فتاوى تشغل الأذهان| حكم الجهر في الصلاة السرية منعا للسرحان.. هل أداء الفرض بعد الاستحمام مباشرة بدون وضوء صحيحة.. وما هي الثمانية أشياء التي أخفاها الله في ثمانية؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهانحكم الجهر في الصلاة السرية منعا للسرحان هل الصلاة بعد الاستحمام مباشرة بدون وضوء صحيحة؟ما هي الثمانية أشياء التي أخفاها الله في ثمانية؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي:
قالت دار الإفتاء أن الجهر في الصلاةِ الجهريةِ، والإسرار في الصلاة السريةِ سنة للإمامِ والمأمومِ؛ فمَن أسر في الصلاةِ الجهريةِ، أو جهر في الصلاةِ السريةِ سهوًا أو عمدًا؛ فصلاته صحيحه، وليس عليهِ سجود للسهوِ .
ومن جانبه قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إن قراءة القرآن بالصوت العالي في الصلاة السرية مكروه، ولا يؤثر على صحة الصلاة في شيء.
وفي ذات السياق، أرسل شخص سؤالًا الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية يقول فيه : " هل يجوز الجهر بقدر قليل في الصلاة السرية منعا للسرحان "؟ .
ورد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء، قائلًا: " نعم يجوز، و لا حرج في ذلك.
كما قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه في حال اغتسل الشخص ونسى استحضار نية الوضوء، فإنه لا يجوز الصلاة بدون وضوء في هذه الحالة.
وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «أحيانا اغتسل وأنسى استحضار نية الوضوء، فهل يجوز أن أصلى وأنا لم أتخذ نية الوضوء؟»، أنه إذا كان اغتسال تبرد فلا يجوز له الصلاة وعليه أن يتوضأ، مشيرا إلى أنه إذا كان اغتسالا لرفع الحدث فيجوز له الصلاة دون وضوء وإن لم ينو، لأن ما رفع كبيرة رفع صغيرة، فلو كان رفعا للحدث الأكبر ارتفع الحدث الأصغر وإن لم ينوه.
وتابع: وإذا كان الاغتسال للتبرد أو النظافة أو كان نافلة، فينبغي عليه استحضار نية الوضوء، منوها بأنه إذا لم يستحضرها فعليه أن يتوضأ.
كما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية لسابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هناك أمورا خبأها الله فى أمور حتى نكون دائما فى همة ونشاط فى العبادة، وننال رضا الله عنا.
وأضاف “جمعة”، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن سيدنا محمد الباقر قال لسيدنا جعفر الصادق رضى الله تعالى عنهما : يا بني : إن الله خَبّأ ثلاَثة أشياء في ثلاَثة : خبأ رضاه في طاعته فلاَ تَحْقِرَنَّ شيئاً من الطاعة فلعل رضاه فيه ، وخبأ سَخَطه في مَعْصيته فلاَ تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعاصي فلعل سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خَلْقه فلاَ تحقِرَنَّ أحدا من خلقه فلعله في ذلك .
فلأبد أن نلجأ إليه سبحانه وتعالى فهو الذي يقلب القلوب، وندعوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى حتى لا يكون الكلام هو مجرد دعاء بألفاظنا وألسنتنا وليس تعلق بالله بقلوبنا، نكون فيه ملتجئين إلى الله إلى أن يغيِّر حالنا إلى أحسن حال وأن يوفقنا أن نغير أنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.
1- اخفى اسمه الأعظم فى سائر الأسماء
2- اخفى السبع المثاني فى القرآن الكريم
3-أخفى ساعة الإجابة فى يوم الجمعة
4-أخفى ساعة الإجابة فى ثلث الليل الأخير
5-أخفى الصلاة الوسطى فى سائر الصلوات
6-أخفى أولياءه فى سائر البشر
7-أخفى الكبائر فى سائر الذنوب
8- أخفى ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان
كيف تصلي على النبي 100 ألف مرة في اليوم؟.. لن تستغرق دقيقة حديث الراقي والمسترقي .. وهل طلب الرقية يخرج من السبعين ألفا؟كما أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال مضمونة: لماذا جاء في بداية الفاتحة الحمد لله رب العالمين وليس أحمد الله رب العالمين ؟.
