعن مساعي دولة العراق للفوز بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو، أشار الدكتور بتي إلى أن العراق استند في الترشيح لعضوية المجلس التنفيذي على عاملين أساسيين وهما ثقل العراق الحضاري والتاريخي والذي يستحق على أساسه أن يكون عنصرا فاعلا في هذا المنظمة وثانيا تجربة البلاد في السنوات الاخيرة مع اليونسكو من خلال مبادرة "إحياء روح الموصل" التي تشرف عليها اليونسكو بالرعاية لإعادة بناء وتأهيل أربع مواقع حضارية وتراثية في الموصل: جامع النوري ومنارة الحدباء، وكنيستَي الطاهرة والساعة ، بالإضافة إلى أكثر من مائة بيت تراثي في الموصل القديمة، حيث أن كل هذه المواقع تم تدميرها واستهدافها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأردف قائلا: "هذه التجربة الكبيرة قامت بها اليونسكو وهي حسب معلوماتنا التجربة الأكبر في تاريخ منظمة اليونسكو كإشراف وتنفيذ، ولذلك ترشيحنا للمجلس التنفيذي هو بدافع وبهدف أن نلعب دورا فعالا في كل الملفات التي تقع ضمن ولاية اليونسكو ولدينا كثير من الملفات بخصوص التربية والتعليم والآثار وسرقة القطع الأثرية هذا بالإضافة إلى تحدي كبير بخصوص المياه والتغيير المناخي لأن العراق يعتبر ضمن أول خمس دول أكثر تضررا بالتغيير المناخي وكل هذه الملفات وغيرها نريد أن نعمل عليها ونتعاون مع كل أعضاء اليونسكو والدول الشقيقة والصديقة لتحقيق المصلحة المفيدة للجميع".
يذكر أن العراق فاز رسميا بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وقالت وزارة التربية العراقية - في بيان لها- إنه "بعد مرور (38) عاما من الإنتظار، العراق يتربع على عرش عضوية المجلس التنفيذي لليونسكو رسميا بعد فوزه في الانتخابات الحاسمة"، وجرت الانتخابات على هامش أعمال المؤتمر العام للمنظمة في دورته الـ42 المنعقدة حاليا بالعاصمة الفرنسية باريس، من 7 إلى 22 نوفمبر الجاري.
كما فازت أيضا دولة قطر بأعلى نسبة أصوات في المجموعة العربية، بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة للفترة من 2023 - 2027، وحصلت على 167 صوتا. كذلك، فازت سلطنة عُمان بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو بعد حصولها على 159 صوتا، وتم إعادة انتخاب السعودية لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية.
وانتخاب الدول الأعضاء للمجلس التنفيذي لمدة أربع سنوات، يتم ضمن أعمال المؤتمر العام للمنظمة، ويعمل المجلس التنفيذي من خلال خمس لجان وهيئات فرعية، وهي لجنة البرنامج والعلاقات الخارجية واللجنة المالية والإدارية واللجنة الخاصة ولجنة الاتفاقات والتوصيات ولجنة المنظمات الدولية غير الحكومية.
ويتكون المجلس التنفيذي من 56 عضوا، ويعتبر الركيزة الأساسية لمنظمة اليونسكو لصنع القرار، ومتابعة آلية تنفيذ مشاريع القرارات الأممية في كل من قطاع الثقافة والتعليم والعلوم الاجتماعية والإنسانية والاتصال والمعلومات.
هن / م ي م
أ ش أ
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يختتم مشاركته في فعالية (الأسبوع العربي) في اليونسكو
اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مشاركته في فعالية (الأسبوع العربي) في اليونسكو، في العاصمة الفرنسية باريس، في المدة 4 – 5 نوفمبر الجاري، وسعت المشاركة إلى إبراز الثراء الثقافي العربي، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة في الدول العربية؛ إذ تشكل الفعالية احتفالًا بالثراء الثقافي للعالم العربي؛ تماشيًا مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030).
وانطلاقًا من أهداف المجمع وتوجهاته الإستراتيجية، وتبيانًا لدوره في دعم اللغة والثقافة العربية, شارك المجمع في الفعالية بندوة علمية عنوانها: (السياسات اللغوية العربية: رؤية شمولية)، وناقش الخبراء فيها السياسات اللغوية وصناعة الواقع اللغوي، وتحديات السياسات اللغوية العربية وأوجه التحسين الممكنة، إضافةً إلى التعريف بمشروع (دراسات السياسات اللغوية العربية)، من حيث الإطار المنهجي والعلمي، والأهداف، والتحديات، والنتائج.
وجاءت مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في فعالية (الأسبوع العربي) في اليونسكو ضمن إطار التعريف بجهود المملكة العربية السعودية في نشر اللغة العربية عالميًّا، واستثمار الفرص لتعزيز مكانة المجمع محليًّا ودوليًّا، وسعيه بمبادراته وبرامجه ومشروعاته اللغوية المتنوعة في المحافظة على سلامة اللغة العربية وهُويَّتها اللغوية، ودعمها نطقًا وكتابةً، وتيسير تعليمها وتعلُّمها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.