الحرة:
2024-07-06@03:05:11 GMT

الحرب تدق المسمار الأخير في نعش اقتصاد غزة

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

الحرب تدق المسمار الأخير في نعش اقتصاد غزة

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير نشر، الخميس، إن الحرب في غزة قضت على ما تبقى من اقتصاد القطاع الذي كان بالأصل يقترب من الانهيار، نتيجة سنوات من الركود.

وأضاف التقرير أن حركة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، ركزت خلال العقدين الماضيين على أهدافها العسكرية على حساب الوضع الاقتصادي لسكان قطاع.

ومع قلة الاستثمار الخارجي وقلة فرص العمل، انخفضت مستويات المعيشة مع تزايد فقر السكان، وفقا للتقرير.

في العام الماضي، اعتمد 80 بالمئة من السكان على المساعدات الدولية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما توقع البنك الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي "الاسمي" في عام 2023، مدفوعا بالتعافي من جائحة كورونا والمزيد من تصاريح العمل لسكان غزة للعمل في إسرائيل.

لكن حرب السابع من أكتوبر بين حماس وإسرائيل تسببت في توقف معظم النشاط الاقتصادي في غزة، في وقت ذكر فيه بيان صدر هذا الشهر عن معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني، ومقره رام الله بالضفة الغربية، أن "اقتصاد غزة توقف عن العمل اعتبارا من الربع الأخير من عام 2023، وسيستمر على هذا الحال إلى أجل غير مسمى".

يبين التقرير أنه "لا يزال من غير الممكن الحصول على تقديرات دقيقة أو نهائية للأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب في ظل إغلاق إسرائيل حدودها مع غزة".

نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا هذا الشهر أشار إلى فقدان ما لا يقل عن 61 في المئة من فرص العمل في قطاع غزة منذ بداية الحرب الحالية، أي ما يعادل 182 ألف وظيفة، إلى جانب 857 مليون دولار من النشاط الاقتصادي، مما أدى إلى تراجع الاقتصاد "لسنوات عديدة".

وتبين الصحيفة أنه على الرغم من أن غزة لديها تاريخ طويل من الصراع، إلا أنه لا يوجد ما يوازي حجم الدمار الحالي.

يقدر بعض المسؤولين الفلسطينيين التكلفة الاقتصادية للعملية البرية الإسرائيلية في غزة عام 2014 بأكثر من 6 مليارات دولار، لكن الحرب الحالية أطول وأكثر تدميرا بكثير، وفقا للصحيفة.

ويقول خبراء إن غزة، بموقعها الساحلي، وأراضيها الصالحة للزراعة، وسكانها الشباب، يمكن أن تتمتع باقتصاد منتج ومزدهر.

ويبين خبير اقتصاديات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب بول ريفلين إنه ومنذ بضعة عقود مضت، كان بعض الاقتصاديين الإسرائيليين يأملون في أن تحذو غزة حذو سنغافورة من الناحية الاقتصادية، لكن هذا لم يحدث".

وكانت الأمم المتحدة حذّرت الأسبوع الماضي من أن "الصدمة" التي أحدثتها الحرب بين إسرائيل وحماس على المستويين الاجتماعي والاقتصادي ستودي بمئات الآلاف من الفلسطينيين الى الفقر.

وأضافت أن نسبة البطالة بلغت 24.7 بالمئة قبل الحرب، وقد ترتفع بين 5 و13 بالمئة في العام 2023، مع فقدان نحو 182 ألف وظيفة في قطاع غزة، و208 آلاف وظيفة في الضفة الغربية على خلفية القيود المفروضة على حركة البضائع وعلى العمال الفلسطينيين الذين منعوا من دخول إسرائيل للعمل.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

معركة «النفس الأخير» لماكرون ضد اليمين المتطرف.. «الوحدة الأوروبية في خطر»

في ظل صعود اليمين المتطرف بأوروبا، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا من أن القارة العجوز اليوم «أصبحت فانية.. ويمكن أن تنهار»، ورغم أنه كان يلمح إلى التهديدات الخارجية مثل غزو روسيا لأوكرانيا والتزام أمريكا المتذبذب تجاه حلفائها الأوروبيين، فإن الخطر الأكثر إلحاحا الذي يهدد رؤيته لأوروبا يأتي من داخل بلاده نفسها.

وحسبما ذكرت مجلة «Responsible statecraft» الأمريكية فأن أوروبا منقسمة بشدة في ظل تهديد النزعة القومية المتزايدة والتشكك بتآكل أسس مشروع الوحدة الذي قامت عليه بعد الحرب العالمية الثانية، ولا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الانقسام أكثر من فرنسا، إذ تتعارض رؤية ماكرون لأوروبا القوية الموحدة مع السخط المحلي المتزايد والحركة اليمينية المتطرفة الصاعدة.

فوز اليمين المتطرف بالانتخابات الفرنسية

في وقت سابق من هذا الشهر، حل ماكرون الجمعية الوطنية الفرنسية ودعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن تلقى حزبه ضربة موجعة من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في انتخابات البرلمان الأوروبي، ليمهد عن غير قصد احتمالية تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

أسفرت الجولة الأولى يوم الأحد عن فوز آخر لحزب التجمع الوطني، الذي فاز بثلث الأصوات، وجاء التحالف اليساري، الجبهة الشعبية الجديدة، في المركز الثالث بنسبة 28%، بينما جاء ائتلاف ماكرون الوسطي في المركز الثالث بنحو 20%.