ليرد مرزوق عبدالرحيم، موضحا، ان السر في ابتداء الفاتحة ب ( الحمد لله رب العالمين ) وليس أحمد الله رب العالمين، فقد تعرض الفخر الرازي رحمه الله تعالى لهذه المسألة فقال: [اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ] إن الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ: ( اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ) لأن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻮﺟﻮﻩ:
أﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺪﻩ ﺃﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩا ﻗﺒﻞ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺒﻞ ﺷﻜﺮ اﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺆﻻء ﺳﻮاء ﺣﻤﺪﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﺪﻭا ﻭﺳﻮاء ﺷﻜﺮﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻭا ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻦ اﻷﺯﻝ ﺇﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺑﺤﻤﺪﻩ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻛﻼﻣﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻭاﻟﺜﻨﺎء ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﻭﺃﻧﻮاﻉ ﺁﻻﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ: اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻭاﺣﺪ ﺣﻤﺪﻩ ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﻤﺪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻤﺪا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ/ ﻟﻠﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻤﺪﻩ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ، ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺳﺌﻠﺖ: ﻫﻞ ﻟﻔﻼﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻌﻤﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻤﺪا ﺿﻌﻴﻔﺎ، ﻭﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ: ﺑﻞ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺨﻼﺋﻖ، ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﺑﺄﻛﻤﻞ اﻟﻤﺤﺎﻣﺪ.
ثالثها: ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻲ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻣﺘﻔﻀﻼ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ، ﻓﺈﺫا ﺗﻠﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ اﻟﻻﺋﻖ ﺑﺠﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﻣﺪا ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻓﻼ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮا ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻷﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻭﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﺎﺻﻞ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺸﺘﻐﻼ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ومن ثم فثبت ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ.
قال رحمه الله تعالى: ﻧﻈﻴﺮﻩ ذلك ﻓﻮﻟﻨﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ، ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻜﺬﻳﺐ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﻥ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ [اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ:1] ﻭﻟﻬﺬا اﻟﺴﺮ ﺃﻣﺮ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ ﺛﻢ ﻭﻗﻊ اﻟﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الصلاة السرية فی الصلاة السریة نیة الوضوء
إقرأ أيضاً:
سر الجمع بين كون القرآن هدى للمتقين وللناس.. عالم أزهري يوضح
أوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، سر الجمع بين كون القرآن هدى للمتقين وكونه هدى للناس.
فسر مرزوق عبدالرحيم، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ، ﺧﺼﺺ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻫﺪﻯ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺪاﻩ ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ اﻵﻳﺔ [ 2 \ 185].
وكيف نجمع بين المعنيين ونحل ذلك الإشكال؟، الجواب: وجه الجمع بينهما قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى ﻭﺟﻪ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ الهدﻯ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮءاﻥ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﺎﻡ، ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﺎﺹ، ﺃﻣﺎ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺇﺑﺎﻧﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ اﻟﻤﺤﺠﺔ، ﺳﻮاء ﺳﻠﻜﻬﺎ اﻟﻤﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺃﻣﺎ ﺛﻤﻮﺩ ﻓﻬﺪﻳﻨﺎﻫﻢ [ 41 \ 17]، ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻜﻮﻫﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻓﺎﺳﺘﺤﺒﻮا اﻟﻌﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪﻯ
[ 41 \ 17] .
ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻧﺎ ﻫﺪﻳﻨﺎﻩ اﻟﺴﺒﻴﻞ
[ 76 \ 3] ، ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺸﺮ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻣﺎ ﺷﺎﻛﺮا ﻭﺇﻣﺎ ﻛﻔﻮﺭا [ 76 \ 3] .
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ ﻓﻬﻮ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪﻯ اﻟﻠﻪ اﻵﻳﺔ[ 6] .
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻤﻦ ﻳﺮﺩ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻹﺳﻼﻡ [ 6 \ 125] .
ﻓﺈﺫا ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻫﻮ اﻟﺘﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭاﻝﻫﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﺇﺑﺎﻧﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ اﻟﻤﺤﺠﺔ، ﻭﺑﻬﺬا ﻳﺮﺗﻔﻊ اﻹﺷﻜﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ
[ 28 \ 56]، ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ، [ 42 \ 52] ، ﻷﻥ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻤﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ، ﻷﻥ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ: ﻭﻣﻦ ﻳﺮﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻓﻠﻦ ﺗﻤﻠﻚ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ [ 5 \ 41] .
ﻭالهدى اﻟﻤﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﺑﺎﻧﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﺤﺠﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻛﻨﻬﺎﺭﻫﺎ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺩاﺭ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ
[ 10 \ 25].