الحرة:
2025-03-01@09:22:30 GMT

أمطار غزة.. هل هي صالحة للشرب؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

أمطار غزة.. هل هي صالحة للشرب؟

"الحمد لله أنه سقانا من مياه المطر، الله يعلم بمعاناتنا فأنزل علينا المطر.. إنها مياه حلوة يا جماعة".. كلمات قالها طفل من غزة تعبيرا عن فرحته بعد طول حرمان من مياه الشرب نتيجة تضييق إسرائيل الحصار على القطاع ما أدى إلى نقص حاد في كل مستلزمات الحياة.

"غيث السماء" نزل على سكان غزة، بعد قطع إمدادات الماء منذ بدء الحرب التي شنتها إسرائيل على حركة حماس في السابع من أكتوبر ردا على الهجوم الدموي الذي نفذته الأخيرة، سارع الأهالي والأطفال إلى تعبئة الأوعية للارتواء بمياه عذبة أصبحت حلماً لهم في ظل عدم توفّر سوى المياه المالحة.

. وبالكاد.

لكن السؤال هل فعلاً مياه الأمطار صالحة للشرب والاستخدام أم أنها تلوثت قبل وصولها إلى الأرض بغبار القذائف والحرائق والركام، فأصبحت خطراً صحياً يهدد سكان القطاع؟

معاناة سكان غزة مع التلوث البيئي ليست جديدة لكنها تفاقمت بشكل كبير بسبب الحرب الدائرة، فقبل ذلك حذّر مركز "الميزان لحقوق الإنسان" من مخاطر استمرار تردي الوضع البيئي في القطاع "الذي يفتقر لمكونات البيئة النظيفة والصحية".

وقال المركز في بيان، في شهر يونيو "تتواصل معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على مياه مأمونة وكافية، حيث ينخفض استهلاك الفرد الفلسطيني عن الحد الأدنى بحسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر في اليوم، جراء القيود الإسرائيلية".

وبلغ معدل الاستهلاك اليومي للفرد في قطاع غزة 82.7 لترا، وإذا ما أخذ في الاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه المتوافقة مع المعايير الدولية تنخفض، كما ذكر المركز، إلى 21.3 لتراً فقط في اليوم.

وبعد هطول الأمطار، فإن معاناة سكان غزة ستزداد، بحسب ما توقعت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، بسبب "تعطل مضخات الصرف الصحي وشح المياه ما أدى إلى زيادة انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء والالتهابات البكتيرية".

وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت الأسبوع الماضي أنه تم تسجيل نحو 34 ألف حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر غالبيتها بين الأطفال تحت سن 5 سنوات. ويزيد ذلك المعدل بمقدار 16 مرة عما كان يُسجل شهرياً من قبل.

خطورة كبيرة

"أصبحت المتساقطات في جميع أنحاء العالم خطيرة نتيجة التلوث البيئي العالمي"، كما يقول رئيس حزب البيئة العالمي، الدكتور دومط كامل، وذلك "بسبب وجود مواد كيماوية وذرات بلاستيكية في الهواء، تحتوي على كميات مرتفعة من البلاستيكيات ومن ذرات البلاستيك والمواد الأخرى، التي تتسرب إلى المياه الجوفية. أما تبادل إطلاق النار بين حماس وإسرائيل فأدى إلى زيادة كثافة الملوثات الكيميائية والمعدنية للهواء لاسيما من المعادن الثقيلة كالرصاص، والكادميوم".

يشدد كامل في حديث لموقع "الحرة" على أنه "في الحروب لا انتصار لأي طرف من الناحية البيئية، وسواء في غزة أو إسرائيل فإن السكان يتنشقون الهواء الملوث بفعل القذائف والصواريخ، وسيزداد تلوث المتساقطات بفعل هذا الهواء بالتالي سسبب أضراراً بيئية جسيمة على المدى القصير والبعيد مهددة حياة الناس والكائنات الحية".

إذ ستؤدي كما يقول "إلى انتشار الأمراض كالإسهال والكوليرا والتهاب الكبد وحتى شلل الأطفال وكذلك إلى تلف الأعضاء وصولاً إلى الوفاة".