وفي الجولة الثانية، المقرر إقامتها في السابع من يوليو، يتطلع اليمين المتطرف إلى الفوز بـ 289 مقعدًا المطلوبة للأغلبية المطلقة، وتشير التوقعات الحالية إلى فوز التجمع الوطني بما يتراوح بين 230 و300 مقعد.

وفي ظل محاولات ماكرون لحشد الدعم الكافي للحفاظ على الأغلبية الحاكمة دون خسارة البرلمان والحكومة، فإن النتائج حتى الآن تظهر أنه فشل.

أسباب ارتفاع أسهم اليمين المتطرف في فرنسا

لقد أدت السياسات غير الشعبية على الإطلاق، من زيادة الضرائب على الوقود وإصلاح نظام التقاعد، إلى تحول جزء كبير من البلاد ضد ماكرون، فقد هبطت نسبة تأييده إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2018، عندما أشعل المتظاهرون ذوو السترات الصفراء النار في شوارع باريس.

وفي مواجهة استياء داخلي هائل، حول ماكرون انتباهه إلى السياسة الخارجية على أمل أن يعزز الدعم لأوكرانيا صورته كزعيم قوي ومدافع عن الديمقراطية.

ولكن البيانات أظهرت أن موقف ماكرون المتشدد من الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم يلق صدى لدى ناخبيه، بل أنه اقترح إرسال قوات غربية إلى المعركة، وهو الاقتراح الذي رفضته بسرعة دول أخرى في حلف الناتو.

وأكدت استطلاعات الرأي أن أغلبية الفرنسيين حريصون على إنهاء الحرب، حتى من دون انتصار أوكراني واضح، فيما كان رأي أغلبية الأوروبين الذي جرى استطلاع رأيهم أن الحرب يجب أن تنهي بتسوية دون تأجيج الصراع من قبل حلف الناتو والغوص أعمق في إحتمالية المواجهة المباشرة.

كما أنه من أحد أسباب، فشل ماكرون، تراجع ماريان لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني، عن دعواتها لإقامة علاقات أوثق مع روسيا وسحب فرنسا من القيادة العسكرية لحلف الناتو خلال حملتها الرئاسية في عام 2022 الماضية، وكان هذا أحد المجالات التي كان ماكرون يأمل في التفوق فيها على لوبان، الذي اتهمها بالتبعية لفلاديمير بوتين.

لكن «لوبان» خففت منذ ذلك الحين من موقفها وضبطت بمهارة منصة حزبها للرأي العام،  في حين أن التشكك في أوروبا لا يزال جوهر أجندتها القومية، يدعم التجمع الوطني الآن تقديم المساعدات المادية لأوكرانيا، باستثناء الإجراءات التي قد تؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.

مقامرة ماكرون الأخيرة

أما الجانب المشرق في موقف ماكرون هو أنه يتماشى مع المشاعر العامة بشأن الدفاع الأوروبي على نطاق أوسع، إذ تشير استطلاعات الرأي أن خطابه بشأن الاستقلال الأوروبي الاستراتيجي عن التبعية لأمريكا يتردد صداه لدى أغلبية كبيرة من الأوروبيين الغربيين الذين يعتقدون أن أوروبا يجب أن تتحمل المسؤولية الأساسية عن دفاعها مع الحفاظ على العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة من خلال حلف الناتو.

ورغم هذه التحديات، لا يزال ماكرون يملك أوراقاً ليلعب بها، فحزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، الذي يشغل أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي، يتفق مع رؤيته، كما أن حماس زعيم حزب الشعب الأوروبي، مانفريد فيبر لتوسيع المظلة النووية الفرنسية عبر أوروبا يوفر مساراً محتملاً للمضي قدماً في خطة ماكرون للوحدة الأوروبية.

ومن الممكن أن يعمل التحالف الاستراتيجي الذي يركز على قضايا مشتركة مثل الأمن كحصن ضد نفوذ اليمين المتطرف على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وإذا اضطر ماكرون إلى ترشيح رئيس وزراء من حزب لوبان على الأرجح جوردان بارديلا رئيس الحزب البالغ من العمر 28 عامًا فسوف يتم تقليص نفوذه المحلي بشدة، ومع ذلك، فإن هذا القيد قد يوفر فرصة، مع وجود السياسة الخارجية في نطاق اختصاصه، فإن ماكرون لديه فرصة لترسيخ إرثه وتأثيره على مستقبل قارته.

إن مقامرة ماكرون قد تؤدي إما إلى إعادة تنشيط المشروع الأوروبي أو تسليم السلطة لأولئك الذين يريدون تفكيكه، والمفارقة هنا هي أن الخطوة الجريئة التي اتخذها ماكرون لإنقاذ رؤيته للوحدة الأوروبية والاستقلال الاستراتيجي قد تكون السبب في تدميرها، وذلك وفق لما نشرته مجلة «Responsible statecraft» الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • معركة «النفس الأخير» لماكرون ضد اليمين المتطرف.. «الوحدة الأوروبية في خطر»
  • "لعبة الكلمات" في مفاوضات غزة.. عقبة أخيرة أمام وقف الحرب
  • انفراجة في مساعي التهدئة بعد رد حماس الأخير
  • بايدن يرحب بقرار نتنياهو السماح للمفاوضين بالتواصل مع وسطاء مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب
  • اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو
  • منظمة التحرير: الفلسطينيون في "الجليل والمثلث والنقب" يواجهون آليات قمع غير مسبوقة
  • تقرير لـResponsible Statecraft: الحرب الإسرائيلية على غزة ستمتد إلى لبنان في هذه الحالة
  • تقارير: اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو
  • مناظرة بين اثنين من كبار السفهاء