مفتي الجمهورية ورئيس جامعة سوهاج يوقعان بروتوكولا بمجال التدريب وتصحيح المفاهيم
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
وقَّع الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- والدكتور حسن النعماني -رئيس جامعة سوهاج- بروتوكول تعاون بين دار الإفتاء المصرية وجامعة سوهاج، وذلك في مجالات التدريب وتصحيح المفاهيم ومحاربة الأفكار المتطرفة، ونشر الوعي الديني الصحيح بين شباب الجامعات.
مفتي الجمهورية ورئيس جامعة سوهاج يوقعان بروتوكول تعاونوتوجه الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- بالشكر إلى رئيس جامعة سوهاج على إتاحة الفرصة لتوقيع هذا البروتوكول المهم، مؤكدًا أن هذا التوقيع يأتي في إطار التعاون المثمر بين مؤسسات الدولة المختلفة، في الجمهورية الجديدة تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن هذا هو أول بروتوكول يشهده المبنى الجديد لدار الإفتاء المصرية، معربًا عن امتنانه بالتعاون مع جامعة سوهاج لنشر الوعي الديني بين الشباب بكل ما يهم البلاد والعباد وتعزيز بناء المؤسسات، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة، وترسيخ ثقافة التعاون والحوار بين شباب الجامعات، مشيرًا إلى سريان عمل البروتوكول لمدة خمس سنوات، يتم خلالها تنظيم العديد من الفعاليات المشتركة والبرامج التدريبية لكلٍّ منهما من المتصدرين للفتوى وأساتذة وطلبة الجامعة والإداريين والفنيين بمختلف تخصصاتهم.
وفي كلمته هنأ الدكتور حسن النعماني- رئيس جامعة سوهاج- فضيلة المفتي بافتتاح المبنى الجديد لدار الإفتاء المصرية، مثمنًا جهود فضيلته في تجديد الخطاب الإفتائي واعتماد آليات مبتكرة لصناعة الفتوى من خلال إضافة إدارات إفتائية عصرية لدار الإفتاء المصرية ومراكز بحثية تقوم بدَور عظيم في هذا التوقيت الهام من عمر الوطن.
وأشار النعماني إلى أن هذا البروتوكول سوف يتضمن التعاون بين الطرفين وتبادل الخبرات في المجالات المعنية، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية المعنية بالقضايا والمسائل المشتركة والمجتمعية، وبخاصة في مجال مواجهة الفكر المتطرف وتجديد الفكر الديني والإفتائي وقضايا التنمية المستدامة والتحول الرقمي.
ويأتي توقيع هذا البروتوكول انسجامًا مع تحقيق رؤية الدولة المصرية ورغبةً من دار الإفتاء المصرية وجامعة سوهاج في تحديد أُطر التعاون المشترك بينهما، وإدراكًا منهما للفوائد المتعددة التي تعود على الوطن والمواطن نتيجة هذا التعاون، وكذلك دعمًا لقوة مصر الناعمة وتأثيرها في مواجهة التطرف الديني وتوابعه من الإرهاب والإرهابيين، حيث إن جامعة سوهاج تُعد من أهم الجامعات المصرية التي تحتوي طائفة من الكليات العريقة المتخصصة، وقد وضعت الجامعة على رأس أولوياتها دعم تحقيق أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠ عبر بناء سبل التعاون المشترك مع سائر مؤسسات الدولة المعنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام الإفتاء تصحيح المفاهيم رئيس جامعة سوهاج رئیس جامعة سوهاج الإفتاء المصریة مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يوضح حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل
استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.
وفي كلمته عن الفتاوى وتحصين الأفكار تناول المفتي عددًا من المحاور كان من أبرزها، الحديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.
كما تحدث عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.
وفي المحور الثالث أبرز المفتي، حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين.
ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي.
واشار إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.
ثم انتقل في المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.
وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.
ثم انتقل أخيرًا إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.