وكانت "سلطة جودة البيئة" أشارت إلى أن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة أدى إلى "إنتاج كميات هائلة من مخلفات الدمار والركام المختلطة بكميات كبيرة من النفايات الخطرة، لافتة إلى "تدمير البنية التحتية بما فيها شبكات ومحطات الصرف الصحي ونظم إدارة النفايات والمرافق الخاصة بالمياه ومرافق التزود بالطاقة بجميع أنواعها".

وشرحت في بيان أصدرته في الثامن من الشهر الجاري، بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب أن "إلقاء القذائف والمتفجرات يؤدي إلى إحداث خلل كبير بالتركيبة الجيولوجية التي قد تفاقم من سوء الوضع فيما يتعلق بالمياه الجوفية في قطاع غزة وما ينتج عنه من إنتاج كميات كبيرة من نفايات الهدم واختلاطها بالمواد الخطرة الناتجة عن القذائف".

لا تكمن الخطورة فقط في تجميع المتساقطات وشربها في غزة مباشرة خلال الحرب،" بحسب ما يؤكد رئيس جمعية "فكر وإنسان"، الدكتور حسن حجازي، ويشرح "تسحب مياه الأمطار المخلّفات الكيميائية من القنابل لاسيما الفسفورية ‏إلى المجاري المائية القريبة، وتستقر، في رواسب الأنهار ‏والأحواض المائية المحيطة، وتتسرب هذه الرواسب إلى التربة وتتركز فيها مما يؤدى لاحقاً إلى تجمعها في المزروعات وانتقالها إلى الناس مسببة الأمراض الخطيرة ولا سيما السرطان".

ويشدد حجازي في حديث لموقع "الحرة" على أنه "لا يمكن التخلص من الأثر السلبي للقنابل المحرمة دولياً خلال سنوات قليلة، فهو يمتد لسنوات طويلة وكذلك خطورته على صحة السكان وحياتهم". 

وسبق أن نفت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، الرائدة إيلا، في تصريحات لموقع "الحرة" استخدام أسلحة محرمة دولياً.

أضرار بالغة

خلال اجتماع لجنة الممثلين الدائمين لبرنامج الأمم المتحدة المنعقدة بتاريخ 31 أكتوبر في مقر الأمم المتحدة في نيروبي، قدّم السفير الفلسطيني والمراقب الدائم لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة حازم شبات بياناً أوضح فيه أن النفايات الناتجة عن المخلفات الطبية في غزة لا تزال دون معالجة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة. 

كما تناول شبات ما أشارت إليه التقارير الدولية حول "حجم المتفجرات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي وأثرها التدميري على كل جوانب الحياة في قطاع غزة وما تناولته حول احتمالية استخدام الفسفور الأبيض الذي يعد سلاحاً محظورا دولياً بسبب أضراره البالغة على حياة المدنيين والبيئة الفلسطينية على المديين القريب والبعيد".

وأشار أيضاً إلى مقررات الأمم المتحدة التي تؤكد على حق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، وعلى أهمية حماية البيئة في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح، ومبدأ إعلان ريو حول البيئة والتنمية لعام 1992.

"ولمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة في غزة"، تلقت الأونروا الأربعاء نحو 23,027 لتر من الوقود، إلا أن هذه الكمية تشكل فقط 9 في المئة فقط من احتياجها اليومي، كما قال مدير شؤون وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت.

وذكر وايت على موقع "إكس" أن السلطات الإسرائيلية قيّدت استخدام الوقود ليقتصر فقط على نقل المساعدات من رفح، بحيث لا يستخدم للمستشفيات أو لتوفير المياه.

Just received 23,027 LT of fuel from Egypt (half a tanker) – but its use has been restricted by Israeli authorities - only for transporting aid from Rafah.
No fuel for water or hospitals
This is only 9% of what we need daily to sustain lifesaving activities@UNRWA #Gaza

— Thomas White (@TomWhiteGaza) November 15, 2023

وأضاف المسؤول الأممي أن نفاد الوقود أدى إلى توقف جميع مضخات الصرف الصحي الثلاث في رفح، ومحطة تحلية المياه في خانيونس التي توفر المياه لمئات آلاف الأشخاص، وقال إن جميع الآبار في رفح، وهي المصدر الوحيد للماء في المدينة، قد توقفت عن ضخ المياه بسبب نفاد الوقود. 

