نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات العربية المتحدة ندوة بعنوان "القائد الذي صنع التاريخ" وفيها تأمل المشاركون بالكلمة والقصيدة إنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي صنع التاريخ، وعلى يديه انحسرت الصحراء وامتد اللون الأخضر، وقد أكدت رؤاه بُعد نظره؛ إذ لا تزال دولة الإمارات تهتدي بها وهي تواصل بناء حضارتها.


في مقدمة الندوة قال محمد إسماعيل عبدالله الذي أدار الندوة، وهو محاضر في الأرشيف والمكتبة الوطنية: يسعدنا أن تتزامن ندوتنا هذه مع أيام الإمارات المشهودة، التي نفخر ونعتز بها، ففي شهر نوفمبر نحتفي بيوم العلم ويوم الشهيد، وفي مطلع ديسمبر نحتفل باليوم الوطني الثالث والخمسين.
بدأت الندوة بحديث الدكتور محمد القدسي الذي بدأ مشواره في تلفزيون أبوظبي في مايو 1969 مذيعاً ومترجماً للأخبار، ومن منهل الشيخ زايد العذب أثرى تجربته في الإعلام والحياة، حيث استعرض بكلماته المعبرة التي تفيض من ذاكرة وقادة احتفظت بتفاصيل الماضي، الذي قضى منه 34 عاماً إعلامياً مرافقاً للمؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وعن تلك المرحلة يقول القدسي: لقد تعلمت كثيراً من الشيخ زايد الذي كان يتمتع برؤاه الواضحة، ولم يدخر جهداً في سبيل وطنه وشعبه.
ويتذكر القدسي أول لقاء مع الشيخ زايد، فيقول: كنا ننتظر في الخارج مع المصور حين وصل الحكام صباحاً وكان آخرهم الشيخ زايد، وقد بادرني بالسؤال ماذا تفعل؟ فأجبته: أنتظر في الخارج حتى تنتهي الجلسة السرية. قال «لا.. هذه الجلسة ليست سرية.. هذا حديث في الاتحاد، ادخل اجلس واسمع واكتب.. أنت إعلامي». وكان هذا أول درس بالإعلام خلال لقائي الأول بالشيخ زايد إذ دخلت بالفعل واستمعت وكتبت وأخذت فكرة كاملة عما دار في الاجتماع الذي افتتحه الشيخ خالد بن محمد القاسمي -رحمه الله- وكان حاكماً للشارقة حينذاك، وكانت البسمة تعلو وجه الشيخ زايد وهو يستمع لكلمة الشيخ خالد: إننا أسرة واحدة قوية وكبيرة، نمتلك اقتصاداً وبترولاً وكوادر متعلمة ويمكننا أن ننشئ دولة قوية، وبعد هذا اليوم، بدأت مرافقتي للشيخ زايد في كل مكان داخل الدولة وخارجها.
وتحدث القدسي عن الثاني من ديسمبر 1971 وتفاصيل رفع العلم وقيام الاتحاد، والاجتماع الأول للمجلس الأعلى للاتحاد في الجميرا، وعن كلمة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مرحباً بالحكام والضيوف، وقد ألقاها بالإنابة عنه ابنه الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والجلسة المغلقة التي تبعت ذلك وما صدر عنها من قرارات.
ويستذكر القدسي أنه في يوم الخامس من نوفمبر 1975، وبعد عشاء إعلامي في قصر البحر مع الشيخ زايد، بادر أحد الإعلاميين بسؤاله: صاحب السمو، كيف يمكن تعزيز العمل الاتحادي أكثر فأكثر؟ فأجاب الشيخ زايد: كنت أتمنى أن أرى الإمارات تذوب ذوباناً وليس كيانات مستقلة. وكان يقف معنا -حينذاك- الإعلامي سعيد عمارة مدير إذاعة الشارقة الذي أبلغ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بما دار من حديث، وفي اليوم التالي، فوجئ الجميع -ومنهم الشيخ زايد- أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يعلن إلغاء كافة الدوائر المحلية ودمجها بالوزارات الاتحادية ويعلن إنزال علم الشارقة ليبقى علم الدولة فقط.
وفي اليوم الذي يليه انطلقت برفقة الشيخ زايد والشيخ مبارك بن محمد ومعالي أحمد خليفة السويدي، وعلي الشرفا مدير الديوان آنذاك نحو الشارقة حيث استقبل الوفد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وبعد جلسة قصيرة، توجه إلى إذاعة الشارقة، وتم عقد مؤتمر صحفي، تحدث فيه الشيخ سلطان عن هذه المبادرة، وأثناء مغادرة إذاعة الشارقة، سأل أحد الإعلاميين الشيخ زايد عن رأيه بالمبادرة ليرد بإيجاز: أتمنى أن تحذو باقي الإمارات حذو الشارقة.
كان ذلك في 7 نوفمبر 1975 وبعدها بأسبوع يوم 15 نوفمبر، التقى أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ومن جملة ما اتفقوا عليه كان إنزال علم كل إمارة وإبقاء علم الاتحاد خفاقاً في سماء الإمارات.
وفي الجزء الثاني من الندوة شارك الأديب والشاعر الدكتور طلال الجنيبي بقصائده التي تغنى بها في حب الإمارات وبعظمة قادتها، فبدأ بقصيدة "الإمارات في القلب"، ومنها: 
أمن تذكر أرض عشقها بدمي/ أسلمت نفسي لذكرى لامست شجني
هل لي بذكرى ما يعادلها/ ما لا يرام بهذا الكون من ثمن
تلك الإمارات نبع الخير مذ وجدت/ يا ترب عزتها من منشأ حسن
ويتغنى الشاعر في قصيدته هذه بحب كل إمارة وبجمالها. وفي قصيدته "زايد الخير" يقول: 
الشعر أنت وأنت الحرف والكلم/ يا من يحرر ما لا يتقن القلم
في حب زايد لا قولٌ يصادفنا/ يوفي محبة من تاقت له القمم
في فضل زايد تسمو كل مكرمة/ فالذكر يعلو وتعلو حوله الهمم
وقرأ الشاعر الدكتور طلال الجنيبي على الحضور، قصائد وطنية تتغنى قوافيها بقصة الاتحاد، وبالقادة الذين صنعوه وحافظوا عليه، وبحب دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة
وفي ختام الندوة كرم الأرشيف والمكتبة الوطنية المشاركين فيها.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمکتبة الوطنیة بن محمد القاسمی الشیخ زاید صاحب السمو