من جانبه شدد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني على أنه "بنهاية اليوم لن يتمكن نحو 70 في المئة من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة". وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن "الحصول على الوقود للشاحنات فقط، لن ينقذ حياة الناس بعد الآن، وأن الانتظار أكثر من ذلك سيؤدي إلى وقوع خسارة في الأرواح".

Our entire operation is now on the verge of collapse.

By the end of today, around 70 % of the population in #Gaza won’t have access to clean water.

To have fuel for trucks only will not save lives anymore. Waiting longer will cost lives.

— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) November 15, 2023


واستنكر لازاريني "استمرار استخدام الوقود كسلاح للحرب"، وقال إن الأونروا ناشدت على مر الأسابيع الخمسة الماضية، الحصول على الوقود لدعم العملية الإنسانية في غزة. وذكر أن شح الوقود يشل عمل الأونروا وتوصيل المساعدات.

وقال إن الأونروا تحتاج إلى 160 ألف لتر من الوقود يومياً للعمليات الإنسانية الأساسية، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى السماح فوراً بتوصيل الكمية الضرورية من الوقود وفق ما يحتمه القانون الدولي الإنساني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی قطاع غزة الحصول على سکان غزة أدى إلى فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضبط طن طحينة غير صالحة داخل مصنع بدون ترخيص بالخانكة

تمكنت مديرية الصحة بالقليوبية، من ضبط مصنع لإنتاج الطحينة بدون ترخيص بناحية الخانكة بالقليوبية، وتم التحفظ على طن من الطحينة الغير صالحة داخل المصنع واتخاذ الإجراءات اللازمة.

يأتي ذلك في إطار حرص المديرية على مراقبة المنشآت الغذائية من أجل التأكد من وصول غذاء آمن للمستهلك بتوجيهات الدكتور أسامة الشلقاني وكيل وزارة الصحة بالقليوبية.

وأوضح بيان صادر من مديرية الصحة بالقليوبية، أنه تم القيام بحملة مكبرة من قسم إدارة مراقبة الأغذية بالمديرية أسفرت عن ضبط طن طحينة بها تغيرات بخواصها الطبيعية ومجهولة المصدر ويتم تصنيعها داخل منشأة غير مرخصة وتفتقد للشروط الصحية المقررة وتم تحرير محضر لعدم استيفاء المصنع للشروط الصحية وتحرير محاضر جنح للمشتغلين بالأغذية دون حملهم شهادات صحية.

وأوصت اللجنة بغلق المنشٱة لإدارتها بدون ترخيص من الجهات المختصة ووجود نقص حاد بالاشتراطات الصحية يرتقي الي حدوث خطرا داهما علي الصحة العامة وصحة المواطنين.

شارك في الحملة إيهاب الفريد رئيس مكتب أغذية الخانكة، وصلاح فام ومحمد حمدى ومينا يوسف مفتشى الأغذية.

مقالات مشابهة

  • ضبط لحوم خيول غير صالحة للاستهلاك الآدمي في بني سويف
  • "بيطري المنوفية": ضبط نصف طن أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي
  • إتلاف ستة أطنان من الأغذية الفاسدة في الحديدة ضمن حملة رقابية مشددة
  • إسرائيل: تسهيل مغادرة سكان غزة عبر ميناء أسدود
  • مياه المنوفية: تنفيذ أنشطة التوعية المائية بترشيد استهلاك المياه بالمدارس
  • «مياه الأقصر» تعلن أماكن وجود سيارات المياه في ظل الانقطاع الذي يضرب المحافظة
  • ضبط طن طحينة غير صالحة داخل مصنع بدون ترخيص بالخانكة
  •  الهجرة الدولية: معظم سكان غزة فقدوا كل شيء 
  • شاهد.. كيف احتفل سكان في تعز بالشعبانية هذا العام
  • مصنع تحلية مياه البحر كدية الدراوش.. الرئيس تبون يتابع عرضا يُبرز التحديات التي واجهت هذا المشروع