إقرأ أيضاً:

الأرشيف والمكتبة الوطنية يضيء على تجربته في"القاهرة للكتاب"

نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة متخصصة حول مفهوم الأرشيف وتطوره ودوره في خدمة التنمية والبحث العلمي، وذلك ضمن فعالياته المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، سلطت الندوة الضوء على تجربته في إثراء المعرفة وتطور البحث العلمي في ظل الانفتاح المعلوماتي والثورة التكنولوجية.

شارك في الندوة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، عبد الله ماجد آل علي ورئيس اتحاد الناشرين المصريين فريد زهران.
أوضحت الندوة أهمية الأرشيف في تعزيز الهوية الوطنية ودعم التنمية المستدامة، وأنه أداة أساسية لإنتاج المعرفة وتحقيق التقدم، وأن الاستثمار في الأرشيف وتطويره هو استثمار في مستقبل المجتمع، حيث يُمكن من خلاله فهم الماضي لبناء حاضر ومستقبل أفضل، والاهتمام بالأرشيفات مسؤولية وطنية لضمان استمرارية التنمية وصناعة القرارات المستنيرة.
وبيّنت الندوة لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الأرشيفات ليست مجرد مستودعات للمعلومات التاريخية، بل هي مصادر رئيسية تُغذي جهود التنمية والبحث العلمي؛ لا سيما وأن للأرشيف أنواع متعددة أهمها: الأرشيف الوطني، والأرشيف المؤسسي، والأرشيف الشخصي، والأرشيف الرقمي... وغيره.
 وذكرت إلى أن البحث العلمي يعتمد بشكل كبير على الأرشيف باعتباره مصدراً رئيسياً للمعلومات الموثوقة، وأن الأرشيف مذ تضافر مع التطور التكنولوجي الهائل صار يتضمن أشكالاً رقمية متنوعة تشمل: الوثائق الإلكترونية، الصور، التسجيلات الصوتية والمرئية، وحتى قواعد البيانات الكبيرة، ولم تعد فكرة "المكان" تقتصر على المخازن الفعلية أو الأرفف، بل توسعت لتشمل أنظمة التخزين السحابية والمنصات الإلكترونية التي تتيح الوصول إلى الوثائق عن بُعد.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا أصبحت شريكاً أساسياً للأرشيف في تحقيق أهدافه؛ إذ جعلت الوصول إليه أكثر سهولة وسرعة، وصار الأرشيف الرقمي يساعد في الحفاظ على الوثائق القديمة التي قد تتعرض للتلف أو الضياع، ويساعد أيضاً على تحليل البيانات بفضل التكنولوجيا، وصارت التكنولوجيا توفر أدوات بحث متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه تحليل الوثائق والبحث عن الروابط بينها بشكل أسرع وأكثر دقة.
وأظهرت الندوة دور الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يعدّ نموذجاً يحتذى به في كيفية توظيف الأرشيف لخدمة البحث العلمي والتنمية؛ إذ يوفر منصة رقمية شاملة تتيح للباحثين الوصول إلى الوثائق والمخطوطات ذات القيمة التاريخية العالية، ويُقدم دراسات وتقارير موثقة حول تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج، ما يثري المعرفة الأكاديمية ويدعم الطلاب والباحثين، ويعزز البحث التاريخي من خلال تنظيم المؤتمرات العلمية مثل مؤتمر الإمارات للتاريخ الشفاهي، مما يساعد في توثيق الروايات التاريخية غير المكتوبة، وفي مجال التنمية فهو يعزز  الهوية الوطنية من خلال توثيق التراث الإماراتي والمحافظة على الثقافة المحلية، فهو يُسهم الأرشيف في تعزيز الانتماء الوطني.

مقالات مشابهة

  • الليلة.. عرض خاص لفيلم "لأول مرة" في الشيخ زايد
  • الأشيف والمكتبة الوطنية يتناول محاور مئوية الإمارات
  • محمد بن سلطان: عام المجتمع مبادرة استثنائية
  • محمد بن سلطان بن خليفة: «عام المجتمع» مبادرة ترسخ قيم الإمارات
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يحتفي بشركائه الاستراتيجيين
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يضيء على تجربته في"القاهرة للكتاب"
  • حاكم الشارقة يصدر مرسوما أميريا بتعيين الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسةً لحي الشارقة للإبداع
  • حاكم الشارقة يصدر مرسوماً أميرياً بتعيين الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسةً لحي الشارقة للإبداع
  • سلطان يعين الشيخة حور رئيسةً لحي الشارقة للإبداع
  • مهرجان الشيخ زايد.. يحتفي بـ«عيد الربيع الصيني»